انقلاب بوليفيا الفاشل.. محاكمة عسكريين واتهامات للرئيس بـالوقوف وراءه
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
أودعت السلطات البوليفية قائد الجيش السابق، خوان خوسيه زونيغا، السبت، الحبس الاحتياطي في سجن شديد الحراسة، في آخر تطورات الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته البلاد، والذي صاحبته اتهامات بأن الرئيس لويس آرسي هو من "دبّره لتعزيز شعبيته".
وذكر تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية، أنه بعد عودة الحياة إلى طبيعتها والسيطرة على الأمور في البلد البالغ عدد سكانه 12.
وأشارت الصحيفة إلى أن زونيغا صرح للصحفيين قبيل اعتقاله، الأربعاء، ودون أي أدلة موثوقة، أن "آرسي أمره بتنفيذ انقلاب زائف في محاولة لتعزيز شعبية الرئيس المتدهورة في الشارع".
واستغلت المعارضة تصريحات زونيغا، وطالبت بإجراء تحقيق برلماني في المزاعم بأن آرسي اختلق الأزمة وصنع "انقلابا ذاتيا".
وقال المشرع عن كتلة المجتمع المدني، أليخاندرو رييس، للصحيفة: "هناك مؤشرات وأدلة وتصريحات تجعلنا نعتقد أن ما حدث كان متعمدا، ويمكن حتى أن تكون السلطة التنفيذية شاركت في ذلك".
لكن الكتلة الحاكمة في البرلمان، حزب الحركة نحو الاشتراكية، دافع عن الرئيس. وقالت البرلمانية بالحزب، ديزي شوك، لصحيفة غارديان، إن الانقلاب "كان من الممكن أن ينجح لولا الموقف الذي اتخذه الرئيس والوزراء والمجتمع البوليفي بشكل عام، والتنصل الفوري منه".
واعتبرت أن كلمات زونيغا "لا تتمتع بأي مصداقية".
وكان القضاء البوليفي قد أمر، الجمعة، بالسجن 6 أشهر لكل من زونيغا، والقائد السابق للقوات البحرية خوان أرنيز، والقائد السابق للواء الميكانيكي في الجيش أليخاندرو إيراهولا، في سجن شديد الحراسة يقع على مشارف مدينة إل آلتو القريبة من لاباز، وذلك حتى استكمال التحقيق في المحاولة الانقلابية.
والقادة الثلاثة الذين يُشتبه في أنّهم أرادوا إطاحة الرئيس آرسي، الأربعاء، متهمون بتنفيذ انتفاضة مسلحة وبالإرهاب، ويواجهون خطر السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، وفق فرانس برس.
وخلال عمليّة نقله إلى السجن، قال زونيغا للصحافة وهو مكبّل اليدين: "في مرحلة ما، ستُعرف الحقيقة".
في المجموع، قُبض على 21 عسكريًا عاملًا ومتقاعدًا ومدنيًا في إطار محاولة الانقلاب التي حاصرت خلالها قوات مجهّزة بدبابات القصر الرئاسي لساعات، قبل أن تنسحب.
وذكرت وزارة الداخلية، السبت، إنها قدمت للسلطة القضائية "أدلة" على نية هؤلاء العسكريين تنفيذ انقلاب ضد آرسي.
وكان زونيغا قد قال وهو محاط بعسكريين و8 دبابات، إن "القوات المسلحة تحاول إعادة هيكلة الديمقراطية، لجعلها حقيقية، وليست ديمقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاما".
وسرعان ما أقال آرسي قائد الجيش، وعين قيادة عسكرية جديدة أدت اليمين الدستورية أمامه في القصر الرئاسي.
وبعد هذا الانقلاب الفاشل، تدخل بوليفيا فترة جديدة من الاضطرابات السياسية على خلفية أزمة اقتصادية حادّة.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرّرة عام 2025، يسود قلق داخل المؤسسة العسكرية على خلفية سخط شعبي من ارتفاع الأسعار ونقص النفط، في بلد تُعد موارده من الغاز والليثيوم عامل جذب على الساحة الدولية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تفضّل قائد الجيش وترامب يغير الأسلوب
كتب مجد بو مجاهد في" النهار": تحض الولايات المتحدة الأميركية على انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية حتى إذا كانت تعيش مرحلة انتقالية بين إدارتين لكن المبدأ واحد في الصدد، رغم أن تسلّم الرئيس المنتخب دونالد ترامبالسلطة في 20 كانون الثاني المقبل يغير الأسلوب نحو ضغوط أكثر لمعالجة الملفات بالمنهج الضروري، لكن ذلك لا يلغي أن إدارة ترامب قد تحتاج مهلة زمنية لأكثر من مئة يوم حتى التطلع نحو ملفات المنطقة بما في ذلك الملف اللبناني. يعني ذلك أن إدارة ترامب ستبحث عن تنفيذ هدف انتخاب رئيس لبناني بالمؤهلات المطلوبة مع ضغوط أكبر، حتى إن كان ذلك الهدف سيحتاج مهلة إضافية حتى التطلع ثم التوصل إليه.
في معطيات خاصة لـ "النهار"، حصل اجتماع حديث ضم أحد المهتمين بالشأن اللبناني مع فريق عمل بجناحين ديموقراطي وجمهوري مهمته تحضيرية للمرحلة الانتقالية نحو البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المقبل. استعرض الاجتماع أوضاع لبنان والمنطقة وضمنا استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، واستنتج منه النقاط التالية: ليس هناك من توجه أميركي نحو فرض
رئيس على الشعب اللبناني لكن هناك تحبيذ الوصول شخص في استطاعته أن يأخذ على عاتقه إدارة الدفة الرئاسية بنجاح وأن يكون في مقدوره تنفيذ أجندة إصلاحية. ومن اللافت تحبيذ الولايات المتحدة وصول قائد الجيش العماد جوزف عون لدي الإدارتين الحالية واللاحقة أو شخص من طينته، خصوصاً أن المواكبين من الديموقراطيين والجمهوريين على معرفة وطيدة به ما يجعل منه الاقتراح الذي تروق له الانطباعات في واشنطن عند الحديث عنه وهذا ما حصل تحديداً في الاجتماع الآنف الذكر، حيث نوقش اقتراح قائد الجيش حصراً على طاولة المشاورات في الموضوع الرئاسي من دون الحديث عن أي مرشح آخر للرئاسة، ما أكد التوجه الأميركي القوي نحو تحبيذه حتي على مستوى الذين يشكلون جزءا من المرحلة التحضيرية نحو رئاسة ترامب.
في الاجتماع المشار إليه، أكد الأميركيون الاهتمام بالجيش اللبناني وأثنوا على قائد الجيش مع تفضيلهم أن يبحث عن خلف له من النموذج نفسه ما يجعل الترحيب بفكرة انتخابه رئيساً للجمهورية متنوع الأسباب على أن يُعيّن بنفسه قائداً للجيش في حال انتخابه رئيساً للجمهورية ما يجعل الترحيب بوصوله إلى القصر الجمهوري متعدد الأسباب خصوصاً أنه على معرفة بأوضاع الجيش اللبناني وهو في استطاعته أن يضمن تعيين شخص على قدر من التطلعات الأميركية في مركز قيادة الجيش الذي يصنف من بين الأكثر أهمية للأميركيين. ويمكن انتخاب جوزف عون أن يساعد لبنان بوتيرة سريعة لأن الأميركيين على معرفة جيدة به. تاليا، لا تباعد بين الديموقراطيين والجمهوريين حول استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية رغم أن ترامبسيغير الأسلوب. فهل تثبت الأجواء التي حصل التشاور بها في واشنطن حظوظ قائد الجيش لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟ وإذ شكل التأكيد على أهمية انتخاب رئيس للجمهورية البند اللبناني الأكثر أهمية على طاولة المحادثات الأميركية، أخذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه كل من لبنان وإسرائيل برعاية أميركية مجالاً تشاورياً من دون إغفال أهمية تنفيذه.