احتفلت كنيسة القديسين بطرس وبولس للروم الملكيين الكاثوليك في البترون بعيد شفيعي الرعية، وترأس رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار جاورجيوس ضاهر قداس العيد وعاونه الارشمندريت الياس البستاني، كاهنا الرعية الأب بولس مارديني والأب يوحنا الحاج بطرس. كما شارك بالقداس الكهنة: خليل الشاعر، باسيليوس غفري، جورج ديب، عبدالله السكاف، بيار صعب، ألبير نصر ومارسيلينو عسال، في حضور مدير معهد العلوم البحرية والتكنولوجيا marsati  في البترون السفير اسطفان عسال، مخاتير مدينة البترون، فاعليات ورؤساء جمعيات ومؤسسات وحشد من المؤمنين.

  

وبعد تلاوة الانجيل المقدس، ألقى المطران ضاهر عظة بعنوان "يا سمعان بن يونا، أتحبني" وقال فيها: "يسعدني جداً أن ألتقي بكم مساءَ هذا اليوم في عيد القديسين بطرس وبولس شفيعي كنيستِكم ورعيّتِكم، وهذه المرة الأولى الذي نحتفل في هذه الكنيسة التي نأمل أن ننتهي من إنهاء الأعمال فيها لتصبح ملجأً لجميع المؤمنين. وأحيّي كلَّ واحدٍ منكم وأحيّي بخاصة كاهنَ الرعية قدس الأب بولس مارديني ومعاونه الأب يوحنا الحاج بطرس وجميع الذين يساعدونه في ادارةِ الرعية وتنشيطِها، وأحيّي كلَّ إنسانٍ مسيحيٍ مؤمنٍ ملتزمٍ وغيورٍ على خدمة الكنيسة والنفوس".

واضاف: "تأتي الذكرى السنوية لعيد القديسين بطرس وبولس في 29 حزيران شفيعي هذه الكنيسة المقدسة، وتعتبر حدثاً مهماً في الكنيسة وخاصة لبطريركية إنطاكية وسائر المشرق التي يُعتبَر بطريرُكها خليفةً في كرسيه للرسولين العظيمين اللذين يعتبران بحق، هامَتَي الرسل ومؤسِّسَي الكنيسة. نبدأ بلفت النظر إلى أن معظم تذكارات القديسين مخصّصة لكلٍّ منهم إفراديا (القديس نيقولاوس، جاورجيوس... الخ). هذه الذكرى تجمع القديسَين في نهارٍ واحد وللأمر مغزى كبير وعبرة. لقد كان الرجلان مختلفين في كثير من الأمور، فبولس كان ذا ثقافة عالية، وبخاصةً في مجال الشريعة، بينما كان بطرسُ شبهَ أمّي يزاول مهنةَ صيدِ السمك. وكان بولسُ من عائلةٍ ذاتِ نسبٍ رفيع بينما أتى بطرس من عائلةٍ متواضعة، الأول كان روماني الجنسية، بينما كان الثاني يهودياً بسيطاً. إلا أنَّ ما يجمعُ هذين العظيمين هو اندفاعَهُما العظيم وغيرتَهما وتحمّلَّهما المشاق في سبيل البشارة، ومحبّتَهما خاصةً لبعضِهما البعض، واستشهادَهما في سبيل إيمانها. لذا قليلاً ما نراهما إفرادياً في أيقوناتٍ مخصّصةٍ لكلٍّ منهما وغالباً نراهما إمّا في عناقٍ محبٍّ أو يحملان مجسماً يمثل الكنيسة".

وقال: "إنّ الفرقَ بينَهما شاسعٌ، حيث أنّ الرسول بطرس كان منذ البدايةِ تلميذاً مخلصاً للمسيح وكان شاهداً على كل ما كان يحدث حول المسيح منذ بدايةِ خروجِه إلى الكرازة. وعلى العكس، كان الرسول بولس عدواً للمسيح وخصماً له، إذ أنه لم يكن يؤمن به كمسّيا ويعتبره نبياً كاذباً، فخرج إلى الكرازة ليس للتبشير بالإنجيل، بل ليضطهدَ المسيحيين. فما الذي جرى لهذا وذاك؟

كان الرسلُ الاثنا عشر كلُّهم قد عرفوا المسيح منذ البداية، وأودُّ أن أقولَ إنهم كانوا قد عرفوه قبل أن يبدأ عملَه التبشيري وخدمتَه للعالم. فعلى سبيل المثال نحن نعرف أن نثنائيلَ كان يعيش في قانا الجليل على بعد كيلومترات معدودة من المكان الذي وُلد فيه المسيح، كما كان باقي الرسل قد قضوا طفولتَهم وشبابَهم ليس بعيداً عن هناك. وبرز منهم الرسول بطرس بأنه كان أوّل من اعترف بالمسيح كابنٍ الله، كالإله الذي جاء إلى الأرض بجسده ليكون تجسّداً للمحبّةِ الإلهية ويبذل حياته لخلاص العالم.

كان الرسولُ بولس مضطهِداً، ولم يكنْ يؤمن بالمسيح سابقاً وكان يكرهُه ويضطهدُه، وجد نفسَه فجأةً وجهاً لوجه مع المسيح القائم من بين الأموات. كان جميع الرسل شهوداً على حياةِ المسيحِ وصلبِه وموتِه ولكنهم قابلوه فورَ قيامتِه، أما بولس فقابله بعد فترة من الوقت فأصبح إنساناً مختلفاً تماماً بعد ذلك اللقاء. إنه بذل كلَّ حياتِه ليبشّر بالمسيح المصلوب والقائم، بحسب قوله. إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلةٌ كرازتُنا وباطلٌ أيضاً إيمانُنا (1كو 15: 14). يمكن فهم هذا الكلام بسهولة: فلو لم يكن المسيح قد قام، لوجدنا أنفسَنا نعيشُ في كذبٍ وخيالٍ، في عالمٍ غير حقيقي، في عالمِ الهذيان".

أضاف: "هذان هما الرسولان اللذان نقيمُ تذكارَهما. لم يكن الرسولُ بطرس رجلاً مثالياً من كل النواحي، شأنُه شأنُ الرسول بولس. كان الرسلُ كلُّهم أناساً طبيعيين حقيقيين، وعندما تمَّ القبضُ على المسيح في بستان جتسيماني ومحاكمتِه إمتلَكَهم الخوف فهربوا. أما بطرس فكان قد أنكره. ولكن فيما بعد أصبحوا مبشّرين عديمي الخوف، ولم يكن من الممكن أن يفصلَهم عن المسيح لا العذابَ ولا الصلبَ ولا السجن. كانوا يبشّرون فأصبحت تلك الكرازة بالفعل ما يسمّيها بولس الرسول: إيمانُنا الذي غلب العالم. وها نحن نحتفل بعيدهم مبتهجين بلقاء المضطهِد المتعصّب والمؤمن منذ البداية في إيمان واحد وهو الإيمان بانتصار المسيح بالصليب والقيامة".

وتابع:" والقديس بولس الذي ظهر حولَه نورٌ من السماء سقط على الأرض وسمع صوتاً قائلاً له: شاول، شاول لماذا تضطهدني وعَلِمَ أنّه المسيح فنهض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر أحداً. واقتيد إلى دمشق حيث ذهب إلى الرسول حنانيا بعد رؤيا وتكليفٍ من يسوع ليبشِّرَ شاول ويسقط الغشاوة (عمى القلب!) عن عينه ويعمّدَه. لذا نراه يشدّدُ في رسائله على رحمة الله تجاهَ جميع البشر، كونُه اختبر هذه الرحمة المعطاة للجميع بدون شرط. وقد بشّر بأنَّ الإنسان يتبرّر أمام الله بالإيمان وليس بالأعمال حصراً لأن الخلاص (من الخطيئة، من الأنا) معطى مجاناً عبر رحمةِ الله في المسيح يسوع. ورأى أن صليبَ المسيح هو مجدُ الله ووسيلةُ الفداء ومصالحةُ الناس مع الله ومع بعضهم البعض".

وأردف: "فباسم المحبة التي تجمعُنا مع القديسين بطرس وبولس، جئتُ بكلمتي هذه، طالباً شفاعةَ وبركةَ وجرأةَ القديسين بطرس وبولس، ومعايداً ومصافحاً جميعَ المشتركين معنا في هذه الذبيحة الالهية وجميع الذين يُقيمون هذا العيد أو الذين يحملون اسمَ بطرس أو بولس، وأخصُّ بالمعايدةِ الصادقة كاهنَ هذه الكنيسة قدسَ الأب الحبيب بولس مارديني متمنّياً له دوامَ الصحةِ والعافية والعملِ على خدمةِ النفوس، كما أتقدّم بالمعايدة القلبية لجميع أبناء هذه الرعية المباركة الحاضرين منهم والغائبين، متمنّياً لهم جميعاً الصحةَ والعافية، والمزيدَ من التقدّم والتعاون والعطاء لما فيه خيرِ الكنيسة الطائفة والناسِ والعباد. وواجبٌ علينا أن نستذكرَ بالصلاةِ والرجاءِ، جميعَ الذين رقد منهم على رجاء القيامة".

وشكر "جميعَ الذين سهروا على تنظيم وتحضير هذا الإحتفال الكنسي الرائع، وعلى رأسهم لجنةَ الوقف والجوقة والشبيبة وجميعَ أبناءِ الرعيّة دون استثناءِ أحد، كما أشكر رجالَ الصحافةِ والإعلام المقروء والمسموع والمرئي وشكري الكبير لكلِّ ضبّاط وعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والشرطة البلدية". 

وختم مصليا: "ربي وإلهي أنت تعلم أني أحُّبك، وقد وضَعْتَني في مصافِ الإثني عشر رسولاً، فأضرعُ إليك أن تكون دائماً معي، وتقولَ لي ما قلتَه لبطرس الرسول: "إرعَ خرافي، إرعَ نعاجي". ولا تخف فأنا معك". آمين".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لم یکن ما کان

إقرأ أيضاً:

رئيس الحكومة: المغرب أصبح مركزا إقليميا للطاقة الخضراء

زنقة 20 ا الرباط

ترأس رئيس الحكومة، اليوم الخميس، اجتماع لجنة القيادة المكلفة بـ”عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث تم الإعلان عن إنتقاء خمسة مستثمرين وطنيين ودوليين لإنجاز ستة مشاريع كبرى بالجهات الجنوبية الثلاث للمملكة.

وفي تصريح للصحافة أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بأن الكلفة المالية لهذه المشاريع تبلغ 319 مليار درهم، وستشمل إنتاج الأمونياك والوقود الاصطناعي والفولاذ الأخضر، مما يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للطاقة الخضراء.

وأضاف عزيز اخنوش، أنه تم اختيار المستثمرين وفق منهجية علمية وشفافة، تضمن شراكة متوازنة ومستدامة بين مختلف الفاعلين.

وشدد رئيس الحكومة أن عملية انتقاء المشاريع تمت في إطار “عرض المغرب” ستظل مفتوحة أمام المستثمرين الراغبين في الانخراط في هذا المجال، ما يعكس التزام المملكة بتطوير قطاع الطاقات المتجددة وتعزيز استقطاب الاستثمارات الكبرى لدعم التحول الطاقي والتنمية المستدامة.

ويمثل هذا الإجتماع الذي ترأس  رئيس الحكومة عزيز أخنوش خطوة محورية واساسية في استراتيجية المغرب لتعزيز ريادته في قطاع الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، وجذب استثمارات كبرى لدعم التنمية المستدامة بالمملكة المغربية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الحكومة: المغرب أصبح مركزا إقليميا للطاقة الخضراء
  • في حديثه الروحي.. الأنبا كيرلس: القلب المفتوح لسكنى السيد المسيح يعمل بالحب والسلام
  • الفاتيكان: رسالة صوتية من البابا فرنسيس تبث في ساحة القديس بطرس
  • المملكة ترأس أعمال اجتماع لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة
  • قداسة البابا تواضروس يواصل سلسلة ثنائيات في أمثال المسيح باجتماع الأربعاء
  • الكاردينال مارشيلو سيميرارو يترأس صلاة الوردية في ساحة القديس بطرس للدعاء للبابا
  • قداس أربعاء الرماد 2025 في الصرح البطريركي بقيادة المطران وليم شوملي
  • الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل ترأس السيسي قمة فلسطين
  • رئيس بلدية بيت ساحور يشارك في تدشين كنيسة القديسين جيروم ونيقولاس
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل اليوم بـ 4 مناسبات مختلفة.. تعرف عليها