أودعت السلطات البوليفية قائد الجيش السابق، خوان خوسيه زونيغا، السبت، الحبس الاحتياطي في سجن شديد الحراسة، في آخر تطورات الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته البلاد، والذي صاحبته اتهامات بأن الرئيس لويس آرسي هو من "دبّره لتعزيز شعبيته".

وذكر تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية، أنه بعد عودة الحياة إلى طبيعتها والسيطرة على الأمور في البلد البالغ عدد سكانه 12.

5 مليون نسمة وشهد نحو 190 انقلابا منذ الاستقلال عام 1852، بدأت الشائعات في الانتشار.

وأشارت الصحيفة إلى أن زونيغا صرح للصحفيين قبيل اعتقاله، الأربعاء، ودون أي أدلة موثوقة، أن "آرسي أمره بتنفيذ انقلاب زائف في محاولة لتعزيز شعبية الرئيس المتدهورة في الشارع".

واستغلت المعارضة تصريحات زونيغا، وطالبت بإجراء تحقيق برلماني في المزاعم بأن آرسي اختلق الأزمة وصنع "انقلابا ذاتيا".

وقال المشرع عن كتلة المجتمع المدني، أليخاندرو رييس، للصحيفة: "هناك مؤشرات وأدلة وتصريحات تجعلنا نعتقد أن ما حدث كان متعمدا، ويمكن حتى أن تكون السلطة التنفيذية شاركت في ذلك".

لكن الكتلة الحاكمة في البرلمان، حزب الحركة نحو الاشتراكية، دافع عن الرئيس. وقالت البرلمانية بالحزب، ديزي شوك، لصحيفة غارديان، إن الانقلاب "كان من الممكن أن ينجح لولا الموقف الذي اتخذه الرئيس والوزراء والمجتمع البوليفي بشكل عام، والتنصل الفوري منه".

واعتبرت أن كلمات زونيغا "لا تتمتع بأي مصداقية".

وكان القضاء البوليفي قد أمر، الجمعة، بالسجن 6 أشهر لكل من زونيغا، والقائد السابق للقوات البحرية خوان أرنيز، والقائد السابق للواء الميكانيكي في الجيش أليخاندرو إيراهولا، في سجن شديد الحراسة يقع على مشارف مدينة إل آلتو القريبة من لاباز، وذلك حتى استكمال التحقيق في المحاولة الانقلابية.

والقادة الثلاثة الذين يُشتبه في أنّهم أرادوا إطاحة الرئيس آرسي، الأربعاء، متهمون بتنفيذ انتفاضة مسلحة وبالإرهاب، ويواجهون خطر السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، وفق فرانس برس.

وخلال عمليّة نقله إلى السجن، قال زونيغا للصحافة وهو مكبّل اليدين: "في مرحلة ما، ستُعرف الحقيقة".

في المجموع، قُبض على 21 عسكريًا عاملًا ومتقاعدًا ومدنيًا في إطار محاولة الانقلاب التي حاصرت خلالها قوات مجهّزة بدبابات القصر الرئاسي لساعات، قبل أن تنسحب.

وذكرت وزارة الداخلية، السبت، إنها قدمت للسلطة القضائية "أدلة" على نية هؤلاء العسكريين تنفيذ انقلاب ضد آرسي.

وكان زونيغا قد قال وهو محاط بعسكريين و8 دبابات، إن "القوات المسلحة تحاول إعادة هيكلة الديمقراطية، لجعلها حقيقية، وليست ديمقراطية بعض الأسياد الذين يديرون البلاد منذ 30 أو 40 عاما".

وسرعان ما أقال آرسي قائد الجيش، وعين قيادة عسكرية جديدة أدت اليمين الدستورية أمامه في القصر الرئاسي.

وبعد هذا الانقلاب الفاشل، تدخل بوليفيا فترة جديدة من الاضطرابات السياسية على خلفية أزمة اقتصادية حادّة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرّرة عام 2025، يسود قلق داخل المؤسسة العسكرية على خلفية سخط شعبي من ارتفاع الأسعار ونقص النفط، في بلد تُعد موارده من الغاز والليثيوم عامل جذب على الساحة الدولية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الرئيس؟

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن وجود إشاعات تشير إلى أن المحاولة الانقلابية التي حدثت في بوليفيا قبل أيام كانت مجرد "مسرحية" نظمها الرئيس لويس آرسي لرفع شعبيته، وهو الأمر الذي نفاه الرئيس جملة وتفصيلا، قائلا إنه لن يسمح أبدا بأن يرفع السلاح في وجه الشعب.

وذكرت الغارديان أن تلك المحاولة الانقلابية لم تستمر لأكثر من 3 ساعات، ما يجعلها أقصر محاولة انقلاب خلال قرنين في بلد شهد نحو 190 انقلابا عسكريا، فضلا عن حكم دكتاتوريات عسكرية وثورات متعاقبة منذ الاستقلال عام 1825.

الرئيس البوليفي لويس آرسي نفى فبركته للانقلاب وأكده حمايته للشعب من العسكر (رويترز)

وقبيل اعتقاله الأربعاء، صرح قائد المحاولة الانقلابية الجنرال خوان خوسيه زونيغا للصحفيين -من دون تقديم أدلة- أن الرئيس آرسي أمره بتنظيم انقلاب زائف لترميم شعبيته المتدهورة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وفق الغارديان.

وأضافت الصحيفة أن زونيغا كان مقربا من الرئيس والحكومة، وأقيل في اليوم السابق للمحاولة الانقلابية، بحسب ما صرح به الوزير البوليفي إدواردو ديل كاستيو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع أميركي: هل تتجه إسرائيل نحو حرب أهلية؟list 2 of 2هل سيودعوننا السجن؟.. لوموند: مسلمو فرنسا بين القلق والاستسلام أمام التجمع الوطنيend of list

وبحسب الغارديان، فقد استغلت المعارضة تصريحات زونيغا وطالبت بإجراء تحقيق برلماني في مزاعم تنظيم الرئيس آرسي "لانقلاب وهمي" لتعزيز شعبيته.

ودافعت ديزي شوك، عضو البرلمان عن حزب الحركة نحو الاشتراكية الحاكم، عن آرسي، وحذرت من أن الانقلاب كان من الممكن أن ينجح لولا الموقف الذي اتخذه الرئيس والوزراء والمجتمع البوليفي ككل.

وبحسب الغارديان، فمما لا شك فيه هو أن آرسي يرأس اقتصادا متعثرا بسبب انخفاض صادرات الغاز وتضاؤل ​​الاحتياطيات الأجنبية. وتحدثت عن احتجاجات متزايدة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرة الوقود والدولار الأميركي، فضلا عن الانقسامات العميقة داخل الحزب الحاكم.

ونقلت الصحيفة عن فرانكلين باريخا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سان أندريس في بوليفيا قوله: "تشهد بوليفيا أزمات متعددة: سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية، ولكن قبل كل شيء مؤسسية"، مضيفا أن الحكومة في وضع ضعيف للغاية، والرئيس ليس لديه قدرة لحفظ التماسك داخل حزبه.

ويتورط آرسي في صراع مرير على السلطة مع الرئيس السابق إيفو موراليس، الذي قال إنه يخطط للترشح للرئاسة في انتخابات العام المقبل عن الحزب الحاكم.

وكان موراليس من بين أول من أدانوا محاولة الانقلاب، لكنه ظهر لاحقا مع أنصاره وهو يتساءل بسخرية عن الحادث: "لا أعرف ما نوع هذا الانقلاب؟ انقلاب بدون جرحى، صفر طلقات نارية، صفر وفيات؟".

واتهم جيراردو غارسيا، نائب رئيس الحركة نحو الاشتراكية، آرسي بـ"الاستهزاء بالبلاد" وبأنه "مؤلف" الانقلاب الزائف.

وأوضحت الغارديان أنه بغض النظر عما إذا كان الانقلاب حقيقيا أم مفبركا، فإن الشائعات بشأنه ترسخت في المخيلة الشعبية، وفق ما قال المحلل باريخا، وقد يكون من الصعب على آرسي التخلص منها.

مقالات مشابهة

  • قائد الانقلاب في بوليفيا “شخص غير مرغوب فيه” في السجن
  • إيداع قادة انقلاب بوليفيا الفاشل الحبس الاحتياطي
  • غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الرئيس؟
  • انقلاب بوليفيا الفاشل.. محاكمة عسكريين واتهامات للرئيس بـالوقوف وراءه
  • هل ساهم إعلان رئيس بوليفيا السابق عن ترشحه للانتخابات في العملية الانقلابية؟
  • بوليفيا .. قادة الانقلاب الفاشل رهن الحبس الاحتياطي
  • إيداع القادة المشتبه بتنفيذهم الانقلاب الفاشل في بوليفيا الحبس الاحتياطي
  • بوليفيا.. قادة الانقلاب الفاشل رهن الحبس الاحتياطي
  • بوليفيا.. قادة الانقلاب الفاشل يودعون الحبس الاحتياطي