الجديد برس:

تنطلق اليوم الأحد جولة جديدة من المفاوضات بين حكومة صنعاء والحكومة اليمنية الموالية للتحالف السعودي بشأن ملف الأسرى، والتي تحتضنها العاصمة العُمانية مسقط. وقد غادر وفد حكومة صنعاء، برئاسة اللواء يحيى الرزامي، رئيس اللجنة العسكرية، ورئيس لجنة الأسرى عبد القادر المرتضى، مساء السبت على متن طائرة أممية للمشاركة في هذه المفاوضات.

وأكد عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة شؤون الأسرى بحكومة صنعاء، في تغريدة على حسابه على منصة “إكس”، على أهمية هذه الجولة من المفاوضات، قائلاً: “وصلنا بعون الله إلى العاصمة العمانية (مسقط) لحضور جولة جديدة من المفاوضات على ملف الأسرى، برعاية الأمم المتحدة. ونأمل أن تكون جولة ناجحة وأن يتم فيها الاتفاق على صفقة تبادل جديدة، وأن يوفقنا الله لحلحلة هذا الملف الإنساني”.

ويأتي ذلك بعد لقاء مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى الحاكم في صنعاء، باللواء يحيى الرزامي يوم السبت، حيث شدد المشاط على أهمية أن تتم المفاوضات على قاعدة “الكل مقابل الكل”، مؤكداً أن “قضية الأسرى هي قضية إنسانية لا يجب أن تظل في دهاليز ودوائر المكر وتصفية الحسابات”.

كما وجه المشاط، وفقاً لوكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، اللواء الرزامي بمتابعة قضية عودة الحجاج اليمنيين العالقين في السعودية، مشدداً على مسؤولية السلطات السعودية في ضمان عودتهم إلى صنعاء.

شاهد بالفديو????
فيديو | مغادرة اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى وعلى رأسهم رئيس اللجنة العسكريةاللواء #يحيى_الرزامي ورئيس لجنة الاسرئ الاستاذ #عبدالقادر_المرتضى إلى عمان في جولة جديدة من المفاوضات حول ملف الأسرى برعاية الأمم المتحدة#اليمن pic.twitter.com/apoiM1jTeY

— محور همدان بن زيد (@BnMhwer) June 29, 2024

من جانبه، صرح يحيى كزمان، رئيس الوفد الحكومي الموالي للتحالف والمعني بملف الأسرى، في تغريدة على منصة “إكس”، قائلاً: “بتوجيهات من القيادة السياسية، تنطلق يوم الأحد 30 يونيو 2024 جولة جديدة من المفاوضات بملف الأسرى والمختطفين والمخفيين قسراً من العاصمة العمانية (مسقط)”.

وأضاف كزمان أن المفاوضات ستجرى “وفق قاعدة الكل مقابل الكل”، معرباً عن أمله في إطلاق سراح جميع المحتجزين وتخفيف معاناتهم ومعاناة أسرهم.

وقد سبق هذه الجولة من المفاوضات بعض التطورات، حيث أصدرت الحكومة الموالية للتحالف بياناً يوم الثلاثاء الماضي أكدت فيه رفضها المشاركة في الجولة، إلا أنها أعلنت يوم الجمعة عن مشاركتها في المفاوضات.

في الإطار ذاته، قال وزير الخارجية الأسبق أبو بكر القربي إن لجنة الأسرى ستعقد اجتماعها في مسقط يوم 30 يونيو الجاري نتيجة إصرار التحالف الذي تقوده السعودية على عقده بعد إعلان الحكومة رفضها المشاركة فيه.

وأضاف القربي أن التحالف يدفع بإنهاء ملف الأسرى ليبدأ المبعوث الأممي بعده إعداد خارطة طريق لتنفيذ التفاهمات المتفق عليها، وبعدها إطلاق مفاوضات الحل السياسي الشامل.

ويأتي ذلك عقب ما كشفت عنه صحيفة “عكاظ” السعودية يوم الخميس الماضي عن مفاوضات مرتقبة بين طرفي الصراع اليمني (الحوثي والشرعية) ستُعقد يوم الأحد (الموافق 30 يونيو) في العاصمة العُمانية مسقط، واصفة إياها بالمهمة والإنسانية والاقتصادية.

وعلى الرغم من تسويق السعودية لنفسها كوسيط في هذه المفاوضات إلى جانب سلطنة عُمان، إلا أن مصادر سياسية مطلعة تؤكد أن سلطنة عُمان هي الوسيط الرئيسي بين صنعاء والرياض، في ظل غياب أي دور ملحوظ للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.

وفي تأكيد على ذلك، أعلنت حكومة الشرعية وحكومة صنعاء رسمياً عن جولة جديدة من المفاوضات بشأن ملف الأسرى في سلطنة عُمان. وتفيد المصادر المطلعة بأن الحكومة اليمنية الموالية للتحالف لا تشارك في هذه التفاهمات إلا فيما يتعلق بملف أسرى قواتها لدى قوات صنعاء.

وتشير المصادر أيضاً إلى أن سلطنة عُمان تحرص على إحياء ورعاية هذه المفاوضات بين صنعاء والرياض لتجنب أي تصعيد في المنطقة، خاصة بعد القرارات الأخيرة للبنك المركزي في عدن بنقل البنوك من صنعاء، والتي تبعها تحذيرات شديدة اللهجة من صنعاء للسعودية بشأن تداعيات هذه القرارات.

وعلاوة على ذلك، تؤكد المصادر أن السعودية تسعى إلى إجبار البنك المركزي في عدن على التراجع عن قراراته ضد البنوك بعد تلقيها تهديدات صارمة من أعلى المستويات في حكومة صنعاء، بما في ذلك من قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي، مشيرةً إلى أن الرياض تريد تقديم التراجع عن تلك القرارات كنتيجة لمفاوضات يمنية – يمنية في مسقط، وليس تحت تهديد صنعاء للرياض.

ووفقاً للمراقبين، من المتوقع أن تكون المفاوضات القادمة في مسقط واسعة النطاق، بما في ذلك فتح طرقات جديدة وتبادل الأسرى ومناقشة الملفات الاقتصادية، مما يمثل امتداداً للجولات التفاوضية السابقة التي توصلت فيها صنعاء والرياض إلى تفاهمات حول عدة ملفات، كما كشف عنها في وقت سابق محمد عبد السلام، رئيس وفد صنعاء.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: جولة جدیدة من المفاوضات صنعاء والریاض حکومة صنعاء ملف الأسرى

إقرأ أيضاً:

رد فعل نتنياهو من استئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني: فريسة وقعت في الفخ

يتابع الاسرائيليون بقلق انطلاق المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي، وسط خيبة أمل لا يخفونها بسبب تخلي واشنطن عن توجهها السابق بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي، الذي تم بضغوط إسرائيلية، لكن الخطوة الأخيرة تعني تراجعا أمريكيا عن التزامها الكامل بالسياسات الإسرائيلية تجاه هذا الملف الحساس.

وأكد الرئيس التنفيذي للفرع الإسرائيلي لمجموعة الضغط الأمريكية "جي ستريت"، نداف تامير أن "إيران أصبحت الآن على حافة الهاوية النووية كنتيجة واضحة للتخلي عن الدبلوماسية، عقب انسحاب الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب في ولايته الأولى في 2018، وتحت ضغوط إسرائيلية من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه قبل ثلاث سنوات، خلال رئاسة باراك أوباما".

وأضاف تامير في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أنه رغم أن إيران، بحسب كافة وكالات الاستخبارات، التزمت بشروط الاتفاق، لكن الانسحاب أدى لوقف الرقابة الدولية الصارمة على برنامجها النووي، مما فتح الطريق أمام استئناف تخصيبها المتسارع، واقترابها من امتلاك الأسلحة النووية.


واعتبر أن "التغير الأمريكي الجديد جاء إدراكا من ترامب أن إسرائيل غير قادرة على تدمير المشروع النووي الإيراني، حتى مع موافقة الولايات المتحدة، وتسليحها للهجوم، وأن الأخيرة نفسها لا تملك حاليا القدرة على تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية جراحياً، خاصة بعد أن تمكنت إيران من تجميع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة".

وذكر أنه بناء على ذلك، فإن الطريقة الوحيدة للقضاء على هذا المشروع هي حرب طويلة وغزو بري أمريكي، بما يتناقض مع رؤية ترامب للعالم، وأصبحت هذه السياسة غير شعبية للغاية، بعد فشل إدارة بوش الثانية في العراق وأفغانستان". 

وأشار إلى أن "بنيامين نتنياهو، الذي سافر لواشنطن عام 2015 لمهاجمة أوباما من الكونغرس، بسبب ترويجه للاتفاق النووي، جلس صامتا بجوار ترامب قبل أيام، عندما أعلن عن عودة الدبلوماسية، وكانت صورته ذات دلالات كثيرة، فبعد عقود من الخطابات والحيل والمناورات السياسية ها هي تتبخر في ذلك الصمت في المكتب البيضاوي، وظهر كفريسة أدركت أنها وقعت في الفخ، وبات يواجه حقيقة مفادها أن خياراته قد نفدت".

وأوضح أنه "رغم إشادات نتنياهو العديدة لترامب وقيادته، فهو لا يستطيع تخريب المفاوضات، كما حاول أن يفعل مع أوباما في ذلك الوقت، مما يتطلب منه أن يتعاون معه، وإلا سيتم إلقاؤه تحت عجلات القطار المسرع، مما دفعه للقول بصورة مهينة: إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على أن تؤدي لعدم امتلاك إيران لسلاح نووي، فسيكون أمرا جيدا، وهي كلمات لم نحلم أبدا بسماعها ممن يدعو دائما لاستخدام القوة ضد إيران".


وأضاف تامير أن "الشركاء الإقليميين لإسرائيل وفي مقدمتهم دول الخليج، غير مهتمين بالمواجهة العسكرية مع إيران، ويفضلون الحل الدبلوماسي، لأن أي تصعيد سيؤدي لضرر مباشر على اقتصاداتهم، وكما يؤيدون إنهاء الحرب العبثية في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، واتفاقيات التطبيع، فهم مهتمون بالدبلوماسية مع طهران".

وأكد أنه من المفارقات الاسرائيلية أن ترامب، الذي تخلى عن الدبلوماسية، وأدى للتطرف الإقليمي، وتحويل إيران دولة حدودية نووية، هو ذاته يعود للمسار الدبلوماسي، بما لا يرضي حكومة نتنياهو، ولكن لصالح الاستقرار الإقليمي الأوسع، وسيكون من الأفضل للاحتلال أن يختار مساعدة الأميركيين على التوصل لاتفاق، بعد أن اختار تخريب المفاوضات في عهد أوباما، مما أضرّ بالعلاقة الدبلوماسية والاستخباراتية المهمة للغاية بالنسبة له، مما يتطلب من الاسرائيليين مساعدة إدارة ترامب في خلق أفق سياسي للفلسطينيين".

مقالات مشابهة

  • "العمل" تعلن عن وظائف جديدة في مسقط
  • سلطان عُمان يبحث مع ترامب جهود مسقط بالمفاوضات الأمريكية الإيرانية
  • غروسي في طهران قبيل مفاوضات مسقط فهل تعود الثقة النووية؟
  • باحث يكشف كواليس مفاوضات مسقط: الوساطة العُمانية قد تشمل الحوثيين
  • إيران:الجولة الثانية من المحادثات مع أمريكا ستعقد في مسقط وليس في روما
  • امتداداً لالتزامها المستمر في خدمة المجتمع.. “زين السعودية” شريك استراتيجي مع “جمعية لأجلهم” لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة
  • تصعيد عسكري أمريكي قرب سقطرى اليمنية وسط مفاوضات نووية مع إيران
  • واشنطن وطهران مفاوضات نَدِّيَة وشروط إيرانية مُستجابة كيف ستكون نهايتها؟
  • مسقط تستضيف الجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأمريكية
  • رد فعل نتنياهو من استئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني: فريسة وقعت في الفخ