آخر تحديث: 30 يونيو 2024 - 9:46 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- أعلن ديوان الوقف السني، رفضه تصريحات  نائب في الكونغرس الأمريكي ضد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان.وقال رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي في بيان، “تابعنا التصريحات المسيئة التي صدرت من النائب في الكونغرس الأمريكي مايك والتز بحق رئيس مجلس القضاء الاعلى العراقي فائق زيدان، في محاولة للنيل من الرموز الوطنية في جمهورية العراق، لتحقيق مآرب ومكاسب سياسية”.

وأضاف، “اننا في ديوان الوقف السني اذ نعلن عن رفضنا التام للمزاعم الباطلة والتصريحات الشائنة بحق قمة الهرم القضائي العراقي، نطالب الحكومة العراقية باتخاذ الاجراءات اللازمة والخطوات القانونية الحاسمة لمنع التطاول على سيادة الدولة العراقية والحيلولة دون المساس بالشؤون الداخلية”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

الاتفاق الأمريكي-الإيراني: ترتيبات الكواليس وتداعياتها على فلسطين والعرب السنّة

في عالم السياسة الدولية، لا تُكتب كل التفاهمات في البيانات الختامية، بل إنّ ما يُدار خلف الأبواب المغلقة -خصوصا في الاتفاقات بين القوى الكبرى- يحمل في طياته ترتيبات غير معلنة قد تكون أشدّ تأثيرا من العناوين الرسمية. ومن بين هذه التفاهمات، يبرز الاتفاق الأمريكي-الإيراني الأخير، الذي وإن ركّز علنا على الملف النووي والعقوبات، إلا أن تداعياته امتدّت بعمق إلى الساحة الفلسطينية والعربية، خاصة بين العرب السنّة.

أولا: القضية الفلسطينية في ظل تفاهمات "اللا تصعيد"

1- تراجع الأولوية السياسية

رغم الخطاب الإيراني المعلن حول "دعم المقاومة"، لم تحضر القضية الفلسطينية على طاولة المفاوضات كأولوية. إذ طغت قضايا الملف النووي وتجميد العقوبات وأمن الخليج وإسرائيل على ما سواها. بهذا، تم تهميش القضية الفلسطينية لصالح ملفات أكثر التصاقا بالمصالح المباشرة لطهران وواشنطن.

2- تضييق على فصائل المقاومة

برزت آثار التفاهم الأمني غير المعلن من خلال خطوات على الأرض، أبرزها:

- خفض ملموس في الدعم اللوجستي والمالي لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.

- جمود في خطوط الإمداد التي تمر عبر بعض أذرع إيران الإقليمية، كحزب الله أو المليشيات في سوريا والعراق، وإشارات سياسية من طهران لضبط حلفائها وعدم التصعيد من غزة أو جنوب لبنان.

3- تهدئة جبهات التماس

أحد البنود الضمنية للتفاهم كان تجميد الجبهات المشتعلة، سواء في لبنان أو غزة، مقابل مكاسب اقتصادية وسياسية لإيران. حزب الله وحماس، وإن لم يُعلن ذلك، يبدوان في حالة "إدارة تصعيد" محسوبة، تنتظر نتائج التسويات الكبرى.

ثانيا: العرب السنّة ودور المتفرج القلق

1- شعور بالخيانة

خلفت الاتفاقات الأمريكية-الإيرانية شعورا عميقا بالخيانة لدى حلفاء واشنطن التقليديين من العرب السنّة، خاصة في الخليج، إذ شعروا بأن واشنطن سلّمت مفاتيح التوازن الإقليمي لعدوهم التاريخي (إيران)، دون مراعاة لمصالحهم أو أمنهم القومي.

2- الاندفاع نحو التطبيع

تسارعت خطى بعض الأنظمة السنيّة نحو إسرائيل، ظنا بأنها تمثل توازنا مضادا للنفوذ الإيراني المتصاعد بعد الاتفاق، فكان التطبيع خيارا استراتيجيا، لا تطورا دبلوماسيا فحسب.

3- تمدد إيراني في الجغرافيا السنيّة
إدراك هذه التفاهمات الخفية لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام، بل يجب أن يكون دافعا لتحرك استراتيجي جديد يُعيد الاعتبار للمصالح الحقيقية لأمتنا، ويوحّد الصف أمام مشاريع التجزئة والتهميش
من اليمن إلى العراق مرورا بسوريا ولبنان، شكّل الاتفاق متنفسا سياسيا واقتصاديا لطهران، عزز من حضورها ونفوذها. والنتيجة: تصاعد التوتر الطائفي، وتراجع قوى السنّة في مساحات كانوا فيها فاعلين.

4- تنازلات أمريكية على حساب السنّة

ضمن ترتيبات ما وراء الكواليس، غضّت واشنطن الطرف عن انتهاكات مليشيات موالية لطهران في مناطق سنّية، مقابل تعاون إيراني في ملفات النووي وأمن إسرائيل. وهكذا، تمت التضحية بمطالب السنة في العراق وسوريا واليمن كجزء من "صفقة كبرى".

ثالثا: ما دار في الخفاء.. ترتيبات غير معلنة

- ترسيم غير معلن لمناطق النفوذ: تفاهمات ضمنية حول توزيع السيطرة في سوريا والعراق، بحيث تحتفظ إيران بوجودها، مقابل انسحاب جزئي أمريكي.

- التزام بتهدئة الجبهات ضد إسرائيل: إيران أبلغت -عبر وسطاء- باستعدادها لكبح حلفائها من التصعيد مع إسرائيل، مقابل تسهيلات اقتصادية ومالية.

- قنوات أمنية غير مباشرة: عُمان والعراق كانا محطات لتبادل الرسائل الأمنية، بما في ذلك ما يخص المليشيات والسلاح الإيراني الدقيق.

- تجميد الدعم للمقاومة: مقابل الإفراج عن أرصدة مجمدة، تم الاتفاق على تهدئة حلفاء إيران وتقليص دعمهم لحركات المقاومة الفلسطينية.

خاتمة: إعادة ترتيب الشرق الأوسط.

الاتفاق الأمريكي-الإيراني ليس مجرد تسوية نووية، بل هو إعادة رسم للخريطة السياسية للمنطقة، حيث يتم استبعاد بعض اللاعبين، وإعادة تأهيل آخرين. وتبدو القضية الفلسطينية -مرة أخرى- الخاسر الأكبر، إلى جانب المجتمعات السنّية التي فقدت حليفا دوليا طالما اعتبرته سندا.

إن إدراك هذه التفاهمات الخفية لا ينبغي أن يمرّ مرور الكرام، بل يجب أن يكون دافعا لتحرك استراتيجي جديد يُعيد الاعتبار للمصالح الحقيقية لأمتنا، ويوحّد الصف أمام مشاريع التجزئة والتهميش.

مقالات مشابهة

  • “الساعدي يبحث تحديات الأزمة مع خبير وطني”
  • التكبالي: ما يحدث في ليبيا “لعب صبيان” يقود البلاد للهاوية.. والدبيبة أداة بيد المتنفذين
  • قزيط: لا أحقية لتكالة في تعيين رئيس ديوان المحاسبة
  • خالد ديوان نائب رئيس اتحاد اليد يعتذر عن الاستمرار في انتخابات عضوية اللجنة الاولمبية
  • تقديرًا لجهوده بالمجال التشريعي.. رئيس “الشورى” يتسلم درع رواد العمل القانوني بدول مجلس التعاون
  • الخارجية الأمريكية: إدارة ترامب ترفض أن يكون “الناتو” أداة لخوض الحروب أو تمويلها
  • الاتفاق الأمريكي-الإيراني: ترتيبات الكواليس وتداعياتها على فلسطين والعرب السنّة
  • أمنستي ورايتس ووتش تنتقدان استخدام القضاء اللبناني أداة للترهيب
  • من يقود ديوان الوقف السني؟ الحرب الباردة تشتعل بين الكتل السنية!
  • السوداني يبحث مع وفد من الكونغرس تطوير العلاقات العراقية الأمريكية