سامي عبد الرؤوف (دبي)
حددت السياسة الوطنية لتعزيز أنماط الحياة الصحية، 16 إجراء ومقترحاً للحد من استهلاك الغذاء غير الصحي و15 إجراء لتحفيز النشاط البدني الصحي لمختلف فئات المجتمع وفقاً للمحددات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفي مختلف البيئات. 
وأكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أهمية الوقاية والتصدي لعوامل الاختطار القابلة للتغير المرتبطة بأمراض نمط الحياة ومحدداتها الاجتماعية والاقتصادية، مشيرة إلى أنه اتخذت العديد من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين السلوك الغذائي والبدني ومكافحة التبغ لجميع فئات المجتمع باتباع نمط حياة صحي.

 
وأشارت السياسة الوطنية لتعزيز أنماط الحياة الصحية التي أعدتها الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية والمختصة الأخرى على مستوى الدولة، إلى أن هناك حاجة ملحة لجهود مكثفة نحو تعزيز النشاط البدني، وخفض السلوك المتسم بكثرة الجلوس، وتحسين العادات الغذائية ومكافحة التدخين لدى فئات المجتمع كافة من أجل خفض مخاطر الأمراض المرتبطة بأنماط الحياة غير الصحية. 
وتفصيلاً، ذكرت السياسة الوطنية لتعزيز أنماط الحياة الصحية، أن من بين إجراءات العمل الخاصة بالحد من استهلاك الغذاء غير الصحي، التي قامت بها الجهات المختصة، توفير النماذج والأساليب المناسبة لكي تشكل التدخلات الخاصة بالنظام الغذائي والنشاط البدني عنصراً متكاملاً من عناصر الرعاية الصحية في القطاع الصحي في الدولة. 
ولفتت إلى تبني برامج الصحة العامة وفق أفضل المعايير العلمية لتحسين العادات الغذائية لمختلف فئات المجتمع وفقا للمحددات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفي مختلف البيئات، مثل بيئة العمل والدراسة والتجمعات الاجتماعية، والتركيز على الفئات الأكثر عرضة لخطر الأغذية غير الصحية وكذلك التركيز على فئة الشباب. 
وأشارت إلى خفض معدل تناول الأشخاص للأطعمة الغنية بالملح (الصوديوم)، وخفض معدل تناول الأشخاص للأطعمة الغنية بالسكر، وزيادة استهلاك الفواكه والخضراوات، وكذلك خفض معدل تناول الأشخاص للأطعمة الغنية بالدهون المتحولة. 
معايير توجيهية 
وذكرت أنه تم وضع معايير على مستوى الدولة ومبادئ توجيهية وتوصيات للمجتمع بصفة عامة ولمنتجي ومستوردي الأغذية بصفة خاصة، وذلك بما يتعلق بخفض مستوى الملح أو الصوديوم في الأغذية سابقة التعبئة أو المجهزة وتخليص - بقدر المستطاع- الإمدادات الغذائية تماما من الأحماض الدهنية المهدرجة (والاستعاضة عنها بالأحماض الدهنية غير المشبعة)، بالإضافة إلى خفض محتوى الأغذية والمشروبات من السكريات الحرة والمضافة. 
وأكدت تكثيف الجهود المبذولة لتعزيز أنماط الحياة الصحية للفئات المعرضة لمخاطر أنماط الحياة غير الصحية، وضمان التغذية الصحية في مراحل العمر المبكرة ومرحلة الطفولة، بما في ذلك تشجيع الرضاعة الطبيعية. 
وشددت السياسة الوطنية لأنماط الحياة الصحية، على تنفيذ بنود التشريعات حول الغذاء بشأن تغذية الرضع والأطفال وتطبيق المدونة الدولية لبدائل الألبان وإلزام كافة مستشفيات الأطفال والنساء بأن تكون مستشفيات صديقة للأطفال، بالإضافة إلى تطبيق اللوائح الخاصة بتسويق الأغذية غير الصحية والمشروبات السكرية للأطفال مع وجود إطار للرصد والتقييم. 

أخبار ذات صلة سفير المملكة المتحدة: ندعم الإمارات خلال «COP28» ونتطلع إلى مشاركة بارزة في مؤتمر المناخ الابتكار الزراعي.. قاطرة «الاستدامة» في زراعة وإنتاج نخيل التمر

وأفادت بأنه تم اتخاذ إجراءات للحد من الترويج المباشر وغير المباشر للأطعمة غير الصحية وتبني التدخلات التنظيمية للسيطرة على استهلاك الأطعمة والمشروبات غير الصحية كضريبة السلع المختارة للأطعمة غير الصحية وإعداد لوائح للحد من الترويج والاستهلاك غير المفرط للأغذية غير الصحية. 
ونبهت إلى تعزيز المحفزات السلوكية نحو الخيارات الغذائية غير الصحية وتعزيز الحصول على الخيارات الغذائية الصحية وتنوعها، مشيرة إلى تحفيز التثقيف الصحي الموجه لمختلف فئات المجتمع وفقاً للمحددات الاجتماعية والاقتصادية، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة لخطر الأغذية غير الصحية، والتركيز على فئة الشباب والمرأة.
النشاط البدني 
تطرقت السياسة الوطنية لأنماط الحياة الصحية إلى إجراءات مكافحة قلة النشاط البدني من خلال تبني برامج الصحة العامة وفق أفضل المعايير العالمية لتحفيز النشاط البدني الصحي لمختلف فئات المجتمع وفقاً للمحددات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفي مختلف البيئات، مؤكدة وضع المبادئ التوجيهية الوطنية وتنفيذها بشأن النشاط البدني المعزز للصحة. 
وتطرقت إلى تعزيز النشاط البدني، من خلال أنشطة الحياة اليومية، بالتعاون مع القطاعات المعنية، وإدراج النشاط البدني في سياسات القطاعات الأخرى ذات الصلة لضمان اتساق السياسات وخطط العمل وتكاملها، وكذلك التحفيز السلوكي لجعل النشاط البدني بصوره المختلفة جزءاً مهماً من الروتين اليومي. 
وأكدت أهمية استخدام وسائل الإعلام لإذكاء الوعي بشأن فوائد ممارسة النشاط البدني ونشر ثقافة النشاط البدني المستمر. 
وشددت على ضرورة جعل المشي وركوب الدراجات وسائر أشكال الانتقال القائمة على الحركة متاحة ومأمونة للجميع، وتشجيع المجتمع على التخلي عن بعض السلوكيات غير الداعمة لمساهمة المرأة في الأنشطة الرياضية، وذلك لتعزيز المساواة بين الجنسين في هذا المجال، وتقديم التربية الرياضية الجيدة التي تدعم اتباع الأطفال لأنماط السلوك التي تجعلهم يحافظون على النشاط البدني طوال حياتهم. 
وأوضحت أن من بين الاقتراحات الموجودة، إخضاع الإجراءات الرامية إلى تعزيز النشاط البدني للرصد وتعزيز ممارسة النشاط البدني بصورة صحيحة ومن دون استخدام المواد الضارة، وكذلك رصد الممارسات الخاطئة في الصالات الرياضية مثل استخدام المكملات الغذائية أو المواد المحظورة لما لها من أضرار على الصحة البدنية، والتدقيق على المنشورات الدعائية لهذا المواد بالتعاون مع الجهات المعنية.
وأشارت إلى إنشاء منصة رياضية معتمدة وتزويدها بالممارسات والإرشادات الصحية بحسب المعايير العلمية المعتمدة، وتخصيص مراكز رياضية للفئات المعنية المختلفة لممارسة الأنشطة البدنية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: النشاط البدني الإمارات السیاسة الوطنیة النشاط البدنی غیر الصحیة غیر الصحی

إقرأ أيضاً:

من الحالات المزمنة لـ الصحة العقلية.. أسباب إجراء اختبار جيني شخصي

برزت الاختبارات الجينية الشخصية كأداة تحويلية في مجال الرعاية الصحية الحديثة، حيث تقدم رؤى عميقة حول التركيب الجيني الفردي الذي يمكن أن يؤثر على مجموعة واسعة من الاعتبارات الصحية، من الحالات المزمنة إلى الصحة العقلية. 

يسمح هذا التقدم باتباع نهج أكثر دقة ومخصصًا للرعاية الصحية، مما يؤدي بشكل أساسي إلى تحويل النموذج من الطب التفاعلي إلى الطب الاستباقي.

فيما يلي بعض الأسباب المقنعة للتفكير في اختيار الاختبار الجيني الشخصي:

الحالات المزمنة وتقييم مخاطر الأمراض

يوفر الاختبار الجيني الشخصي تقييمًا شاملًا للاستعداد الموروث للأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وأنواع مختلفة من السرطان.

ومن خلال تحليل العلامات الجينية المرتبطة بهذه الحالات، يكتسب الأفراد رؤى قيمة حول مدى قابليتهم للتأثر وعوامل الخطر. 

يتيح الاكتشاف المبكر من خلال الاختبارات الجينية اتخاذ تدابير استباقية مثل تعديلات نمط الحياة والفحوصات المنتظمة والاستراتيجيات الوقائية المستهدفة. 

هذا النهج الاستباقي لا يخفف من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة فحسب، بل يعزز أيضًا النتائج الصحية العامة من خلال تمكين التدخلات في الوقت المناسب وخطط الإدارة الشخصية.

التنبؤ بمخاطر السرطان وإدارتها

تلعب الاختبارات الجينية دورًا حاسمًا في تحديد متلازمات السرطان الوراثية، مثل طفرات BRCA، والتي تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض وسرطانات أخرى.

وبالنسبة للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان أو استعدادات وراثية معروفة، توفر الاختبارات الجينية معلومات مهمة للكشف المبكر وبروتوكولات فحص السرطان الشخصية. 

علاوة على ذلك، فإنه يوجه القرارات المتعلقة بالتدابير الوقائية مثل العمليات الجراحية الوقائية أو العلاجات المستهدفة، وبالتالي تحسين فعالية العلاج، ومعدلات البقاء على قيد الحياة، ونوعية الحياة.

علم الوراثة الدوائية والطب الشخصي

أحد التطبيقات الواعدة للاختبارات الجينية هو علم الوراثة الدوائي، والذي يركز على كيفية تأثير الاختلافات الجينية على استجابة الفرد للأدوية. 

من خلال تحليل العلامات الجينية المشاركة في استقلاب الدواء وفعاليته، يساعد الاختبار الدوائي الوراثي مقدمي الرعاية الصحية على تحسين اختيار الدواء والجرعة وخطط العلاج المصممة خصيصًا للملف الجيني لكل مريض. 

يقلل هذا النهج الشخصي من التفاعلات الدوائية الضارة، ويعزز النتائج العلاجية، ويحسن سلامة المرضى من خلال ضمان فعالية الأدوية وتحملها بشكل جيد.

الأمراض النادرة والحالات غير المشخصة

تعتبر الاختبارات الجينية مفيدة في تشخيص الأمراض النادرة والحالات غير المشخصة والتي تتميز بأعراض معقدة وبعيدة المنال. 

ومن خلال تسلسل الجينوم الكامل أو الإكسوم، يمكن للاختبارات الجينية تحديد الطفرات الجينية المسؤولة عن هذه الحالات، مما يوفر للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية معلومات تشخيصية مهمة.

يتيح التشخيص المبكر الذي يتم تسهيله عن طريق الاختبارات الجينية التدخلات في الوقت المناسب، واستراتيجيات الإدارة المناسبة، والوصول إلى الرعاية المتخصصة أو التجارب السريرية. 

كما أنه يخفف من الرحلة التشخيصية وعدم اليقين الذي يواجهه غالبًا الأفراد الذين يعانون من أعراض طبية نادرة أو غير نمطية.

الصحة النفسية والرؤى السلوكية

يقدم الاختبار الجيني الشخصي نظرة ثاقبة حول الاستعداد الوراثي لاضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب ثنائي القطب والفصام. 

ومن خلال تحليل العلامات الجينية المرتبطة بهذه الحالات، يمكن للاختبارات الجينية تحديد الأفراد المعرضين لخطر متزايد أو الذين قد يستفيدون من استراتيجيات التدخل المبكر. 

تُعلم هذه المعلومات خطط العلاج الشخصية واختيارات الأدوية والتدخلات النفسية المصممة خصيصًا للملف الجيني لكل مريض. 

وتساهم الاختبارات الجينية أيضًا في الحد من الوصمة المحيطة بالصحة العقلية من خلال التأكيد على الأساس البيولوجي لهذه الاضطرابات وتعزيز الرعاية الرحيمة القائمة على الأدلة.

الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة

تلعب الاختبارات الجينية دورًا محوريًا في الصحة الإنجابية من خلال تقييم الاضطرابات الوراثية الموروثة التي يمكن أن تؤثر على النسل. 

يوفر اختبار ما قبل الحمل والاختبار الجيني قبل الولادة للآباء المحتملين معلومات حول حالة حاملي الأمراض الوراثية مثل التليف الكيسي أو مرض الخلايا المنجلية أو مرض تاي ساكس. 

تتيح هذه المعرفة اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تنظيم الأسرة، بما في ذلك خيار الاستشارة الوراثية، أو تقنيات الإنجاب مثل التخصيب في المختبر (IVF) مع الاختبار الجيني قبل الزرع، أو التشخيص قبل الولادة. 

ومن خلال تحديد المخاطر الجينية في وقت مبكر، تعمل الاختبارات الجينية على تمكين الأزواج من اتخاذ خيارات مستنيرة لتحسين صحة الأجيال القادمة.

الاعتبارات الأخلاقية والاستشارات الوراثية

إن دمج الاختبارات الجينية الشخصية في ممارسات الرعاية الصحية يثير اعتبارات أخلاقية مهمة تتعلق بالخصوصية، والموافقة المستنيرة، والاستخدام المسؤول للمعلومات الجينية. 

وتلعب الاستشارة الوراثية دورًا حاسمًا في هذه العملية من خلال تزويد الأفراد بالدعم الشامل والتعليم والتوجيه فيما يتعلق بنتائج الاختبارات الجينية الخاصة بهم. 

ويساعد المستشارون الوراثيون المرضى على فهم الآثار المترتبة على الاختبارات الجينية، وتفسير عوامل الخطر، والتنقل بين القرارات الطبية المعقدة، ومعالجة المخاوف النفسية والاجتماعية. 

ومن خلال تعزيز المعايير الأخلاقية واستقلالية المريض، تضمن الاستشارة الوراثية حصول الأفراد على رعاية صحية شخصية بطريقة تحترم قيمهم وتفضيلاتهم وسريتهم.

تطوير الأبحاث والابتكار في مجال الرعاية الصحية

إلى جانب الرعاية الفردية للمرضى، تساهم الاختبارات الجينية الشخصية في تطوير الأبحاث الطبية والابتكار في مجال الرعاية الصحية. 

ومن خلال تجميع البيانات الجينية مجهولة المصدر من مجموعات سكانية متنوعة، يمكن للباحثين استكشاف آليات المرض، وتحديد العلامات الجينية الجديدة، وتطوير علاجات مستهدفة أو تدخلات وقائية. 

ويعمل هذا الجهد التعاوني على تسريع الاكتشافات العلمية، وتعزيز المعرفة الطبية، وتعزيز تطوير مناهج الطب الدقيق التي تعد بإحداث ثورة في علاج الأمراض المعقدة وتحسين نتائج صحة السكان.

مقالات مشابهة

  • باحث: ثورة 30 يونيو شكلت المشهد الزراعي في مصر
  • دورة للمنشآت السياحية في بعلبك للحفاظ على سلامة الغذاء
  • من الحالات المزمنة لـ الصحة العقلية.. أسباب إجراء اختبار جيني شخصي
  • "جمعية إحسان" تناقش المشروعات المستقبلية وتعزيز الخدمات
  • النشاط البدني يساعد في تقليل خطر الإصابة بالنوبة القلبية
  • حملات تفتيشية لـ "سلامة الغذاء" على الأسواق بالمحافظات
  • سلامة الغذاء: حملات تفتيشية حفاظا على صحة المواطنين
  • سلامة الغذاء: 1776 إذن تصدير حاصلات زراعية.. والبطاطس والموالح في المقدمة
  • «فايننشال تايمز»: العالم يتجه نحو «حروب الغذاء»
  • طبيب أعصاب: الكسل يؤدي إلى الإصابة بالخرف ومتلازمة التمثيل الغذائي