خطورة الإستنفار العشوائي وتجييش القبائل وخطاب الكراهية

صلاح جلال

(١)

???? *نرفض تجييش القبائل *ونرفض تعبئة شباب الأقاليم *ونرفض التسليح العشوائي للمواطنين لتوسيع دائرة الحرب ، نحذر من خطورة هذا التوجه الذى يرصف الطريق المتزامن مع خطاب الكراهية المشحون بالقبلية والجهوية والدعوة للإستئصال على أساس العرق والجهة والقبيلة لتعبيد الطريق لحرب أهلية تحرق السودان الفضل ، من جماعات معينة جربنا تقديراتهم الخاسرة فى حرب الجنوب حتى إنفصل والتطهير العرقى فى دارفور وحريق جبال النوبة والنيل الأزرق ومواجهات شرق السودان ، جماعة لم تطلع قوزاً أخضر إلا خربته كما جاء فى حديث منسوب للأستاذ المرحوم محمود محمد طه .

 

(٢)

???? فى ذات السياق والمعانى أصدر الحزب الشيوعي السودانى بيانا طويلا يستحق الإضاءة والتحليل يرفض فيه حشد القبائل والإستنفار للحرب

نؤيد وندعم هذا التوجه ، كما أصدر حزب البعث العربى الأصل مناشدة لوحدة القوى المدنية وأشار المجلس المركزى للحرية والتغيير فى بيانه الختامى الأخير الصادر من إجتماع القاهرة أن وحدة القوى الرافضة للحرب من الأحزاب والقوى المدنية ولجان المقاومة *عنوان المرحلة*، كما ناشد القائد أركوا مناوى رئيس حركة تحرير السودان فى خطاب مصور تأكيده لرفض الحرب وضرورة وقفها فوراً ، وجاءت ذات المناشدة فى مؤتمر صحفى بالقاهرة على لسان السيد جعفر المرغني والسيد د.تجانى السيسى أتيم وآخرين ، كما أصدرت الجبهة المدنية بقيادة د.الباقر العفيف والسفير نورالدين ساتى وبروفسر بكرى الجاك بتوقيع عشرات من التنظيمات المدنية ميثاق مفصل لكيفية تأسيس وحشد قوى إنهاء الحرب وإستعادت الحكم الدنى ، كما نحى مبادرة المجتمع المدنى فى القضارف بتفعيل المنافحة الحقوقية ضد الفلول دعاة الحرب والتعبئة الزائفة من أجل العودة للحكم مرة أخرى تحت عنوان الكرامة وإغتصاب الحرائر وهم نفس الزول الذى إغتصبهن فى ثابت بدارفور ووادى صالح وفى شوارع الخرطوم أيام مقاومة الشعب لإنقلاب ٢٥ إكتوبر المشئوم وهو المقدمة الموضوعية للحرب الراهنة ، تحت رايات المشروع الحضارى وحكم الشريعة وسبقته عدة إنقلابات أخرى ضد حكومة ثوار ديسمبر المجيدة .

 

(٣)

????واجبنا جميعا الآن وضع اللمسات الأخيرة للإصطفاف الشامل *لتشكيل الجبهة الوطنية العريضة* للمقاومة المدنية لإنهاء الحرب والديمقراطية والسلام لإستعادة الطمأنينة والأمان للشعب السودانى ، وعزل دعاة الحرب ولجم جماح العنف الأهوج لمواجهة الشعار الفارغ (فِك اللجام) الذى يدمر ولايعمر ، ومحاصرة أبواق المهاجرين فى المنافى البعيدة عن مركز الحريق الداعين الناس ليكونوا حطب ووقود الحرب ، وهم وأسرهم فى رفاه ونعيم فى المدن المزهرة يتمتعون بجمال المصايف ورغد العيش .

 

(٤)

???????? ختامة

 

هل يسمعون صخب الرعود

الذين فقدوا الأمان لأسرهم وتذوقت عائلاتهم طعم الجوع والمسغبة ومهانة النزوح واللجؤ وغياب جرعة الدواء المنقذة للحياة ،وهم يشاهدون أفعال دعاة التخريب والدمار ينهبون ممتلكاتهم ويهدمون منشآتهم بالقنابل الغبية ، كل أصحاب العقل والمسؤولية يقفون ضد الحرب ويعملون بجد على إنهائها فى منبر جدة بالمملكة العربية السعودية تحت رعاية خادم الحرمين الملك سلمان عبدالعزيز والولايات المتحدة الأمريكية وبالتنسيق مع مبادرات الإتحاد الأفريقى ودول الإيقاد ودول جوار السودان ، كل الخيرين يعملون بإجتهاد لوقف الحرب عدا المتعطشين للدماء والخراب من شذاذ الآفاق .

*لا لن نحيد عن الكفاح*

*سيعود *سوداننا* *لنا*

*وتعود أنغام الصباح*

 

#لاللحرب

#لازم_تقيف

 

صلاح جلال

٦أعسطس ٢٠٢٣م

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستنفار الجبهة المدنية

إقرأ أيضاً:

التصدي للتغول على مشروع الجزيرة ونهب ثروات البلاد

١

وضح للقاضي والداني ان هدف الحرب اللعينة الجارية حاليا السلطة والثروة من طرفي الحرب المدعومين من المحاور الاقليمية والدولية لنهب ثروات البلاد وإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر، واستمرار نهب الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية وفي الدعم السريع وقادة الحركات المسلحة والمليشيات، في نهب ممتلكات وأراضي و ثروات البلاد.

بنظرة إلى الأحداث الأخيرة نلمس نهم الطفيلية الإسلاموية للعودة للسلطة، وحتى قبل أن تضع الحرب أوزارها، كما في الآتي :

- محاولة جبريل ابراهيم وزير المالية وزعيم حركة العدل والمساواة لنهب مكتسبات أراضي وأصول مشروع الجزيرة ، بالتوقيع الذي تم بين محافظ مشروع الجزيرة وشركة (زبيدة) واللجنة التي كونت من عضوية حركة العدل المساواة وبقايا النظام السابق للإنقاذ بحجة تأهيل وتعمير ما دمرته الحرب في مشروع الجزيرة، والذي وجد رفضا واسعا من مزارعي و مواطني الجزيرة.

ما ورد في الصحف عن الفساد في تصدير النحاس المنهوب من كابلات الكهرباء.
الاستمرار في تهريب ونهب الذهب والصمغ، رغم استمرار الحرب.
- المخطط الجاري في شرق السودان، لتجفيف ميناء بورتسودان وسواكن تمهيدا لإيجاد موطئ قدم للدول الطامحة في إيجاد موانئ مثل الإمارات (ميناء ابوعمامة).
٢
كل ذلك يتم في ظل تشبث طرفي الحرب بالسلطة كما في تعديل الدستور في بورتسودان بعد إعادة التمكين لتكوين حكومة عسكرية غير شرعية باسم الإسلام ، وحكومة موازية من الدعم السريع باسم العلمانية، غير شرعية أيضا.
الهدف من الحكومتين مواصلة نهب الرأسمالية الطفيلية وحماية مصالحها الطبقية و التي نهبت ودمرت مؤسسات القطاع العام، وتواصل في نهب مشروع الجزيرة وإفقار إنسانه.
مما يتطلب سدا منيعا أمام محاولات عودة حكم العسكر والدعم السريع للحكم لمواصلة القمع والابادة الجماعية والاستمرار في نهب ثروات البلاد والتفريط في السيادة الوطنية، ووحدة البلاد.

٣
كانت حصيلة نظام الإسلامويين لأكثر من ٣٠ عاما : أنه الأكثر فسادا وارهابا وقمعا في تاريخ السودان، بحيث استطاعت الرأسمالية الطفيلية الاسلاموية والدعم السريع الذي أفرزته من رحمها، انجاز تراكمها الرأسمالي بواسطة القمع سياسيا والنهب إقتصاديا، و تم تشريد وتعذيب واعتقال واغتيال الآلاف من المعارضين السياسيين وأبناء المناطق المهمشة، وتكوين مليشيا الجنجويد التي ساهمت في الإبادة الجماعية في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ومازال ذلك مستمرا في الحرب اللعينة الجارية حاليا، ومصادرة الحريات السياسية والنقابية. تم توسيع نطاق الحرب لتشمل دارفور وجبال النوبا والنيل الأزرق وشرق السودان، وكانت النتيجة تمزيق أوصال البلاد واثارة النعرات العنصرية والقبلية، وانفصال الجنوب،
وبعد الثورة واصل الإسلامويون في المجازر مع الدعم السريع كما في مجزرة فض الاعتصام، وتخريب الثورة وحتى تنفيذ انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 الذي أعاد التمكين لهم، وأشعلوا مع الدعم السريع نيران الحرب الجارية التي تهدد بتقسيم البلاد مرة أخرى من خلال وجود حكومتين غير شرعيتين في البلاد.
وكان من أهم سمات حكم الطفيلية الاسلاموية نقض العهود والمواثيق المراوغة ، ورفع شعار الحوار لاطالة عمر النظام ،والتفريط في السيادة الوطنية بإدخال البلاد في حلف اليمن ، وبيع أراضي البلاد بأثمان بخسة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، وتبديد الفائض الاقتصادي اللازم للتنمية من خلال تهريبه للخارج، والاستثمار في النشاط العقاري في الخارج، وتهريب عائدات البترول و الذهب للخارج، على سبيل المثال : قدرت صحيفة امريكية أن رأس المال الاسلاموي السوداني الدائر في ماليزيا وحدها يقدر ب 22 مليار دولار، اضافة الى تبديد الفائض الاقتصادي في الصرف البذخي علي جهاز الدولة الطفيلي المتضخم والاحتفالات والمؤتمرات والافراح والاتراح والتي تقدر بملايين الدولارات. إضافة للفشل في إنجاز التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،وفشل المشروع الحضاري بسبب انتشار الفساد في البر وفي البحر بسبب السياسات الخرقاء لحكام الطفيلية الاسلاموية، بل اصبحت ديون السودان الخارجية أكثر من ٦٠ مليار دولار، حتى وصل النظام مرحلة التفسخ و التعفن والتحلل الشامل، واصبح ممزقا بتناقضاته الداخلية ومحاصرا من المجتمع الدولي بسبب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان. وكان من الطبيعي أن يفرز هذا النظام من صلبه تنظيمات إرهابية سلفية ظلامية مثل "داعش" وغيرها.
ويحاول طرفا الحرب عبثا تصفية ثورة ديسمبر التي مازالت جذوتها متقدة، وسوف تستمر حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

مقالات مشابهة

  • هل تندلع الحرب في جنوب السودان مجددا؟
  • حرب اللصوص – الوجه الحقيقي للصراع في السودان
  • التصدي للتغول على مشروع الجزيرة ونهب ثروات البلاد
  • العملة السودانية تواصل التدهور أمام الدولار
  • السودان … إستشراف المستقبل بعد الحرب
  • المطران عطا الله حنا: الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام بل الكراهية والعنصرية
  • دراما رمضان في السودان تحاول رصد واقع الحرب
  • مئات آلاف النازحين يعودون إلى ديارهم في السودان  
  • كيف قادت الكراهية سياسيا هولنديا من اليمين المتطرف إلى الإسلام؟
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة