الإخوان المسلمون ودولة الأمارات العربية المتحدة (١)
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
استنكر العديد من السودانيين، وأنا منهم ، ما جاء في خطاب مندوب حكومة بورتسودان في الأمم المتحدة الحارث إدريس، من هجوم علي دولة الإمارات، لأن الخلافات بين الحكومات خاصة تلك التي تربطنا بها علاقات خاصة، عادة ما تتم معالجتها من خلال القنوات الديبلوماسية.
لكن مخطئ من يعتقد أن المندوب هو من صاغ الخطاب، ومخطئ أيضا من ينتقد المندوب المذكور علي عدم مراعاة مصالح آلاف الأسر السودانية المقيمة بالأمارات، أو حتي ضحايا الحرب الحالية بين جيش الفلول والدعم السريع، ممن يحتاجون بشكل عاجل الي المساعدات الإنسانية.
وكان أهم ماجاء في رد البعثة الدائمة للإمارات لدي الأمم المتحدة ما يلي :" إن الجالية السودانية الكبيرة المتواجدة في دولة الأمارات، والتي تشكل جزءا هاما من المجتمع الأماراتي، وتعكس عمق العلاقات المتجذرة بين البلدين، تشعر بوطأة هذا النزاع.
فالشعب السوداني يستحق العدل والسلام ويحتاج إلي وقف إطلاق نار فوري، وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، وعملية سياسية ذات مصداقية.
واستطرد البيان ليقول " إن ممثل السودان قد واصل في إساءة إستخدام منصة مجلس الأمن بغرض تحقيق غايات أيديولوجية تتعارض تماما مع هدف المجتمع الدولي المتمثل في حل الازمات المتعددة في السودان. وهذا السلوك يعتبر سلوكا غير بناء ويجب عدم قبوله".
ثم واصل رد الأمارات في تفنيد التهم الأربع التي اطلقها مندوب حكومة بورتكيزان وهي المتعلقة بفرية جوازات السفر الاماراتية وإدعاءات مصادرة مركبة مصفحة من نوع نمر ، ثم تهمة توريد اسلحة من الأمارات لصالح الدعم السريع وتوضيح حقيقة أن تلك الاسلحة كان قد تم إرسالها كمساعدات لتعزيز الأمن حسب طلب الجيش وذلك قبل شهرين من اندلاع النزاع المسلح بالسودان. كما اشار البيان إلي قانون قوات الدعم السريع الصادر عام ٢٠١٧م الذي قنن وضعها كمكون عسكري وطني. واخيرا قام البيان بتوضح التهم المتعلقة بالهواتف بأنها مجرد هواتف تجارية وبعضها قديم ولايعمل.
وختمت بعثة الأمارات لدي الأمم المتحدة بيانها بالإشارة إلى أنه سبق لدولة الامارات أن ردت علي الادعاءات التشهيرية التي قدمها ممثلو السودان، عبر رسائل كانت قد أرسلتها إلي مجلس الأمن بتاريخ ٢٠ مارس و٢١ أبريل و٢٥ أبريل من هذا العام.
ولفت نظري العبارة بعاليه والتي ختمت بها البعثة الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية لدي مجلس الأمن بيانها، لأنه يؤكد سوء نية مبيتة من قبل حكومة بورتسودان في الاساءة لدولة الأمارات.
من الواضح أن كيزان السودان غير راضين عن موقف الأمارات فيما يتعلق بالحرب الدائرة بينهم وبين قوات الدعم السريع وهي محاولات يائسة من جانبهم لإبتزاز دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولكن الأمر لايتوقف هنا فيما يتعلق بموقف حكومة الأمارات من تنظيم الاخوان المسلمين خاصة إذا ما إنتبهنا للعبارة التي وردت في سياق رسالة دولة الإمارات حينما تضمنت الإشارة إلي "إستخدام ممثل السودان منصة مجلس الأمن بغرض تحقيق غايات أيديولوجية تتعارض تماما مع هدف المجتمع الدولي المتمثل في حل الأزمات المتعددة في السودان".
أواصل
طلعت محمد الطيب
talaat1706@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: دولة الإمارات مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية يحذر من تفاقم الجوع في جنوب السودان
حذر برنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية من أن 57 % من السكان في جنوب السودان وأغلبهم من الأطفال،سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف لعام 2025، خاصة مع فرار العائدين من الحرب في السودان.
الأمم المتحدة: 7.7 مليون شخص معرضون لسوء تغذية في جنوب السودان الجزائر تدعو المجتمع الدولي إلى احترام سيادة السودانوبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة،قال برنامج الأغذية العالمي أن أحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي،أظهر أن أكثر من 85 % من العائدين الفارين من السودان سيعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال موسم الجفاف القادم بدءا من أبريل المقبل.
ووفقا للتصنيف الجديد،سيشكل هؤلاء ما يقرب من نصف أولئك الذين يواجهون جوعا كارثيا،حيث يكافحون لإعادة بناء حياتهم وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة وفيضانات شديدة وإعطاء الأولوية للموارد حيث تتجاوز الاحتياجات التمويل.
وقال الممثل القُطري لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في جنوب السودان "ميشاك مالو" إن ظهور الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبطة بها كمحرك رئيسي لانعدام الأمن الغذائي يرسل رسالة قوية مفادها أن "الوقت قد حان لزيادة استثماراتنا بشكل جماعي في دعم مواطني جنوب السودان لإنتاج طعامهم بأنفسهم".
وأضاف أن هذا لن يقلل من ميزانية الغذاء المنزلية فحسب،بل سيخلق أيضا مزيدا من فرص العمل في قطاع الزراعة ويزيد من دخول الأسر حتى تتمكن من البحث عن أنظمة غذائية أكثر صحة.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي إنه في حين أن المتوقع أن يعاني العائدون الفارون من الحرب في السودان من أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي، فإن العديد من المجتمعات في جميع أنحاء جنوب السودان ستستمر في المعاناة مع استمرار الأزمة الاقتصادية والفيضانات الشديدة ونوبات الجفاف المطولة والصراع في تعطيل المكاسب التي تحققت.
من جهتها، شددت المديرة القطرية وممثلة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان "ماري إلين ماكغروارتي" أهمية معالجة الأسباب الجذرية للجوع، وقالت إن المجتمعات تحتاج إلى السلام والاستقرار، وتحتاج إلى فرص لبناء أو إعادة بناء سبل العيش ومساعدتها على تحمل الصدمات المستقبلية".
وأظهر أحدث تصنيف متكامل لمراحل الأمن الغذائي كذلك أن ما يقرب من 2.1 مليون طفل معرضون لخطر سوء التغذية، حيث يعود الأطفال إلى مراكز التغذية عدة مرات على مدار العام مع استمرار المعاناة من ضعف الوصول إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي، وأوضح أن المرض يعد عاملا رئيسيا يساهم في سوء التغذية لدى الأطفال.
وقالت ممثلة اليونيسف في جنوب السودان "حميدة لاسيكو"، إن المنظمة تشعر بقلق عميق من أن عدد الأطفال والأمهات المعرضين لخطر سوء التغذية سيستمر في الارتفاع ما لم يتم تكثيف الجهود لمنع سوء التغذية من خلال معالجة أسبابه الجذرية، إلى جانب توفير الدعم الغذائي الفوري لعلاج سوء التغذية بين الأطفال الأكثر عرضة للوفاة.