الجزيرة:
2024-07-02@08:19:51 GMT

نظام مدني بالضفة.. مخطط إسرائيلي ينسف اتفاق أوسلو

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

نظام مدني بالضفة.. مخطط إسرائيلي ينسف اتفاق أوسلو

رام الله- أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا سلسلة إجراءات من شأنها تعزيز قبضة المستوطنين على الأرض في الضفة الغربية من جهة، وملاحقة البناء الفلسطيني من جهة ثانية.

فقد كشف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش -في تسجيل صوتي- عن خطة واضحة لانتزاع السيطرة على الضفة الغربية بالتدريج من أيدي الجيش الإسرائيلي، وتسليمها إلى موظفين مدنيين إسرائيليين يعملون تحت إمرته في وزارة الدفاع.

ويظهر التسجيل أنه تم بالفعل نقل بعض السلطات "لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية".

والخميس الماضي، أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي تطبيق القانون الإسرائيلي في مناطق تسيطر عليها السلطة الفلسطينية إداريا، وتطبيق القانون في المناطق "ب" ضد المساس بالمواقع التراثية والمخاطر البيئية.

مفهوم نقل السلطات

توجهت الجزيرة نت إلى اثنين من المختصين في مجالي الاستيطان والشأن الإسرائيلي لسؤالهما عن معنى نقل السلطات من الجيش إلى أشخاص مدنيين، ومعنى العمل في المنطقة "ب" الخاضعة لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية فلسطينية.

اتفق الضيفان على أن مضمون الإعلانين يتلخص في إطلاق يد المستوطنين في الضفة من حيث البناء والتوسع الاستيطان وحتى ملاحقة بناء الفلسطينيين، وتحييد الجيش الذي عمل في الضفة بوصفه قوة احتلال.

وعلى الأرض، بدت خطوات التطبيق متسارعة، فمنذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تم ترحيل 25 تجمعا فلسطينيا من قبل المستوطنين، يسكنها قرابة 1200 نسمة وفق مدير التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أمير داود.

ويقول مدير التوثيق إن ما جرى بخصوص نقل بعض السلطات من الجيش إلى المدنيين هو استحداث منصب جديد في الإدارة المدنية التابعة للجيش، أطلقوا عليه "نائب رئيس الإدارة المدنية" وعينوا فيه شخصا يدعى هيليل روس وهو شخص مدني، بعكس ما كان عليه الوضع قبل هذه الحكومة، إذ كان يتولى فيها المواقع موظفون ذوو رتب عسكرية.

أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي، مجموعة من القرارات الاستيطانية في الضفة الغربية، بناء على مقترحات قدّمها وزير المالية الإسرائيلي والوزير المسؤول عن الإدارة المدنيّة سموتريتش، منها شرعنة 5 مستوطنات كانت مصنفة "غير قانونية"، والتدخل في قوانين البناء في مناطق "ب" التابعة… pic.twitter.com/KCAo2JU5dg

— متراس – Metras (@MetrasWebsite) June 29, 2024

وأضاف داود أن هدف سموتريتش، وهو وزير في وزارة الجيش، هو تحويل طابع الإدارة المدنية -التي يرأسها نفسه أيضا- من طابع عسكري إلى مدني وتسهيل السيطرة على أراضي الضفة الغربية.

ووفق المسؤول الفلسطيني في الهيئة، فإن روس -وهو مقرب من سموتريتش- منح صلاحيات غير مسبوقة على صعيد الأبنية وأوامر الهدم، أو مصادرة الأراضي وتعديل حدود المحميات الطبيعية، والاستيلاء على المواقع التراثية والمياه.

وذكر أن قرارات المصادرة سواء تحت بند "أراضي دولة" أو "وضع يد لأغراض عسكرية" أو "أوامر استملاك" كلها كان يوقع عليها يهودا فوكس قائد المنطقة الوسطى في الجيش، واليوم يستطيع المسؤول المدني تنفيذها من دون العودة للجيش.

وأشار داود إلى اختصار خطوات المصادقة على البناء في المستوطنات من 4 خطوات إلى خطوتين، منذ تولي وزير المالية منصبه وزيرا في الجيش، ورئيسا للإدارة المدنية بالإضافة لمنصبه الوزاري.

ما الجديد؟

عن الفرق بين ممارسة شخص مدني أو عسكري لمشاريع التوسع والضم، يوضح المسؤول الفلسطيني أن الاحتلال -بوصفه قوة قائمة- يُبقي على وجوده في الأرض المحتلة باعتبارات أمنية وعسكرية، حيث ينظم القانون الدولي عمل الجهة القائمة بالاحتلال في الأراضي المحتلة باعتبارها قوة عسكرية.

واعتبر أن نزع البُعد الأمني والعسكري في الصلاحيات المتعلقة بالأرض والمباني ومنحها لشخص مدني يسمى "ضما إداريا"، مما يمنح مستوطني الضفة إمكانية تلقي الخدمات من الوزارات ذات الاختصاص بدل الذهاب إلى الإدارة المدنية العسكرية للحصول عليها، وهو ما كان قائما حتى وقت قريب.

ومثالا على ذلك، يشير داود إلى أن المستوطنات كانت تأخذ الموافقات اللازمة لعمليات البناء والتوسع والمصادقات على المخططات من الجيش، مبينا أن التحول الجديد بات مقلقا ويترتب عليه تسريع عمليات التوسع الاستيطاني من جهة، وهدم البناء الفلسطيني من جهة ثانية كما يحصل منذ أسابيع قليلة.

وحدة #إدارة_الإستيطان هي وحدة مستحدثة داخل "الإدارة المدنية" الإسرائيلية، تم إنشاؤها في العام 2023 بناءً على توصية استراتيجية من #المستوطنين، وتم تسليمها إلى المستوطنين، وستعمل على حسم مستقبل الأراضي "ج" في #الضفة_الغربية لصالح المستوطنين. https://t.co/U1EfqQ7HDS pic.twitter.com/uv4c7ETcT8

— MADAR Center (@madar_center) June 24, 2024

ولفت إلى تحولات فعلية بعد قرارات الكابينت الأخيرة، التي تتحدث عن إنفاذ عمليات الهدم في المناطق المصنفة "ب" لتشمل المباني القريبة من المواقع الأثرية، وسحب الصلاحيات التخطيطية من السلطة في المحمية الطبيعية بين القدس وبيت لحم والخليل.

وبرأي المسؤول الفلسطيني، فإن سلسلة التحولات والإجراءات الأخيرة تمتد سياقاتها إلى اتفاقات تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، "وهم اليوم ينفذون أغلب الاتفاقات الائتلافية بينهم".

يقول داود إن "الفلسطينيين تاريخيا يقاومون مخططات الاحتلال بصمودهم، وسيواصلون ذلك"، مشيرا إلى شعار على المستوى الرسمي -تمثله هيئة مقاومة الجدار والاستيطان- وهو الاستثمار في "دعم صمود المواطنين" كتوجه إستراتيجي للسلطة والهيئة لإحباط تلك المخططات، وعدم السماح بترحيل المواطنين.

وأشار إلى استثمار الجانب القانوني والتوثيقي، بالتكامل مع الجهد الدبلوماسي على الصعيد الدولي، لبناء تراكمية سياسية قد تفضي إلى نتيجة مستقبلا.

ضم غير رسمي

من جهته، يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي محمد أبو علان إن ما تنفذه حكومة بنيامين نتنياهو يتبناه وزير المالية سموتريتش قبل أن يكون وزيرا، كونه من التيارات التي تنادي بفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات بالضفة.

وأضاف أن هذه التيارات ترى وجوب تعامل المستوطنات مع الحكومة بوزاراتها المدينة وليس من خلال الجيش، على أساس أنهم "مواطنون إسرائيليون على أرض إسرائيلية"، ومن دون إعطاء أي اعتبار لكون الضفة أرضا محتلة، معتبرا أن "ما يجري ضم فعلي للضفة من دون إعلان رسمي، تجنبا لردود الفعل الدولية".

وذكر أنه أصبح بإمكان موظفين مدنين تابعين للصهيونية الدينية إصدار قرارات الهدم أو تراخيص البناء أو شرعنة المستوطنات، بعد أن كان البناء يتطلب موافقة اللجنة العليا للتنظيم والبناء، وضابط الإدارة الأمنية المسؤول.

ولفت أبو علان إلى أن القضية الجوهرية في التغيير الحاصل هي إحكام السيطرة على الأرض، فنحو 62% من مساحة أراضي الضفة مصنفة "ج" أي تخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة، وهنا يأتي التوجه لفرض وقائع على الأرض تمنع إقامة دولة فلسطينية.

ولفت إلى نماذج عملية، منها أن مستوطنا واحدا يسيطر على ألفي دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) تحت عنوان "بؤرة رعوية"، وهذا الأمر يتكرر في منطقة الأغوار، حيث تتحول البؤر لاحقا إلى مستوطنات بكامل بنيتها التحتية.

ويتفق أبو علان مع داود بأن ما يجري هو تنفيذ لاتفاقيات الائتلاف المشكل للحكومة الإسرائيلية، نافيا أن يكون مجرد رد فعل على الاعترافات الدولية بفلسطين، أو إجراءات السلطة في المحاكم الدولية.

وعن الصلاحيات المتعلقة بالمناطق التراثية والسيطرة على مناطق "ب"، يقول أبو علان إنها تشمل "هدم المباني غير المرخصة، مع أن ذلك من صلاحيات السلطة، بالإضافة إلى الهيمنة على المواقع التراثية والأثرية والمحميات الطبيعية، التي ستؤول في النهاية للمستوطنين".

ويبين أن الاحتلال يريد تجريد السلطة من أي صلاحيات، وعدم إبقاء أي سيطرة لها إن كانت موجودة، وذلك لهدف أساسي وهو "منع إقامة دولة فلسطينية مطلقا".

وعما يمكن فعله فلسطينيا، يرى أبو علان أنه "ليس أمام السلطة -وهو نهجها المعلن- إلا الاستمرار في إجراءاتها بتقديم الشكاوى لمحكمة الجنايات والعدل الدوليتين، وتعزيز فكرة استصدار قرارات ضد قادة الاحتلال، لأن الاستيطان جريمة في القانون الدولي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإدارة المدنیة الضفة الغربیة وزیر المالیة السیطرة على على الأرض فی الضفة من جهة

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: أزمة ثقة بين الجيش والشرطة بقيادة بن غفير

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أزمة ثقة بدأت تظهر بين الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية من جهة والشرطة بقيادة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير من جهة أخرى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر (لم تسمها) أن العام الأخير شهد انخفاضا في اعتقالات اليهود المشتبهين بالإرهاب في الضفة الغربية، مؤكدة أن الشرطة الإسرائيلية بالضفة ترفض في كثير من الأحيان التحقيق في أحداث أدت إلى قتل فلسطينيين.

ويشن المستوطنون الذين يرتدون أحيانا زي الجيش، اعتداءات ضد الفلسطينيين، ويحرقون مزارعهم ومنازلهم وسياراتهم ويسرقون مواشيهم، ويجري ذلك على مرأى ومسمع الجنود في مرات عديدة.

كاميرا مراقبة توثق هجوم مستوطنين على أحد المنازل الفلسطينية في بلدة ترمسعيا شمالي رام الله#الجزيرة_مباشر #فلسطين pic.twitter.com/F6NYyBSHyP

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 28, 2024

وأضافت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية غضت النظر في حوادث مختلفة عن تجاوزات المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.

من جهته، حذر قائد المنطقة الوسطى يهوذا فوكس في الشرطة الإسرائيلية من ازدياد جرائم المستوطنين في الضفة.

وبحسب الصحيفة، فقد طور مكتب بن غفير أساليب مختلفة للالتفاف على قيادة الشرطة، من خلال التواصل بشكل مباشر مع ضباط وعناصر الشرطة.

مخاوف أمنية

ورغم مشاركة قوات من الجيش في الكثير من هجمات المستوطنين بالضفة، فإن قيادات في الجيش وأجهزة المخابرات الإسرائيلية تخشى أن يتسبب ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين في تفجير الأوضاع وقيام انتفاضة فلسطينية بالضفة.

ويقيم بن غفير زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف في مستوطنة إسرائيلية بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، ويقود مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خطة لطرد الفلسطينيين من الضفة وضمها بشكل رسمي لإسرائيل.

ويواصل بن غفير تسليح المستوطنين في الضفة الغربية، بذريعة الدفاع عن النفس من هجمات مماثلة لما حصل في السابع من أكتوبر.

وبالتزامن مع بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وسّع المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم بالضفة، ووثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية) 221 اعتداء خلال مايو/أيار الماضي.

وفق المنظمة، "تراوحت الاعتداءات ما بين مشاركة وحماية جيش الاحتلال للمستوطنين في اقتحاماتهم للمدن والتجمعات الفلسطينية، وما بين اقتحام القرى الفلسطينية والاعتداء على ممتلكات المواطنين وخط شعارات عنصرية".

وبوتيرة يومية، يقتحم الجيش الإسرائيلي مدنا وبلدات في الضفة -بما فيها القدس المحتلة- لاعتقال من يسميهم "مطلوبين"، وعادة ما يعتدي على فلسطينيين ويدمر ممتلكات عامة وخاصة.

قد خلفت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة 553 شهيدا فلسطينيا -بينهم 133 طفلا- ونحو 5300 جريح، إضافة إلى 9 آلاف و430 معتقلا، وفق مؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.

مقالات مشابهة

  • أمين عام جامعة الدول العربية يدين مصادقة إسرائيل على “شرعنة بؤر استيطانية”
  • الاتحاد الأوروبي: شرعنة "إسرائيل" بؤر استيطانية بالضفة "تقويض للسلام"
  • موندويس: مخطط إسرائيل المسرّب لضم الضفة الغربية يحدث بالفعل
  • أمين عام جامعة الدول العربية يدين مصادقة إسرائيل على "شرعنة بؤر استيطانية"
  • يديعوت أحرونوت: أزمة ثقة بين الجيش والشرطة بقيادة بن غفير
  • تسريبات سموتريتش.. مخطط الاحتلال لضم الضفة الغربية يحدث بالفعل
  • أمين الجامعة العربية تدين قرار التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية
  • التوسع الاستيطاني الصهيوني في الضفة ينسف اتفاق أوسلو ويقضي على ما يسمى “حل الدولتين”
  • أبو الغيط يدين القرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية ويصفها بـ"انقلاب كامل على أوسلو"