بدأ الناخبون الفرنسيون بالإدلاء بأصواتهم، اليوم الأحد، في الجولة الأولى من انتخابات برلمانية مبكرة، فما هي السيناريوهات المحتملة للانتخابات؟

هذا وكان الرئيس “إيمانويل ماكرون” فاجأ البلاد عندما دعا إلى هذه الانتخابات بعد أن تغلب حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بقيادة جوردان بارديلا، على ائتلاف تيار الوسط الحاكم في الانتخابات الأوروبية هذا الشهر.

وبحسب وسائل إعلام فرنسية، “ستحتاج معظم الدوائر الانتخابية إلى جولة ثانية تضم جميع المرشحين الذين حصلوا على أصوات ما لا يقل عن 12.5 بالمئة ​​من الناخبين المسجلين في الجولة الأولى، ويفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات”.

وبحسب المعلومات، “في حالة فوز “حزب التجمع الوطني” بالأغلبية المطلقة في هذه المحطة السياسية التاريخية بالنسبة لفرنسا، سينتج تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية”.

يذكر أن فرنسا قد شهدت ثلاث حكومات مماثلة في فترة ما بعد الحرب. وجميعها كانت حكومة تعايش بين اليسار ويمين الوسط، وآخرها دامت من 1997 إلى 2002 بين الرئيس جاك شيرك ورئيس الوزراء الاشتراكي ليونيل جوسبان.

وتأتي هذه الانتخابات، المقررة اليوم 30 يونيو و7 يوليو في جولة ثانية، بعد فوز حزب “التجمع الوطني” اليميني الراديكالي، في انتخابات البرلمان الأوروبي، وما تلاه من قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حلّ البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، ويقود ماكرون الائتلاف المنافس الذي خسر أمام الحزب اليميني الراديكالي في الانتخابات التي جرت يوم 6 يونيو.

ويتم تنظيم هذا الاقتراع بالأغلبية في 577 دائرة انتخابية تغطي كامل الإقليم، وعلى وجه التحديد 539 في فرنسا القارية، و27 في الخارج، و11 لتمثيل الفرنسيين في الخارج، وفي كل دائرة انتخابية، ينتخب المواطنون الفرنسيون النائب الذي سيمثلهم في البرلمان، ويمكن لكل حزب سياسي تقرير توزيع مرشحيه داخل المناطق المختلفة.

وإذا فاز حزب التجمع الوطني بالأغلبية المطلقة، فقد تشهد الدبلوماسية الفرنسية فترة غير مسبوقة من الاضطراب مع تنافس “ماكرون” الذي قال “إنه سيواصل رئاسته حتى نهاية فترة ولايته في عام 2027”.

و”على مدار عقود، كلما اكتسب اليمين المتطرف شعبية على نحو مطرد، يتحد الناخبون والأحزاب، غير الداعمة له، ضده إذا ما رأوا أنه يقترب من تولي السلطة في البلاد”.

وخلال الأشهر الماضية، عاشت فرنسا موجة احتجاجات مختلفة بسبب حرب غزّة؛ فخرج متظاهرون لدعم الفلسطينيين ولإنهاء الحرب، في حيّن أيّدت مجموعات أخرى الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع.

ما هي السيناريوهات المحتملة للانتخابات التشريعية الفرنسية؟

بحسب وسائل إعلام فرنسية تُرجّح التوقعات عدم حصول أي من المعسكرات السياسية الرئيسية، التجمع الوطني اليميني المتطرف وتكتل الجبهة الشعبية الجديد اليساري أو الوسطيين بزعامة ماكرون، على أغلبية مطلقة وأنها ستواجه صعوبة في تشكيل حكومة.

حكومة تعايش

تفيد الاستطلاعات بأن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان المرشحة الرئاسية لثلاث مرات ورئيسه الحالي جوردان بارديلا، سيحصل على أكبر عدد من الأصوات بعد الجولة الثانية، وإذا ضمن التجمع الوطني وحلفاؤه الأغلبية في الجمعية الوطنية، سيجد ماكرون نفسه في “تعايش” بين رئيس وحكومة من معسكرين على طرفي نقيض.

ائتلاف مع المعتدلين

رفضت فرنسا حكومات ائتلاف منذ الجمهورية الرابعة بعد الحرب (1946-1958) عندما شهدت 22 حكومة خلال 12 عاما.

ومنذ خسارته الأغلبية البرلمانية في 2022، سعى ماكرون إلى تشكيل تحالفات في البرلمان على أساس تبادل الأصوات، أو فرض التشريعات بدون تصويت بدلا من عقد حلف مع حزب آخر.

وقد يحاول حزب التجمع الوطني أو اليسار القيام بالشيء نفسه في حال عدم حصوله على الأغلبية، لكن حكومة أقلية من اليمين المتطرف أو اليسار، قد تخسر في تصويت على طرح الثقة.

حكومة تصريف أعمال برئاسة أتال

بحسب قناة فرانس 24، يتمثل خيار آخر في تعيين ماكرون لحكومة تكنوقراط يمكن أن تدعمها جميع الأحزاب، وسيكون لهذا القرار فائدة ضمان الاستمرارية خلال الألعاب الأولمبية (26 يوليو – 11 أغسطس) عندما تكون أنظار العالم منصبة على فرنسا، ومن غير المؤكد بتاتا ما إذا كان اليمين المتطرف أم اليسار سيدعم مثل هذه الخطوة التي من شأنها أن تسمح لماكرون بربح الوقت لإدخال تغييرات على طريقته في الحكم.

الاستقالة

سيكون السيناريو الأكثر دراماتيكية استقالة ماكرون، إذا واجه احتمال إزاحته من اليمين المتطرف أو اليسار، ففي الوقت الحالي يشير المعسكران إلى أنه بدلا من العمل مع الرئيس على إخراج فرنسا من الشلل السياسي، فإنهما سيضغطان عليه للتنحي.

آخر تحديث: 30 يونيو 2024 - 09:25

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الانتخابات الفرنسية الرئيس إيمانويل ماكرون حزب التجمع الوطني حزب التجمع الوطنی الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

غدا.. المواطنون الفرنسيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يدلي الفرنسيون غدا /الأحد/ بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي وُصفت بالتاريخية حيث يتصدرها اليمين المتطرف، متقدما بفارق كبير على تكتل المعسكر الرئاسي.

 فقد أظهر آخر استطلاع للرأي، أجراه معهد "أيفوب" وصدرت نتائجه الجمعة، حصول اليمين المتطرف على 36.5% من نوايا التصويت، أما تحالف الجبهة الشعبية الجديدة الذي يضم أحزاب اليسار وفي مقدمتها "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي)، فحصل على 29% من نوايا التصويت متقدما بذلك على معسكر ماكرون الذي حصل على ما بين 20.5% إلى 21% من نوايا التصويت.

ودُعي نحو 49 مليون ناخب، لاختيار ممثليهم داخل الجمعية الوطنية (البرلمان) بجميع نوابها ال577 في انتخابات تُجرى جولتها الثانية في السابع من يوليو القادم، وقد تحدث فارقا كبيرا يغير المشهد السياسي في فرنسا. 

ودعا ماكرون إلى هذه الانتخابات المبكرة بعد قرار حل البرلمان في 9 يونيو، عقب فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية في فرنسا ما أحدث صدمة كبيرة في الأوساط السياسية. 

واليوم السبت، بدأت الانتخابات التشريعية بالفعل في أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، وتوجه الناخبون في أرخبيل "سان بيار إيه ميكلون" في شمال المحيط الأطلسي إلى صناديق الاقتراع، يليهم ناخبو "جويانا" الفرنسية، و"بولينيزيا"، أما ناخبو فرنسا، فسيدلون بأصواتهم غدا /الأحد/.

وانتهت الحملة الانتخابية منتصف ليل أمس /الجمعة/، ولم يعد يحق للمرشحين الإدلاء بتصريحات علنية لوسائل الإعلام أو القيام بتنقلات ميدانية حتى مساء الأحد، كما يحظر نشر نتائج استطلاعات للرأي في هذه الفترة. 

وذكرت اليوم /السبت/ مصادر حكومية فرنسية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجتمع مع الحكومة الاثنين القادم في قصر الإليزيه، أي اليوم التالي من الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المقررة غدا /الأحد/، في وقت يظل اليمين المتطرف الأوفر حظا بالفوز من أي وقت مضى. 

ويواجه المعسكر الرئاسي أكبر قدر من الضغط في هذه الانتخابات التشريعية، إذ تعهد ماكرون بأكبر قدر من الوضوح حول الخط الواجب اعتماده خلال الجولتين، ولكن يبدو أنه يتجه نحو موقف "لا تجمع وطني ولا فرنسا الأبية"، وهو موقف انتقده اليسار وأيضا داخل معسكره.

مقالات مشابهة

  • الانتخابات الفرنسية: نظرة على السيناريوهات المحتملة في الجولة الثانية من التصويت
  • «اليمين» يستعد لقيادة فرنسا.. و«ماكرون»؟
  • ماكرون يتحالف مع اليسار لمنع وصول اليمين الى رئاسة الوزراء في انتخابات فرنسية صاخبة
  • جولة ثانية 7 يوليو.. انتخابات فرنسا ما السيناريوهات المتوقعة حال عدم الحصول على الأغلبية المطلقة؟
  • فاينانشيال تايمز: "مقامرة ماكرون المتهورة" تترك الناخبين الفرنسيين أمام اختيار صعب
  • اليمين المتطرف يفوز بأول جولة من انتخابات برلمان فرنسا
  • فرنسا: معسكر ماكرون يحصد 20% من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات التشريعية
  • بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية الفرنسية.. بارديلا يضع عينه على منصب رئيس الوزراء
  • غدا.. المواطنون الفرنسيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية