صيغ صحيحة للرقية الشرعية وحكم الدين في مدى صحتها.. «اللهم أذهب البأس»
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
الرقية الشرعية من الوسائل العلاجية الروحية المهمة في الإسلام، حيث تعتمد على تلاوة آيات من القرآن الكريم وأدعية مأثورة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بهدف الشفاء والحماية من الأمراض الجسدية والنفسية.
وتستمد الرقية الشرعية أهميتها من إيمان المسلمين بقوة القرآن والسنة في تحقيق الشفاء، حيث تعتبر كلمات الله وسيلة للتقرب إليه وطلب رحمته وعونه.
وأوضحت دار الافتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أن الجمهور ذهب إلى جواز الرقية من كل داء يصيب الإنسان، بشرط أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يُعْرَف معناه من غيره، وأن يُعْتَقَدَ أنّ الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته.
وأشارت دار الافتاء إلى أنه روى مسلم عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف ترى في ذلك؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ»، مؤكدة أن الرقية الشرعية تعد وسيلة لتعزيز الإيمان والاعتماد على الله في جميع الأمور، بما في ذلك الصحة والعافية، فعندما يلجأ المسلم إلى الرقية، فإنه يظهر توكله الكامل على الله وثقته في قدرته على الشفاء، هذا الاعتماد الروحي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على النفس، مما يساعد على تحقيق الراحة النفسية والطمأنينة.
صيغة الرقية الشرعية عن النبيوصَحَّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري.
وفي حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم. وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأكدت دار الافتاء أن الرقية بالقرآن الكريم جائزة من كل مرض، بشرط أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، وأن تكون باللسان العربي، أو بما يُعْرَف معناه من غيره، وأن يُعْتَقَد أنّ الرقية لا تؤثر بذاتها، بل المؤثر الشافي هو الله تعالى بعظيم لطفه وقدرته، وينبغي أن نحذر من الدجالين الذين يحتالون على الناس ويأخذون أجرًا منهم بدعوى أن هذه رقية، فالأفضل أن يُقصَد الصالحون ممن عُرِفت أمانتهم وعدالتهم، مع التنبيه على ضرورة الأخذ بباقي أسباب العلاج والشفاء الأخرى، التي جعلها الله سبحانه وتعالى في كونه سببًا لذلك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الرقية الشرعية الافتاء دار الافتاء صلى الله علیه وآله وسلم الرقیة الشرعیة الله تعالى أن تکون
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: الأحاديث النبوية كُتبت فى عهد الرسول
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن كلام النبي صلى الله عليه وسلم قيم وعظيم، وهو مصدر إلهام لنا جميعًا، مشيرا إلى أن التعبير في التشهد بقول «السلام عليك أيها النبي» هو استحضار لوجود النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا واعترافا بمعيته الدائمة لنا.
السنة والأحاديث دليل على وجود النبي بينناوأكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «الناس»، أهمية السنة النبوية والأحاديث الصحيحة، مشددًا على أن إنكار السنة يعني إنكار معنى قوله تعالى «وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ»، وأن السنة والأحاديث هي دليل على وجود النبي صلى الله عليه وسلم بيننا.
وأوضح أن الأحاديث النبوي الشريفة كُتبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان الصحابة يكتبون ما سمعوه من النبي بتوجيه منه، وهناك فرق بين التدوين والكتابة، مشيرًا إلى أن الكتابة هي نقل الكلام شفهيًا إلى النص المكتوب، أما التدوين فهو تصنيف وتنظيم الأحاديث في فصول متخصصة.
جمع الأحاديث في مجالات متنوعةواستعرض مراحل تدوين الأحاديث، حيث ذكر أن الصحابة كانوا يكتبون الأحاديث في مناسبات متعددة وبأماكن مختلفة، ثم جاء عهد عمر بن عبد العزيز الذي شهد أول عملية تدوين منظم للأحاديث النبوية، مضيفا أن الصحابة كانوا يحرصون على جمع الأحاديث في مجالات متنوعة مثل البيوع، والتركات، والمعاهدات، وكان لكل صحابي اهتمام خاص بتدوين الأحاديث المتعلقة بمختلف المواضيع.