كم يوما تحتاجه للتوقف عن الرغبة في تناول السكريات؟
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
خلال السنوات الأخيرة ومع انتشار مقاطع الفيديو المتخصصة في الطهي وتقييم الطعام عبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الرغبة في تناول السكريات واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الكثيرون، إذ نتعرض يوميا لصور مختلفة وابتكارات متجددة من الحلوى والشوكولاتة والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة، حيث يبدو أن السكريات تحاصرنا من كل اتجاه.
وقد تجد نفسك تتساءل: لماذا لا أستطيع مقاومة الرغبة الشديدة في تناول السكريات؟ ومتى يمكنني التحرر من إغراءاتها؟ الإجابة ليست بسيطة، إذ تتداخل العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية في هذه الرغبة المتزايدة.
إن فهم العملية الزمنية للتخلص من إدمان السكريات هو الخطوة الأولى نحو تحقيق أهدافك الصحية للتخلص من هذه الرغبة الجامحة، والتمتع بحياة أكثر توازنًا وصحة.
وتوضح الأبحاث العلمية المختلفة العمليةَ التي يمر بها الجسم والعقل للتوقف عن الرغبة في تناول السكريات، ومن المهم الإشارة إلى أن هذه العملية تختلف من شخص لآخر.
فهم العملية الزمنية للتخلص من إدمان السكريات خطوة أولى نحو تحقيق أهدافك الصحية (شترستوك)الأيام الأولى (3-5 أيام): في هذه المرحلة، يشعر الجسم بأعراض انسحابية بسبب انخفاض مستوى السكر في الدم. ويمكن أن تشمل هذه الأعراض التعب، الصداع، التهيج، تقلبات المزاج.
وفقًا لدراسة نُشرت في "أميركان جورنال أوف كلينيكال نيوتريشن" American Journal of Clinical Nutrition، فإن تقليل تناول السكريات يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في مستويات الطاقة والمزاج الأيام الأولى بسبب تأثير السكريات على الدماغ.
الأسبوع الأول: يبدأ الجسم في التكيف مع انخفاض مستوى السكر في الدم. لذا فإن تناول وجبات غنية بالبروتينات والألياف والدهون الصحية يمكن أن يساعد في تثبيت مستويات السكر في الدم وتقليل الرغبة في السكريات.
كما أشارت دراسة أجرتها "جورنال أوف نيوتريشن" Journal of Nutrition إلى أن البروتين والألياف يمكن أن يساعدا في تعزيز الشعور بالشبع ويقللا من الرغبة في تناول السكريات.
الأيام الأولى من الانقطاع عن تناول السكريات يشعر الجسم بأعراض انسحابية بسبب انخفاض مستوى السكر بالدم (شترستوك)(من 2-4) أسابيع: بعد مرور هذه الفترة، يعتاد الجسم على نمط غذائي جديد خالٍ من السكريات المضافة، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الرغبة بتناول السكريات.
وبحسب دراسة نُشرت في "أوبيزتي ريفيوز" Obesity Reviews، يمكن أن يؤدي الالتزام بنمط غذائي منخفض السكريات لفترة تتراوح بين 2 و4 أسابيع إلى تحسين استجابة الجسم للإنسولين وتقليل الرغبة في تناول السكريات.
(من شهر فأكثر):عند هذه النقطة، تكون الرغبة في تناول السكريات قد تلاشت بشكل كبير، وتكون العادات الغذائية الصحية الجديدة قد ترسخت. ويشير الباحثون إلى أن استبدال السكريات المضافة بالفواكه الطازجة والوجبات المتوازنة يمكن أن يساعد في الحفاظ على هذا التغيير الإيجابي.
وأكدت دراسة نُشرت في مجلة "أبيتايت" Appetite أن الأشخاص، الذين يتبعون نمط حياة صحي خالٍ من السكريات المضافة لمدة شهر أو أكثر، قد يشعرون بزيادة في الطاقة وتحسن في الحالة المزاجية العامة.
إستراتيجيات للتحكم بالشهية لتناول الحلوياتللتحكم في رغبتك تجاه السكريات والحلوى، يجب أن يتم تعويض الجسم بأطعمة صحية تعزز الشعور بالشبع المستمر، وقد يتحقق ذلك بمجموعة من الخطوات.
من يتبعون نمط حياة صحيا خاليا من السكريات المضافة لمدة شهر أو أكثر قد يشعرون بزيادة في الطاقة (بيكسلز)تناول وجبات متوازنة: تشمل البروتينات، الدهون الصحية، الألياف، مما يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول.
شرب الماء بانتظام: يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالجوع الزائف.
النوم الجيد: الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يقلل من الرغبة في تناول السكريات، خاصة الساعات المتأخرة من اليوم، حيث يؤثر النوم على هرمونات الجوع.
النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في تحسين المزاج وتقليل الرغبة في السكريات.
شرب الماء بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالجوع الزائف (شترستوك) هل بدائل السكر تزيد من الرغبة في تناول الحلويات؟تثير بدائل السكر والمشروبات الغازية المحلاة بالأسبرتام وسكر الستيفيا اهتمام الكثيرين، خصوصاً فيما يتعلق بتأثيرها على الرغبة في تناول السكريات.
وتشير الأبحاث إلى أن تأثير بدائل السكر يمكن أن يكون معقداً ومتفاوتاً، فبعض الدراسات تؤكد أن بدائل السكر، مثل الأسبارتام والسكرالوز والستيفيا، قد لا تؤدي إلى زيادة الشهية أو الرغبة في تناول السكريات لدى معظم الناس.
تأثير بدائل السكر يمكن أن يكون معقداً ومتفاوتاً ويختلف من شخص إلى آخر (شترستوك)فقد كشفت دراسة حديثة أن بدائل السكر يمكن أن تكون فعالة في التحكم بالوزن إذا استخدمت كجزء من نظام غذائي متوازن، ولكن تأثيرها يمكن أن يختلف من شخص إلى آخر.
التأثيرات النفسية والبيولوجية: تشير بعض الأبحاث إلى أن تناول بدائل السكر قد يحافظ على الرغبة في تناول السكريات بسبب التأثير النفسي والبيولوجي.
فقد أوضحت دراسة لمجلة جمعية الحمية الأميركية Journal of the American Dietetic Association أن استهلاك بدائل السكر يمكن أن يعزز استمرار الرغبة في تناول الأطعمة ذات المذاق الحلو، سواء كانت معززة بالسكر المكرر أو بدائل السكر الصحية، مما قد يجعل البعض أكثر عرضة لتناول السكريات بشكل مفرط لاحقاً.
تأثيرها على ميكروبيوم الأمعاء: تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بعض بدائل السكر يمكن أن تؤثر على توازن الميكروبيوم في الأمعاء، مما قد يؤثر على عملية التمثيل الغذائي والشهية.
وفي دراسة، نشرتها مجلة "نيتشر" Nature، بينت أن بدائل السكر مثل السكرالوز قد تؤدي إلى تغييرات في تركيبة بكتيريا الأمعاء، مما قد يؤثر على تنظيم الجلوكوز والشهية.
تأثيرها على التحكم في الوزن: بالنسبة لإدارة الوزن، هناك أدلة متضاربة حول ما إذا كانت بدائل السكر تساعد في فقدان الوزن أو تمنعه.
ووفقًا لدراسة في "أوبيزتي ريفيوز" Obesity Reviews، يمكن أن تساعد بدائل السكر في تقليل السعرات الحرارية المستهلكة، ولكن الفعالية تعتمد على كيفية استخدامها ضمن نظام غذائي شامل.
لذلك، يجب تناول بدائل السكر باعتدال وعدم الاعتماد الكلي عليها كبديل للسكريات الطبيعية، واختيار البدائل الصحية مثل ستيفيا وإريثريتول التي تعتبر طبيعية وأقل تأثيراً على نسبة السكر في الدم.
ومن المهم مراقبة كيفية استجابة الجسم والنفسية عند تناول بدائل السكر، وتعديل الاستهلاك بناءً على ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السکریات المضافة یمکن أن یساعد فی السکر فی الدم إلى أن
إقرأ أيضاً:
ما الذي تحتاجه مذكرات التفاهم مع مصر للتحول إلى واقع؟
بغداد اليوم - بغداد
تُشكّل مذكرات التفاهم التي وُقّعت بين بغداد والقاهرة خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية، لكنها تطرح تساؤلات حول مدى قابليتها للتحول إلى اتفاقيات رسمية ذات طابع إلزامي.
المختص في الشؤون القانونية، سالم حواس، أوضح لـ"بغداد اليوم"، أن هذه المذكرات ليست اتفاقيات بحد ذاتها، بل تمهيد لها، ويتطلب تحويلها إلى اتفاقيات مصادقة مجلس النواب العراقي.
توقيع 12 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة
تم خلال اجتماع اللجنة العليا العراقية المصرية أمس في بغداد توقيع 12 مذكرة تفاهم، شملت مجالات النقل البري، مكافحة الاحتكار، التنمية المحلية، التعاون الثقافي، تنظيم الرقابة المالية، الآثار والمتاحف، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى التعاون بين الغرف التجارية في البلدين.
وفي حزيران 2023، وقع العراق ومصر أكثر من عشر مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التجارة، السياحة، الاستثمار، النقل، الثقافة، والآثار، بالإضافة إلى اتفاقيات أخرى سابقة تعود لعام 2020، لكن لم يتحقق تقدم يُذكر في تنفيذ هذه الاتفاقيات، ويعود ذلك إلى تعقيدات إدارية، وعدم توفر التمويل اللازم لبعض المشاريع، إلى جانب غياب آليات متابعة صارمة لضمان تنفيذها.
وتُعرف مذكرات التفاهم بأنها خطوات تمهيدية لعقد اتفاقيات رسمية ملزمة، لكنها لا تمتلك قوة قانونية تجبر الطرفين على التنفيذ الفوري. وفقًا للمختص في الشؤون القانونية سالم حواس، فإن تحويل مذكرات التفاهم إلى اتفاقيات حقيقية يتطلب موافقة البرلمان العراقي، وهو إجراء قد يستغرق وقتًا طويلاً، خاصة إذا كانت هناك خلافات سياسية أو اقتصادية حول مضمونها.
ويضيف أن العراق وقع خلال السنوات الماضية العديد من مذكرات التفاهم مع دول عدة، لكن القليل منها تحول إلى اتفاقيات رسمية، وذلك لعدة أسباب تتعلق بالإرادة السياسية، البيروقراطية الإدارية، والتحديات المالية.
ومنذ سنوات، وقع العراق العديد من مذكرات التفاهم مع دول مختلفة في مجالات متعددة، بما في ذلك الاستثمار، التجارة، الأمن، النقل، الثقافة، والطاقة.
ورغم توقيع هذه المذكرات بحضور رسمي وإعلامي كبير، إلا أن معظمها لم يُنفذ على أرض الواقع، ما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التعثر. فهل تعاني هذه الاتفاقيات من مشاكل فنية وإدارية، أم أن العوامل السياسية والاقتصادية تلعب الدور الأكبر في عرقلتها؟
عقبات أمام تفعيل الاتفاقيات
رغم أهمية هذه المذكرات، إلا أن التجارب السابقة تشير إلى أن العديد من مذكرات التفاهم التي وقعها العراق مع دول أخرى لم تتحول إلى اتفاقيات ملزمة، لغياب الإرادة السياسية، حيث يتم توقيع العديد منها لأغراض دبلوماسية وإعلامية أكثر منها لغايات تنفيذية حقيقية.
كما أن البيروقراطية العراقية تشكل عائقًا أمام تنفيذ الاتفاقيات، إذ إن عملية تحويل مذكرة تفاهم إلى اتفاقية رسمية قد تستغرق سنوات بسبب تعقيدات إدارية داخل المؤسسات الحكومية.
وإلى جانب ذلك، فإن الأوضاع المالية تلعب دورًا رئيسيًا، حيث تتطلب بعض المذكرات تخصيصات مالية كبيرة، وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي مر بها العراق، يصبح من الصعب على الحكومة تأمين التمويل اللازم لهذه المشاريع.
وايضا، البيئة الاستثمارية غير المستقرة تمثل أيضًا أحد الأسباب التي تؤدي إلى تأجيل تنفيذ العديد من الاتفاقيات، حيث لا تزال التحديات الأمنية والسياسية تؤثر بشكل كبير على رغبة الدول والشركات الأجنبية في الالتزام بمشاريع طويلة الأمد داخل العراق.
ورغم محاولات الحكومة تحسين مناخ الاستثمار، إلا أن العراق لا يزال يواجه عقبات كبيرة في جذب رؤوس الأموال الأجنبية، وهو ما ينعكس سلبًا على تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية.
ما الذي تحتاجه هذه المذكرات للتحول إلى واقع؟
في ضوء هذه التحديات، يبدو أن مستقبل مذكرات التفاهم يعتمد بشكل أساسي على قدرة العراق على إجراء إصلاحات إدارية واقتصادية، وتوفير بيئة أكثر استقرارًا لجذب الاستثمارات الأجنبية.
فبدون إرادة سياسية حقيقية، وتسهيلات إدارية، وتخصيصات مالية مناسبة، ستبقى هذه المذكرات مجرد وثائق تُوقع في القمم والاجتماعات، دون أن تتحول إلى مشاريع ملموسة تعود بالفائدة على البلاد.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتمكن العراق من كسر هذه الحلقة المتكررة وتحويل وعود التعاون إلى إنجازات فعلية، أم أن الاتفاقيات ستظل مجرد أوراق تنتظر التنفيذ؟
المصدر: "بغداد اليوم"+ وكالات