تاق برس:
2025-01-30@18:44:40 GMT

مناوي يطلق تصريحاتٍ خطيرة

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

مناوي يطلق تصريحاتٍ خطيرة

تاق برس – أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي على وحدة السودان أرضا شعبا ضد ما سماه “الاستعمار الجديد،” مشيراً إلى أن إقليم  دارفور جزء لا يتجزأ من السودان ومشددا على ضرورة العمل من أجل وحدة البلاد والحفاظ على سيادتها.

 

جاء ذلك خلال حديث حاكم إقليم دارفور أمام حشد من رموز وأعيان دارفور مساء السبت في مدينة بورتسودان شرق البلاد بحضور أعضاء من السلك الدبلوماسي، وأكد مناوي عدم السماح بتفكيك السودان و”فرض حكومات بارادة خارجية” مشيراً الى أن أبناء دارفور يقاتلون الآن في كافة أنحاء البلاد.

 

وأضاف “لا لتفكيك السودان، لا للحكومات التي تفرض بالإرادات الخارجية ولذلك نحن وقفنا في هذه المنصة ونقول لكل العالم إننا نحن السودانيين نعرف كيف نبني سوداننا وديمقراطيتنا، نعرف كيف بنينا وحررنا سوداننا، بدمائنا قد تحرر السودان وسيبقى هذا السودان بدمائنا”.

 

وأوضح مناوي أن هذا الملتقى يأتي بغرض التشاور والعمل المشترك مع أعيان ورموز دارفور لدعم جهود المقاتلين والحفاظ على السودان ووحدته، مشيرا إلى أنه عند بداية الحرب اتخذ قرارا بالحياد لكنه تراجع عنه لاحقا بسبب ما وصفها بالانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين.

 

وشدد حاكم إقليم دارفور على أن قرار وقف إطلاق النار لا يمكن توقيعه إلا بمشاركة حركات الكفاح المسلح، وليس بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو وحسب، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة أن تتضمن أي عملية سياسية الإقرار بوحدة القوات المسلحة.

مناوي. تفكيك السودان.

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: مناوي تفكيك السودان

إقرأ أيضاً:

فلتحقنوا دماءكم يا أبناء دارفور .. فاشر السلطان تخصكم جميعاً وتخص كل سوداني

لتحقن دماءكم يا أبناء دار فور ..الفاشر فاشركم جميعا، وتخصكم جميعا كعاصمة لإقليم شمال دار فور ،ومركز السلطنة التاريخية التي وحدتكم جميعا يوما ما تحت راياتها..
وأنتم لا زلتم تقتلون أنفسكم ونسائكم وأطفالكم في حرب لأكثر من عشرين عاما حتى الآن، ولن تفنون سوى أنفسكم..يا خسارة ..
وبالطبع يساعدكم على قتلكم وإبادتكم نفس من كان يفعل سابقا في الجنوب والشرق وجبال النوبة ( جنوب كردفان ) والنيل الأزرق وحرب دار في التسعينات والآن الخرطوم والجزيرة ..طيران حكومة الإخوان المتأسلمين.. ومؤخرا طيرانا أجنبيا ..
هذا الطيران الأعمى ..الذي يرافقه طيران دول أجنبية جارة ..
بالطبع، لا يفرقون بين حواضن وحواضن وسوق عن سوق ..فأنتم بالنسبة لهم سواء ..كما تعلمون وفق مقولتهم الوقحة ( إضرب العب بالعب) منذ حرب الجنوب ومنذ حرب دارفور الأولى..
وأما الطيران الأجنبي ..فلا يهمه أصلا من يقصف.. وهو الغريب ..
....
سأقسم هذا المقال إلى عناوين فرعية لأهمية ندائي هذا الذي عنونت به المقال، وذلك لغرض إجراء ( فذلكة) تاريخية مختصرة تذكر جميع (المتحاربين الآن) بماضيهم المشترك وتعايشهم الفريد طوال قرون طوال، والذي قد عبثت به (الحركة المتأسلمة) السودانية عندما نجحت في القفز إلى حكم السودان عبر تخطيطها الطويل منذ ما قبل خروج المستعمر الإنقليزي والحكم الثنائي.
- : سلطنات الداجو والتنجر والفور ..وأحمد المعقور
وهجرة القبائل العربية إلى شمال إفريقيا والتي أشتهرت ب( تغريبة بني هلال)
- : الداجو والتنجر والفور المساليت والبرقد والميدوب .. أصلهم نوبي ( وكلهم يتحدثون لغات فروع من فرع اللغات (النايلو صحراوية).
- : حرب الزبير باشا مع سلاطين الفور
- : مقاومة الفور للحكم الثنائي (الإنقليزي المصري)
- : عرب دارفور وكردفان في الثورة المهدية
- : الزغاوة في العهد الاستعماري ومستر مور
- : أبناء دار فور وكردفان في حرب الجنوب ( جنودا في الجيش ، ثم مراحيل)
- : أبناء دار فور بعد إنشقاق الحركة الإسلامية
بداية التمرد وأسبابه الحقيقية
- : التمرد في دار فور ( الكفاح المسلح)
- : بداية تجنيد وتسليح ( الجنجاويد) للتصدي للنهب المسلح ولحركات دارفور المسلحة تحت مسمى ( قوات حرس الحدود) والأسباب الموضوعية وثم الخبيثة لهذا التجنيد
- : تجنيد قوات الدعم السريع وملابساته( من بندقية تحميهم إلى بندقية تحمي البشير نظام ونظامه)، ومن ثم إلى بندقية للإيجار في حرب اليمن.
- : سلطنات الداجو والتنجر والفور ..وأحمد المعقور:
كلنا نعرف أنه قد نشأت في دار فور وكردفان سلطنات عظيمة منذ التاريخ القديم والوسائط والحديث، إعتنق بعضها الإسلام في العصر الوسيط وصاروا من أكثر المتمسكين به ..على سبيل المثال لا الحصر سلطانات الداجو والتنجر والفور والمساليت وغيرهم .
وكلنا نعرف قصة خلاف أحمد سفيان بن سليمان المعقور الهلالي مع شقيقه (علي) في ليبيا بعد مغادرة الهلاليون وبنو سليم تونس واستقرارهم في (فزان) في ليبيا، وثم تحالفهم مع سلاطين التنجر والفور والمساليت والدخول إلى غرب السودان ، ومن ثم زواج أحمد سفيان بن سليمان ( المعقور) الهلالي من الميرم كيرا إبنة السلطان واللذان كان السلطان سليمان ( صولونق) من سلالتهم. وصولونق بلغة الفور تعني العربي، وهو سلف كل سلاطين الفور اللاحقين الذين معظم أمهاتهم عربيات ..وكذلك سلاطين المساليت.
واستمر التزاوج ،بالطبع، عبر كل هذه القرون منذ القرون الثالثة عشر الرابعة عشر والخامسة عشر، والتزاوج بينهم مستمر حتى امتزجت قبائلهم ودانوا لهؤلاء السلاطين الذين أقطعوهم أراض بالتراض..وعاشوا معا منذ ذلك الزمان في ولاء وتعاون تام .. وتحالف في السراء والضراء سلما وحربا، مع احتفاظ كل منهم بنشاطه الاقتصادي زراعي كان أم رعوي ، ونسقوا فيما بينهم مسارات الرعي والقطعان كي لا يجور ( مراح ) أهل الصحراء على زرع الزراع ..ولا جمال الصحراء على دواجن وبهائم الزراع .
بل حتى الذين قد استقروا جنوبا تعلموا سعاية البقر من جيرانهم بسبب مناخ السافنا الفقيرة الذي يميز جنوب كردفان ودارفور .
ودان الإعراب بالولاء لأنسبائهم سلاطين الفور لدرجة أنهم كانوا يخوضون معهم حروبهم .
...
حرب الزبير باشا مع قبائل الرزيقات والتي إنتهت بمقتل سلطان الفور إبراهيم قرض وتسليم سلطنة الفور لسلطة الاستعمار الخديوي:
ذكر الزبير باشا رحمة في في مذكراته حربه مع الرزيقات ، وكذلك وثقت هذه الحرب في مراجع أخرى، وهي التي قادت في النهاية إلى هزيمة سلطنة دارفور وحلفائها واستشهاد السلطان إبراهيم قرض .
وذلك بعد تعيين الخديوي للزبير حاكما على بحر الغزال ، حدثت معاركا بين الرزيقات وقوات البازنغر التي تتبع للزبير باشا رحمة، فبعد إتهامه لهم بقطع طريق قوافله التجارية بين بحر الغزال وبقية أنحاء السودان قام بمحاربتهم وإحتل حاضرتهم "شكا" فاستعان مشائخ الرزيقات بسلطانهم سلطان الفور إبراهيم بن محمد الفضل الملقب بقرض، الذى تولى العرش لتوه وهو شاب فى مقتبل العمر, مما أدى الى تصاعد وتيرة الحرب. فى نفس الوقت قررت حكومة الخديوى فتح سلطنة دارفور وخططت بأن يكون الغزو من جهتين حيث أوكلت للزبير الهجوم من الجهة الجنوبية بعد أن أمدته بقوات إضافية مكتملة التسليح، وأن يقوم الحكمدار إسماعيل من كردفان بغزو السلطنة من جهة حدودها الشرقية عن طريق أم شنقة.
فاحتدمت المعارك، ونجحت قوات الزبير من هزيمة جيش السلطان قرض فى موقعتين، ثم طلب منه الإستسلام عبر رسالة إرسلها له الزبير باشا وخاطب السلطان قرض فيها بلقب الأمير وليس السلطان إمعانا في إهانته،
جاء فيها "تلقينا جيوشكم ونصرنا الله عليهم ودخلنا مدينة دارة وصار القصد الآن إدخالكم أنتم وبلادكم تحت طاعة الحكومة الخديوية, فيا حضرة الأمير إن كنت تحسب نفسك عبداً لله وموقناً أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده فبادر بخلع الملك عن نفسك بالتسليم إلى ولى نعمتنا الخديوى المعظَّم". بالطبع لم يرد السلطان على تلك الرسالة المهينة لمكانته ، فدارت الحرب وسقط السلطان شهيداً فى معركة منواشي الشهيرة على يد جندي من جنود البازنغر ، فى 25 أكتوبر 1874م, مدافعاً عن سلطنة توارثها عن أجداده كابراً عن كابر، فكيف به أن يسلمها طائعاً مستصغراً؟!!
وأما القوات التركية المتقدمة من جهة الشرق ما لبث أن ضُمت دارفور بعدها إلى دولة السودان التركى المصرى بعد نحو 53 سنة من دخول الأتراك إلى السودان لأول مرة.
ويحلل بعض المؤرخين أن هدف الزبير من محاربة السلطنة لم يكن حكمها بل جاءته الأوامر بتسليمها للحكم التركى فأطاع مرغما، وتم وعده بالدعم والعتاد ومزيدا من الجنود لتحقيق ذلك وقد كان. والزبير بحكم ذكائه الذي عرف به قرر أن يحقق هدفين في آن :
يثبت ولاءه المطلق الخديوي والحكومة التركية كذلك .
ومن ناحية أخرى يسكت أصوات العالم الأوربي وحكوماته وبعض سفرائه الذين كانوا يطالونه باتهامات مستمرة تتهمه بتجارة الرق التي كان قد تم تحريمها وتجريمها في العالم الغربي .
...
وبطبيعة الحال تعايش في النهاية كل الأعراب الذين دخلوا السودان سلما أو حربا منذ بدايات هجرتهم إلى وطننا هذا من جهات الشرق والشمال والغرب على هذا الحال ..حتى ذابوا في المجتمعات المحلية ، وتحول العرب قاطني الوسط والشمال إلى النشاط الاقتصادى المحلي للزراع القدماء الذين رحبوا بهم واقتطعوهم كذلك أراض..وكذلك في الجنوب والشمال والشرق ..حتى صاروا هم نحن ونحن هم .
وكل التلفتات والحروب الصغيرة بين الزراع والرعاة لطالما كان يتم إحتواؤها بالأحكام العرفية التي توراثناها عن أسلافنا العظماء ..المكوك والسلاطين والملوك سلالات واحدة من أعظم حضارات البشرية.
وعشنا قرونا طويلة حتى ذاب العرب فينا وكذلك ذبنا نحن فيهم وتكونت الأمة السودانية بشكلها الحالي وفسيفساءها الثقافي الجميل والفريد الذي نباهي به الأمم.
وصرنا أمة مميزة ..الغرباوي يعرف سحنة البجا ..
والشمالي يعرف سحنة الجنوبي..وهكذا ..إلى آخره .
وإذا قابلنا بعضنا في المنافي والمهاجر يستحيل ( أن لا نعرف) بعضنا .....
...
- : صك مصطلح (إعراب الشتات)، كمحاولة من الثأر من تمرد الدعم السريع وكدعاية حربية :
معلوم طبعا أن الدعاية الحربية الحالية صارت تطلق على قبائل واسعة في دار فور وكردفان لقب ( إعراب الشتات)، وهي نفس الدعاية الحربية التي أطلقت قبلهم على جل قبائل حركات دار فور المناوئة لنظام ( الإنقاذ) لقب أجانب تشاديين ..
وطبعا لا أحد بوسعه أن ينكر إشتراك القبائل الحدودية بين السودان وتشاد وكذلك اللغات المحلية واللهجات العربية بل والتراث ، ولكن بالطبع ليس بهذا التضخيم المبالغ فيه بالذات لقبائل (هي ما هي).. كبيرة ومعروف تاريخها ومدون جيدا مثل الرزيقات والمسيرية وبني مخزوم والهبانية والزبادية وبني هلبة وأولاد راشد وحمر ..إلخ من عرب الغرب عموما وبأرضهم الممتدة داخل أراض شاسعة من الوطن ولهم نظاراتهم ومشيخاتهم ذات الأدوار المعروفة تاريخيا، والذين كانوا هم وقبيلة البجا شرق السودان ..من أكثر القبائل التي قدمت شهداء في الثورة المهدية ، لدرجة أن قبيلة مثل التعايشة التي كانت من أكبر القبائل صارت حاليا من أصغرها تعدادا وذكر
- هجرة القبائل العربية إلى شمال إفريقيا والتي أشتهرت ب( تغريبة بني هلال)..:
ذكر إبن خلدون فيقول "كانت بطون هلال وسليم من مضر لم يزالوا بادين منذ الدولة العباسية، وكانوا أحياء ناجعة بمجالاتهم من فقر الحجاز بنجد: فبنو سليم مما يلي المدينة وبنو هلال في جبل غزوان عند الطائف وربما كانوا يطوفون رحلة الصيف والشتاء أطراف العراق والشام".
وقد بدأو الهجرة إلى شمال افريقيا منذ القرن الحادي عشر الميلادي.
فلقد بدأ تدفق القبائل العربية إلى شمال إفريقيا منذ الفتوحات الإسلامية ، واستمر حتى القرن الرابع عشر والسادس الميلادي .ولقد أطلق عليها إصطلاحا تغريبة بني هلال وبني سليم، (ولكن تلتها قبائل عربية أخرى دفعتها أسبابا عديدة إلى الهجرة شرق وشمال إفريقيا).
من ضمن القبائل التي دخلت شمال إفريقيا عبر مصر ثم ليبيا وتونس والسودان كانت هذه القبائل الجنيدية والتي تنسب نفسها إلى الشيخ الجنيد ومن سلالته عطية السائر وحماد وراشد وغيرهم، إضافة إلى بني مخزوم وغيرهم من قبائل إعراب أخرى .
وقبائل عرب غرب السودان التي نحن بصددها إستقرت أولا في قرطاج، وبلاد فزان في تونس وليبيا وثم إنداحت جنوبا وشرقا نحو غرب السودان الحالي وشرق تشاد والباقي واصل مسيرته حتى المحيط الأطلسي ممتزجا مع شعوب شمال إفريقيا الأصلية .
وذلك بعد إشتباك بعض هذه القبائل الشهير مع سلطان تونس هذه الحرب التي عرفت في التاريخ ب( السيرة الهلالية ).
وتعود تسمية الرزيقات إلى رزيق بن علي الرحال بن عطية بن الشيخ جنيد بن شاكر بن أحمد الأحدب الجهني، الذي قدم أبناؤه من شبه الجزيرة العربية إلى أفريقيا عبر تونس ومصر وشمال أفريقيا واختلطوا بالسكان المحليين، وينقسمون إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهم أبالة شمال دار فور وجنوب دار فور مقر نظارتهم في الضعين ، وكلهم رعاة إبل مع قليل منهم مثلهم مثل عرب كردفان الذين إضطرتهم البيئة الطينية الممطرة على تغيير نشاطهم الاقتصادي من رعي الإبل الصحراوية لرعي البقر إسوة بسكان تلك المناطق .
وكل القبائل العربية في دار فور وكردفان فروع وبطون وفخوذ عدة ،ولكن أكبر هذه القبائل على الإطلاق هي الرزيقات، لذلك يلقب أفرادها ( عيال رزيق تراب الهين) وثم تليها في التعداد المسيرية وبني كاهل والحمر والنوبة .وعلى مستوى كل القطر لا تتفوق عليها قبيلة سودانية في التعداد سوى الدينكا .
...
ـ : الداجو والتنجر والفور والبرقد والميدوب والمساليت وغيرهم من شعوب دار فور القديمة .. أصلهم (نوبي) ولغاتهم تنتمي لفئة اللغات النايلوصحراوية ،عدا الزغاوة فهم من أصل بربري مثلهم مثل التبو. يعني كل سكان دار فور القدماء سودانيين أصيلين لا مجال لفصلهم عن الوطن وتاريخه كما تنادي بذلك بعض الأبواق غير المطلعة على التاريخ والتي لا تعرف أن عديد من أصول الكوشيين الأولى نشأت على ضفاف ( النهر الأصفر ) ..أي وادي هور الحالي ..والذي كان عامرا بالحياة الطبيعية في ذلك الزمان .
وأن مسمى السودان الحالي لطالما كان هو إسمه وبنفس المعنى بمختلف اللغات القديمة، وهو يعبر عن وصف أهله السود لأنفسهم أو وصف الآخرين لهم.
( راجع مقال لأستاذ التاريخ بروفيسور أحمد الياس حسين ).
......
- : سقوط سلطنة دار فور تحت سلطة الحكم الثنائى:
من المعروف أن الدارفوريون من أشد السودانيين تدينا لدرجة حتى بعد سقوط الدولة المهدية والتي شاركوا فيها لتحرير السودان من الترك وأذنابهم، قاوم السلطان على دينار الحكم الثنائى ( الإنغليزي المصري ) ثمانية عاما ولم يرضخ لإستعمارهم ، بل ذهب أبعد من ذلك وأعلن وقوفه إبان الحرب العالمية الثانية مع الترك الذين سبق أن حاربهم فقط بحمية الدين،وذلك في الحرب العالمية التي نشبت وانتهت ما بين ألف تسعمئة وأربعة عشر وألف تسعمئة وستة عشر ، حيث أختار أن يقف مع خليفة المسلمين في نظره .حتى اشتهر في الغرب بأنه آخر سلاطين السودان الذي قاوم الإستعمار الإنقليزي لمدة ثمانية عشر عاما حتى قتل وسيفه الآن محتفظ به في المتحف البريطاني دلالة على هزيمة سلطان عظيم ، وصار في مصاف أبطال شرق السودان من البجا رجالا ونساء الذين استمروا في محاربة المستعمر حتى بعد هزيمة كرري، وقاتلوا المستعمر بالسلاح الأبيض وقليل الأسلحة التي غنموها واستمروا في تكبيده خسائر فادحة دفاعا عن أرض أجدادهم البجا المدجاي ( وهم البداويت فقط للمعلومية التاريخية) أبطال جيش النخبة في عصر الأسرات وحكام أقاليم جنوب مصر والصحراء الشرقية ..فالبجا أيضا مجدهم وتغنى المستعمر ببطولاتهم الفزة في سلسة قصائد أشهرها قصيدة ( ذو الشعر الأشعث Fuzzy wizy)، فهم أيضا قاوموا بشراسة حتى بعد سقوط أم درمان واستشهاد الخليفة ورجاله . الأمر الذي تسبب بتخفيض إمارتهم التاريخية في (جزيرة سواكن) وضواحيها إلى مجرد ( عمودية ) حتى اليوم، وذلك بالتآمر مع الذين خانوا الثورة المهدية والتي توجتها الصحافة العالمية في زمنها أشهر ثورة تحرر في العصر الحديث .
هذه الثورة العظيمة المفترى عليها والتي يحاول تشويهها عشاق سرديات العدو المضللة..ولكن عبثا ..فلحسن الحظ أنه قد أنصفت ثورة التحرر السودانية هذه أقلام عظيمة من قلب معسكر العدو ، وكذلك صحف ذلك الزمان في كل أنحاء العالم الحر..وكذلك ذلك الذي كان يرنو إلى الحرية.
فقد مجد العالم أتحاد معظم أهل السودان الذين استبسلوا واستشهدوا بمئات الآلاف في الثورة المهدية ، لدرجة أن المسيرية عدت كأكبر قبيلة قدمت أرتالا من الشهداء في المهدية.
كما سبق أن تحالف أيضا أهل دارفور قبل ذلك وصدوا الغزو الفرنسي على دار فور ،بقيادة ( المساليت) وقائدهم السلطان تاج الدين وأبنائه وفوارس قبيلته البواسل، هذه المعركة الباسلة والتي قتل فيها السلطان تاج الدين قائد الجيش الغازي ، ثم استشهد بعدها دفاعا عن أرضه وشعبه وحدود وطنه .
......
-الزغاوة في العهد الاستعماري(ما يسمى بالحكم الثنائي):
في تاريخ دارفور المتوارث سجلت حالة عقاب لقبيلة الزغاوة من قبل مستر مور مفتش شمال دارفور الذي حرم أي فرد من قبيلة الزغاوة التوغل جنوب مدينة (كتم) وحصر حركتهم من مدينة كتم وشمال دارفور وبذلك طبق عليهم قانون ( المناطق المقفولة) الاستعماري. يذكر بعض كتاب الزغاوة أن السبب يعود لرفضهم محاولة الإدارة البريطانية تنصيرهم لأنها لاحظت أنهم رغم إسلامهم كانوا يتعبدون ببعض الطقوس الوثنية التي روثوها عن أسلافهم، فواجه زعماء الزغاوة محاولات مستر مور بالرفض القاطع وأكدوا لمستر مور عدم تخليهم عن عقيدتهم الإسلامية التي تعود جذورها إلى تاريخ سلطنتهم العريقة في (كانم)،عندما إعتنق الزغاوة الإسلام في عهد الملك الزغاوة أومي جليمي 1087 ـ 1097م
....
ـ :الجيش السوداني في العصرين الحديث والمعاصر :
ودور أبناء الجنوب ودارفور وكردفان فيه :
منذ ما قبل الاستقلال، ومنذ تأسيس أول جيش قومي في العصر الحديث والذي كان نواة الجيش السوداني في عهد الحكم التركي، إشتهر الجيش السوداني ( قوة دفاع السودان ) ببطولاته منذ أن أرسله الخديوي إسماعيل باشا للحرب في (المكسيك) عام ١٨٨٦م، وهي الكتيبة السودانية التي خاضت عدة معارك ولم تهزم في أي معركة ..
الأمر الذي جعل الخديوي يمنح قادتها وفرسانها أرفع الأوسمة.
وكذلك أسس جيش الثورة المهدية الوطني الحر ( (في فترة الثورة المهدية)، والذي بالطبع قد سبقته جيوشا قومية في كل عصور السودان قديمها ووسيطها وحديثها ..
حتى وصلنا إلى عهد الجيش الحديث الذي أسسه المستعمر في العصر الحديث في القرن التاسع عشر بعد هزيمة جيش المهدية الوطني الحر( الأنصار)
.
قوة دفاع السودان:
وكان هذا الجيش هو قوة دفاع السودان ، والتي كانت قوة الدفاع السودانية جيشا مجندًا محليًا بقيادة بريطانية تشكلت في عام 1925م، لمساعدة الشرطة في حالة الاضطرابات المدنية، والحفاظ على حدود السودان تحت الإدارة البريطانية. خلال الحرب العالمية الثانية، والذي تحول بعد الإستقلال إلى جيش السودان الحالي ، والذي لطالما كان معظم جنوده من إقليمي دارفور وكردفان الحاليين خاصة جنوب دارفور وكذلك النيل الأزرق وباقي مناطق الهامش .. عدا شرق السودان والذين كان ( الحكم الثنائى) لا يثق في ولائهم .. خاصة إذا تذكرنا أن القوة التي قامت بإعتقال الثائر عثمان دقنة كانت قوة سودانية خالصة من بازنغر مصر، ويقال أن قائدها هو والد الرئيس لاحقا ( إبراهيم عبود) ..فلذلك يتم التضييق عادة على قبول البجا في الكلية الحربية حتى كمجندين ناهيك عن ضباط ، والذين يصلون منهم إلى الرتب العسكرية الرفيعة لا يسمح لهم بالترقي فوق رتبة عميد.
.......
- : أبناء دار فور بعد إنشقاق الحركة الإسلامية
وبداية التمرد وأسبابه الحقيقية :
من المعروف أن كثير من الذين نالوا حظا من التعليم العالي من أبناء وبنات دار فور ، قد تم استقاطبهم بواسطة ما تسمى بالحركة الإسلامية أو الجبهة الإسلامية ، وصاروا أبناء مخلصين لها بحكم نشأة الإنسان الدارفوري الدينية في خلاوي تحفيظ القرآن وكذلك الطرق الصوفية كالطريقة التيجانية وغيرها.
ولقد شارك بعضهم مشاركة فعالة في تنظيم الحركة الإسلاموية منذ بداياتها وإلى إنشقاقها الشهير .
ولقد إنحاز معظمهم إلى جانب شيخهم الترابي، نسبة لنشأتهم التي توقر الشيوخ الدينين..
وكذلك كون( الترابي ) من ناحية فكر جماعة( الإخوان المسلمون) كان يؤمن بفكرة ( الولاء قبل الإنتماء ) أو ما يعرف باعتناق نهج ( الولاء والبراء ) لدى تنظيم الإخوان العالمي، لذلك شهدنا له في بداية حكم الإنقاذ تأسيسه عام ١٩٩١م في بداية حكمهم لما كان يعرف ب( المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ليشكل حسب تقديره وتقدير من هم خلفه منبرا للقضايا الإسلامية تتلاقى فيه عشرات التنظيمات وكذلك أفراد بعينهم من كل أنحاء المعمورة ) الذين كان يظن أنه تجمعه به وبفكره وتنظيمه أهدافا مشتركة .. واختير أو أختار لنفسه منصب الأمين العام.
وذلك في محاولة منه لنشر فكره في الإقليمين العربي والإفريقي، بل وكذلك تعدت طموحاته إلى كل العالم . وكل ذلك ربما كان بالتخطيط والتنسيق لما يسمى بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
لذلك لم يكن الترابي يهتم كثيراً بالأصول القبلية أو الجهوية للأتباع ..بل حتى تلك التي أتت من خارج الحدود سواء طوعا أو بداوفع اللجوء الإنساني أو السياسي أو الاقتصادي، فلقد شهدنا كيف قام بمنح الجنسية السودانية باستهانة شديدة لأفراد عقائديين ينتمون أو رأي أنه تجمعه بهم أهداف مشتركة ، بل شهدنا كيف قد منح الأوامر بتجنيس لاجئ دولة إريتريا في معسكراتهم في شرق السودان، وذلك باعتبارهم مسلمين وحاكمهم مسيحي. لذلك ظن أنهم سيمثلون له ثقلا انتخابيا وعقائديا في الشرق الذي لم يكن يدين بالولاء سوى لطائفتي الختمية والأنصار ولمؤتمر البجا العريق الذي أسس بعد الإستقلال مباشرة عام ١٩٥٨م، والذي كانت له أهداف تختلف تماما عن فكر وأهداف الأسلاوميين العقائديين مثل الإخوان وأحزاب بيوتات الطوائف العقائدية .
نعود لأسباب أو سبب ولاء أبناء دار فور الذين وقفوا مع الترابي بعض ما سمي ب( المفاصلة بين الإنقاذيين)، فلقد كان دافعهم الرئيس هو أن الترابي لم يكن يهتم ب( بالعرق قبل الدين ) كما أسلفت ..بل ب( الولاء) لتنظيمه وأهدافه الشخصية وطموحاته .. أولا وأخيرا
أما قسم من الذين إنسحبوا لاحقا من دعم ( الترابي ) من أبناء دار فور ، وانضموا للضفة الأخرى ..فقد كان بسبب التهميش والحرمان من الإمتيازات التي كانوا قد نالوها بعد نجاح إنقلاب ( الإنقاذ).
وكذلك أكيد ربما كان عديد من الذين إنسحبوا برمتهم من تنظيم الجبهة الإسلامية ( بشقيها،حزبها الشعبي لاحقا وحزبها المؤتمر الوطني) بسبب من قناعتهم الخاصة بخطل التجربة والفكرة في حد ذاتها .
وأيضاً كان البعض من ضمن الذين كفروا من التجربة والفكرة، أولئك الذين صرحوا بأنهم قد إكتشفوا أن في هذا التنظيم الذي إدعي حمل راية الإسلام ( بأن العرق فيه أقوى من الدين )، كما صرح بذلك الراحل المهندس الدارفوري داؤود يحي بولاد ، والذي رغم أنه كان من مؤسسي الجبهة القومية الإسلامية ولكنه تمرد عليها لاحقا، وانضم إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان، وثم قاد أولى شرارات التمرد المسلح في إقليم دارفور ضد سلطة ( الإنقاذ)، إلا أنه بعدها لم يعمر كثيرا، فتم إلقاء القبض عليه وتصفيته من قبل الأجهزة الأمنية عام ١٩٩٢م
ـ : التمرد في دار فور :
الحرب في دارفور ، والتي أطلق عليها أيضا حرب ( اللاند كروزر ) في إشارة من المواطنين وكذلك المراقبين إلى التطور النوعي للحروب
في الإقليم والتي كانت لا تتعدى معاركا قبلية بسيطة بين المواطنين وتنتهي عادة بصلح قبلي تحت ظل الإدارة الأهلية. فقد بدأ تطور نوع الحرب إلى حرب مطلبية تتهم سلطة ( الإنقاذ) وكذلك الحكومات المركزية المتعاقبة منذ الاستقلال بتهميش سكان دار فور ومنعهم حقوقهم في السلطة والثروة والتعليم.
بدأ تكوين هذه الحركات منذ عام ١٩٠٠١ كتيار دارفوري مطلبي .
ثم تمردا مسلحا في دارفور عام ٢٠٠٣، قادته حركتان :
( حركة تحرير السودان) بقيادة عبد الواحد محمد نور ومني أركو مناوي، وهذا قبل أن يختلف الرجلان لاحقا ومن ثم تنشق الحركة عقب مؤتمر حسكنيتة إلى ( حركة تحرير السودان/ جناح عبد الواحد نور) و ( جناح مني أركو مناوي).
وكانت نشأة هذه (حركة تحرير السودان )بميل نحو العلمانية وأبرز مطالبها كان الحكم الفيدرالي .
أما( حركة العدل والمساواة) بقيادة الراحل دكتور خليل إبراهيم، فقد نشأت بخلفية إسلاموية وبقيادة من إسلامويين بارزين إنشقوا عن الجبهة الإسلامية القومية، وكفروا بزيف شعار ( الجهاد ) الذي رفعته في حرب الجنوب وساقت إليه خيرة شباب دار فور ليهلكوا في محرقة الجنوب وهم يظنون أنهم يجاهدون ضد غزو يوغندي صهيوني ( كما إعترف بعض من شاركوا في هذه الحرب الكذوب) التي مات رفاقهم فيها بالآلاف ..وكذلك خيرة الشباب السوداني من مختلف أقاليم السودان .
وردت سلطة ( الإنقاذ ) على هجمات هذه الحركات بتنفيذ حملة تطهير عرقي بسلاح الطيران والشرطة والمشاة من ما يسمى بقوات الدفاع الشعبي المؤدلجة ضد ما أسمته ( تمرد الزرقة) . وقام الجيش الحكومي بأوامر من نظام البشير بشن حربا شعواء كما نعلم ضد مواطن دار فور بهدف ( إبادة وعقاب الحواضن) هذا المصطلح الانقاذي القبيح والذي أستخدم أيضا في حرب الجنوب ، وثم في دارفور في بداية هذه الألفية ، وثم في الحرب الحالية أيضا .
وكان من نتائج حرب دار فور في بأية هذه الألفية أن تم إتهام عمر البشير وبعض رجال نظامه بإرتكاب إبادة جماعية وجرائم الحرب،وجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
ـ : بداية تجنيد وتسليح ما يطلق عليهم بلقب ( الجنجاويد) للتصدي ( للنهب المسلح) ولحركات دارفور المسلحة تحت مسمى ( قوات حرس الحدود) والأسباب الموضوعية وثم الخبيثة لهذا التجنيد:
للذين يذكرون كيف انتشر تعبير ( النهب المسلح والمنظم ) في إقليم دار فور منذ منتصف التسعينات ، والذي كان كما ونوعا مختلف عن ( الهمبتة ) المألوفة والتي كان يقوم بها بعض المتلفتين من مختلف قبائل دار فور..وبصورة عشوائية وسلاح بدائي وهم يمتطون الخيول والإبل . وكان يطلق على هذه الفئة من الهمباتة لقب ( جنجاويد) و ( وليس جنجويد) كما حرفته لاحقا بعض وسائل الإعلام.
المهم، أن النهب التقليدي قد بدأ يتطور منذ منتصف دار فور (كما ونوعا) من حيث التنظيم والتسليح، وكذلك الرعاية من بعض الأسماء النافذة والتي أثرت من هذا النهب المنظم ،والتي يتهمها بعض من مواطني دار فور بأنها قد قامت لاحقا بسرقة قطعانهم وأموالهم لتمويل بعض حركات المعارضة الدارفورية.
وكان رعاة وزراع وتجار دار فور من أكبر المتضررين.
ثم تواترت إفادات بأن بعض متفلتي الحركات قد شاركوا حتى في نهب بلدات حواضنهم لاحقا.. مثل ( بلدة مهاجرية) على سبيل المثال والتي أفادني شخصيا بعض من نسائها بممارسات حركة أركو مناوي بالذات في أعتيادهم دخول القرى والبلدات وجمع الجباية قسرا من السكان ونهب محلات البقالة وكتب ( صك) بالمنهوبات لا يتم تسديده مطلقا .
وكذلك توترات شهادات عن قيام قوات بعض الحركات بالقيام بضرب وتعذيب بعض المواطنين بحجة أنهم جواسيس للجيش .
كل هذه الشهادات والتي سمعتها بنفسي، لاحظت أنها تتطابق مع إدعاءات ( موسى هلال ) وثم ( محمد حمدان حميدتي ) لاحقا.. بأنهم قد إضطروا إلى إنشاء قوات تدافع عن قراهم ومراحهم ( إبلهم وماشيتهم) من التعدي والنهب من قبل بعض متفلتي حركات الكفاح المسلح الدارفورية ، وبالطبع هذا لا تبرير مني لتأسيس سلطة البشير ونظامه لقوتي ( حرس الحدود) و( الدعم السريع)، وإنما أشارة لتطابق بعض الأقوال مع بعض الشهادات.
وكان ما كان ..من استغلال سلطة البشير لإدعاءات أو استنجاد زعماء القبائل العربية في دار فور للطلب من السلطات بتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم ضد هجوم الحركات التي كانت قد تمكنت من تسليح قواتها تسليحا نوعيا تمكنت من إلحاق بعض الهزائم بقوات الدفاع الشعبي المؤدلجة وبعض فرق الجيش وحامياته بل حتى نجحت في دخول مدينة الفاشر دخولا مسلحا ..وهزمت الجيش والشرطة ومليشيات الإسلامويين المتحالفة معه في عدة معارك .
وباتت تهدد بخطر عظيم على سلطة البشير ونظامه كما فعلت جبهة الجنوب والشرق من قبل .
......
- تجنيد قوات الدعم السريع وملابساته( من بندقية تحميهم إلى بندقية تحمي نظام البشير) ، ومن ثم إلى (بندقية للإيجار) للمشاركة في حروب إقليمية:
عندما باتت حركات المعارضة الدارفورية تشكل خطراً عظيما ، لدرجة تمكن حركة العدل والمساواة من دخول أمدرمان بقيادة الراحل دكتور خليل إبراهيم في العاشر من مايو عام ٢٠٠٨. فكرت وقدرت حكومة البشير في أستغلال غبن القبائل العربية التي إتهمت الحركات بنهب مواشيها ، إضافة لتأثر مسارات الرعي بسبب الحرب، وكذلك تأثر أوضاع تجارة الماشية في الإقليم والأوضاع الاقتصادية بسبب الحرب عموما، وانفراط عقد الأمن وتفشي النهب المسلح والموت المجاني للمواطنين تحت أقدام أفيال الحرب المتصارعة من حركات من جهة وجيش وشرطة وإستخبارات وطيران يقصف القرى ومعسكرات النازحين من جهة .
ففكر الخبثاء من أهل سلطة البشير بأن يستغلوا وضع بعض القبائل العربية التي مست الحرب مصالحها بصورة غير مباشرة . بأن يتم تجنيدهم تحت ما تسمى بقوات (حرس الحدود)، وذلك بغرض قطع الإمداد البشري واللوجستي الحربي القادم من خلف الحدود .
وثم، لاحقا، وبعد أن تسببت ( الإنقاذ) في إشعال فتيل الفتنة القبلية في محرقة دار فور..والتي لم تتمكن وتنجح في إطفاء جزوتها حتى لحظة كتابة هذه السطور. أعلن الزعيم القبلي ( موسى هلال) زعيم قبيلة المحاميد/ فرع من الرزيقات ، إنشاء مجلس الصحوة الثوري . وذلك بعد أن تكشفت له خطورة هذه الحرب العبثية الأهلية على مجتمع دار فور ، والتي خطط لها دهاقنة البشير بأن يجعلونها تدور بعيدا عن مركز حكمهم ..وينشغل أهالي دار فور في إهلاك أنفسهم بأياديهم ( سياسة إضرب العب بالعب) والتي استخدمت في الجنوب .
فما أشبه الأمس باليوم .
ولكن لم يرد نظام البشير لدار فور أن تهدأ ، فسرعان ما كون ( قوات الدعم السريع) بقيادة المتمرد السابق محمد حمدان دقلو ..ليقوم بحماية ( البشير ) شخصيا، وذلك بعد أن أثبت كفاءة عالية..خاصة في معركة (قوز دنقو ).
ومن ثم وجدت لها سلطة البشير دجاجة أخرى تبيض لها سلاحا ودعما إقليميا يسمح لها بطول بقاء وحماية ( ونفاج ) من العقوبات الدولية ( إسمها الدعم السريع) لتؤجر شبابها المغرر بهم بسبب الفقر وتداعيات حرب حرب دار فور التي دمرت مسارات الرعي وتجارة الماشية ..لتلقي بهم في أتون حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
- : التدخل الإقليمي في مأساتنا الوطنية وأسبابه الموضوعية :
أصلا كما يعلم الجميع ،لم ينقطع التدخل الإقليمي والدولي في شأننا الداخلي ولا يوما واحدا ، فرغم أن الاستعمار بشكله التقليدي قد إنتهى نسبيا ، إلا أنه لم يكف عن التحور كل مرة ليأتي بوجه جديد .
وبلدنا ليس الوحيد المبتلي بالطبع من الدول القوية وذات النفوذ ، فكل ما تسمى بدول العالم الثالث لا تزال تعاني من الوصاية من الدول الكبرى والقوية ومن المؤسسات المالية العالمية ..والتي تتفنن كلها في نهب مواردها وثرواتها الطبيعية والبشرية .
وكون أن بلدنا يعد من أكبر وأغني الدول بالموارد غير المستقلة ، وفي نفس الوقت يعد من أفقر الدول والشعوب، لأسباب معروفة طبعا للجميع ، ففشل الدولة المزمن بائن.
وكل هذه عوامل مغرية لنهب السودان والتغول عليه ليس من الدول الكبرى والغنية فحسب، بل حتى من دول الإقليم حديثة التكوين، أو حتى من الدول الفقيرة المحيطة به وتعيش عالة عليه حتى الساعة .
...
ـ : الأسباب التي تسببت في فشل الدولة السودانية ( حسب وجهة نظري )والتي يمكن أن أجملها في الآتي بدون استطرد نسبة لطول المقال:
تجارة الرقيق التي مارسها معظم السودانيين ضد بعضهم البعض ..بل وتورط السوداني في الهجوم على بعض القبائل السودانية مثله ومقايضتها بالأجنبي في إتفاقيات تاريخية معروفة، وكذلك أسرى حروب القبائل بين بعضها البعض الذين كان يتم إسترقاقهم، بل وكذلك ممارسات الرق التي قام بها بعض المكوك والسلاطين وشيوخ القبائل بغزو واصطياد بعض أفراد القبائل الأخرى بل واسترقاق بعض أبناء قبيلتهم نفسها لخدمتهم الشخصية ولخدمة أهلهم، وكذلك تجارة الرق المقننة وبيع الأطفال والرجال الأشداء لتجار أجانب،وكذلك أسرى حروب القبائل بين بعضها البعض. وهذا كله معروف ومثبت تاريخيا .
وكانت هذه الممارسات هي أول من جلبت لنا اللعنة.. لعنة الكراهية وحب الثأر من بعضنا البعض ..فالسوداني بطبعه لا يرضى الضيم .
وثم جلبت لنا هذه اللعنات والمظالم استعمارا (عضوضا) بخيله ورجله ..فأذل الشعب ونهب موارده لدرجة فرض عليه( ضريبة التقنية)!!

ثم نظام (المناطق المقفولة ) الاستعماري الذي تعمد فصل شعوب سودانية بعينها بغرض فصلها عن محيطها الحضاري السوداني ومن ثم عن تراثها العريق من كريم معتقداتها التاريخية وبالتالي عزلها عن محيطها السوداني التاريخي مما أعاقها بأن تتطور تطور طبيعيا ضمن إطار ثقافاتها الأصلية وبحرية إختيار أي معتقد جديد يصل مناطقها دون أي إملاء أجنبي مقابل التعليم..الأمر الذي سبب لها (فجوة في تراثها العريق) ، وكذلك فرض نظام المناطق المقفولة والكانتونات ضد بعض القبائل التي ينتمي سوادها الأعظم إلى دول مجاورة . تهميش وعقاب بعض القبائل التي كانت الأشرس في التصدي للإستعمار وحرمانها من التعليم والسلطة وشن حرب على إرثها التاريخي والتعتيم على أدوارها التاريخية العظيمة في الدفاع عن وطنها ضمن مراحل التاريخ ..الأمر الذي ساهم في فقد معظم تاريخها القديم الذي صار يتعرض للتزوير و( والهمبتة ) من دول الجوار ، سياسة فرق تسد ، تحويل مشائخ القبائل وقادتها التاريخيين إلى نظار ( موظفين لدى السلطة الاستعمارية) مما أدى إلى إضعاف الدور القيادي والوطني لأمراء وسلاطين ومكوك وشيوخ قبائل السودان ودورهم التاريخي في التصدي الاستعمار ومحاولات التغول على حدوده وسيادة أراضيه .
- وأعتقد من ضمن أسباب تعثر الثورات الشعبية التي تعقب أنظمة دكتاتورية كاملة الدسم إمتد عمر إستيلائها على السلطة إلى أكثر من عقد من الزمان ( إضعاف التنظيمات المعارضة ، تمكنها من مفاصل الدولة،تسميمها للحياة السياسية ، البطش والتنكيل بالمعارضين والمواطنين ، طرد وتشريد الكفاءات العلمية، إحتكار الخدمة المدنية ، إضعاف الروح المعنوية ، تسميم المجتمع بالأدلجة الشوهاء ، والحروب الأهلية واستخدام أجهزة الدولة النظامية في الحرب على المواطن وإرهابه( الدولة البوليسية )، التنمية غير المتوازنة ، سياسة الإفقار المتعمد ( جوع كلبك يتبعك)، تدمير رأس المال الوطني واحتكار الاقتصاد .
لذلك لطالما كنت أشبه خلع الأنظمة الديكتاتورية بخلع ضرس عقل غائر ومتشبث فنما معوجا ومائلا داخل فك ضيق ..فحتى عندما يخلعه طبيب الأسنان فربما ينكسر جزء منه لم ينتبه له الطبيب ..فيسبب لاحقا خراجا وورما وقيحا وحمى وألما فظيعا للمريض.
وربنا يشفي الوطن
(ويحفظ المواطن من كيد كل تجار الحروب هؤلاء ..).
#ديسمبرـمنتصرة
#الثورةـمستمرة
#مراجعةـمستنداتـالهويةـقضيةـأمنـقومي
آمنة أحمد مختار إيرا
29 Jan 2025

greensudanese@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • مقتل جلحة نهاية مليشيا الدعم السريع في كردفان والخرطوم
  • فلتحقنوا دماءكم يا أبناء دارفور .. فاشر السلطان تخصكم جميعاً وتخص كل سوداني
  • «7» قتلى في قصف على مخيم أبوشوك بدارفور غرب السودان
  • الصحة العالمية تحذر وتدعو لإنقاذ النظم الصحية في إقليم شرق المتوسط
  • الجزائر تجدد دعوتها في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في السودان
  • الهجرة الدولية: 3960 أسرة نزحت من الفاشر جراء هجمات “الدعم السريع”
  • تطهير عرقي وانتهاكات جسيمة.. الجنائية الدولية تتجه لإصدار مذكرات اعتقال بحق متهمين بجرائم في دارفور
  • منظمة أممية: الهجمات الأخيرة لقوات الدعم السريع تسببت بنزوح الآلاف في شمال دارفور  
  • السودان.. الجنائية الدولية تطالب بتسليم «البشير» وتوقيف مرتكبي الجرائم في دارفور
  • من يحارب من في السودان؟