خلال السنوات الأخيرة ومع انتشار مقاطع الفيديو المتخصصة في الطهي وتقييم الطعام عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الرغبة في تناول السكريات واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الكثيرون، إذ نتعرض يوميا لصور مختلفة وابتكارات متجددة من الحلوى والشوكولاتة والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة، حيث يبدو أن السكريات تحاصرنا من كل اتجاه.

وقد تجد نفسك تتساءل: لماذا لا أستطيع مقاومة الرغبة الشديدة في تناول السكريات؟ ومتى يمكنني التحرر من إغراءاتها؟ الإجابة ليست بسيطة، إذ تتداخل العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية في هذه الرغبة المتزايدة.

إن فهم العملية الزمنية للتخلص من إدمان السكريات هو الخطوة الأولى نحو تحقيق أهدافك الصحية للتخلص من هذه الرغبة الجامحة، والتمتع بحياة أكثر توازنًا وصحة.

وتوضح الأبحاث العلمية المختلفة العمليةَ التي يمر بها الجسم والعقل للتوقف عن الرغبة في تناول السكريات، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه العملية تختلف من شخص لآخر.

فهم العملية الزمنية للتخلص من إدمان السكريات خطوة أولى نحو تحقيق أهدافك الصحية (شترستوك)

الأيام الأولى (3-5 أيام): في هذه المرحلة، يشعر الجسم بأعراض انسحابية بسبب انخفاض مستوى السكر في الدم. ويمكن أن تشمل هذه الأعراض التعب، الصداع، التهيج، تقلبات المزاج.

وفقًا لدراسة نُشرت في "أميركان جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن" American Journal of Clinical Nutrition، فإن تقليل تناول السكريات يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في مستويات الطاقة والمزاج الأيام الأولى بسبب تأثير السكريات على الدماغ.

الأسبوع الأول: يبدأ الجسم في التكيف مع انخفاض مستوى السكر في الدم. لذا فإن تناول وجبات غنية بالبروتينات والألياف والدهون الصحية يمكن أن يساعد في تثبيت مستويات السكر في الدم وتقليل الرغبة في السكريات.

كما أشارت دراسة أجرتها "جورنال أوف نيوتريشن" Journal of Nutrition إلى أن البروتين والألياف يمكن أن يساعدا في تعزيز الشعور بالشبع ويقللا من الرغبة في تناول السكريات.

الأيام الأولى من الانقطاع عن تناول السكريات يشعر الجسم بأعراض انسحابية بسبب انخفاض مستوى السكر بالدم (شترستوك)

(من 2-4) أسابيع: بعد مرور هذه الفترة، يعتاد الجسم على نمط غذائي جديد خالٍ من السكريات المضافة، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الرغبة بتناول السكريات.

وبحسب دراسة نُشرت في "أوبيزتي ريفيوز" Obesity Reviews، يمكن أن يؤدي الالتزام بنمط غذائي منخفض السكريات لفترة تتراوح بين 2 و4 أسابيع إلى تحسين استجابة الجسم للإنسولين وتقليل الرغبة في تناول السكريات.

(من شهر فأكثر):عند هذه النقطة، تكون الرغبة في تناول السكريات قد تلاشت بشكل كبير، وتكون العادات الغذائية الصحية الجديدة قد ترسخت. ويشير الباحثون إلى أن استبدال السكريات المضافة بالفواكه الطازجة والوجبات المتوازنة يمكن أن يساعد في الحفاظ على هذا التغيير الإيجابي.

وأكدت دراسة نُشرت في مجلة "أبيتايت" Appetite أن الأشخاص، الذين يتبعون نمط حياة صحي خالٍ من السكريات المضافة لمدة شهر أو أكثر، قد يشعرون بزيادة في الطاقة وتحسن في الحالة المزاجية العامة.

إستراتيجيات للتحكم بالشهية لتناول الحلويات

للتحكم في رغبتك تجاه السكريات والحلوى، يجب أن يتم تعويض الجسم بأطعمة صحية تعزز الشعور بالشبع المستمر، وقد يتحقق ذلك بمجموعة من الخطوات.

من يتبعون نمط حياة صحيا خاليا من السكريات المضافة لمدة شهر أو أكثر قد يشعرون بزيادة في الطاقة (بيكسلز)

تناول وجبات متوازنة: تشمل البروتينات، الدهون الصحية، الألياف، مما يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.

شرب الماء بانتظام: يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالجوع الزائف.

النوم الجيد: الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يقلل من الرغبة في تناول السكريات، خاصة الساعات المتأخرة من اليوم، حيث يؤثر النوم على هرمونات الجوع.

النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في تحسين المزاج وتقليل الرغبة في السكريات.

شرب الماء بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالجوع الزائف (شترستوك) هل بدائل السكر تزيد من الرغبة في تناول الحلويات؟

تثير بدائل السكر والمشروبات الغازية المحلاة بالأسبرتام وسكر الستيفيا اهتمام الكثيرين، خصوصاً فيما يتعلق بتأثيرها على الرغبة في تناول السكريات.

وتشير الأبحاث إلى أن تأثير بدائل السكر يمكن أن يكون معقداً ومتفاوتاً، فبعض الدراسات تؤكد أن بدائل السكر، مثل الأسبارتام والسكرالوز والستيفيا، قد لا تؤدي إلى زيادة الشهية أو الرغبة في تناول السكريات لدى معظم الناس.

تأثير بدائل السكر يمكن أن يكون معقداً ومتفاوتاً ويختلف من شخص إلى آخر (شترستوك)

فقد كشفت دراسة حديثة أن بدائل السكر يمكن أن تكون فعالة في التحكم بالوزن إذا استخدمت كجزء من نظام غذائي متوازن، ولكن تأثيرها يمكن أن يختلف من شخص إلى آخر.

التأثيرات النفسية والبيولوجية: تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول بدائل السكر قد يحافظ على الرغبة في تناول السكريات بسبب التأثير النفسي والبيولوجي.

فقد أوضحت دراسة لمجلة جمعية الحمية الأميركية Journal of the American Dietetic Association أن استهلاك بدائل السكر يمكن أن يعزز استمرار الرغبة في تناول الأطعمة ذات المذاق الحلو، سواء كانت معززة بالسكر المكرر أو بدائل السكر الصحية، مما قد يجعل البعض أكثر عرضة لتناول السكريات بشكل مفرط لاحقاً.

تأثيرها على ميكروبيوم الأمعاء: تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض بدائل السكر يمكن أن تؤثر على توازن الميكروبيوم في الأمعاء، مما قد يؤثر على عملية التمثيل الغذائي والشهية.

وفي دراسة، نشرتها مجلة "نيتشر" Nature، بينت أن بدائل السكر مثل السكرالوز قد تؤدي إلى تغييرات في تركيبة بكتيريا الأمعاء، مما قد يؤثر على تنظيم الجلوكوز والشهية.

تأثيرها على التحكم في الوزن: بالنسبة لإدارة الوزن، هناك أدلة متضاربة حول ما إذا كانت بدائل السكر تساعد في فقدان الوزن أو تمنعه.

ووفقًا لدراسة في "أوبيزتي ريفيوز" Obesity Reviews، يمكن أن تساعد بدائل السكر في تقليل السعرات الحرارية المستهلكة، ولكن الفعالية تعتمد على كيفية استخدامها ضمن نظام غذائي شامل.

لذلك، يجب تناول بدائل السكر باعتدال وعدم الاعتماد الكلي عليها كبديل للسكريات الطبيعية، واختيار البدائل الصحية مثل ستيفيا وإريثريتول التي تعتبر طبيعية وأقل تأثيراً على نسبة السكر في الدم.

ومن المهم مراقبة كيفية استجابة الجسم والنفسية عند تناول بدائل السكر، وتعديل الاستهلاك بناءً على ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السکریات المضافة یمکن أن یساعد فی السکر فی الدم إلى أن

إقرأ أيضاً:

أطعمة تجعل رائحة الجسم كريهة خلال الصيف

أميرة خالد

تزداد مشكلة رائحة العرق الكريهة، مع قدوم فصل الصيف والأجواء الحارة، وتتأثر رائحة الجسم إلى حد كبير بسبب سوء التغذية، لأن ما تأكلينه يؤثر على رائحة جسمكِ، لذلك هناك أطعمة تسبب رائحة عرق كريهة يجب أن تتجنبيها في الصيف.
ويمكننا التحكم في رائحة أجسامنا، بدلاً من الاعتماد على مزيلات العرق والعطور، بل وجعلها أكثر جاذبية، من خلال تجنب تناول أطعمة معينة؟ ومنها:

الخضروات الصليبية…. مثل البروكلي، والملفوف، وبراعم بروكسل، والقرنبيط أن تخلق رائحة كريهة للجسم والأنفاس كونها تطلق حمض الكبريتيك، وهي تزداد حدة عند إطلاقها من خلال العرق في فصل الصيف.

الثوم والبصل .. يعملان على تعزيز عملية التمثيل الغذائي وحرارة الجسم والتعرق مما يؤدي إلى ظهور الرائحة الكريهة.

التوابل..، تحتوي التوابل، مثل الكمون والكاري، على المواد الكيميائية تندمج في مجرى الدم عند تناولها، ومن ثم تفرز هذه المواد رائحة كريهة من خلال الغدد العرقية.

اللحوم .. أثبتت الدراسات أن الأفراد الذين يأكلون الكثير من اللحوم يميلون إلى أن تكون رائحتهم أسوأ بشكل عام من أولئك الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً بشكل أساسي.

الكافيين والكحول… تعمل الكافيين والكحول كمنشطات وتنشط الجهاز العصبي، وبالتالي زيادة في كمية العرق المنتجة ذات رائحة كريهة.

الأطعمة السريعة… يجب قطع الوجبات السريعة بالكامل من نظامكِ الغذائي، فهي مليئة بالمكونات المصنعة التي ترفع مستويات الكوليسترول، كما أنها تفتقر إلى جزيء الكلوروفيل المهم، الذي يساعد على إزالة أي رائحة كريهة في الجسم.

السمك… يمكن أن تكون الأسماك أحد الأطعمة التي تؤثر على رائحة جسمكِ. ففي حالة متلازمة رائحة السمك، تقوم أجسامنا بتحويل منتج ثانوي من المأكولات البحرية يسمى الكولين إلى ثلاثي ميثيل أمين مما يُسبب تراكم المركب في الجسم، ويبقى ذو رائحة كريهة تخرج مع إفرازات الجسم، مثل: العرق، والبول، واللعاب.

الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات .. عندما ينقطع الجسم عن تناول الكربوهيدرات، فإنه ينتج الأجسام الكيتونية الثلاثة والأسيتون، وهذا ما يكسب الجسم رائحة غريبة. لذلك ينصح بعدم قطع تناول الكربوهيدرات مرة واحدة لأن ذلك يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.

الأطعمة الحارة

تجنب تناول الأطعمة الحارة الغنية بالكبريت لأنها عندما يتم امتصاصها في مجرى الدم، فإن الرائحة الكريهة تخرج إما مع الأنفاس أو من خلال العرق.

 

مقالات مشابهة

  • لصحة الطفل ونموه.. يجب تناول البيضة كاملةً
  • احذر.. تناول هذه الأطعمة يضر بصحة الكلى
  • متى تهدد المضادات الحيوية صحة الجسم؟
  • 8 علامات تكشف إصابتك بمرض السكر.. تعرف عليها
  • بدائل القهوة لزيادة التركيز.. الخيارات الطبيعية والفعالة
  • 5 فئات ممنوعة من العنب.. ماذا يحدث عند الإفراط في تناوله؟
  • النظام الغذائي الأكثر فعالية لمرضى السكر
  • أطعمة تجعل رائحة الجسم كريهة خلال الصيف
  • تناول العصيدة على الإفطار يعزز فقدان الوزن.. خبيرة تغذية تكشف أفضل الأنواع