لبنان ٢٤:
2025-07-29@08:49:21 GMT

لماذا كل هذا التهويل؟

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

لماذا كل هذا التهويل؟

مَنْ يراقب عن بعد بيانات بعض الدول العربية والغربية، والتي تحذّر فيها رعاياها من التوجّه إلى لبنان، أو تلك التي تطلب فيها من مواطنيها مغادرة لبنان، يعتقد أن الحرب واقعة اليوم قبل الغد. إلاّ أن هذه التحذيرات لم تثنِ اللبنانيين، الذين يحملون جنسيات أخرى، وهم كثر، من التوجّه إلى وطنهم الأم كما كانوا يفعلون مع بداية كل صيف.

وعلى رغم إصرار بعض هؤلاء اللبنانيين على تحدّي الصعوبات، التي يمكن أن تعترضهم لدى وجودهم على الأراضي اللبنانية، فإن كثيرين من هؤلاء فضّلوا التريث وعدم المخاطرة، وذلك نظرًا إلى ما يسمعونه كل يوم من أخبار، سواء عبر الاعلام التقليدي أو يقرأونه عبر اعلام التواصل الاجتماعي، وما يصل إليهم من أصداء نتيجة شائعات تطلقها جهات معروفة، وهي متخصّصة في اللعب على وتر الحالات النفسية، خصوصًا أنها تعرف أن الخبر يصل إلى مَنْ هم في الخارج مضخّمًا، بحيث تأتي ردّات فعل البعض مبالغًا فيها بعض الشيء.   وبالتواصل مع أغلبية، الذين "خاطروا" بتوجههم إلى لبنان واستخفّوا بهذه التحذيرات، يتبين من خلال انطباعاتهم العفوية أن "الدنيا بألف خير"، والناس الذين لا يعيشون في المناطق التي تستهدفها إسرائيل "ما على بالهم بال"؛ يرتادون المسابح والشواطئ لاكتساب سمرة الصيف؛ يسهرون ويملأون المطاعم والمقاهي والنوادي والمرابع الليلية "المفولة". ويعود الجميع إلى منازلهم في آخر الليل غير عابئين بكل هذه البيانات. وعندما يُسألون عمّا يتعرّض له الجنوب من قصف يومي يأتي جوابهم من حيث لا يمكن توقعّه "يللي طّلع الحمار على الميدنة خلليه ينزلو"، أي بمعنى أن "حزب الله" الذي قرر فتح جبهة الجنوب من دون استشارة أحد من شركائه في الوطن عليه أن يتحمّل مسؤولية ما أقدم عليه، وهم يرون أن لمساندة غزة أوجهًا كثيرة غير عبر الاسناد العسكري. وهذا ما لا يراه آخرون ينتمون إلى بيئة "الثنائي الشيعي"، الذين يقولون بأن ما لحق بالعدو من خسائر بشرية ومادية تفوق الخسائر اللبنانية بأضعاف، وأنه لولا عمليات "المقاومة الإسلامية" انطلاقًا من الجنوب، والتي تُنزل بالعدو أفدح الخسائر، لما أتى هذا العدد من المسؤولين والموفدين الدوليين إلى بيروت للبحث في كيفية تهدئة الوضع المتفجر بين إسرائيل و"حزب الله" بهدف تأمين عودة سريعة للمستوطنين إلى مستوطناتهم الشمالية.     وفي رأي هؤلاء أن ربط الجبهة الجنوبية بالجبهة الغزاوية قد وصل إلى هدفه، والدليل أن جواب "حزب الله"، سواء للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أو لغيره من الموفدين الدوليين أن عمليات "المقاومة الإسلامية" لن تتوقف قبل أن تقف الحرب على غزة. وهذا ما يُعمل عليه حاليًا وصولًا إلى تسوية شاملة تضمن حقوق الفلسطينيين بدولة مستقلة كاملة المواصفات.     في المقابل، فإن ما شهدته الساحة السياسية الداخلية في خلال هذا الأسبوع من رفع سقف الخطاب السياسي على خلفية العظة، التي تطرق فيها البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي إلى الوضع القائم في الجنوب، كاد يُدخل البلاد في مهاترات سياسية ليس الأوان أوانها وليس الظرف ظرفها، خصوصًا أن ما يعانيه أهل الجنوب نتيجة ما يتعرّضون له من قصف وتهديم لمنازلهم وحرق لمحاصيلهم الزراعية، إضافة إلى معاناة جميع اللبنانيين من وضع اقتصادي خانق وضاغط، لا يعطي أي مسؤول حزبي أو طائفي حق توزيع شهادات في الوطنية وفي الانتماء الوطني وفي المزايدة على معاداة إسرائيل كونها العدو الأوحد للبنان ولجميع اللبنانيين على حدّ سواء.   فهذا التهويل والهرج والمرج السياسي يأتي في وقت لا تزال الجمهورية من دون رئيس يدير بعقلانية لعبة التوازنات الداخلية، ويساهم مع غيره من المسؤولين في إعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة الشرعية، وفي ضخ جرعة من الأمل والثقة في وطن يكاد يصبح أوطانًا، فتضيع معه هويته، التي أبدى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين خشيته عليها. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سلموا لنا عليه.. تشييع زياد الرحباني إلى مثواه الأخير وعيون اللبنانيين على السيدة فيروز

شيع لبنان صباح الإثنين الفنان زياد الرحباني، رائد المسرح اللبناني الحديث، وأحد أبرز المطوّرين في الأغنية اللبنانية، نجل السيدة فيروز وعاصي الرحباني، الذي اختار أن يبتدع لونًا خاصًا ومدرسة تشبهه وحده وتشبه بلده كما كان يراه، ويراه أبناؤه. اعلان

وقد أُجريت مراسم الجنازة في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة، في مسقط رأسه بكفيا شمال شرق بيروت، بحضور نادر للسيدة فيروز، التي نشر محبّوها صورها من الجنازة، مع أغانٍ كان قد لحّنها لها زياد، مثل "سلّملي عليه" ومقاطع من "زعلي طول أنا وياك"، عندما تغني بشجن: "يا ريتك مش رايح، يا ريت بتبقى بتبقى عطول".

تصل فيروز، أيقونة الغناء اللبناني وأحد أشهر فناني العالم العربي، ووالدة زياد الرحباني لحضور جنازة ابنها في كنيسة ببلدة بكفيا في جبل لبنان، يوم الاثنين 28 تموز/يوليو 2025. Mohammed Anouti/ AP

وقالت وسائل إعلام لبنانية إن تشييع الفنان اليساري، الذي كان دومًا واضحًا في مواقفه السياسية وبانحيازه للفقراء وقضايا بلاده كان يشبهه: بعيدًا عن الضجيج والتكلّف، حتى أن عائلته طلبت من المعزّين في بطاقات الدعوة عدم إحضار أكاليل الورد واستبدالها بالتبرّع للكنيسة.

اللبنانيون يتأثرون بحضور السيدة فيروز في جنازة نجلها Related زياد الرحباني في باريس.. تفاصيلُ لقاءٍ لم يتمّ فاسمعوا الحكايةزياد الرحباني يحل ضيفاً على مهرجان الحمامات الدولي في تونسالمغنّي والمسرحي والمؤلف الموسيقي ونجل فيروز.. رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 69 عاماً

وانتقدت وسائل الإعلام الدولة اللبنانية لعدم إعلان الحداد أو إغلاق الشوارع لوداع قامة فنية، مشيرة إلى أن محبيه تجمعوا أمام المستشفى الذي كان يرقد فيه في بيروت، وصفّقوا عندما خرج النعش، كما كانوا يفعلون في جميع مسرحياته، ثم رافقوه إلى شارع الحمرا، رافعين صوره، ولافتات مكتوب عليها: "بلا ولا شي.. بحبك"، في إشارة إلى أغنيته الشهيرة.

تحمل إحدى المشيّعات صورة زياد الرحباني، المؤلف والكاتب المسرحي وعازف البيانو اللبناني المبدع خلال مشاركتها في جنازته في بيروت، لبنان، يوم الاثنين 28 تموز/يوليو 2025. Hussein Malla/ AP

وكان زياد قد عانى من مرض في الكبد، ورفض تلقي العلاج مؤخرًا، فاختفى عن الأنظار والأضواء، وكان مقلاّ في حديثه مع الإعلام، وقد عُرف بآرائه الجدلية ونقده الحاد، وسخريته غير الجارحة.

ويُوارى جثمان زياد الثرى في مدافن العائلة القريبة من الكنيسة. وقد قدّمت التعازي به شخصيات فنية وسياسية هامّة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • سلموا لنا عليه.. تشييع زياد الرحباني إلى مثواه الأخير وعيون اللبنانيين على السيدة فيروز
  • بالصور.. هذه هي كنيسة رقاد السيدة التي سيشيّع فيها زياد الرحباني
  • كرم: الجمود أصعب على اللبنانيين من الحرب
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • توترات الحدود مع سوريا... بين التهويل والواقع
  • لا حسيب ولا رقيب.. مركبات مُتنقلة تُهدد حياة اللبنانيين والدولة غائبة!
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • انتخاب المجلس العام الجديد لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة
  • رسائل تحذيرية وصلت إلى لبنان.. ماذا فيها؟
  • إلى معشوقتي البصرة… يا وردة الجنوب التي دهسها الفاسدون بأحذيتهم