تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ شهدت مدينة تطوان، شمالي المغرب، انطلاق فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الشعراء المغاربة الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب، على مدى 3 أيام بمشاركة أكثر من 30 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين مغاربة.


أُقيم حفل الافتتاح في مسرح اسبانيول في تطوان، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والسيد عبد الرزاق المنصوري عامل إقليم تطوان، وزهور امهاوش المديرة الجهوية للثقافة نيابةً عن معالي الدكتور محمد المهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين وطلاب جامعيين ومحبي الكلمة.
قدّم حفل الافتتاح مدير دار الشعر في تطوان الشاعر مخلص الصغير، حيث رحّب في البداية بالحضور، وقال إن الشارقة تشرق اليوم من المغرب، لتنير الدروب أمام المبدعين، وأشار إلى أهمية المهرجان بوصفه علامة ثقافية مميزة في المغرب نظراً إلى ما يقدمه سنوياً من نتاجٍ إبداعي زاخر، مؤكداً في الوقت نفسه أن رعاية الشارقة لبيوت الشعر حقّقت نقلة ثقافية نوعية في الوطن العربي لا سيما في الشعر العربي.
وألقى عبد الله العويس كلمة تناول فيها أهمية تجدد اللقاءات الشعرية لما يشكّله من تعزيز لحضور الإبداع والجمال، وقال: “نلتقي مجدّداً في رحاب الشعر، حيث مدينة تطوان وحَمامَتِها البيضاء، في دورة جديدة من دورات مهرجان تطوان للشعراء المغاربة، هنا يلقى الإبداع مساحته الرحبة، وتنتشر اوزان الشعر بين الساحل والجبل، وينثر زهوره العطرة المتنوعة بتنوّع الفصول الأربعة”.
واستعاد العويس بدايات تأسيس دار الشعر في تطوان وما عززته من حضور ثقافي واسع على مدى سنوات، وقال :”لقد دأبت دار الشعر بتطوان على نشر عبير الشعر بين قاعات وفضاءات هذه المدينة العريقة، يَفِدُ إليها الشعراء بحماسة وشوق، وإنها لذكرى عَطِرة ونحن نستذكر يوم افتتاح الدار في ربيع عام2016، حينها قطعت دار الشعر وعداً بأن يكون الشعر حاضراً بجماله على مدار العام، ولقد تحقق ذلك بفضل الجهود المخلصة والتعاون المثالي بين دائرة الثقافة بالشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وليعبّر هذا التعاون عن عمق العلاقات الاخوية بين دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، في ظل القيادة الرشيدة في البلدين”..
ونقل رئيس دائرة الثقافة تحيات صاحب السمو حاكم الشارقة للمشاركين في المهرجان، قائلا: “أتَشَرّفُ بهذه المناسبة، بأن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة وتـمنّياته لكم بالتوفيق”.
وانطلق المهرجان بكلمة لوزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية معالي محمد المهدي بن سعيد، ألقتها زهور امهاوش، المدير الجهوية للثقافة، حيث رحّبت في بدايتها بالحضور، قائلة: “يطيب لي أن أشارك معكم حفل افتتاح فعاليات مهرجان الشعراء المغاربة، الذي يجسّد نموذجاً للتعاون الوثيق القائم بين الوزارة ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة”.
وأضافت من كلمة بن سعيد: “وإذ نشيد بالجهود المتميزة التي تقوم بها دار الشعر في تطوان لتنشيط الساحة الثقافية في المغرب، فإنه لا يسعنا إلّا نثمّن عالياً مبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مقدرين بالمناسبة جهود دائرة الثقافة في استمرار هذه التجربة الثقافية الناجحة”.
وأبرزت أن النجاح المتواصل الذي تعرفه دورات هذا المهرجان ومختلف الأنشطة التي تنظمها دار الشعر في تطوان لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة عمل مؤسساتي رصين منظم بتعاون وثيق بين وزارة الشباب والثقافة التواصل المغربية ودائرة الثقافة في الشارقة.
وهنأ المهدي بن سعيد المكرّمين في هذه الدورة من المهرجان وهما الأديب محمد الأشعري، والإعلامية المتألقة زبيدة الفاتحي، كما عبّر عن شكره للجنة المشرفة على تنظيم المهرجان.

“تكريم”
كرّمت الدورة الحالية من المهرجان شخصيتان إبداعيتان، هما: الشاعر الأديب المغربي محمد الأشعري، أحد علامات المشهد الثقافي المغربي المعاصر، وأحد علامات المشهد الثقافي العربي.
والشخصية المكرمة الثانية تمثّلت بابنة مدينة تطوان الإعلامية زبيدة الفاتحي التي تطل على المشاهدين عبر القناة المغربية الأولى.
وعبّر المكرمان عن شكرهما للشارقة، معتبرين أنها إمارة الثقافة العربية لما تقوم به من عمل ثقافي كبير على المستوى العربي والعالمي، مثمنين في الوقت نفسه جهود دار الشعر وما أحدثته من أثر ثقافي على مدى السنوات الماضية في تطوان والمملكة المغربية ككل.
وسلّم العويس والقصير وامهاوش والمنصوري المكرمين شهادات تقديرية ودروع تذكارية تكريما لجهودهم الفكرية والابداعية.

“قراءات شعرية”
شهد حفل الافتتاح قراءات شعرية لثلاثة مبدعين، هم: محمد علي الرباوي، وسكينة حبيب الله، وأبو فراس بروك..
وعبّر الشعراء المشاركون في أولى أمسيات المهرجان عن شكرهم إلى الشارقة على ما تقدمه من دعم ورعاية للمبدعين من كافة أنحاء الوطن العربي.
وقرأ الرباوي القادم من أقصى الشرق المغربي:
عربة واحدة تقلنا أنا وأنت فاحتملني يا رفيقي لحظة أو لحظتين
بعيدة هي المحطة التي أمامنا تفصلنا عنها مسافة بقدر آهتين
بعيدة هي المحطة احتمل كوني وكن عوني إذا هبلت في هذا الطريق مرتين
جمعت في صدري زادا إن أخذت لقمة منه فخلّ للطريق يا رفيقي لقمتين

وقرأ الشاعر أبو فراس:
عيونها السود تهدي السهد والأرقا وتعصر القلب عصرا كيفما اتفقا
كالسنديانة كلّا ليس ضائرها إذ حركّت جدعها أن اسقطت ورقا
تتوه بوصلتي عند اللقاء بها وفي خريطتها تستكشف الطرقا
يا صحب في رمشها السفّاح بارقة لم يدر ما شرّها إلّا الذي عشقا

“جائزة الديوان الأول”
أعلنت دار الشعر في تطوان عن أسماء الفائزين في جائزة “الديوان الأول للشعراء الشباب- تطوان” في دورتها الخامسة”، وتأتي في سياق انفتاح الدار على تجارب وأصوات شعرية جديدة، ودعمها للشعراء الشباب، والعناية بقصائدهم حيث سيتم طباعة الدواوين المتوجة بالجائزة.
وذهبت جوائز الدورة الحالية للمبدعيّن : عبد الصمد اجواو في المركز الأول عن ديوانه “نجوم لي ولك”، ومحمد أشرف الشاوي في المركز الثاني عن ديوانه “للهامش أرمي وجهي”، وليلى الخمليشي في المركز الثالث عن ديوانها “امرأة في مطعف أرجواني”.
وسلّم العويس والقصير وامهاوش الفائزين الثلاثة بشهدات تقديرية تكريما لجهودهم الإبداعية.

“وصلة فنية ”
في الختام، أحيت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة حفلاً موسيقياً قدّمت خلاله فقرات غنائية لاقت تفاعلا واسعا مع الجمهور ، وقدّمت مجموعة من الأغاني التراثية والشعبية.
“مسرح اسبانيول”
يذكر أن مسرح اسبانيول قد جرى تشييده في العام 1914، ويقع في المدينة العتيقة لتطوان، وبالقرب منه القصر الملكي، والمتحف الأثري، وهو محيط آثاري وتاريخي تم ادراجه على لائحة التراث العالمي.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

محافظ القليوبية ونائب رئيس قصور الثقافة يفتتحان مهرجان فنون القناطر الخيرية

مهرجان القناطر الخيرية .. انطلقت مساء اليوم، بقصر ثقافة القناطر الخيرية، فعاليات مهرجان القناطر الخيرية الأول للفنون، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وشهد افتتاح المهرجان المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بحضور الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، ومحمد يوسف رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، وياسر فريد، مدير عام ثقافة القليوبية، ولفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية.

في كلمته تقدم محافظ القليوبية، بالشكر للجميع وعبر عن سعادته بافتتاح المهرجان.

 

محافظ القليوبية 

 وأكد على الدور الكبير لوزارة الثقافة وقصور الثقافة في التوعية، وأن الرسالة الثقافية لابد وأن تنبع من قصور ومكتبات الثقافة سعيا لبناء الإنسان وتوعيته ونشر الفكر المستنير.

الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف 

ونقل نائب رئيس الهيئة تحية وزير الثقافة للحضور، مقدما الشكر لمحافظ القليوبية على حضوره افتتاح المهرجان، ولجميع الإدارات التي عملت على إعداد وتنفيذ المهرجان، وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الفعاليات الثقافية لأبناء مدينة القناطر العريقة، في ضوء خطط وأهداف وزارة الثقافة واهتمامها بنشر الوعي وتطوير المواقع بجميع المحافظات.

وأشار رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، إلى أن القليوبية تزخر بالكثير من الشخصيات التي أثرت الحياة الثقافية في مصر على طول تاريخها، مثل القلقشندي، فؤاد قنديل، المرصفي، وعز الدين إسماعيل، والإذاعي محمود سلطان، ومطرب الغناء الشعبي يوسف شتا، وغيرهم،

 

معرض فني ومعرض كتب 

واستهلت الفعاليات بتفقد المحافظ والحضور، أروقة قصر ثقافة القناطر الخيرية، وافتتاح معرض فني، ومعرض كتب تضمن مجموعة كبيرة من إصدارات الهيئة.

وعلى مسرح القصر أقيم عرض فني لفرقة التنورة التراثية بقيادة الفنان محمد صلاح، وسط تفاعل كبير من الحضور، وألقى الشاعر طارق عمران، مجموعة من قصائده، أعقبه عرض لفرقة كفر الشرفا للغناء الريفي، تدريب أحمد طاهر محمود، قدموا خلاله باقة رائعة من أجمل الأغاني التراثية الريفية، أضفت على الحفل الكثير من البهجة.

كما تضمنت الفعاليات محاضرة تثقيفية بعنوان "إنجازات الدولة في مجال التعليم"، قدمها الخبير التربوي ومدير المدرسة هانىء ألفي، وتطرق إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في تطوير منظومة التعليم، مشيرًا إلى المبادرات الرائدة مثل التحول الرقمي في العملية التعليمية، وبرامج تدريب المعلمين، وتطوير المناهج الدراسية. كما أقيمت ورش فنون تشكيلية وورش عمل أشكال فنية مختلفة باستخدام الخرز للأطفال، ضمن برنامج المهرجان.

حضر الافتتاح اللواء طارق ماهر، رئيس مركز ومدينة بنها والمشرف على مدينة القناطر، د. نهى نبيل، مدير عام إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، عادل عامر ومجاهد نصار عضوا مجلس النواب، والعديد من الأدباء والمبدعين والفنانين والإعلاميين وأهالي وأبناء المدينة.

يقام المهرجان بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، من خلال فرع ثقافة القليوبية، بالتعاون مع الإدارة المركزية للشئون الفنية، والإدارة المركزية للشئون الثقافية، والإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى.

ويستمر مهرجان القناطر الخيرية الأول للفنون حتى 25 ديسمبر الحالي، ويقام بالقصر يوميا على فترتين الأولى تقدم ورشا فنية في الحادية عشرة صباحا، والثانية تشهد العروض الفنية في الخامسة مساء.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات مبادرة التوعية الدينية والأخلاقية بالسويس
  • انطلاق فعاليات الوثبة للزهور في مهرجان الشيخ زايد
  • انطلاق فعاليات “الوثبة للزهور” في مهرجان الشيخ زايد
  • يجمع بين الفنون والثقافة والتراث.. انطلاق فعاليات مهرجان «شتاء طنطورة»
  • انطلاق فعاليات النادي الثقافي وندوة عن الإلحاد والتطرف في الدقهلية
  • فعاليات ثاني أيام مهرجان القناطر الخيرية الأول للفنون
  • انطلاق «الوثبة للزهور» بمهرجان الشيخ زايد 2024
  • قصور الثقافة تفتتح مهرجان فنون القناطر الخيرية
  • محافظ القليوبية ونائب رئيس قصور الثقافة يفتتحان مهرجان فنون القناطر الخيرية
  • انطلاق فعاليات مهرجان شتاء طنطورة في العُلا