تشهد جبهة جنوب لبنان تصعيدا مستمرا حيث تواصل القوات الإسرائيلية استهداف بلدات وقرى الجنوب بغارات جوية وقصف مدفعي، فيما يستمر "حزب الله" بمهاجمة مراكز ومواقع تابعة للجيش الإسرائيلي.

إقرأ المزيد سموتريتش: لا أستخف بالثمن.. لكن لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع حزب الله

وعلى وقع التصعيد المستمر، تبرز مواقف السياسيين اللبنانيين من كل الأطراف، التي تقدم قراءات مختلفة لأي حرب محتملة قد تشنها إسرائيل على لبنان.

 

فقد قال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، إن "المشكلة لدى إسرائيل، إذ إن هناك عددا من القياديين في إسرائيل من أصحاب الرؤوس الحامية و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لديه مصلحة في أن تستمر وتتوسع الحرب لكي يفلت من العقاب الداخلي، كما أننا لا نثق في أن إسرائيل ستوقف الحرب في ما لو توقفت في غزة. نحن لا نثق بأن إسرائيل ستلتزم وقف النار، لا نثق بذلك إطلاقا".

وأضاف السنيورة، الذي كان على رأس الحكومة اللبنانية عام 2006 حين اندلعت "حرب تموز" مع إسرائيل، أن "المسالة لا تتعلق بحزب الله. ولبنان حريص جدا أن لا يصار إلى توسيع الحرب. نحن نحذر من توسيع الحرب، لأن لبنان لم يعد يحتمل انفجار أزمات جديدة فوق أزماته. ولا يستطيع خوض حروب جديدة وهو وصل إلى نقطة أنه مدمر، ولا يستطيع تحمل حرب".

وختم السنيورة: "صحيح أن حزب الله يمكنه إلحاق خسائر كبيرة بإسرائيل، لكن علينا أن نسال ما هي الخسائر التي قد تلحق بلبنان وهل يستطيع تحملها؟".

من جهته، رأى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل أن "لبنان اليوم مهدد بسبب إسرائيل وجميعنا نسأل السؤال نفسه عن حدوث الحرب". وقال: "نحن ضد أي سياسة تأتي بالحرب".

وأضاف "صحيح أننا نعمل لمنع الحرب عن لبنان ولكن هذا لا يعني الاستسلام، وسواء وقعت الحرب أم لا فلبنان سيخرج منها منتصرا ولو بكلفة مرتفعة". 

أما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فقد أكد أن "حزب الله يفصل بين ما يجري في الجنوب وغزة وبين انتخابات الرئاسة في لبنان بدليل ‏أن حياة اللبنانيين تسير بشكل طبيعي رغم الحرب".

وقال قاسم إن "البعض يسأل كيف يذهب حزب الله لقتال إسرائيل بدون شرعية، إذ أن الشعب اللبناني لا يقبل بذلك، نرد ‏عليه بأن 19 بيانا وزاريا لـ19 حكومة منذ سنة 1989 تحدث عن حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الإسرائيلي ورد ‏اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة، وهذا ما يعد نصا واضحا في شرعنة رسمية للمقاومة الشعبية.. ومن يقول إننا نعمل خلاف رأي الشعب، ‏نقول له أليس الشعب ممثلا من خلال مجلس النواب ومجلس النواب هو من اختار حكومته؟ إذا هناك ‏غطاء رسمي سياسي حكومي يمثل القاعدة الشعبية لهذه ‏المقاومة".

وتشهد جبهة جنوب لبنان تصاعدا في حدة الاشتباكات في الآونة الأخيرة، وسط تحذيرات دولية من أن إسرائيل ستحول أنظارها الآن من غزة إلى لبنان، ورغم ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز" أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "غير موقفه" بشأن فتح جبهة جديدة للحرب في الشمال مع "حزب الله" اللبناني.

من جهة أخرى، دعت سفارات عدة رعاياها في لبنان إلى المغادرة، تحسبا من تطور الوضع مع إسرائيل.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار لبنان الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة حزب الله قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل يذهب حزب الله إلى الحرب إذا بقي الإسرائيليون في لبنان؟

لقد بات الأمر شبه محسوم. الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من جنوب لبنان قبل نهاية الـ60 يوماً التي حدّدها اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم برعاية وضمانات أميركية. هذا ما أبلغ به الإسرائيليون رئيس لجنة مراقبة الاتفاق الجنرال جاسبر جيفرز، الذي نقل الرسالة بدوره إلى الجانب الآخر.

ووفقاً للإسرائيليين، فإنّ "مهمّتهم لم تنته" بعد، خاصة في القطاع الشرقي جنوب لبنان، دون تقديم أي توضيح عن نوع هذه "المهمّة"، التي قالوا إنّهم بحاجة إلى أسبوع أو اثنين لإتمامها.
وكتب نادر عز الدين في" النهار": يقول مصدر مطلع : "إذا أحسنّا النيّة، فإنّ إسرائيل تريد خلال هذه المهلة البحث عن أنفاق ومستودعات أسلحة لحزب الله لم تعثر عليها بعد، وذلك بهدف تدميرها". لكنه يستدرك أنّه "لا يمكن الجزم بعدم وجود نوايا خبيثة أخرى وراء المماطلة، قد تكون رغبة إسرائيلية جامحة بالبقاء في بعض القرى اللبنانية الحدودية، واستغلال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لتنفيذ مخططات إسرائيلية توسّعية".

يأتي هذا في الوقت الذي جرى تناقل أخبار عن اقتحامات قد يقوم بها أهالي القرى المحتلة بهدف استعادة منازلهم وأراضيهم، والإيحاء بأنّ "حزب الله" هو من يقف وراء هذه الدعوات.
لكنّ مصادر في الحزب تجزم أنّه "لا يقف وراء هذه الدعوات، بل إنّه لا يؤيّدها مطلقاً". وتضيف: "لقد سمعنا بهذا الأمر من بعض وسائل الإعلام، وعملنا خلال الساعات الماضية على التواصل مع الحزبيين في القرى الحدودية ومسؤولي الإدارات المحلية، من رؤساء بلديات ومخاتير، لإقناع الأهالي بعدم القيام بهكذا خطوة".

الجيش اتخذ بدوره قراراً بعدم السماح لأي كان من العبور إلى القرى والمناطق التي لا تزال خاضعة للسيطرة الإسرائيلية. أسباب عدّة وراء هذا القرار، وفي مقدّمتها "وجود ذخائر غير منفجرة والدمار الهائل والطُرق المُغلقة أصلاً بسبب التجريف، فضلاً عن وجود جنود إسرائيليين"، وكل ذلك "يُعرّض حياة المدنيين لخطر لا جدوى منه"، وفقاً لمصدر عسكري.

أمام هذا الواقع، طُرحت تساؤلات عن اليوم التالي للأحد المقبل 26 كانون الثاني موعد نهاية مهلة الانسحاب الإسرائيلي، وبشكل أدق موقف "حزب الله" وكيفية تعاطيه مع هذا الملف الشائك والحساس الذي قد ينتج عنه جولة جديدة من الحرب.

تتجنّب مصادر الحزب الحديث عن أي مخططات أو قرارات بهذا الشأن، وتقول إنّ "الأمر متروك لتقديرات القيادتين السياسية والعسكرية" في التنظيم. لكنّها في الوقت نفسه تستبعد العودة للحرب خلال الأيام المقبلة "إلا إذا فُرضت علينا". وتضيف: "بطبيعة الحال لن نقبل بأيّ احتلال إسرائيلي دائم، وكما أخرجناهم سابقاً سنخرجهم مجدّداً".

ولعلّ الوقائع تنقل صورة أوضح من كلام المسؤولين الحزبيين. وفي الواقع الغالبية العظمى من أهالي وسكان الجنوب (باستثناء القرى الأمامية) وبعلبك والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت عادوا إلى منازلهم، وكُثر منهم يقولون إنّ "البيئة لم تعد تحتمل أي حرب أخرى"، ولهذا السبب ربّما نلحظ آلاف العروض لبيع المنازل في هذه المناطق. "حزب الله" دفع مئات ملايين الدولارات كتعويضات إسكان وأثاث وترميم، ومن المقرر أن يُقفل ملف المرحلة الأولى من التعويضات نهاية هذا الشهر. بنية التنظيم العسكرية المتضررة بشدّة قد لا تسمح له بخوض أي جولة جديدة قريباً. ولا يمكن بالطبع تجاهل سقوط النظام في سوريا، والخلل الذي أصاب خطوط إمداد السلاح إلى لبنان؟

من يراقب حركة "حزب الله" وبيئته، يستنتج قطعاً أنّ لا حرب جديدة في الأفق. أو على الأقل لن تكون بمبادرة من الحزب. لعلّ التوقيت حان بالنسبة له للعودة إلى الواقعيّة والحلول السياسية.(النهار)
 

مقالات مشابهة

  • هل يذهب حزب الله إلى الحرب إذا بقي الإسرائيليون في لبنان؟
  • إسرائيل تفجر مفاجأة جديدة حول وقف إطلاق النار... إليكم ما أعلنته
  • حرب كلامية بين إسرائيل وحزب الله قبل نهاية اتفاق وقف إطلاق النار
  • رئيس الشاباك الإسرائيلي: نخوض حربا متعددة الجبهات .. والآن وقت شمال الضفة الغربية
  • حصيلة جديدة لضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة مع استمرار عمليات انتشال الشهداء
  • إسرائيل تُواصل استفزاز لبنان بتحركات جديدة في الجنوب
  • أستاذ علوم سياسية: مخيم جنين «فوبيا» لأي رئيس وزراء إسرائيلي
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومًا كبيرًا على جنوب لبنان
  • ترامب لا يزيد خطرها..السعودية: لا نريد حرباً بين إيران وإسرائيل
  • أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل