بوابة الفجر:
2025-03-01@16:21:28 GMT

مجاعة غزة وحصار شعب أبي طالب

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

يعجز اللسان عن وصف الحزن الذي أشعر به إزاء مشاهد زحام الأطفال والنساء والكبار على منصات توزيع الطعام في مناطق شمال غزة، التي تصل إلينا يوميا من وسائل الإعلام، ويتمزق قلبي وأشكو بثي وحزني إلى الله لعجزي عن فعل شيء سوى الدعاء لرفع الظلم وزوال الغمة عن إخواننا المكلومين والثكالى والمشردين واليتامى في القطاع.

توزيع الوجبات المطبوخة، التي يجمعوها من نباتات الأرض، ليس بها أرز ولا مكرونة ولا خضراوات ولا فواكه، وتهافت العشرات من الأطفال والنساء للحصول على نصيبهم منها في أطباق يحملونها، تعبر عما وصل إليه وضع إخواننا في غزة عامة، وشمالها خاصة، من ضيق وكرب، نتيجة الحصار المحكم المطبق على القطاع من كل الجهات.

وما أشبه الليلة بالبارحة، عندما حاصر كفار قريش النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بني عبد المطلب وبني هاشم، في شِعب أبي طالب، للضغط عليهم ومنعهم من نشر الإسلام، فالظروف واحدة والحصار واحد والضحية أبرياء، والجاني جاحد لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.

في بداية انتشار الدعوة، كانت قريش تشعر بتهديد كبير من انتشار الإسلام، وتعتقد أن مكانتها الدينية والاقتصادية في مكة، ستتأثر بتلك الدعوة، فقررت مقاطعة بني هاشم وبني عبدالمطلب، لدعمهما النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسعت لإجبار النبي وأصحابه على التراجع عن الدعوة.

وحاصرت قريش النبي وأنصاره من القبيلتين لمدة 3 سنوات تقريبًا، من السنة السابعة حتى السنة العاشرة من البعثة النبوية، بوثيقة مجحفة لمنع التعامل مع النبي والقبيلتين، ومقاطعتهما اقتصاديا واجتماعيا، وحظر التجارة معهما ومنع الزواج منهما، ما تسبب في ظروف صعبة ونقصا حادا في الطعام والموارد، واشتدَّ الحصار حتَّى اضطر المسلمون إلى أكل ورق الشَّجر، وجلود البعير، وسمعت أصوات الأطفال المقهورين من وراء الشِّعْب، وهم يئنون جوعا.

ومع أن كفار قريش بلغوا من القسوة في حصارهم لضعفاء أبناء القبيلتين، إلا أنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه اليهود الآن، من غلظة وجحود بحق الأبرياء، في قطاع غزة، فكفار قريش لم يقتلوا طفلا أو امرأة أو كهلا، ولم يهدموا بيتا أو يحرقوا أرضا أو يقتلوا حيوانا، كما حدث ويحدث الآن، منذ 7 أكتوبر، فأي جحود هذا الذي يملأ قلوب الصهاينة، أمام  قتل أكثر من 40 ألف شخص، وإصابة أكثر من 70 ألف شخص، وغيرهم ممن واراهم ثرى الركام والبيوت المهدمة، في 8 أشهر فقط، ولم يشعروا بندم،

تلك القسوة التي نراها اليوم من اليهود، لم تكن في كفار قريش وقت حصار بني عبد المطلب وبني هاشم، فقد تعاطفوا مع الضعفاء، ومن ذلك ما فعله كل من هشام بن عمرو، وزهير ابن أمية، والمطعم بن عدى، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وهم من أكابر كفار قريش وقتها، من نقضهم الصحيفة، حتى قال زهير بن أبي أمية، بعدما طاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس: يا أهل مكة؟ أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.

ونحن نرى الآن، كل هذه الدماء ولم يرق قلب أي يهودي، ويقول كفى بربكم ماذا فعلنا وما هذا الجرم الذي نرتكب، ولكنها لعنة الله عليهم مصداقا لقوله في سورة البقرة عنهم: «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة».

ورغم قساوة الحصار الذي فرضه كفار قريش، وانتهى بنقض الكفار للوثيقة، التي شملت شروط المقاطعة، التي أكلها النمل الأبيض إلا اسم الله، إلا أن المسلمين ازدادوا تماسكا وإصرارا على الدعوة، وانتصروا لمبادئهم ودينهم، حتى مكنّهم الله بعد ذلك، وهو ما أراه بإذن الله سيحدث في أزمة غزة،

نعم ما أقسى المشاهد، وما أقبح الظلم، وما أفجر العالم المتفرج، دعاة حقوق الإنسان كذبا وزورا، ولكن مع ذلك والله ما ساورنا الشك لحظة في انتصار الله للمظلومين، ولكنها فترة للتمحيص وفرز الغث من الثمين، والمناصر للحق من المثبط، تطول أو تقصر ولكنها ستنتهي بنصرة الحق.

ومخطئ من يعتقد أن حصار غزة وليد 7 أكتوبر، فالقطاع يواجه أصعب عملية حصار في تاريخ البشر، منذ منتصف عام 2007، عقب تولي حركة حماس السيطرة على القطاع، برا وبحرا وجوا، وسط قيود شديدة على حركة الأفراد والبضائع، بدعوى الحفاظ على الأمن ومنع تهريب الأسلحة إلى الفصائل المسلحة.

إن من يقرأ التاريخ جيدا وقبل ذلك يؤمن بالله حقا، سيعلم أن تلك الأيام شديدة الظلمة التي يعيشها أبناء القطاع، ستنتهي وستتبعها انفراجة كبيرة بأمر الله، ونصر وتمكين، فهذا وعد رباني ونثق به ونوقن بأنه سيتحقق، فالآية الكريمة «وتلك الأيام نداولها بين الناس» كفيلة بتلخيص القصة، وكذلك «إن مع العسر يسرا» تخبرنا بأن الظلمة إلى انقشاع، فالله عادل، وقوله حق، والنصر قادم لا محالة ولو كره الكافرون والمثبطون والمداهنون.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شمال غزة غزة كفار قريش النبي محمد بني هاشم حصار غزة حماس حركة حماس کفار قریش

إقرأ أيضاً:

فضل أبو طالب: لا يردع الصهاينة في لبنان وسوريا سوى المقاومة والصمت الرسمي مشجع لمزيد من العدوان

يمانيون../
أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، فضل أبو طالب، أن العدو الصهيوني لا يردعه سوى المقاومة، مشيرًا إلى أن الغارات الصهيونية المتكررة على لبنان وسوريا تأتي في ظل صمت رسمي مخزٍ من قبل السلطات الجديدة في البلدين.

وأوضح أبو طالب، في سلسلة تغريدات له، أن هذا الصمت يشجّع العدو الصهيوني على التمادي أكثر، والتوسع في الاحتلال وانتهاك السيادة اللبنانية والسورية، مستنكرًا عدم وجود أي رد رسمي يوازي حجم الاعتداءات المستمرة.

وأشار إلى أن الشعب السوري، رغم كل الظروف، لا يقبل الخضوع أو الاستسلام أمام العربدة الصهيونية، وهو ما ظهر جليًا في المظاهرات التي خرجت وسط دمشق مؤخرًا، حيث عبّر المتظاهرون عن رفضهم للعدوان الصهيوني، وطالبوا النظام الحاكم بالرد على الاعتداءات.

وأكد أبو طالب موقف أنصار الله الثابت ضد العدوان الصهيوني على سوريا، بغض النظر عن الجهة الحاكمة في دمشق، مشددًا على أن الجميع يتحمل مسؤولية دينية وأخلاقية في مقاومة الاحتلال، وفي مقدمتهم النظام السوري الجديد، داعيًا إلى عدم الاستسلام لسياسة فرض الأمر الواقع التي يحاول العدو تكريسها في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • دعاء النبي عند الإفطار في أول أيام رمضان.. اعرف صيغته الصحيحة
  • دعاء أول يوم رمضان.. وبماذا كان يدعو النبي
  • ماذا كان يقول النبي محمد في أول يوم رمضان؟ .. كلمتان لا تهجرهما
  • بالفيديو.. كيف كان يستقبل سيدنا النبي شهر رمضان؟.. أمين مجمع البحوث الاسلامية يجيب
  • دعاء رؤية هلال شهر رمضان.. 16 كلمة رددها النبي تقضي الحوائج وتفتح أبواب الخيرات
  • تعزيزات عسكرية وحصار مطبق.. إسرائيل تواصل عملياتها في الضفة
  • دعاء هلال رمضان 2025.. كلمات كان يرددها النبي في هذا الوقت
  • أفضل دعاء في آخر شعبان.. النبي أوصى بـ8 كلمات تجمع لك الأرزاق
  • فضل أبو طالب: لا يردع الصهاينة في لبنان وسوريا سوى المقاومة والصمت الرسمي مشجع لمزيد من العدوان
  • الأمم المتحدة تعلن تعليق مساعداتها الغذائية في مخيم زمزم للنازحين في السودان يواجه مجاعة