ترقب في النيجر عقب انتهاء مهلة «الإيكواس»
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
عواصم (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلةساد الترقب في عاصمة النيجر، نيامي، أمس، وبدا أن المدنيين لا يعيرون اهتماماً كبيراً لتحذيرات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» بالتدخل بعد انتهاء المهلة التي منحتها لقادة الانقلاب لإعادة الرئيس المعزول محمد البازوم إلى منصبه.
واتفق كبار مسؤولي الدفاع في دول «إيكواس» في 30 يوليو على اتخاذ إجراء عسكري، بما في ذلك تحديد موعد ومكان التدخل، إذا لم يتم الإفراج عن رئيس النيجر المحتجز وإعادته إلى منصبه بحلول يوم أمس.
وفي سياق متصل، شكل شباب في مدينة نيامي، لجاناً أمنية أهلية ونقاط تفتيش مرورية في العديد من تقاطعات الشوارع، وشوهدوا وهم يفتشون المركبات في المدينة.
في غضون ذلك، قالت الحكومة الإيطالية، أمس، إنها قلصت عدد قواتها في النيجر لتوفير مكان في قاعدتها العسكرية هناك لمدنيين قد يحتاجون إلى الحماية في ظل وضع أمني هش. وقالت وزارة الدفاع الإيطالية، في بيان، إن «طائرة عسكرية أقلعت من نيامي عاصمة النيجر وهبطت في روما في ساعة متأخرة من مساء السبت وعلى متنها 65 جندياً إيطالياً و10 جنود أميركيين». وأضافت أن «عملية النقل الجوي تم ترتيبها لزيادة الاستقلالية اللوجستية للقاعدة العسكرية الإيطالية بما يحسن طاقتها الاستيعابية للاستضافة إذا أصبح من الضروري استقبال مدنيين وإجلاؤهم في حالة الطوارئ». وأضافت وزارة الدفاع أن من المقرر تسيير المزيد من الرحلات الجوية من النيجر في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن 250 جندياً إيطالياً موجودون في النيجر حالياً بهدف مكافحة عمليات التمرد وإجراء تدريبات عسكرية وسيبقون هناك في الوقت الراهن. وأجلت إيطاليا الأسبوع الماضي 36 من رعاياها من نيامي، بالإضافة إلى العشرات من رعايا الدول الأخرى، تاركة نحو 40 مدنياً إيطالياً معظمهم من العاملين في منظمات غير حكومية في النيجر.
إلى ذلك، أعلنت كندا أنها ستعلق المساعدات التنموية إلى حكومة النيجر. وسيشمل التعليق الدعم الكندي المباشر للميزانية لحكومة النيجر، حسب بيان، صدر أمس، طبقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرج» للأنباء. ومنذ أكتوبر 2020، كان لدى كندا برنامج تعاون تنموي ثنائي مع النيجر، والذي تم بموجبه صرف 2.71 مليون دولار في «2021 - 2022». وأضاف البيان أنه «ستستمر المساعدات في مجالات الصحة والتعليم والاقتصاد المقدمة إلى أكثر السكان فقراً وأكثرهم ضعفاً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النيجر الإيكواس نيامي فی النیجر
إقرأ أيضاً:
يورانيوم النيجر في قلب صراع روسي صيني مع فرنسا
في ظل التحولات الجيوسياسية العميقة التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي، أضحت النيجر -رابع أكبر منتج لليورانيوم في العالم- محور صراع دولي محتدم بين فرنسا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى.
هذا التنافس تصاعد بصورة ملحوظة عقب الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2023، وقد سلّطت صحيفة لوموند الفرنسية الضوء عليه في تقرير حديث، مشيرة إلى محاولات مكثفة من موسكو وبكين للسيطرة على ثروات البلاد من اليورانيوم، من خلال تقديم عروض أكثر جاذبية من تلك التي تطرحها فرنسا.
فرنسا وإرثها الاستعماريلطالما شكّلت النيجر إحدى الركائز التقليدية للنفوذ الفرنسي في منطقة الساحل، فشركة "أورانو" (Orano)، وريثة "أريفا"، لا تزال حتى الآن تدير منجم "سومير" في شمال البلاد، كما تمتلك امتيازات ضخمة ضمن مشروع "إيمورارين"، الذي تُقدَّر احتياطاته بأكثر من 200 ألف طن من اليورانيوم، لكنه لم يُستغل بعد بسبب تحديات تقنية وسياسية.
غير أن العلاقة بين باريس والمجلس العسكري الجديد في نيامي شهدت تدهورا حادا تُوّج بانسحاب القوات الفرنسية من الأراضي النيجرية، ما أفسح المجال أمام قوى أخرى لإعادة رسم خارطة النفوذ في البلاد.
وفق تقرير لوموند، تعرض كل من روسيا والصين على نيامي شروطا أكثر سخاءً من تلك التي قدمتها فرنسا، بما في ذلك مضاعفة الاستثمارات، وتقديم شراكات "مربحة للطرفين" في استغلال المناجم، فضلا عن وعود ببنية تحتية وتعاون عسكري وأمني متزايد.
إعلانوتشير الصحيفة إلى أن المسؤولين العسكريين في نيامي أجروا بالفعل اتصالات مع ممثلين روس وصينيين لدراسة بدائل محتملة عن التعاون مع شركة "أورانو"، ما يعكس تحولا واضحا في توجهات السلطة الجديدة على الصعيد الإستراتيجي.
وتنظر باريس إلى هذا الانفتاح بعين القلق، إذ قد يؤدي إلى تآكل نفوذها في منطقة طالما اعتُبرت امتدادا طبيعيا لمجالها الحيوي.
"أورانو" في موقف دفاعيفي محاولة لاحتواء الوضع، تحرص "أورانو" على التأكيد على التزامها بشراكة طويلة الأمد مع النيجر، مشيرة إلى دورها في التنمية المحلية وتوظيف اليد العاملة النيجيرية.
إلا أن الظروف السياسية والاقتصادية الحالية لم تعد مواتية كما في السابق، ويهدد فشل مشروع "إيمورارين" بتحوّله إلى نقطة ضعف كبيرة في إستراتيجية فرنسا النووية، التي تعتمد بشكل واضح على واردات اليورانيوم من الخارج.
تُعد النيجر من بين أهم مصادر اليورانيوم عالميا، وتمتلك احتياطات إستراتيجية قادرة على لعب دور محوري في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النووية، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو الحياد الكربوني.
وبالنسبة لفرنسا، فإن خسارة حصة كبيرة من اليورانيوم النيجري لصالح الصين أو روسيا قد تُعمّق اعتمادها على موردين جدد، قد يكونون أكثر كلفة أو تقلبا من الناحية السياسية.
أما بالنسبة للنيجر، فإن إعادة التفاوض حول شروط استغلال الثروات المعدنية تمثل فرصة لتعزيز السيادة الوطنية وتحقيق توازن اقتصادي أكبر، وإن كانت هذه الخطوة لا تخلو من مخاطر، إذ قد يكون ثمنها الجيوسياسي باهظا أيضا.
وهكذا، تقف النيجر اليوم عند مفترق طرق حاسم بين الاستفادة من تنافس القوى الكبرى على مواردها، وبين خطر الوقوع في تبعية جديدة، وإن كانت هذه المرة تحت رايات مختلفة.
إعلان