دراسة أميركية تُحدّد الأماكن الصالحة لإنشاء المطارات في لبنان
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
كشف السفير الدكتور بسّام النعماني تفاصيل دراسة أميركية تتعلّق بتحديد الأماكن الصالحة لإنشاء المطارات في لبنان. وقد أصحبت هذه الدراسة التي قام بها الجيش الأميركي في العام 1958 بخريطة مفصّلة، عَمِل على بعض التعديلات عليها، بهدف توضيحها أكثر. ويوضح النعماني أنّها دراسة صادرة عن رئاسة سلاح المهندسين في فرع الجيولوجيا العسكرية في الجيش الأميركي.
وتُحدّد الخريطة المصحوبة بها الأماكن الصالحة لإنشاء المطارات في لبنان وتوزعها على درجات ثلاث هي: 1- الأراضي التي تصلح لإنشاء المطارات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة الحجم (حُدّدت على الخريطة باللون الأخضر). 2- المناطق التي تصلح لإنشاء فقط المطارات متوسطة الحجم، وتقع بمناطق إنحدارية ووديان ضيقة. (باللون البنّي). 3- وأخيراً المناطق التي لا تصلح لإنشاء المطارات فيها (باللون الأحمر على الخريطة). ولعلّ المدهش في هذه الدراسة، على ما أضاف النعماني، هو أنّ منطقة "الأوزاعي - خلدة" حيث مطار بيروت "رفيق الحريري" الدولي تعتبر ضمن المنطقة "الحمراء"، أي أنّها لا تصلح لإنشاء مطار كبير فيهما! والمبرر الذي يقدمه الجيش الأميركي هو أن المنطقة تسود فيها الكثبان الرملية التي تتحرّك دائماً، وتحتاج إلى درجة عالية من الصيانة. فهي غالباً ما تغطّي الممرات المفترضة ويقتضي بالتالي التنظيف المتواصل لها، وكونها أيضاً قريبة من البحر، فهذا يعني أنّ المياه ستتسرّب باستمرار الى داخل المطار، ولهذا لا بدّ من ضخّها الى الخارج بشكل متواصل. علماً بأنّ خريطة الجيش الأميركي قد صدرت في زمن جرى فيه بالفعل إنشاء مطار خلدة آنذاك! ففي الثلاثينات كان المطار في منطقة بئر حسن، وفي أواخر الأربعينات انتقل الى خلدة في موقعه الحالي. ولكن منطقة بيروت الكبرى المحيطة بـ "خلدة - الأوزاعي" ما بين بعبدا ونهر الكلب، فتعتبر في وقت رسم الخريطة صالحة بالنسبة للجيش الأميركي لإنشاء المطارات الكبيرة والمتوسطة الحجم (علماً بأن هذه المنطقة أصبحت عصية الآن نتيجة التمدّد العمراني الكثيف). وبرأيه، إنّ الاميركيين ربما أرادوا من هذه الخريطة تحريك المطار للمرة الثالثة الى الداخل أو الى شمال بيروت لأسباب عسكرية تخصّهم. ولا بدّ للذين عاشوا في تلك الفترة أو عايشوها وكانوا في سدّة المسؤولية، أن يعرفوا الإجابة. وتشير الدراسة، على ما أوضح النعماني، الى أنّ الأمر ذاته ينطبق على ساحل عكار حيث مطار القليعات (غير المشغّل بعد) وفي ساحل صور (في المنطقة الممتدة من الرشيدية إلى السكسكية)، فيعتبرهما الجيش الأميركي ضمن المنطقة "الحمراء". ولكن المناطق الداخلية المتاخمة لهما، سواءً سهل عكار أو سهل "الحمادية - العباسية" في صور، فيعتبران ضمن المنطقة "الخضراء" الصالحة للمطارات. ولذا يمكن اعتبار أن مطار القليعات قد أقيم على الحد الفاصل بين الساحل والسهل العكاري. أما المناطق "الخضراء" الأخرى في لبنان التي تصلح لإنشاء المطارات الكبيرة ومتوسطة الحجم، فهي تشمل: زغرتا، وأميون، وحنيدر وسهل البقيع في عكار، وسهل البقاع لا سيما في المنطقة الممتدة من القصير إلى القرعون. أما سهل الغازية جنوب مدينة صيدا، فيصلح لإقامة مطار كبير أو متوسّط فيه. وثمّة "جيوب" متفرقة في خريطة لبنان تصلح لإقامة مطارات صغيرة صالحة للهيليكوبترات بموجب سلاح الهندسة الأميركي مثل بلدات الفريدس، وعين الزيت، وبينو، وعكروم في عكار، ومرج الطويل في الضنية، وعلى طول الساحل الطرابلسي من أميون إلى الميناء إلى القلمون، وفي البترون. وكذلك في سهل اليمونة، وعرسال، وأرض كشك، والطفيل في قضاء بعلبك، وفي المناطق المحيطة بدير العشائر في قضاء راشيا، وفي سهل مرجعيون، وفي يارون، وعيتا الشعب، وعلما الشعب على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وأخيراً ساحل الناعمة في قضاء الشوف. ويقول السفير النعماني: "لا يظنن أحد أن الخريطة العسكرية الأميركية و "الجيوب" فيها حيث تصلح لإقامة المطارات قد رسمت بشكل اعتباطي، بل هي رسمت معتمدة معايير ومقاييس جيولوجية وهندسية لنوعية الأرض وتربتها وتوافر سهول ووديان مسطحة على ألّا يتجاوز إرتفاع الهضاب معدل الـ 2%. (جريدة الديار)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الأمیرکی فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إيران ترد على منع هبوط طائرتها في بيروت
منعت طهران هبوط طائرتين لبنانيتين كانتا في مهمة لإعادة عشرات اللبنانيين من إيران إلى بلدهم، الجمعة، وذلك ردا على منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في مطار بيروت، في أعقاب ما قالت طهران إنه تهديد إسرائيلي بمهاجمتها.
وكان لبنان منع طائرة إيرانية من الهبوط على أراضيه، الخميس، بعد أن اتهم الجيش الإسرائيلي طهران بأنها تستخدم طائرات مدنية في تهريب أموال إلى بيروت لتسليح حزب الله اللبناني، حليف إيران.
وبعد منع الرحلة الإيرانية، أرسل لبنان طائرتين من شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية لإعادة لبنانيين عالقين في إيران، الجمعة، لكن طهران رفضت السماح للطائرتين بالهبوط على أراضيها.
وقالت إيران إنها لن تسمح بهبوط الطائرتين اللبنانيتين إلا إذا سمح لبنان بهبوط طائراتها في بيروت.
وقطع العشرات من أنصار حزب الله الطرق حول مطار بيروت في وقت متأخر من الخميس، في احتجاجات استمرت إلى الجمعة.
وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إن نائب قائد القوة المنتهية ولايته أصيب الجمعة، بعد أن تعرضت قافلة تقل أفرادا من القوة إلى مطار بيروت لـ"هجوم عنيف".
وأضافت البعثة في بيان أنها طالبت السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق كامل وفوري وتقديم جميع الجناة إلى العدالة.
وندد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام والجيش الهجوم في بيانين منفصلين، وقالا إنه سيتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتحديد هوية المهاجمين واعتقالهم ومنع أي انتهاك للسلم الأهلي.
وقالت حركة أمل المتحالفة مع حزب الله، إن "الاعتداء على اليونيفل اعتداء على جنوب لبنان"، ووصفت قطع الطرق بأنه "طعنة للسلم الأهلي".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني إسماعيل بقائي، الجمعة، إن إسرائيل هددت طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، "مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت".
وندد بالتهديد الإسرائيلي المزعوم باعتباره انتهاكا للقانون الدولي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصة "إكس"، إن فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال.