يتفاخر عددٌ لا بأس به من مواطني دول الخليج العربي أن لدى أحدهم شقة في دول خارجية. ودعونا نأخذ مثالاً على ذلك وهو تركيا فتجد من يتكلم بفخر، ويتحدث بزهو أن لديه شقة في استانبول أو طرابزون أو غيرها من المدن التركية يذهب لها في الغالب في فصل الصيف أو على الكثير شهراً أو شهرين في العام كله. هذا الأخ وهذه الأخت وضع مدخرات مالية كبيرة في شقة لا يذهب لها على الأرجح سوى ستين يوماً في العام كله، بل قد يذهب لا لشيء سوى لأنه لديه شقة هناك.
مرت علينا فترة تأثر البعض بحالة دعائية مركزة للسياحة هناك وامتلاك عقار هناك، وساد ما يمكن تسميته “تفكير القطيع” أو التأثر بقرارات الآخرين.
ليست المسألة امتلاك شقة هناك بل ما يتبع الامتلاك أكثر إرهاقاً منه.. ألا يحتاج العقار في أي مكان في العالم إلى صيانة دورية ونظافة يومية، وإلى خدمات كهرباء وماء وغاز وووو.. وقبل هذا وذاك يتطلب حراسة من عبث وسطو ونهب.
إن من قيّدَ نفسه أو قيدت نفسها بشقة في تركيا حرما نفسيهما وحرما أسرتيهما من السياحة في أرض الله الواسعة ومن تغيير وجهتهما السياحية كل عام.
ماذا استفدت أيها المواطن الخليجي وأيتها المواطنة الخليجية من وضع مال كبير في امتلاك شقة في بلدٍ غير بلدكما الأصلي؟
إن كان الدافع هو البحث عن طقس قد يميل للبرودة فإن الميزة الأخيرة متحققة بشكل مثالي في جنوب المملكة وفي نواحٍ محدودة من شمالها.
وإن كان الهدف المناخ فإن جنوب المملكة يتمتع في أشهر شدة الحرارة بحالة مناخية لا مثيل لها في الدول التي يقصدها البعض.
لماذا لا يرى البعض جمال بيته، ويعتقد أن منازل الآخرين أجمل؟!
لقد قيّد بعض مواطني دول الخليج العربي أنفسهم بوجهة سياحية واحدة عندما أهدروا أموالهم في شراء شققٍ في دول معينة، وصار الواحد من الخليجيين يذهب كل إجازة إلى تلك الدولة لا لشيء سوى أن له شقة هناك. ألا يعدُ هذا هدراً مالياً لم تكن أيها المواطن بحاجة إليه؟
أليس الأولى أن تذهب كل عام إلى وجهة سياحية جديدة، تكتشف فيها عالماً جديداً وطقساً مختلفاً؟
هل تورط بعض مواطني دول الخليج بنمط تفكير جمعي عندما امتلكوا شققاً هناك؟ أكاد أجزم أن كثيراً منهم اكتشف أنه لم يكن بحاجة إلى امتلاك منزل أو شقة هناك في ظل وجود فنادق وشقق في كل شارع وفي كل زاوية يتم تأجيرها باليوم أو حتى بالساعة، وإذا خرجت وعملت الـ “التشيك أوت” فسوف تمضي دون أن تحمل همٍّ شقتك.
هل يسعى السائح الأميركي والسائح الأوربي ومثلهما الياباني والصيني إلى امتلاك شقق في الدول التي يذهبون للسياحة فيها؟
مؤكد أن هؤلاء لا يفعلون هذا السلوك، ذلك أن السياحة عندهم تعني التنقل بين البلدان،وتغيير المكان كل عام، وتعني عندهم التعرف على طقس جديد كل إجازة.. هل تورط البعض بتفكير (القطيع) عند
ما امتلك شقة هناك؟ أكاد أجزم أن كثيراً منهم اكتشف أنه لم يكن بحاجة إلى امتلاك منزل أو شقة في ظل وجود فنادق وشقق في كل شارع وكل زاوية تؤجر باليوم أو حتى بالساعة، وإذا خرجت وعملت التشيك أوت لا تحمل أي همٍّ.. ودمتم.
ogaily_wass@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: شقة فی
إقرأ أيضاً:
إعلامي يكشف حقيقة تدخل شركة لإتمام صفقة انتقال زيزو لـ الأهلي
نفى الإعلامي إبراهيم عبد الجواد، ما يتم تداوله حول تدخل إحدى الشركات في إتمام صفقة أحمد سيد زيزو مع الأهلي.
وكتب عبد الجواد عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك: “ملحوظة.. كل ما يتم تداوله بشأن تدخل إحدى الشركات العالمية (مشروب طاقة) في صفقة زيزو أو التعاقد مع مدير فني جديد لـ الأهلي هي معلومات مغلوطة تمامًا وغير صحيحة بالمرة”.
انتقد شريف إكرامي، حارس مرمى نادي بيراميدز، طريقة تعامل البعض مع أنباء توقيع أحمد سيد "زيزو" لاعب نادي الزمالك المحتمل للنادي الأهلي.
وعبر حسابه الشخصي على منصة "X"، تساءل إكرامي عن ازدواجية المعايير في وصف قرارات اللاعبين، مشيرًا إلى أن نفس الفعل قد يوصف بالخيانة أو الاحتراف بناءً على النادي الذي ينتقل إليه اللاعب.
وأكد إكرامي أن الأحكام أصبحت تعتمد على "المزاج والمصلحة" وليس على مبادئ ثابتة، لافتًا إلى تناقض تصريحات البعض وتبريرهم لها بناءً على انتماءاتهم. كما أشار إلى دور الإدارات ووسائل الإعلام في توجيه العاطفة، معتبرًا الجمهور "ضحية الجميع".
وشدد حارس بيراميدز على أن الاحتراف هو أساس اللعبة وحق مشروع للاعب، مؤكدًا أن اختلاف القرار لا يعني الخيانة أو قلة الأصل أو ضعف الانتماء. واختتم إكرامي تعليقه بالدعوة إلى تغيير النظرة وطريقة التفكير في تقييم قرارات اللاعبين والأندية.