فيلم ظلام رجل.. مطاردات ضابط انتربول في خريف العمر
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
عصابات آسيوية وروسية تستحوذ على مدينة أمريكية غابت عنها السلطات
ما تزال أفلام الحركة تتمتع بجاذبية مميزة تجعلها واحدة من الأنواع الفيلمية المفضلة لدى جمهور عريض من المشاهدين، ولا سيما وأن ذلك النوع الفيلمي قد شهد تطورًا ملحوظًا واختلاطًا في الأساليب والمعالجات، ولم تبقَ معه أفلام الحركة قائمة على الشخصية الدرامية الرئيسية أو البطل الذي يتميز بخفة الحركة والانتقام من الخصوم والمرونة والبراعة، بل تداخلت مع أنواع أخرى كأفلام الجريمة والعنف والإثارة، وصولا إلى أفلام الرعب.
ومن هنا يمكننا النظر إلى هذا الفيلم الجديد للمخرج جيمس بريساك الذي عُرف باهتمامه بشكل خاص بهذا النوع، لكنه وعلاوة على ذلك الولع والاهتمام، ها هو يعيد الممثل المخضرم المشهور البلجيكي الأصل جان كلود فان دام، وقد ناهز الثالثة والستين عامًا من العمر، وبعد رحلة طويلة مع أفلام الحركة والعنف امتدت إلى حوالي نصف قرن، شارك خلالها بأكثر من أربعين فيلمًا ومسلسلًا تلفزيونيًا.
كان فان دام أسطورة أفلام الحركة التي قُدمت في الثمانينيات والتسعينيات، أولئك الأبطال مفتولي العضلات، وفي مقدمتهم إلى جانب كل من سيلفستر ستالون وأرنولد شوارزنيجر ولو فيريجنو وجاك نوريس وبروس ويليس وبروس لي وستيفن سيغال وغيرهم.
وإليكم فان دام في دور رجل الإنتربول السابق راسل هاتش الذي بدا عليه التقدم في السن واضحًا وبدت حركته أقل خفة والتجاعيد بادية على وجهه ورقبته رغم طبقات المكياج، ها هو رغم ذلك يعود إلى سيرته الأولى مجسدًا البطل الأمريكي الذي يطارد الأشرار الذين يفتكون بمجتمعه وعادةً أولئك الذين ينتمون إلى الجريمة المنظمة وعصابات المخدرات.
لكن هاتش في دوره في هذا الفيلم ليس رجلًا قاسي القلب ولا متوحشًا على الرغم من ضراوته في مواجهة رجال العصابات وضربهم أو قتلهم بلا رحمة إلا أنه يريد الوفاء بوعد قطعه على نفسه لصديقته الآسيوية استر - جيكا كانوموتو التي كانت بالأمس علاوة على كونها صديقته فإنها أحد مصادر معلوماته في مطاردة المجرمين ولكن ها هي تستنجد به أنها تمر بظرف صعب وتطلب منه أن يحمي ابنها الوحيد في حال قُتلت من طرف العصابات.
بالطبع سيكون هذا المشهد الافتتاحي بمثابة رسم أولي للخطوط العريضة لشخصية هاتش، فها هو وقد اقترب من سن التقاعد يفيض حكمة، وكانت من ميزات هذا الفيلم استخدام تلك العبارات التي تنطوي على الحكمة لتنساب كصوت ثالث - فويس أوفر أو بمثابة حوار داخلي بالنسبة لهاتش ومعبرة عنه، فيقول مثلًا:
"في كل مرة تهز فيها الشجرة لا تعلم ما الذي سوف يتساقط منها".
ويقول أيضًا "في الحياة لا يمكننا الهروب من مصيرنا بغض النظر عن الطريق الذي نسلكه".
ويقول في لحظة مصيرية فارقة والرصاص يخترق جسمه "لقد أمضيت حياتي وأنا أسير في طريق النور، ثم إذا بالظلام هو الذي يبتلعني، إنها ظلمة الإنسان التي سوف أدخل في أعماقها الآن".
إنها في الواقع ظلمات عالم الجريمة المنظمة، وخاصة العصابات الروسية والآسيوية، والتي يصبح الفتى الآسيوي وابن صديقته جايدين - الممثل إيمرسون مين - محورًا أساسيًا فيها، لاسيما وأنه يختفي بشكل مفاجئ، فيعلم هاتش أن العصابة الآسيوية قد اختطفته، لكنه يجهل أن جد الفتى وعمه اللذين يبدوان طيبين جدًا هما ركن أساسي في العصابة الآسيوية، ولهذا ينجحان في إزاحة هاتش وخداعه بسبب حسن النية التي تميزه، فيتجه لمقارعة العصابات الروسية.
هذا السرد الفيلمي القائم على قضية التحري والمطاردة والصراع العنيف والقتال الفردي والملاكمة واستخدام الرصاص سوف يشكل الإطار العام الذي يتحرك فيه هاتش فهو في كل مرة يتم تحطيمه وتكسير أضلاعه أو ثقب جسده بالرصاص ثم يعود إلى قلب الصراع مجددًا، لكن هذا التصعيد في الدراما لن يحيلنا إلى ما هو مدهش ومختلف عن النوع السائد والمعروف لهذا النوع من أفلام الحركة والعنف وهو ما أشار إليه العديد من النقاد.
يقول الناقد جيم مورازيني في موقع بالكوني، "لن أصنف هذا الفيلم على أنه من الأفلام العظيمة، إلا أنني أعده واحدًا من أفضل أفلام الحركة التي شاهدناها مؤخرًا، هنالك استخدام متميز لنوع الدراما وتفوق في منح الحبكة عمقًا أكبر من المعتاد. هناك مشاهد أكشن موفقة وواقعية أكثر من العديد من الأفلام المشابهة، وتم إخراجه بشكل جيد."
أما الناقد السينمائي في موقع أكشن ايليت فيقول: "أعتقد أن محبي أفلام الثمانينيات والتسعينيات قد لا يستمتعون بهذا الفيلم لأنه لا ينطوي على نفس تلك المتعة التي كانت تميز تلك الأفلام، لكن فان دام يحاول جاهدًا إعادتنا إلى تلك الأجواء وذلك النوع من الشخصيات، إنه هنا ذلك الإنسان الطيب الذي يخوض في جحيم العصابات ويتعرض للموت من أجل الحفاظ على شرف كلمته".
ربما تكون هذه النقطة بالذات هي نقطة محورية رمم من خلالها المخرج الثغرات التي تتعلق بالبطل الخارق والاستثنائي إلى البطل الملتزم إنسانيًا والمدافع عن كلمته التي أعطاها لتلك المرأة ولهذا فإنه يفعل المستحيل من أجل إنقاذ ذلك الشاب.
بالطبع غطت الصورة النمطية لكلا النوعين من العصابات سواء الآسيوية أو الروسية والتي اعتدنا على مشاهدتها في العديد من الأفلام ولهذا كان الغوص في ذلك العالم المظلم لا يحتاج إلى كثير من الكلام مع أن حوارات هاتش على الرغم من بلاغتها إلا أنها بدت ثقيلة بعض الشيء وحتى نبرة صوته ليست تلك التي تتميز بالخفة والمرونة.
من جانب آخر وكما ذكرنا من قبل فإننا أمام فيلم حشد فيه المخرج الإمكانات الفنية من تصوير ومونتاج وخدع سينمائية ومشاهد حركة من أجل أن يقدم فيلمًا فيه عنصر الجذب المعلومة لنوع أفلام الحركة مستندًا إلى إرث طويل لفان دام وكأنه أراد الإلقاء تحية لذلك الممثل مفتول العضلات وقد امتد به العمر بعيدًا حتى فقد الكثير من ملامحه الشابة وحركته الرشيقة المدهشة.
إخراج / جيمس بريساك
تمثيل / جان كلود فان دام، جيكا كانوموتو، ايمرسون مين، ستيكي فينكاز
التقييمات: أي ام دي بي 4.5 من 10 ، روتين توماتو 70% ، فويسز فروم بالكوني 3.5 من 5
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: أفلام الحرکة هذا الفیلم فان دام فیلم ا
إقرأ أيضاً:
مرسيليا يستعيد التوازن
باريس (أ ف ب)
استعاد مرسيليا توازنه عقب خسارته على أرضه أمام أوكسير 1-3، بفوزه بالنتيجة ذاتها على مضيفه لنس في المرحلة الثانية عشرة من الدوري الفرنسي لكرة القدم.
وسجل الفريق الجنوبي هدفين مطلع الشوط الثاني عبر فالنتان رونييه (49) والبرازيلي لويس هنريكي (57)، وقلص أنجيلو فولجيني قبل 10 دقائق من نهاية المباراة، لكن الضيوف أعادوا الفارق إلى سابق عهده بهدف ثالث سجله الدنماركي بيار-إميل هويبيرج (89).
وعاد مرسيليا إلى سكة الانتصارات، بعدما أدى سقوطه أمام أوكسير إلى غضب مدربه الإيطالي روبرتو دي تزيربي بقوله: «إذا كنتُ أنا المشكلة، فأنا مستعد للرحيل، سأترك المال وأعيد عقدي».
وعاد المدرب الإيطالي البالغ من العمر 45 عاماً لتفسير غضبه قائلاً: «إذا فهم البعض أنني سأستقيل، فليطمئنوا لأنني لن أهرب»، أؤمن بشدة بنادي مرسيليا واللاعبين الذين أدربهم، ليس لدي أي نية للذهاب إلى أي مكان».
وتابع المدرب البالغ من العمر 45 عاماً: «هذه الكلمات، لا أعتقد أنها كانت قوية، إنها مجرد كلمات شخص يتحمل مسؤولياته، لعبنا خمس مباريات في فيلودروم، فوز واحد وتعادلان وهزيمتان، لذلك من الطبيعي أن أتحمل مسؤولياتي».
وحقق مرسيليا فوزه السابع هذا الموسم فعزز موقعه في المركز الثالث برصيد 23 نقطة، فيما مني لنس بخسارته الثالثة هذا الموسم فتجمد رصيده عند 17 نقطة في المركز الثامن.