مشروع «بيت الضيافة» يقترب من الجاهزية.. ويستقبل الزوار العام المقبل

تأهيل مسار جبلي للتنقل إلى ولاية الجبل الأخضر.. وصيانة مشروع عين المليل

إصدار كتاب عن القرية بعنوان "جمال الطبيعة وعراقة التاريخ"

في قرية العلياء بولاية العوابي، وُلد سليمان بن محمد البحري في عام 1949م. تربى سليمان في هذه القرية التي كانت بالنسبة له الأم التي رعته وأطلقت له العنان ليجتهد ويعمل جاهدًا طوال سنوات عمره التي بلغت 75 عامًا؛ ليُحقق حُبه للقرية من خلال تنفيذ مشروعات ملموسة تجعلها وجهة سياحية محببة للزوار والسياح.

وأُحيط سليمان برعاية خاله سعيد بن حمد الحراصي بعد وفاة والده عندما كان سليمان في سن الثالثة، وتم تسجيله في مدرسة القرآن الكريم بالقرية. هناك بدأ العم سليمان بتعلم حروف اللغة العربية وقواعدها الهجائية، وبدأ أيضًا في حفظ سور جزء عمّ من القرآن الكريم. وكان لدى معظم الأهالي في القرية اعتقادًا أنه يجب على الطلاب تعلم سور الصلاة وختم القرآن، ولكن كان لدى سليمان طموح أكبر من ذلك.

في عام 1964م قرر سليمان ترك قريته والسفر إلى مملكة البحرين لمواصلة تعليمه. وعندما كان في سن الرابعة عشر، عاد للانضمام إلى القوات المسلحة العمانية كجندي مشاة في عام 1966م.

وكان لسليمان شغف بالعمل العسكري، ونجح في التدريب واجتاز جميع الدورات التعليمية والعسكرية المطلوبة. وفي عام 1981م حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية من جامعة مؤتة بالمملكة الأردنية الهاشمية.

تدرّج سليمان في المناصب والرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة مقدم ركن، وشارك في العديد من المحافل الوطنية والدولية خلال فترة حكم السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيّب الله ثراه ـ.

وفي عام 1988م قرر سليمان التقاعد عن الخدمة العسكرية وبدأ مرحلة جديدة من الجد والاجتهاد من أجل الحصول على حياة طيبة وسعيدة.

وبعد خروجه من الخدمة العسكرية، انضمّ سليمان إلى القطاع المدني بوزارة الداخلية، حيث عُيّن كنائب لوالي صور بنيابة رأس الحد، وشغل هذا المنصب مُدة تجاوزت السنة. وبعدها قرر سليمان الاستقالة والانتقال إلى القطاع الخاص؛ فقد كانت لديه الرغبة في خدمة وطنه في مجالات متعددة من القطاع الخاص.

وطلب منه أهالي قريته الانضمام معهم لتأسيس فريق رياضي وترأسه، فاستجاب لطلبهم، وبدأ سليمان العمل مع مجتمعه في تأهيل مكان للفريق وتحقيق أهدافهم؛ وبفضل تلاحم الجميع وتعاونهم، تمكنوا من تحقيق نجاحات كبيرة وأسسوا فريق نجوم العلياء الرياضي.

لقد قاد سليمان فريقه للأمام وتمتّع بالنجاح لفترة من الزمن، وبعد أن أدرك قدرة الشباب في القرية على قيادة الفريق بنجاح؛ قرر أن يستقيل ويعطي الشباب الفرصة لتحمل المسؤولية وقيادة الفريق.

في عام 2010م أقرّت قرية العلياء لتكون القرية البيئية السياحية في ولاية العوابي، وعلى إثر ذلك قام سليمان مع مجموعة من الأهالي بتأسيس شركة العلياء الأهلية للخدمات في القرية بهدف إدارة جميع الأنشطة السياحية في القرية وتوفير الخدمات التي يحتاجها السائحون عند زيارتهم لها، لكن الأهالي لم يقبلوا على الانضمام إلى هذه الشركة.

ومن أجل ألا تتوقف مسيرة السياحية في القرية، ومن أجل تحقيق أهدافها الواسعة؛ رأى سليمان أن يبادر بنفسه في المضي قُدمًا في العمل على عدد من المشروعات، وهي: مشروع بوابة العلياء، ويشمل المشروع مركز المعلومات والإرشاد السياحي؛ لتوفير المعلومات والتوجيهات اللازمة للسائحين، كما تضمّن مقهى ومحلًا لبيع المستلزمات السياحية للتخييم وتسلّق الجبال، ومحل لبيع المواد الغذائية، وآخر لبيع المنتجات المحلية، مثل: الفواكه والخضروات والسعفيات والتراثيات، ومكانًا مُخصصًا للأطفال لتوفير وجهة ترفيهية لهم، كما ضمّ المشروع جلسات خارجية ودورات مياه ومرافق ضرورية لتوفير الراحة للزوار.

أما المشروع الثاني فهو مشروع بيت الضيافة، الذي يعتبر من المشروعات الأولى التي بدأ التفكير بها حيث منذ فترة طويلة بحكم أنه أحد مطالب السائح أو الزائر للقرية، ومع امتلاك سليمان بيتًا واسعًا يحتوي على عدد من الغرف، سعى جاهدًا في الحصول على التصاريح من الجهات الحكومية ذات العلاقة ليكون هذا النُزل جاهزا لاستقبال الزوار، ويتميز البيت بإطلالة جميلة على ضفاف الوادي ومزارع النخيل إلى جانب توفّر المساحة الكافية لمواقف الزوار.

في حين جاء المشروع الثالث كمسار جبلي يتكون من 3 مراحل، يمر من خلال الجبال والشعاب حيث كان هذا المسار في السابق يستخدمه الأهالي في التنقل والترحال إلى ولاية الجبل الأخضر، ورعي المواشي وجلب الحطب، وخوفا من أن يندثر ويغيب عن الوجود ولا تعرفه الأجيال القادمة؛ جاءت فكرة إعادة تأهيله وإظهاره للوجود بحيث يصبح مسارًا صحيًّا؛ لذا أطلقت عليه اسم «مسار السعادة الصحي».

وقال سليمان البحري: إن هذا المشروع يتكون من 3 مراحل عمل، وقد يصل إلى قرى ولاية الجبل الأخضر في المرحلة الثالثة، حيث يبلغ طول المرحلة الأولى 3 كيلومترات وبه أكثر من 1250 رفصة، يمرّ الزائر من خلاله على ضفاف الجبال والشعاب، وهذا المسار مهيأ لجميع الفئات وخاصة كبار السن الذين تصل أعمارهم 60 سنة، وأضاف سليمان: هذا المشروع من المشروعات التي أسعدتني كثيرًا وأنا أرى جميع فئات المجتمع من كبار السن والنساء والشباب يمارسون رياضة المشي على الرغم من انتقادات البعض بأنه غير مجدٍ اقتصاديًا، وعلى الرغم من أن المسار لا ينتهي إلا أن الناس يمارسون المشي عبر هذا المسار الجبلي، على أمل أن يُباشر العمل في المرحلتين الثانية والثالثة تباعًا في السنوات القادمة بإذن الله تعالى، حيث إن كل مرحلة من هذه المرحل أشدُّ وأصعب وتحتاج إلى لياقة بدنية عالية، وأكبر جهدًا في العمل ومال.

أما المشروع الرابع فكان «منتجع عين المليل» وهو عبارة عن مزرعة ذات مدرجات زراعية جميلة، وفيها كهف العين التراثي، وأوضح سليمان إن عملية تأهيل عين المليل كمنتجع سياحي مهم جدًا للمشروع السياحي المتكامل في قرية العلياء، خاصة أن بها كهف العين التراثي، وسوف يزيد ذلك تشويقًا؛ فعين المليل لا تصلها السيارة، بل تقع عبر وادي عميق، وسوف يتم العبور إليها من خلال 3 طرق، وهي: المشي على الأقدام، أو العربة المعلقة، أوالجسور المعلقة، وسيكون مشروعًا سياحيًّا صغيرًا متكاملًا، ومن المشروعات التي ستساهم في زيادة حركة السياح، وخاصة الأجانب الذين سيعيشون تجربة فريدة من نوعها، وسوف يتضمن المشروع تطوير الكهف وإجراء بعض التحسينات، وتأهيله بحيث يراعي المحافظة على طابعه وأصالته، وستتوفر في هذا المكان معظم وسائل الراحة والاستجمام، مثل عدد من الغرف ومطعم وبرك للسباحة، وملاعب للأطفال وأمور ترفيهية أخرى توفر للسياح قضاء يوم جميل بعيد عن الإزعاج إلى جانب إقامة بعض التجارب التي يمكن أن يؤديها السياح كالمشي وغيرها.

وتوجد الكثير من البرامج التي تكمن في مخيلة سليمان، ومنها الاستراحات الوقتية على ضفاف الوادي وتحت الأشجار المتنوعة، وفي مقدمتها شجرة الأمبا التي تشتهر بها القرية، ووسط القرية كثير من البرامج، كالسّير في المسارات خلال المزارع وداخل الحلل للتعرّف على الأماكن التاريخية وغيرها، أو الركوب على الجمال والخيول والحمير، كل ذلك يأتي تباعًا بعد تدشين بوابة العلياء التي ستكون انطلاقًا إلى ما تم ذكره.

وهناك مشروع لإصدار كتاب عن القرية بعنوان (جمال الطبيعة وعراقة التاريخ)، أخذ إعداده قرابة عام من الزمن من أجل التوثيق الشفوي، من خلال عمل لقاءات مع المختصين والشباب وكبار السن في القرية. ويشمل الكتاب 12 فصلًا عن الموقع الجغرافي والمعالم الأثرية والتاريخية والكهوف والأفلاج ونظام الري، إلى جانب النشاط الزراعي والحيواني.

كما أنه يوثق الحياة الاجتماعية للقرية كالتقاليد والعادات والطقوس التي تتميز بها القرية والمشروعات التنموية وغيرها. وقد تُرجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية ليكون مرجعًا للمهتمين والزوار من جنسيات مختلفة.

وتُعد قرية العلياء من القرى العمانية الواقعة في ولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة، وتحيط بها الجبال الشاهقة لتضفي جمالًا إلى جمالها الداخلي في أحيائها السكنية المتنوعة بمعالمها الطبيعية من العيون المائية والأفلاج الممتدة بمائها العذب ومساحاتها الزراعية التي تُغطيها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: من المشروعات قریة العلیاء فی القریة من خلال مشروع ا من أجل فی عام

إقرأ أيضاً:

قفزة نوعية في عالم الإنقاذ البحري

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

دائما ما نجد انفسنا في أمس الحاجة إلى القيام بمراجعات خاطفة لآخر المستجدات والتطورات في عالم البحار والمحيطات، وهو العالم الذي ننتمي اليه مهنيا وحرفيا وروحياً، فقد أفنينا أعمارنا في العمل البحري المضني، ولا نستطيع الابتعاد عن مجالاته المتشعبة والمتعددة. .
وفيما يلي شرح مفصل لطريقة عمل عوامات النجاة الخاضعة للسيطرة عن بعد بواسطة اجهزة التحكم الإلكتروني. .
العوامة الجديدة يطلق عليها: (The Dolphin Smart Lifebuoy). ولها أسم آخر هو: (remote controlled life-saving device). وهي عبارة عن عوامة نجاة ذكية، برتقالية اللون، سهلة الاستخدام، يتم التحكم بها عن بُعد. تعمل برفاسين نفاثين للماء، وتبلغ سرعتها القصوى 10 عقدة، مما يسمح لها بالوصول إلى الأشخاص المنكوبين بسرعة. .
مُجهزة بمصباحين وامضين تسهل رؤيتهما من مسافة طويلة في الضباب الكثيف وفي الظروف الصعبة. الرفاسات مُغلَّفة بغلاف معدني لحماية المستخدم من الإصابات، وتمنعها من التشابك مع النباتات المائية. تتسع كل عوامة لشخصين فقط. .
تعمل العوامة الجديدة بالطاقة الكهربائية عن طريق بطاريات ذاتية التشغيل قابلة للشحن. .
العوامة أكثر دقة وأقل تكلفة في الاستخدام وأكثر أماناً لفرق الإنقاذ. يُمكّن تحريكها للأمام أو الخلف وذلك بتدوير مقبض التحكم الى اليمين أو اليسار. ويُمكن للعاملين في البحر تعلّم تشغيلها في ثوانٍ. .
باستطاعة هذه العوامة اختراق الأمواج والوصول إلى الأشخاص الطافين فوق سطح الماء في غضون دقائق معدودات. .
اما أبعادها الثلاثية فهي: (1.19 م × 0.85 م × 0.2 م). و وزنها 23 كغم فقط، لكنها قادرة على حمل وزن 225 كغم بمعنى انها قادرة على حمل شخصين وزن كل منهما 100 كغم، وتباع كل واحدة بسعر ألفين دولار تقريبا في معظم الاسواق العالمية والخليجية. لكن ثمنها الحقيقي وقيمتها البشرية اعلى بكثير مما تتصوره الجهات ذات العلاقة. لذا نقترح الإسراع بشرائها والتدريب عليها وتوزيعها على السفن المحلية والمحطات الساحلية والشواطئ الترفيهية وأرصفة الموانئ والمرافئ والمنصات والمنشآت النفطية العاملة في عرض البحر . . .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • قفزة نوعية في عالم الإنقاذ البحري
  • الساسي: مشروع قانون المسطرة الجنائية يعكس تناقضا بين تحقيق التوازن وضبط النظام
  • مؤتمر مشروع بناء السلام في لبنان في دير الانطونية - الحدث
  • السعيدية تكرم حفظة القرآن بمشاركة 600 طفل وأهالي القرية بكفر سعد
  • مغامر باكستاني يوثق معلم تاريخي فريد في الطائف.. فيديو
  • وفاة شخص في حادث مروري مروع بالطريق البحري في عدن
  • هيئة الأوقاف تدشن مشروع الحوالات النقدية لجرحى ومعاقي العدوان
  • قبل عيد الفطر.. بيان عاجل من الأرصاد حول طقس الساعات القادمة
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • تياترو الحكايات| رحلة سليمان القرداحي.. صعود مسرحي مميز وانطفاء مبكر