عربي21:
2025-03-04@10:00:44 GMT

جمال بومان .. ما وراء الخسارة

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

في الأسبوع الماضي، مُني جمال بومان النائب «الديمقراطي» عن ولاية نيويورك بهزيمة في محاولته للحصول على ولاية ثالثة بمجلس النواب الأميركي. لكن المحللين الإعلاميين تطرقوا بشكل سطحي إلى سبب وكيفية حدوث ذلك وعواقبه على الانتخابات المستقبلية. وحاولت الجماعات المؤيدة لإسرائيل، التي اعترفت بإنفاق 25 مليون دولار لهزيمة «بومان»، التصرف بطريقتين.

فمن ناحية، شعروا بالشماتة لأن مشاركتهم أثبتت بشكل حاسم أن «كونهم مؤيدين لإسرائيل يمثل سياسة جيدة ومبدأ سياسياً جيداً».

لقد أرسلوا رسالة خوف إلى المرشحين الآخرين: «إذا تجاوزتمونا، فسنتغلب عليكم أيضاً». ومن ناحية أخرى، قللوا من أهمية دورهم، مشيرين إلى أن خسارة «بومان» كانت بسبب «راديكاليته»، حيث فضل الناخبون المرشح «الوسطي»، وقارنوا بشكل سلبي حماس «بومان» بالسلوك الثابت لخصمه، «جورج لاتيمر»، المدير التنفيذي للمقاطعة.استنتجت وسائل الإعلام أن الجماعات المؤيدة لإسرائيل فازت، وخسر التقدميون، وأن دعم الحقوق الفلسطينية كان أمراً خطيراً فيما يتعلق بالانتخابات.

ومع ذلك، فإن هذا تجاهل أمراً أعمق. أولاً وقبل كل شيء، يتعلق الأمر بالمبالغ الضخمة من الأموال التي تم إنفاقها، ولماذا وكيف تم استخدامها، وتأثيرها. كان مبلغ الـ 25 مليون دولار الذي أنفقته الجماعات المؤيدة لإسرائيل لهزيمة «بومان» هو الأكثر إنفاقاً على الإطلاق في الانتخابات التمهيدية للكونجرس، وتم استخدامها بشكل أساسي لشن إعلانات سلبية وهجمات البريد المباشرة التي تشوه شخصية «بومان» وتنتقد أسلوبه. ولم تتضمن الإعلانات أي ذكر لإسرائيل تقريباً.

كان الناخبون يتعرضون كل ليلة لأكثر من ستة إعلانات هجومية، مما خلق انطباعاً عن «بومان» أنه فرد معيب ومرشح غير جدير. قال لي أحد المراقبين: «لو بقيت والدة جمال في المنزل وهي تشاهد هذا الهجوم السلبي، لما صوتت لابنها أيضاً».هذا هو دور الإعلانات السلبية: الإضرار بالمرشحين المستهدفين، وثني مؤيديهم عن التصويت في يوم الانتخابات. إنه ببساطة شكل مكلف من أشكال قمع الناخبين.

في الواقع، تفوقت «راديكالية» لاتيمر على «راديكالية» بومان، بتعليقاته المشينة ذات الصبغة العنصرية التي كان من الممكن استخدامها ضده. لكن «بومان» لم يكن لديه 25 مليون دولار للتعريف بشخصية «لاتيمر» وتدميرها.

وهكذا ظل انطباعاً عالقاً في الأذهان مفاده أن بومان رجل لا يمكن السيطرة عليه بشكل خطير، وأن منافسة «لاتيمر» هو المرشح المسؤول. ولعبت العنصرية أيضاً دوراً، حيث سعى البعض إلى اختزال السباق في منافسة بين «الشاب الأسود الغاضب والمخيف والرجل الأبيض الأكبر سنا الهادئ وذو التفكير المدروس». وينبغي أيضاً النظر في سبب جمع الأموال. وتشعر الجماعات المؤيدة لإسرائيل بالخوف، وتخسر النقاش العام حول السياسة - وخاصة بين «الديمقراطيين». ويعارض معظم «الديمقراطيين» بشدة السياسات الإسرائيلية في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وتريد الأغلبية وقف إطلاق النار وإنهاء الاستيطان ووقف شحنات الأسلحة الإضافية إلى إسرائيل.

ومن خلال معرفة ذلك، فإن الحملات التي تقوم بها الجماعات المؤيدة لإسرائيل لا تمثل أبدا استفتاءات على إسرائيل. وبدلاً من ذلك، يركزون على شخصية خصومهم. وعندما يفوزون، فإنهم يزعمون أن ذلك انتصار لإسرائيل ودعم لسياساتها، وهو ما ليس كذلك بكل تأكيد. هناك عامل آخر في هذه المسابقة تجاهله المعلقون إلى حد كبير وهو إعادة تقسيم منطقة بومان في العام الماضي (من قبل لجنة على مستوى الولاية بما في ذلك لاتيمر).

وقد أزالت المنطقة الجديدة المناطق الأكثر ملاءمة بالنسبة لبومان وتضمنت مناطق جديدة أكثر ملاءمة بالنسبة للاتيمر، مما جعل بومان عرضة للخطر، وأتاح للمجموعات المؤيدة لإسرائيل الفرصة للعب في هذا السباق وجعل الأمر يبدو وكأنهم فازوا على أساس الجدارة. تاريخيا، تلاحق هذه الجماعات المرشحين الضعفاء فقط، وتترك أعضاء الكونجرس الآخرين المؤيدين للفلسطينيين ممن يتمتعون بنفس القوة، ولكنهم أقل عرضة للخطر. وهذا النهج الجبان يمنحهم حقوق التفاخر التي يستخدمونها لتأسيس غطاء لا يُقهر.

وبفحص الجهات المانحة لهم، نجد أنه على الرغم من أنهم مؤيدون لإسرائيل إلى حد كبير، فإن العديد من أكبر المساهمين هم من «الجمهوريين» المليارديرات الذين يحبون التدخل في الانتخابات التمهيدية للحزب «الديمقراطي»، مما يساعد على هزيمة المرشحين التقدميين. إن «الأموال المظلمة» غير المنظمة التي تلعب دوراً متزايداً في الانتخابات التمهيدية ينبغي أن تدق ناقوس الخطر (المال المظلم في سياسة الولايات المتحدة يشير إلى الإنفاق السياسي للمنظمات غير الربحية التي لا يُطلب منها الإفصاح عن الجهات المانحة لها). لقد حاولت مرتين وفشلت في إقناع الحزب «الديمقراطي» بحظر صناديق «الأموال المظلمة» هذه، وحذرت من أن جماعات الضغط القوية الأخرى ستستخدم هذا التكتيك في المستقبل.

إذا تُركت الديمقراطية الأميركية، التي شوهتها الأموال الضخمة بالفعل، بلا ضابط أو رابط، فسيغرقها أصحاب المليارات ويدمرونها، وستكون الانتخابات مجرد لعبة للتلاعب بالناخبين. ملاحظة أخيرة للديمقراطيين: بينما هُزم بومان، فإن دعم الحقوق الفلسطينية مستمر في النمو، وكذلك استياء الناخبين الذين فضلوا بومان وغيره من أعضاء الكونجرس المستهدفين. يحتاج جو بايدن إلى هؤلاء الناخبين للفوز في نوفمبر. وإذا تُرك الحزب دون معالجة، فقد يخسر عدداً كافياً من قاعدته التي تستاء من فشل مؤسسة الحزب في وقف الإبادة الجماعية في غزة والدفاع عن الأبطال التقدميين مثل جمال بومان. وفي ضوء ذلك، فإن «فوز مؤيدي إسرائيل» في سباق «بومان» قد يؤثر سلباً على فرص «الديمقراطيين» في الفوز في نوفمبر.

(الاتحاد الإماراتية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه امريكا الكونغرس اللوبي الإسرائيلي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مرصد الأزهر يشيد بجهود الصومال وبونتلاند في مكافحة الإرهاب ويدعو لاستراتيجية شاملة

تواصل القوات الصومالية وحكومة بونتلاند الإقليمية عملياتهما العسكرية المكثفة ضد الجماعات الإرهابية. وفي تطور ملحوظ، تمكنت القوات الصومالية، بالتعاون مع القوات المحلية، من استعادة السيطرة على بلدة بعادوين في إقليم مدغ وسط البلاد، وذلك بعد معارك ضارية مع حركة الشباب. وقد أجبرت هذه العمليات مقاتلي الحركة على الانسحاب، وتواصل القوات حاليًا عمليات التمشيط لضمان استقرار المنطقة.

وفي سياق متصل، أعلنت حكومة بونتلاند الإقليمية عن إطلاق المرحلة الثالثة من عملياتها العسكرية ضد تنظيم داعش في جبال «علمسكاد» بإقليم بري. وقد حققت قواتها تقدمًا ملموسًا في استعادة المناطق التي كانت تحت سيطرة التنظيم.

وأكد رئيس بونتلاند، سعيد عبد الله دني، أن العمليات العسكرية لن تقتصر على المواجهات المسلحة فقط، بل ستشمل أيضًا ملاحقة المتعاونين مع التنظيمات الإرهابية. وقد منح «دني» رجال الأعمال وشيوخ العشائر مهلة سبعة أيام للتوقف عن تقديم أي دعم لتنظيم داعش، مهددًا باتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين.

وفي إطار متابعته للتطورات الأمنية في شرق إفريقيا، أشار مرصد الأزهر إلى أن العمليات العسكرية التي تجري حاليًا ضد الجماعات الإرهابية في وسط وشمال الصومال تدل على أن الحكومة والإدارات الإقليمية أصبحت تدرك أهمية اتباع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، لا تقتصر فقط على القتال العسكري، بل تشمل أيضًا تجفيف مصادر التمويل والدعم اللوجستي. ويتضح ذلك في التحذير الذي وجهه رئيس بونتلاند للمتعاونين مع تنظيم داعش، والذي يعتبر خطوة مهمة جدًا، حيث إن أي انتصار عسكري على الإرهاب لن يكون كاملاً إلا إذا تم القضاء على مصادر تمويله وحرمان المسلحين من البيئة التي تدعمهم وتوفر لهم الموارد اللازمة.

كما حذر المرصد من الأساليب التي تستخدمها حركة الشباب للتكيف والاختباء، حيث تعتمد الحركة على استراتيجية الهجوم السريع والانسحاب، مما يسمح لها بالعودة إلى مناطق أخرى. وكذلك، يحاول تنظيم داعش في بونتلاند استغلال الطبيعة الجبلية الوعرة لتنفيذ هجمات مفاجئة.

وفي هذا السياق، شدد مرصد الأزهر على ضرورة تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين الحكومة الصومالية والإدارات الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تكثيف الجهود الفكرية والدينية لمواجهة الفكر المتطرف الذي تتبناه هذه الجماعات، خاصة وأنها تستغل حالة عدم الاستقرار السياسي في البلاد لتنفيذ أهدافها الإرهابية. وشدد المرصد على أهمية دور المؤسسات الدينية والتعليمية في نشر ثقافة السلام والتسامح وتوعية الشباب ضد الفكر المتطرف، مؤكدًا أن الحرب على الإرهاب ليست مجرد حرب عسكرية، بل هي أيضًا صراع فكري يتطلب جهودًا مستمرة لمواجهة التفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية التي تستخدمها الجماعات الإرهابية لتبرير جرائمها.

اقرأ أيضاًمرصد الأزهر يحذر من المحتوى العنيف والإباحي على تطبيق إنستجرام

باحث بمرصد الأزهر: احترام العلم الوطني والوقوف له أثناء تحيته أمر مشروع

هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»

مقالات مشابهة

  • مرصد الأزهر يشيد بجهود الصومال وبونتلاند في مكافحة الإرهاب ويدعو لاستراتيجية شاملة
  • مكافحة الإرهاب في الساحل.. بين الضرورات الأمنية والتحديات السياسية
  • بعد الخسارة أمام بيتيس.. جماهير ريال مدريد تهاجم الحافلة والفريق
  • لأنه بلد غير آمن.. بريطانيا تحذر مواطنيها من السفر إلى الجزائر
  • حماس ترفض هدنة رمضان وتوجه رسالة لإسرائيل ‎
  • العنف يهدد بحرب إقليمية في الكونغو الديمقراطية
  • الأخضر للشباب يحصد اشادات واسعة رغم الخسارة
  • قرار عاجل من «النصر».. والسومة يوجه رسالة لـ«رونالدو»: لا أحب أن أراه حزيناً!
  • الغموض يلف مصير السائقين المغاربة المفقودين بالساحل الأفريقي
  • النصر يبحث عن بديل مؤقت لبيولي بعد الخسارة أمام العروبة