ويلي سانيول يكتب «مجد جورجيا» الكروي
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
بعد أن حقق منتخب جورجيا إنجاز المشاركة الأولى في بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2024»، وبعد فوزه التاريخي على منتخب البرتغال، في المباراة الثالثة والأخيرة بدور المجموعات، ها هو يكتب تاريخاً جديداً بتأهله للعب في الأدوار الإقصائية، حيث يواجه منتخب إسبانيا في دورالـ16.
ولم يأت هذا الإنجاز من فراغ، وإنما كان خلفه مدير فني فرنسي «قدير»، وهو النجم الدولي السابق ويلي سانيول «47 عاماً» لاعب بايرن ميونيخ السابق، والذي استطاع أن يغزو بلداً لا يتجاوز تعداد سكانه أربعة ملايين نسمة.
وذكرت شبكة راديو وتلفزيون «مونت كارلو سبورت» في تقرير لها عن هذا «الداهية» الفرنسي، أن البعض يقولون على سبيل الدعابة إن سانيول يستحق إقامة تمثال له في أحد ميادين تبيليسي عاصمة جورجيا، وهم يمزحون حقاً، ولكن من الممكن أن تتحول هذه المزحة إلى واقع ملموس، لأنه منذ أن تولى مهمة القيادة الفنية للمنتخب في فبراير2021، أحدث ثورة تطوير شاملة، رغم الظروف الصعبة وقتها حيث كانت جائحة كورونا في أوج خطورتها، وواصل العمل إلى أن استطاع أن يشكل منتخباً قوياً يمكن الاعتماد عليه في منافسة أكبر المنتخبات الأوروبية، وبالفعل نجح في التأهل إلى «يورو 2024»، ولم يتوقف عند هذا الحد، وإنما تأهل من مجموعته ليلعب للمرة الأولى في تاريخه في الأدوار الإقصائية، ويواجه أحد كبار المنتخبات الأوروبية منتخب إسبانيا.
ونقلت الشبكة عن أوتار كيتيشفيلي لاعب وسط المنتخب الجورجي قوله: سانيول هو الذي حقق هذا التطور في الفريق وجعله قوياً جداً، ويعرف كل لاعب فيه دوره على وجه الدقة وكيف تكون الاستعدادات والتدريبات، كما أنه يجيد التواصل مع اللاعبين ويعدهم نفسياً وذهنيا، وهذا أمر نحتاج إليه، واختتم كيتيشفيلي كلامه بقوله: أثق تماماً في أنه سيجد الأسلوب الأمثل لمواجهة منتخب إسبانيا.
أما جيورجي مامارداشفيلي، حارس المرمى العملاق، فيقول: المدرب يطالبنا بأن نحافظ على المستوى الذي وصلنا إليه، وأن نستمر في اللعب بنفس الأسلوب وأن نبقى أقوياء دفاعياً قبل أن نفكر في الهجوم.
وقالت شبكة «مونت كارلو سبورت» إن ويلي سانيول يمتلك حلولاً تكتيكية متعددة ومعرفة جيدة بطرق اللعب المختلفة، بحكم عمله مدرباً مساعداً لبايرن ميونيخ، كما أنه رائع على المستوى الإنساني. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جورجيا كأس الأمم الأوروبية يورو 2024 منتخب البرتغال
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: الوعي والتجييش
إذا استحضرنا كلمة الوعي، فنحن بالضرورة نلغي كلمة الهيمنة، فالوعي نقيض التسلط، وهو الذي ينقذنا من مغبة تسليم عقولنا لغيرنا، والتسلط في أصله يبدأ ذهنياً، ثم يتحول لجسدي حين تعجز العقول عن الصمود في وجه المعتدي على أذهاننا أو على نفسياتنا، وأول عمل يعمله المؤدلجون هو تحييد العقول ونزع سمة الواعي الذي من خاصيته أنه يطرح السؤال، ولا يبلع حبة الدواء حتى يعرف وظيفة هذه الحبة، وسبب دخولها لجسده، وكذلك حين يسأل عن سبب تقديم فكرة لنا، وهل هي فكرة صحية أم تشوبها شوائب؟، وهنا نمارس الوعي ونقاوم التسلط.
أما وسائل التواصل العامة فهي (الكاشفة المكشوفة) كما وصفتها في كتابي (ثقافة تويتر)، أي أنها لا تصنع أمزجتنا ولا تنمط تفكيرنا، هي فقط تكشف ما هو فينا، وتمدنا بوسيلة لكشف مضمرنا الذي كان مستوراً فجاءته فرصٌ كي يتكشف خاصة في لحظات رد الفعل المتبادل بين المتابعين، وهذه أخطر لحظات وسائل التواصل المفتوحة. وفي هذا الجو تتوافر سبل انتهاز الفرص من حيث تحريك المشاعر تجاه أمرٍ ما قد يكون طرأ مصادفةً، فيجري توظيفه لنبش بواطن الأمور، خاصةً إذا كان الحدث يلامس المشاعر العميقة الحسن منها أو الخبيث، ونحن مكونات ذهنية فيها الطيب، وفيها غيره، وأي حدث يتفجر في منصة (X) مثلاً يتعرض الوعي للغياب بسبب قوة جاذبية الحدث، وهنا تتقافز فرص الاستثارة غير المتعقلنة لأن تسارع ردود الفعل يصنع خطاباً له قدرةٌ على عزل الحدث نفسه وعزل ظرفه، وعزل مسبباته، ثم يشرع في بناء حدث افتراضي يتصنع عبر المنشورات المتوترة أصلاً بسبب وقع الحدث ولكنها تتجاوز الحدث كي تبتكر جوها الخاص، ولا يجري استحضار الوعي إلا بعد أن يكون التجييش قد بلغ مداه. وهنا نلحظ كيف يجري إلغاء الوعي أولاً، ثم حشو فضاء الاستقبال بالمواد السامة المستوردة من مخازن الضغينة والتجييش الجاهلي.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض