بوابة الفجر:
2024-07-02@09:37:07 GMT

مجاعة غزة وحصار شعب أبي طالب

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

يعجز اللسان عن وصف الحزن الذي أشعر به إزاء مشاهد زحام الأطفال والنساء والكبار على منصات توزيع الطعام في مناطق شمال غزة، التي تصل إلينا يوميا من وسائل الإعلام، ويتمزق قلبي وأشكو بثي وحزني إلى الله لعجزي عن فعل شيء سوى الدعاء لرفع الظلم وزوال الغمة عن إخواننا المكلومين والثكالى والمشردين واليتامى في القطاع.

توزيع الوجبات المطبوخة، التي يجمعوها من نباتات الأرض، ليس بها أرز ولا مكرونة ولا خضراوات ولا فواكه، وتهافت العشرات من الأطفال والنساء للحصول على نصيبهم منها في أطباق يحملونها، تعبر عما وصل إليه وضع إخواننا في غزة عامة، وشمالها خاصة، من ضيق وكرب، نتيجة الحصار المحكم المطبق على القطاع من كل الجهات.

وما أشبه الليلة بالبارحة، عندما حاصر كفار قريش النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بني عبد المطلب وبني هاشم، في شِعب أبي طالب، للضغط عليهم ومنعهم من نشر الإسلام، فالظروف واحدة والحصار واحد والضحية أبرياء، والجاني جاحد لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.

في بداية انتشار الدعوة، كانت قريش تشعر بتهديد كبير من انتشار الإسلام، وتعتقد أن مكانتها الدينية والاقتصادية في مكة، ستتأثر بتلك الدعوة، فقررت مقاطعة بني هاشم وبني عبدالمطلب، لدعمهما النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسعت لإجبار النبي وأصحابه على التراجع عن الدعوة.

وحاصرت قريش النبي وأنصاره من القبيلتين لمدة 3 سنوات تقريبًا، من السنة السابعة حتى السنة العاشرة من البعثة النبوية، بوثيقة مجحفة لمنع التعامل مع النبي والقبيلتين، ومقاطعتهما اقتصاديا واجتماعيا، وحظر التجارة معهما ومنع الزواج منهما، ما تسبب في ظروف صعبة ونقصا حادا في الطعام والموارد، واشتدَّ الحصار حتَّى اضطر المسلمون إلى أكل ورق الشَّجر، وجلود البعير، وسمعت أصوات الأطفال المقهورين من وراء الشِّعْب، وهم يئنون جوعا.

ومع أن كفار قريش بلغوا من القسوة في حصارهم لضعفاء أبناء القبيلتين، إلا أنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه اليهود الآن، من غلظة وجحود بحق الأبرياء، في قطاع غزة، فكفار قريش لم يقتلوا طفلا أو امرأة أو كهلا، ولم يهدموا بيتا أو يحرقوا أرضا أو يقتلوا حيوانا، كما حدث ويحدث الآن، منذ 7 أكتوبر، فأي جحود هذا الذي يملأ قلوب الصهاينة، أمام  قتل أكثر من 40 ألف شخص، وإصابة أكثر من 70 ألف شخص، وغيرهم ممن واراهم ثرى الركام والبيوت المهدمة، في 8 أشهر فقط، ولم يشعروا بندم،

تلك القسوة التي نراها اليوم من اليهود، لم تكن في كفار قريش وقت حصار بني عبد المطلب وبني هاشم، فقد تعاطفوا مع الضعفاء، ومن ذلك ما فعله كل من هشام بن عمرو، وزهير ابن أمية، والمطعم بن عدى، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وهم من أكابر كفار قريش وقتها، من نقضهم الصحيفة، حتى قال زهير بن أبي أمية، بعدما طاف بالبيت سبعا، ثم أقبل على الناس: يا أهل مكة؟ أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة.

ونحن نرى الآن، كل هذه الدماء ولم يرق قلب أي يهودي، ويقول كفى بربكم ماذا فعلنا وما هذا الجرم الذي نرتكب، ولكنها لعنة الله عليهم مصداقا لقوله في سورة البقرة عنهم: «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة».

ورغم قساوة الحصار الذي فرضه كفار قريش، وانتهى بنقض الكفار للوثيقة، التي شملت شروط المقاطعة، التي أكلها النمل الأبيض إلا اسم الله، إلا أن المسلمين ازدادوا تماسكا وإصرارا على الدعوة، وانتصروا لمبادئهم ودينهم، حتى مكنّهم الله بعد ذلك، وهو ما أراه بإذن الله سيحدث في أزمة غزة،

نعم ما أقسى المشاهد، وما أقبح الظلم، وما أفجر العالم المتفرج، دعاة حقوق الإنسان كذبا وزورا، ولكن مع ذلك والله ما ساورنا الشك لحظة في انتصار الله للمظلومين، ولكنها فترة للتمحيص وفرز الغث من الثمين، والمناصر للحق من المثبط، تطول أو تقصر ولكنها ستنتهي بنصرة الحق.

ومخطئ من يعتقد أن حصار غزة وليد 7 أكتوبر، فالقطاع يواجه أصعب عملية حصار في تاريخ البشر، منذ منتصف عام 2007، عقب تولي حركة حماس السيطرة على القطاع، برا وبحرا وجوا، وسط قيود شديدة على حركة الأفراد والبضائع، بدعوى الحفاظ على الأمن ومنع تهريب الأسلحة إلى الفصائل المسلحة.

إن من يقرأ التاريخ جيدا وقبل ذلك يؤمن بالله حقا، سيعلم أن تلك الأيام شديدة الظلمة التي يعيشها أبناء القطاع، ستنتهي وستتبعها انفراجة كبيرة بأمر الله، ونصر وتمكين، فهذا وعد رباني ونثق به ونوقن بأنه سيتحقق، فالآية الكريمة «وتلك الأيام نداولها بين الناس» كفيلة بتلخيص القصة، وكذلك «إن مع العسر يسرا» تخبرنا بأن الظلمة إلى انقشاع، فالله عادل، وقوله حق، والنصر قادم لا محالة ولو كره الكافرون والمثبطون والمداهنون.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شمال غزة غزة كفار قريش النبي محمد بني هاشم حصار غزة حماس حركة حماس کفار قریش

إقرأ أيضاً:

ذنوب عراقية لا تغتفر

يكتبها_ مذنب عراقي ..

يسال الكثير من الاخوة   لماذا فلان وفلان وانت منهم لم تحصلوا على اقل استحقاقاتكم لما قدمتموه سابقا ولاحقا من عطاء  او على اقل تقدير بما يتناسب مع كفائتكم….؟؟؟
فكان جوابي نحن اصحاب ذنوب لا تغتفر  وهذا من توفيق الله لنا من الحسنات مايحسبها بعض ابناء جلدتنا ذنوب وبسببها تم  استبعادنا ولم نتصدر المشهد 
ومن ذنوبنا التي لاتغتفر مايلي
1_ اننا  لانجيد  التسلق ولغة الملق والنفاق  ومسح الأكتاف ولعق القصاع والعيش على الفضلات
2_  صادقون  و واضحون  نمقت الكذب واهله
3_ احرار حقيقيون لانقبل الاستعباد  ومن المحاربين الاوائل للعبودية
4_شرفنا الله بعدم الارتماء في جيفة البعث القذر
5_ اسمائنا موجود  في قائمة الشرف (السوداء حاليا ) في سجون ومعتقلات النظام  والاحتلال وسوح الجهاد
6_ أغلبنا من ذوي الشهداء
7_ نمتلك واعز من دين ورادع من ضمير
8_يقولون لامعرفة لكم بالاتكيت والمدنية حيث اغلبنا قضى زهرة شبابه اما في سوح الجهاد والاهوار او غريبا يقطع الفيافي والقفار
8_ نحمل كرامة وكبرياء المجاهدين
9_ لدينا تاريخ جهادي مشرف يمتعض منه ويفتقر اليه الطامحون  من قناصي الفرص ومستثمري الفوز
10_ اغلبنا طاقات جبارة نشقى بنور الفكر والعقل
11_اصحاب قضية ومواقف ثابتون على  المبادئ ومتمسكون بالقيم  لا نباع ولا نشترى
12_ لانجيد التلون واستبدال جلودنا
13_ ألستنا عفيفة وايادينا نظيفة
14_ لم يسبقنا احد في العطاء والدماء
15_نؤثر على انفسنا وبنا خصاصة
16_ نعطي الكثير ونقبل باقل القليل
17_نحيا ونموت حسينيون ومقاومون
18_نعشق هذا الوطن واهله لن نبيع او نساوم
19_ لانؤثر طاعة  اللئام على مصارع الكرام 
نحن نمتلك مايزيد على هذه  السجايا الكريمة   التي يحسبها البعض اليون ذنوب  لا تغتفر بل هي من الكبائر  حسب وجهة نظرهم لذلك همشونا واتم اقضائنا
ومع ذلك باقون عليها تاخذنا العزة بالحسنى فنحن السابقون السابقون واهل المكرمات
أنا شيعي
اذن انا مقاوم

عباس الزيدي

مقالات مشابهة

  • الأونروا: مجاعة تلوح في الأفق مع إجبار 84 ألف شخص على النزوح من غزة
  • أونروا: مجاعة تلوح في الأفق مع إجبار 84 ألف شخص على النزوح من غزة
  • ذنوب عراقية لا تغتفر
  • مبادرون التطوعي يقيم المبادرة الجماهيرية “على خطى النبي نفوز بسنة المشي”
  • سنة مهجورة كان يفعلها النبي بعد الانتهاء من الضيافة.. احرص عليها
  • « مبادرون التطوعي » ينفذ مبادرة « على خطى النبي نفوز بسنة المشي »
  • طالب بن صقر: باهتمام قيادتنا الإمارات رائدة في مكافحة المخدرات
  • من تاريخ الكنيسة.. ذكرى رحيل أليشع النبي تلميذ إيليا النبي
  • سفيرة المغرب بباريس تكرم طالب شاب أصبح أول مغربي يلتحق بكلية العلوم الصحية والتكنولوجيا بجامعة هارفارد