«إنه فلسطيني».. هكذا شتم ترامب بايدن
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"إنه فلسطيني" هكذا قال ترامب موجها كلامه إلى بايدن في المناظرة التي تمت بينهما، وعندما يصف ترامب بايدن أنه فلسطيني لا يقصد مدحه، ولكن سياق العبارة يذهب إلى أن ترامب يقصد شتيمة بايدن والتقليل من شأنه بل ومعايرته، ولم يجد من الأوصاف ما يعبر بها عن ذلك سوى اختياره المكثف بقوله "إنه فلسطيني".
لم تكن تلك المرة الأولى التي يتلاعب فيها ترامب باسم الفلسطينيين ولكن سبق له استخدام مصطلح "فلسطيني" بطريقة مماثلة، عندما وصف في تجمع حاشد نظمه زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو يهودي، عندما قال ترامب عنه إنه فلسطيني، مضيفا: "لقد أصبح فلسطينيا لأن لديهم بضعة أصوات أو شيء من هذا القبيل".
لهذه الدرجة وصل بنا الحال أن يستخدم اسم فلسطين كنوع من السباب، لن أبحث عن مبرر خفيف وأقول إن ذلك يأتي في سياق انهيار المنظومة الأخلاقية والسياسية للحكام الأمريكيين، ولكنني سوف ألقي اللوم وبشكل متعمد على حالنا العربي الذي يتراجع من سيئ إلى أسوأ وكذلك على حالنا الفلسطيني الذي فشل بامتياز في بناء وحدته الداخلية للدرجة التي أوصلتنا إلى أن يكون الحوار بين فتح وحماس لا يتم إلا هناك في أقاصي الأرض في العاصمة الصينية بكين، وكأن عواصم الأردن والقاهرة لا تليق بهم.
مناظرة بايدن وترامب لم تأت بجديد يخص القضية الفلسطينية، الطرفان قد اتفقا على منح إسرائيل الفرصة كي تؤمن حدودها، تلك الحدود المراوغة والتي طالما استخدمت إسرائيل حجتها من أجل العدوان على الآخرين، بايدن يعرف ذلك وكذلك ترامب يعرف.
أما الشتيمة بكلمة إنه فلسطيني فهذه جديدة تماما في القاموس السياسي، التي وإن دلت إنما تدل على العنصرية الفجة التي يتمتع بها ترامب، لذلك
اعترض مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية.
على تعبير ترامب عندما استخدم كلمة "فلسطيني" في النقاش واعتبرها المجلس إهانة عنصرية، كما اعترض المجلس أيضا على إدعاء بايدن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إنهاء الحرب، وهو ادعاء مخالف للحقيقة، بايدن لم يتوقف عند إبراء ذمة نتنياهو ولكنه ألقى المسئولية كاملة علينا بقوله"الوحيد الذي يريد استمرار الحرب هو حماس"، وهنا ثمة مفارقة عجيبة يلعبها ترامب الذي رد على بايدن في هذه النقطة بقوله "في الواقع، إسرائيل هي التي تريد الاستمرار، ويجب أن تتركهم ينهون المهمة، وبشكل كوميدي يشير إلى بايدن قائلا " إنه - يقصد بايدن - لا يريد القيام بذلك. لقد أصبح مثل فلسطيني لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيئ للغاية، إنه ضعيف".
يتفق الطرفان علينا وإن اختلفت مدخلات ومخرجات كل منهما، ولم يتوقف واحد منهما عند رقم 38 ألف شهيد، ذلك الرقم الرسمي الذي أعلنته وزارة الصحة في غزة، لم يتوقف واحد منهما عند الرقم الذي يدور حول مئة ألف مصاب ولا عند الجوع والحصار والهدم والتخريب، كل منهما يغازل تل أبيب على طريقته، بينما نحن ضحايا بين مطرقة وسندان، ولا ضوء في نهاية النفق، حتى وصل الحال بنا أن تصبح كلمة "فلسطيني" تهمة أو سبة يتقاذفها المتخاصمون،
لم نكن في انتظار بايدن وترامب حتى نعرف موقعنا على الخريطة الرسمية عند القطب الأمريكي الذي يحاول أن يكون وحده في تسيير شؤون العالم، ولكننا في حاجة أن نعرف موضع خطوتنا القادمة.
البوارج الحربية التي تعيش في البحر المتوسط والخناق المصنوع فى باب المندب والدم الذي يسيل في البلدان العربية - فلسطين ولبنان كنماذج بارزة - ثم مفاوضات فاشلة تتبعها مفاوضات أكثر فشلا تجعلنا نشك بأن لعبة التفاوض هي جزء من مخطط الإبادة الذي تسعى إليه إسرائيل بهمة ونشاط، لنبقى في نهاية المطاف مجرد إسم يستخدم كـ"شتيمة" إذا اقتضى الأمر بين خصمين من خندق واحد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بايدن وترامب فلسطينى إنه فلسطینی
إقرأ أيضاً:
هآرتس: مبعوث ترامب أجبر نتنياهو على قبول صفقة التبادل التي رفضها مرارا
قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أجبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قبول صفقة التبادل التي كان يرفضها سابقا.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية قولها إن تدخل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ويتكوف أدى إلى إحياء محادثات الأسرى مع حماس.
وبحسب الصحيفة فقد اتصل ويتكوف من قطر مساء الجمعة لإبلاغ مساعدي نتنياهو بأنه سيأتي إلى "إسرائيل" في اليوم التالي.
وأوضح المساعدون بلطف له أن ذلك سيكون في منتصف يوم السبت، لكن رئيس الوزراء سيلتقي بك مساء السبت بكل سرور، لكن رد فعل ويتكوف الصريح فاجأهم حيث أوضح لهم بلهجة حادة أن "السبت لا يهمه".
وقالت الصحيفة إن رسالة ويتكوف "كانت واضحة تمامًا"، وهكذا، في خروج غير عادي عن البروتوكول الرسمي، حضر رئيس الوزراء إلى مكتبه لعقد اجتماع رسمي مع ويتكوف، الذي عاد بعد ذلك إلى قطر لإتمام الصفقة.
وسمحت إدارة بايدن المنتهية ولايتها لويتكوف على نحو غير معتاد بقيادة عملية التفاوض، على أساس أن أي التزامات ستتحملها الولايات المتحدة ستكون ملزمة لترامب، وليس لبايدن.
يذكر أن يتكوف، وهو مستثمر ومطور عقاري يهودي مقرب من ترامب، لا يمتلك خلفية دبلوماسية، ويقول دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "ويتكوف ليس دبلوماسيًا، ولا يتحدث مثل الدبلوماسيين، وليس لديه اهتمام بالآداب أو البروتوكولات الدبلوماسية. إنه رجل أعمال يريد إبرام صفقة بسرعة ويتقدم بطريقة عدوانية للغاية".
وبحسب الصحيفة العبرية فإنه "يصعب معرفة شعور نتنياهو تجاه هذا السلوك العدواني الذي يوفر له عذرًا يمكنه تقديمه لقاعدته، وقد يشعر بالاستياء من دفعه إلى صفقة غير مرغوبة قد تنهي الحرب وربما تؤدي إلى اضطرابات سياسية في الداخل".
والثلاثاء، قال نتنياهو إن الإعلان عن الصفقة المحتملة مع حركة حماس لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة "مسألة أيام أو ساعات".
جاء ذلك خلال لقائه بعائلات أسرى إسرائيليين بغزة، وفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، بينها "القناة 12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت".
ورغم رفضه مقترحات سابقة، ادعى نتنياهو استعداده لوقف إطلاق نار "طويل الأمد" في غزة شرط إعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي، أن المفاوضات وصلت مرحلة "التفاصيل النهائية"، مؤكدا أنها بلغت "أقرب نقطة" لإعلان اتفاق.