دولة 56 والسردية الوطنية السودانية
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
قال كاتب أميركي إن بلاده في استقطابها الحاد الذائع بين المحافظين والليبراليين قد فقدت سرديتها الوطنية التي لمت شملها طويلاً. وجسدت واقعتان هذا الفقد العظيم. فبينما كان الرئيس بايدن يدشن في الأسبوع قبل الماضي نصباً تذكارياً للصبي الأسود إيما تل ذي الـ14 ربيعاً الذي سحلته "الكو كلوكس كلان" في 1955 كان رون سانتوس حاكم فلوريدا الأمل في الترشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة، يتبنى منهجاً لتدريس الرق في أميركا ينوه باكتساب الرقيق مهارات خلال عبوديتهم نفعتهم في معاشهم حين تحرروا.
قد تسمع من بعض فصحاء "الدعم السريع" أنهم خرجوا في هذه الحرب لوضع نهاية لـ"سودان 1956". ويريدون بذلك الدولة الوارثة للحكم بعد استقلال السودان في ذلك العام. وهي الدولة المتهمة عند قوى الهامش بأنها ظلت حكراً للجماعة العربية المسلمة على النيل الأوسط منفردة بالسلطة والثروة.
وصح السؤال: هل من في الهامش براء من دولة 1956 بالمرة وخرجوا منها خروج الشعرة من العجين كما نقول في السودان؟ ألم يكن لهم ثمة أداور في حكوماتها وسياساتها؟ ألم يكن من دور لهم فيها سوى دور الضحية؟ وبعبارة أخرى: هل كانوا بلا وكالة (agency) في سنواتها التي تطاولت لثلثي قرن؟ وتعني "الوكالة" هذه في مصطلحها الإنجليزي أن يكون المظلوم شريكاً فيما وقع عليه من ظلم بصورة أو أخرى.
جلية الأمر أن الهامش لم يكن مغلول المساهمة في دولة 1956. فدخلت قوى منه في تعاقدات مع مركزها في الخرطوم وأحلاف راضية مرضية. فكان لهوامش السودان الثقل الاقتراعي دون منطقة النيل الأوسط في انتخابات الفترات الديمقراطية الثلاث التي دامت لـ10 سنوات متقطعة. وبذلت فيها أصواتها للأحزاب التقليدية الدينية التي انتموا لها. وهي الأحزاب نفسها التي انعقد لها لواء الحكم في دولة 56 كلما قامت على البرلمانية.
وكانت للهامش أدواره أيضاً في دولة 56 خلال فترات الحكم العسكري التي دامت لأكثر من نصف قرن فينا. فدخل في أحلاف معها وتولى قادة منهم الحكم في مناطقهم باختيارهم وباسم الحكومة المركزية. وكانت أول هذه الأدوار للهامش في سدة الحكم في دولة 56 هي فترة الحكم الذاتي لجنوب السودان (1972-1983) بعد اتفاقية أديس أبابا بين الرئيس النميري وحركة الأنيانيا للقوميين الجنوبيين بقيادة الجنرال جوزيف لاقو.
وكان للقوميين الجنوبيين سلطان أكبر، لا على إقليمهم فحسب، بل والحكومة المركزية أيضاً فيما بعد اتفاقية السلام الشامل في 2005 حتى 2011. ومن جهة أخرى كان لحركات دارفور المسلحة وسياسييها أدوارهم في المركز وإقليمهم في مثل رئاسة الدكتور التجاني السيسي للسلطة في إقليم دارفور في حلف مع حركات مسلحة تواثقت مع حكومة الإنقاذ بين 2012 و2016.
سنتوقف في هذه الكلمة عند فترة الحكم الذاتي في الجنوب (1972-1983) دون غيرها لما خالطها من ملابسات مكنت لعقيدة أن حكومة الخرطوم تحت النميري مما لا يؤتمن على قسمة السلطة والثروة ككل حكومات 56. فعلى جمال ذلك العقد في الجنوب لما تمتع فيه بسلام لم يره لا قبلها ولا بعدها حنث النميري بالعهد فألغى اتفاقية أديس أبابا من جانب واحد. فتداعى نظام الحكم الذاتي، وخرجت الحركة الشعبية لتحرير السودان (جون قرنق) غبينة من نقض النميري للعهد، وسقط نميري في 1985. وانعقدت دورة جديدة من الحرب الأهلية بين الحكومة والقوميين الجنوبيين لم تصمت بنادقها إلا باتفاق السلام الشامل في 2005.
قل أن تجد من صفوة السودان من لا يعتقد أن نميري وحده هو الذي خرب الحكم الذاتي في الجنوب واعتزل الطبقة الجنوبية التي أقبلت عليه بقوة. لكن ما مقدار الحقيقة في هذه العقيدة؟ وهل كان قرار نميري هو الذي قضى على الحكم الذاتي أم أنه وجد شقاً في السياسة المحلية الجنوبية اتفق له ووسعه؟
لن تجد بقدر ما تفتش عن دور للجنوبيين أنفسهم في اعتزال الحكم الذاتي والتربص به وإسقاطه. فمما يناسبهم للعب دور الضحية أن تجرى التغطية لدورهم هم أنفسهم في القضاء على الحكم الذاتي فيهم. وحقيقة الأمر أن طائفة من الجنوبيين كانت هي من حرضت النميري على تفكيك الحكم الذاتي. وتنتمي تلك الطائفة إلى شعوب ولاية الاستوائية، وكان منهم جوزيف لاقو ممن وقع الاتفاقية مع نميري. وتقع مدينة جوبا، عاصمة الإقليم الجنوبي، نفسها في دارهم. وكانت صفوة هذا الشعب الاستوائي، بل وعامته، شكت من تغول شعب "الدينكا" غزير العدد، الذي أصله إلى الشمال الغربي في ولاية بحر الغزال، لا على سدة الحكم فحسب، بل في احتلال مهاجرين منهم أيضاً لأجزاء من دارهم.
كان لاقو نفسه هو من عرض لظلامات الاستوائيين من هيمنة "الدينكا" على مقاليد الحكم في كتابه "اللامركزية: ضرورة للمديريات الجنوبية في السودان". ودعا فيه إلى استفتاء لتعديل اتفاقية أديس أبابا، التي جعلت الجنوب إقليماً واحداً، لتفككه إلى ولايات بدلاً من إقليم واحد. ففحوى كتاب لاقو أن يعاد تقسيم الجنوب لأن شعب "الدينكا" سيطر عليه من طريق حكومة الإقليم الجنوبي الواحدة فظلم الآخرين. وبدأ الكتاب بالمثل "حين يأكل الرجل الأناني لحد التخمة يصف الرجل الجائع حقاً بأنه طماع". فمن رأيه أن السلطة قد أتخمت "الدينكا" ومتى راجعها الآخرون عن غلوائها وصفتهم بـ"الجوع إلى الحكم".
حمل لاقو في كتابه على استئثار "الدينكا" بالسلطان. وقال إن زعمهم الحق فيه بذريعة أنهم الغالبية في الجنوب باطل في ظل اللامركزية. وأضاف أن حكومة الجنوب قد وترت الناس ولن نلوم سوى "الدينكا" الذين اختاروا طريقاً مغروراً لفرض أنفسهم كمؤسسة حاكمة. وأخذ يحصي وجود "الدينكا" بالأسماء في مؤسسات الحكم الذاتي، فهم 10 من 20 في المجلس التنفيذي العالي، وهم ثلاثة من ستة بين المحافظين، وهم ستة من 12 في مجلس الشعب الإقليمي، وهم 2 من 3 في مجلس الاتحاد الاشتراكي الإقليمي، وهم واحد من ستة في سكرتاريته، وهم 18 من 34 من مديري الوزرات المختلفة.
وأضاف لاقو أنه، وفي غياب اللامركزية، لم يرع "الدينكا" حرمة الجماعات الصغرى، فقد زعزعت تحركاتهم وسكنهم العشوائي حياة أهل بلدات منقلاً والليري ولاقو وكولي حول الرجاف. وليس بوسع هذه المناطق اتخاذ قرار في شأن حياتها لأن الحكومة الإقليمية تنظر لتصرفات "الدينكا" بعين الرضا.
وأقام لاقو حجته لتفكيك الإقليم الجنوبي الواحد على تناقض رآه بين دستور السودان (1973) (المادة 182) وقانون الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي (المادة 18). فمادة الحكم الذاتي مركزية، بينما قضت مادة الدستور تطبيق اللامركزية حتى يأمن الناس إلى خصائصهم الثقافية فيدوم التقدم. وكان مأمولاً أن تطبق حكومة الجنوب هذا المبدأ تنزيلاً للحكم إلى الناس، ولكنها تغاضت عنه. وقال إن "الدينكا" وظفت الخوف من استغلال الشماليين في الخرطوم للجنوب ذريعة لتعطيل اللامركزية الجنوبية على أنهم هم من استحق أن يخاف الجنوب منهم لعزتهم بقبيلتهم دون الجنوب.
وقال لاقو إن مشروعه لتقسيم الجنوب لينعم أهله باللامركزية مجرد خدوش قط بأظافره على وجه من وضعه في ركن ضيق. فقد اضطرهم "الدينكا" للوذ بذلك الركن لعزتهم بأغلبيتهم فصارت مبررهم للهيمنة على آلة الحكم في الجنوب. ويأسّوا الناس من أن تتنزل اللامركزية عليهم. فمنعت ملاعق الذهب التي ولد "الدينكا" بها من موالاة اللامركزية وجعلها خياراً جاذباً في اتفاقية أديس أبابا.
وأضاف قائلاً إنه واثق بأن إرادة ثورة مايو (1969 التي جاءت بنميري) واتحادها الاشتراكي، التي حملت حتى من عارضوا الحكم الذاتي للجنوب بين الشماليين لقبوله، ستعلو على إرادة من عطلوا اللامركزية في الجنوب. وزاد بأن مديريات الجنوب تستحق مثل غيرها أن تكون لها الولاية على شؤونها الخاصة عملاً بدستور السودان والنظم التي دعا لها الاتحاد الاشتراكي. ومن ارتاب في هذا فليطلب النصح من النميري أو أي عضو مؤسس لثورة مايو (أيار).
بدا أننا نضيع السردية التاريخية السودانية الوطنية المشتركة بمثل ما نراه من تربص الهامش بدولة 56 تربصاً سل به نفسه كالشعرة من عجينها. ونذكر مع ذلك للسيد بونا ملوال، الصحافي والقيادي الجنوبي في دولة نميري والحكم الذاتي، الذي قال ذات مرة إنهم لو حرسوا الحكم الذاتي من شطح النميري طوال ما كانوا معه لما جرؤ على تفكيكه.
فمتى غطى الهامش على دوره في سردية دولة 56 في مثل تحميل نميري وحده وزر قتل اتفاقية أديس أبابا صرنا إلى سرديتين وطنيتين عن جلاد وضحية. وهما سرديتان مؤسفتان لأنهما إلى الأضغاث أقرب من الحقيقة. ناهيك من أن إعفاء الجنوبيين من ذلك "الوزر"، الذي ارتكبوه من فوق حيثيات وحجة وحس بالظلم من أهلهم، هو نوع من الوصاية عليهم. كأنك تقول عنهم "ما مؤاخذين يعني".
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحکم الذاتی فی الجنوب الحکم فی فی دولة
إقرأ أيضاً:
“بيعت في مناطق حدودية وجنوب السودان”.. اتهامات لسلطات جوبا بإهمال مناشدات ضبط الآثار السودانية المسروقة
شف مسؤولون ومصادر حكومية سودانية عن متابعة وملاحقة الآثار السودانية المسروقة من عدد من المتاحف، خاصة تلك التي مرت عبر جنوب السودان أو عبر الحدود، ولم يتسن بعد تحديد حجم أو قيمة المسروقات بسبب صعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف القومي بالخرطوم والمتاحف الأخرى في أنحاء
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
اعداد وتحرير: سودان تربيون
الخرطوم :20 يناير 2025 - كشف مسؤولون ومصادر حكومية سودانية عن متابعة وملاحقة الآثار السودانية المسروقة من عدد من المتاحف، خاصة تلك التي مرت عبر جنوب السودان أو عبر الحدود.
ولم يتسن بعد تحديد حجم أو قيمة المسروقات بسبب صعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف القومي بالخرطوم والمتاحف الأخرى في أنحاء مختلفة من البلاد، والتي تقع جميعها في مناطق اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وخسر السودان تاريخاً كاملاً، معززا بآثاره الثقافية، بعد سرقة مخزن رئيسي لآثاره في المتحف القومي بالخرطوم. وتعرض المتحف للنهب، ولم يتم التأكد بعد من حجم الآثار المسروقة، حيث لم يتمكن المسؤولون من الوصول إليها.
آثار ضائعة
وأكدت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار السودانية ورئيسة لجنة استرداد الآثار السودانية الدكتورة إخلاص عبد اللطيف، في حديث لـ«سودان تربيون» أن المتحف القومي بالسودان تعرض لعملية نهب كبيرة من قبل قوات الدعم السريع.
وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.
وفي ذات السياق أكدت إخلاص، أن الآثار الموجودة في المتحف تم نقلها بشاحنات كبيرة عبر أم درمان إلى غرب السودان ومن هناك إلى الحدود خاصة إلى دولة جنوب السودان.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه مصادر خاصة في جوبا لـ«سودان تربيون» قيام مجموعة من تجار الآثار من بعض الدول الأوروبية والأفريقية بشراء هذه الآثار ونقلها خارج البلاد.
وفي مقابل ذلك، اتهم مسؤول حكومي في حديث لـ«سودان تربيون» السلطات في جوبا بإهمال التواصل مع السودان بشأن آثاره المسروقة وتورط مسؤولين جنوبيين في تهريب آثار سودانية مسروقة إلى الخارج بعد بيعها بجوبا.
وأوضح المسؤول أن السودان خاطب دولة جنوب السودان رسمياً لتعقب هذه الآثار ومنع نقلها وبيعها وخروجها ومصادرتها، إلا أن السلطات في جوبا لم تستجب له.
وقال إن السلطات في جوبا لم تهتم بالأمر، مؤكدا أن هناك آثاراً تم بيعها بتسهيلات من مسؤولين في حكومة جوبا- لكنه لم يقدم أدلة على ذلك خلال حديثه-.
في هذه الأثناء أكدت مديرة المتاحف بالهيئة القومية للآثار السودانية الدكتورة إخلاص عبد اللطيف، تعرض متاحف أخرى للنهب والتدمير، مؤكدة أن متحف نيالا بدارفور تعرض لنهب كل ممتلكاته ومقتنياته بالإضافة إلى الأثاث وخزائن العرض.
كما تعرض متحف الخليفة عبد الله التعايشي بأم درمان للسرقة وتدمير أجزاء من المبنى وفقا لحديث إخلاص.
وأوضحت في الوقت نفسه، أنّ المجاميع المتحفية ترجع إلى جميع العصور التاريخية القديمة منذ العصر الحجري وحضارة كرمة ونبتا ومروي وما قبل المسيحية والمسيحية والإسلامية، حيث أن مخازن متحف السودان القومي تُعتبر المستودع الرئيس لكل آثار السودان.
ويعدّ متحف السودان القومي، أكبر المتاحف في البلاد، ويحتضن تطور الحياة السودانية وحضارتها منذ الفترة النوبية بآثارها والمسيحية والعصور الحجرية حتى الفترة الاسلامية.
مطاردة بالانتربول
وأكد المسؤول الحكومي أن السلطات السودانية، عبر أجهزة الأمن والمخابرات، رصدت آثاراً سودانية معروضة في مدينة جوبا، خاصة مجموعة نادرة من الكنوز (القطع الأثرية) في أحد الفنادق.
وتحدث عن عرض مجموعة من القطع الخاصة بالعصر الحجري ومعها قطع أخرى تخص الحضارة النوبية، وكشف أن عمليات المتابعة تجري حاليا مع الإنتربول لتعقب هذه القطع وغيرها بالتنسيق مع اليونسكو، وأن كل الآثار تُعتبر سُرّقت رغم عدم التأكد من ذلك.
وقال المسؤول، "إن رصد وتتبع كل الآثار الموجودة في المتحف يعزز فرص حمايتها، ولا يوجد يقين بأنها كلها مسروقة، لكن لضمان حمايتها فضلت السلطات الإبلاغ عن سرقة محتويات المتحف بالكامل".
وذكر أن الآثار المتتعبة حاليًا تشمل منحوتات وتماثيل وأسلحة وآنيات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية عالية جداً.
وتعرضت آلاف القطع الآثرية السودانية للسرقة خلال الحرب من المتحف القومي، وعرضت قطع منها على موقع (إي باي) مقابل 200 دولار وكانت عبارة عن 3 تماثيل على قاعدة واحدة تضم رجل وامرأة وطفل لكن الموقع قام لاحقاً بحذف تلك المعروضات.
وفي نوفمبر الماضي، ألقت المباحث الجنائية في ولاية نهر النيل شمال السودان، القبض على مجموعة مكونة من عشرة أشخاص أجانب كانوا في طريقهم لتهريب قطع أثرية نادرة مسروقة من متحف السودان القومي.
وأعلنت المباحث حينها عن ضبط قطع أثرية أخرى مسروقة من متحف نيالا بجنوب دارفور، حيث تم إخفاء القطع الأثرية لفترة في أحد المصانع بمدينة عطبرة، وبعضها تم إخفاءه في أحد المنازل.
وشملت الآثار المضبوطة تمثالين أثريين نادرين مزخرفين بنقوش قديمة، 7 أباريق نحاسية تاريخية، بالإضافة إلى خنجر ومدق أثريين يعودان لعهود قديمة.
وقبل فترة قصيرة تعرضت المعالم التاريخية في متحف وقصر السلطان علي دينار بالفاشر للقصف من قبل قوات الدعم السريع ما أدى إلى حرق أجزاء كبيرة من القصر وتدمير محتويات القصر وأثاثه.
وقالت مصادر في المدينة لـ«سودان تربيون»، إن المتحف تعرض لأضرار بالغة، حيث أتت النيران على متعلقات السلطان الشخصية، بالإضافة إلى تدمير واسع للمبنى.
ودعت اليونسكو في بيان قبل شهرين، الجمهور والأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية في المنطقة وفي كل أنحاء العالم إلى الامتناع عن حيازة ممتلكات ثقافية من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها.
وأكدت أن مجموعات رئيسية عديدة أخرى تشهد على تاريخ السودان الغني، أُبلغ عن سرقتها من متحف بيت الخليفة ومتحف نيالا.
ومع ذلك، أبدى خبراء في الآثار مخاوفهم من تعرض التماثيل الكبيرة بالمتحف القومي للتدمير بسبب المواجهات العسكرية المحتدمة بين الجانبين بالقرب منه.
كما يخاف الخبراء من العبث وتدمير النصب التذكارية والتماثيل الكبيرة للدمار بسبب محاولة تحريكها ونقلها أو إقتطاعها لتسويقها، فيما تؤكد اليونسكو تعرض 10 متاحف ومراكز ثقافية للنهب والسرقة والتخريب في السودان منذ ظهور الحرب.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#SilenceKills #الصمت_يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع_في_السودان_لا_يحتمل_التأجيل #StandWithSudan #ساندوا_السودان #SudanMediaForum