شاهد: محاكاة ثلاثية الأبعاد لأعمدة الخلق البديعة
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
تمكّن تلسكوب "هابل" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في عام 1995 من التقاط إحدى الصور الأيقونية الخالدة من صور الفضاء الفريدة والمليئة بالإثارة؛ صورة لسديم النسر. وبعد معاينتها وتحريها بدقّة، عثر الفلكيون على نتوء مثير لثلاثة أعمدة رئيسية تقع في منتصف السديم، وأطلقوا عليها "أعمدة الخلق".
ويمتد طول هذه الأعمدة الشاهقة إلى نحو 4-5 ملايين سنة، وتمثّل جزءا صغيرا من السديم الضخم الذي تبلغ أبعاده 70 مليون سنة ضوئية طولا و55 مليون سنة ضوئية عرضا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"ناسا" تمنح "سبيس إكس" 843 مليون دولار للتخلص من محطة الفضاء الدوليةlist 2 of 2المسبار الصيني يعود بعيّنات من تربة "القمر البعيد".. إنجاز غير مسبوقend of listوكشفت "ناسا" حديثا مقطعا ثلاثي الأبعاد يصوّر الهياكل السماوية الشاهقة بدقّة متناهية باستخدام بيانات جمعها المصممون من تلسكوبي "هابل" و"جيمس ويب" الفضائيين، ويعد هذا المقطع هو الأكثر شمولا وتفصيلا لأعمدة الخلق الأيقونية. (انظر الفيديو)
ويقول عالم التصوير العلمي من معهد "علوم المقاريب الفضائية" "فرانك سامرز": "من خلال التحليق فوق الأعمدة وعبرها، يمكن للمشاهدين الآن مشاهدة بِنية (أعمدة الخلق) ثلاثية الأبعاد، والتحقق بين رؤية تلسكوب هابل للضوء المرئي ورؤية ويب للأشعة تحت الحمراء، ويساعد هذا التباين على الكشف عن جوانب مختلفة لنفس الهيكل".
أعمدة الخلق بعدستي أقوى تلسكوبي فضاءوتتكوّن أعمدة الخلق بشكل أساسي من ذرات الهيدروجين والغبار الكوني، وتتآكل بفعل الرياح الشديدة والأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من النجوم الساخنة الشابة القريبة، وتحتضن هذه الهياكل بعض النجوم حديثة الولادة كذلك.
ويعقّب مدير الإنتاج في معهد علوم المقاريب الفضائية غريغ بيكون بالقول: "إنّ أعمدة الخلق كانت دائما مرشحا رئيسيا للتصوير ثلاثي الأبعاد بالنسبة لنا".
ويوضّح المقطع المصمم القدرات الهائلة لكلّ من تلسكوب "هابل" و"جيمس ويب"، إذ يلتقط "هابل" الضوء المرئي من الأجسام ذات الحرارة المرتفعة عند آلاف الدرجات المئوية، بينما يكشف "جيمس ويب" عن الأجسام الأكثر برودة باستخدام الأشعة تحت الحمراء. وتكمن ميزة الأشعة تحت الحمراء في أنّها تخترق الغبار الكوني والغوص إلى أعماق الأعمدة للبحث عن النجوم الصغيرة المختبئة داخل الهياكل.
ويشير مدير قسم الفيزياء الفلكية في مقر الوكالة "مارك كلامبين" إلى أنّ العلماء يجمعون الملاحظات عبر أطوال موجية مختلفة من الأشعة الكهرومغناطيسية، وهذا يساعدهم على إدراك صورة أوسع وأكبر للكون.
ويظهر في المقطع العديد من التفاصيل مثل وجود نجوم أولية حديثة الولادة تسطع باللون الأحمر في العامود المتوسط، كما يمكن رؤية تيار من المواد المنبعثة ينطلق من أحد النجوم الأخرى الحديثة في العامود الأيسر.
كما تتوفّر الآن البيانات اللازمة للحصول على طبعة ثلاثية الأبعاد لأعمدة الخلق يمكن للراغبين طباعتها بأنفسهم بسهولة بعد التواصل مع المسؤولين للحصول على البيانات الضرورية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فضاء
إقرأ أيضاً:
علماء الفلك: السماء تكشف لنا صورًا من الماضي وسفرًا عبر الزمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف علماء الفلك عن حقيقة مذهلة مفادها أن البشر بمجرد النظر إلى النجوم في السماء ليلاً يمكن اعتباره شكلاً من أشكال السفر عبر الزمن وفقا لما نشرته مجلة ديلي ميل.
أوضح الدكتور مايكل بويل أستاذ الفلك في جامعة كورنيل، أن الضوء القادم من أبعد النجوم المرئية بالعين المجردة، قد انطلق قبل آلاف السنين، بينما الضوء الذي تلتقطه التلسكوبات الحديثة قد يكون انطلق قبل مليارات السنين، ووفقاً لبيان صادر عن الجامعة فإن الضوء المنبعث من النجوم البعيدة يستغرق سنوات ضوئية طويلة ليصل إلى الأرض، مما يعني أن ما نراه في السماء اليوم هو في الواقع صورة من الماضي السحيق لتلك الأجرام السماوية.
وتشير البيانات الفلكية إلى أن نجم ذنب الدجاجة الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة يبعد حوالي 2600 سنة ضوئية، مما يعني أن الضوء الذي نراه اليوم غادر النجم في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً، أما نجم إيتا كاريناي البعيد 7500 سنة ضوئية فيظهر لنا كما كان في العصر الحجري الحديث.
ومن أكثر الأمثلة إثارة للدهشة مجرة أندروميدا التي تبعد 2.5 مليون سنة ضوئية حيث نراها اليوم كما كانت عندما كان أسلافنا من البشر الأوائل يتطورون على الأرض.
وقد أثار اكتشاف نجم إيريندل عام 2022 اهتماماً خاصاً بين علماء الفلك حيث يبعد هذا النجم حوالي 28 مليار سنة ضوئية مما يجعله نافذة نادرة على الكون المبكر جداً.
ويؤكد الخبراء أن هذه الظاهرة الفلكية توفر للبشرية وسيلة فريدة لدراسة تاريخ الكون حيث تعمل السماء الليلية كآلة زمن طبيعية تتيح لنا رؤية الماضي البعيد دون الحاجة إلى أي تقنيات متقدمة.
ويضيف العلماء أن التطور المستمر في تقنيات الرصد الفلكي قد يمكننا في المستقبل من الحصول على صور أكثر دقة للماضي الكوني مما قد يساعد في كشف العديد من أسرار نشأة الكون وتطوره.