عربي21:
2024-11-15@11:34:43 GMT

كلام حساس عن ملف الضفة الغربية

تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT

المخطط الإسرائيلي الاستراتيجي يريد تفكيك السلطة الحاكمة في قطاع غزة، وسيلحقها تفكيك السلطة الحاكمة في رام الله، بما يعنيه ذلك من نتائج مستقبلية خطيرة على جبهات مختلفة.

قصة غزة يتابعها الكل، لكن الذي يجري في الضفة الغربية خطير، على الفلسطينيين من جهة، وعلى الأردن، وأمن الأردن، والقصة هنا لا تقوم على اساس التهويل والمبالغات، واذا كان سيناريو التهجير من قطاع غزة فشل حتى الآن، فإن اسرائيل تراهن عليه في الضفة الغربية.



لكن الخطر الاكبر لا يتعلق بقصة التهجير من الضفة الغربية، لان هناك موانع وعراقيل في هذا السيناريو، من بينها ان الضفة الغربية مقطعة الاوصال اصلا، وعدد الفلسطينيين فيها يتجاوز ثلاثة ملايين شخص، ومهما فعلت اسرائيل فلا يمكنها دفع الناس للخروج من بيوتهم، نحو الأردن، مما قد يأخذنا الى حلول اسرائيلية للتوطئة لهذا السيناريو والتجهيز له. 

الأردن يعلن موقفه دوما من خطط الاسرائيليين، والجانب الاسرائيلي يتحرش بالأردن علنا، من خلال التصريحات ونشر الخرائط والتهديد المبطن، وغير ذلك من طرق من بينها تحكم تل ابيب في سياسات دولية واقليمية من اجل ترك الأردن ضعيفا، وقرب حافة الخطر بما تعنيه الكلمة، والاتهامات التي يتبناها البعض داخل الأردن بتأثير داخلي او خارجي، لاتعبر الا عن سطحية، وعن عدم ادراك لثقل التوقيت، واللحظة، والمعادلات التي تحشرنا جميعا في زاوية حرجة، وهي اتهامات للمفارقة يتم تخصيص الأردن بها، واستثناء عشرات الاطراف العربية والاسلامية منها، فيما الفرق كبير بين حق النقد لسياسات البلد وهذا مصون ومتاح، وبين التخوين والتجريح. 

رهان الأردن على استحالة العبث الاسرائيلي، واستمرار الدعم الاميركي، ووجود اطراف اقليمية يفترض انها مع الأردن، تدعمه وتؤازره، عناوين لا بد من اعادة تقييمها، لأن المشروع الاسرائيلي اليوم دخل اخطر مراحله، ولا بد ان يقال صراحة ان مصلحة الأردن الاولى والاخيرة تكمن استراتيجيا في غرق اسرائيل وتدهورها في طين غزة، حتى يبقى الخطر بعيدا عن هنا.

الأردن جزء من المشروع الاسرائيلي الاكبر، واسرائيل ذاتها ربما تستمزج سيناريوهات مختلفة داخل الأردن، من بينها اضعافه اكثر، او اشعال فتنة داخلية، او التسبب بفوضى او هزات مختلفة، وغير ذلك من اجل تجهيزه لمرحلة ما، ونقاط الضعف المؤهلة للتوظيف في حياتنا واضحة، مثلما ان لدينا نقاط قوة يجب ان تطغى على كل شيء، ولهذا يتوجب على الجميع التنبه  اين يصب خطابنا اليومي وماذا تقول تعبيراتنا المتسرعة، ولصالح من في النهاية.

عبر الأردن ازمات كثيرة، وكان قويا، بوجود مؤسسات، وبنية شعبية تريد الحفاظ على البلد، ولا تجد بين الناس من يريد كسر لوح زجاج في الأردن، الا مجموعة شاذة، يتم التعامل معها بوسائل مختلفة، وما يراد قوله هنا من جهة ثانية ان اي نقد شعبي للسياسات العامة، يجب ألا يأخذنا الى التسبب بتشظية داخلية وتنافر وطني، مثلما ان اثارة الشكوك بطريقة متسرعة لاعتبارات مختلفة في الداخل الأردني امر لا ينم عن ذكاء اصلا ولا يعبر عن وطنية، بل عن سوء تقدير، والاستثمار في الشكوك يؤدي الى مآلات سيئة، والاولى ان نستثمر جميعا في الايجابيات، وفي ادراكنا كلنا ان هذا البلد ليس عابرا للتاريخ والجغرافيا، وفي معرفتنا ان واجبنا الاخلاقي حمايته.

ما يجري في الضفة، من مواجهات داخل جنين وبقية المناطق، وبحق المسجد الاقصى، والمساعي لتفكيك سلطة اوسلو بعد انتهاء دورها الوظيفي يفتح الاخطار بشدة على الأردن وهذه الاخطار لا توجب التوتر في التصرفات والتعبيرات وردود الفعل، بل تفرض علينا معالجة وازنة من نوع آخر، يتوحد فيها الكل امام السيناريو المحتمل المقبل، وتحدد هوية العدو المعرّف اصلا لدينا جميعا، ولا تستبدل العدو بأعداء جانبيين او وهميين او مصنوعين، في سياق مكلف من حيث النتائج النهائية، ويخدم المآلات التي تريد اسرائيل وتسعى لصنعها اصلا.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الضفة الغربية الاردن الضفة الغربية الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

في أعقاب فوز ترامب: مستوطنون إسرائيليون يترقبون خطوات لضم الضفة الغربية.. فهل سيتحقق ذلك؟

بينما كانت نتائج الانتخابات الأميركية الأخيرة تشير إلى فوز دونالد ترامب، بادر مناصرو الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية إلى فتح زجاجات الشمبانيا والرقص على أنغام البي جيز في مصنع نبيذ بعمق الأراضي المحتلة. وقد أعلن المصنع عن طرح طبعة خاصة من النبيذ الأحمر تحمل اسم الرئيس ترامب.

اعلان

يشعر أنصار الاستيطان بأن لديهم أسبابا كثيرة للاحتفال. ففي عهد ترامب الأول، سجلت مشاريع البناء الاستيطاني في الضفة الغربية أرقاماً قياسية، كما اتخذت إدارته خطوات غير مسبوقة لدعم المطالب الإسرائيلية بشأن الأراضي، بما في ذلك: الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان.

وفي ظل الحروب الدائرة التي تواجهها إسرائيل حالياً، يأمل دعاة الاستيطان أن يقودهم دعم ترامب الحماسي إلى تحقيق هدفهم الأكبر: ضم الضفة الغربية بشكل كامل لإسرائيل – وهي خطوة يقول المعارضون إنها ستدمر آخر آمال الدولة الفلسطينية. بل إن البعض يأمل في إمكانية إعادة توطين غزة في ظل إدارة ترامب.

وقال وزير المالية الإسرائيلي المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، يوم الإثنين: "إن شاء الله، سيكون عام 2025 عام السيادة على يهودا والسامرة"، مشيراً بذلك إلى الضفة الغربية باسمها التوراتي. وأثار هذا التصريح ردود فعل دولية غاضبة، حيث أكد سموتريتش أنه سيعمل على حشد الدعم من إدارة ترامب لتحقيق هذا الهدف.

عمال بناء فلسطينون في الضفة الغربيةOhad Zwigenberg/Copyright 2024 The AP. All rights reserved

وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل سيطرت على الضفة الغربية، إلى جانب القدس الشرقية وقطاع غزة، خلال حرب الشرق الأوسط عام 1967. ويرغب الفلسطينيون في أن تصبح هذه المناطق جزءاً من دولتهم المستقبلية. وقد قامت إسرائيل بضم القدس الشرقية، وهو إجراء لا يعترف به معظم المجتمع الدولي، وفي عام 2005، انسحبت من غزة التي لا تزال في حالة حرب مع حركة حماس.

أما الاستيطان في الضفة الغربية، فقد شهد ازدهاراً غير مسبوق خلال فترة الاحتلال الممتدة، حيث يعيش أكثر من نصف مليون إسرائيلي في نحو 130 مستوطنة وعشرات البؤر الاستيطانية غير المعترف بها. بينما تدير السلطة الفلسطينية، المدعومة من الغرب، أجزاء من الضفة الغربية يتمتع فيها معظم الفلسطينيين بحكم شبه ذاتي.

ممثل عن ترامب يعد بضم الضفة الغربية

وقد تخلى ترامب في ولايته الأولى عن سياسة أميركية تقليدية كانت ترفض المستوطنات بشكل قاطع حيث قدم خطته للسلام في الشرق الأوسط التي تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بجميع المستوطنات، كما عين سفيراً مناصرًا للمستوطنات ومعارضًا لإقامة دولة فلسطينية.

لكن بعض المؤيدين للمستوطنات لا يزالون حذرين من بعض مواقف ترامب. فقد تضمنت خطته للسلام حيزاً لدولة فلسطينية، على الرغم من أن النقاد يعتبرون هذا الطرح غير واقعي. كما أن اتفاقيات التطبيع التي توسط فيها ترامب بين إسرائيل ودول عربية أخرى قد دفعت إسرائيل إلى تجميد خطط ضم الضفة الغربية.

وفي هذه الفترة الانتقالية، لم يُعلن ترامب بعد عن سياساته المستقبلية تجاه الشرق الأوسط. ومع ذلك، تشير خياراته الأولية لتعيينات السفراء إلى أن التوجه سيكون داعماً لإسرائيل، مما يزيد من احتمالية أن يُعطي ترامب الضوء الأخضر لمزيد من توسع المستوطنات.

Relatedمن بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية "السياسة تجاه الفلسطينيين ستبقى كما هي".. المواطنون في رام الله بالضفة الغربية غير متفائلين بترامببعد أيام من حظر أنشطتها..القوات الإسرائيلية تقتحم وتدمر مكتب الأونروا في مخيم نور شمس بالضفة الغربية

صرّح مايك هاكابي، الذي رشحه ترامب لمنصب السفير في إسرائيل، قائلاً: "لم يكن هناك رئيس أميركي أكثر دعماً لتأكيد سيادة إسرائيل." وأشار إلى إمكانية استمرار هذا التوجه خلال فترة ترامب القادمة.

لكن موقف نتنياهو بخصوص الضم لا يزال غير واضح. فقد امتنع متحدث باسم رئيس الوزراء عن التعليق حول هذا الموضوع. ومع ذلك، فقد عيّن نتنياهو الناشط الصهيوني المتشدد يحيئيل ليتر سفيراً لدى واشنطن، مما يعكس دعمًا سياسيًا قويًا للتوسع الاستيطاني.

وفي الضفة الغربية، تظهر لوحات إعلانية تدعو المارة إلى الانتقال للسكن في المستوطنات الجديدة. وفي بيت إيل، بالقرب من مقر السلطة الفلسطينية في رام الله، يفتخر مشروع جديد بتقديم بنايات متعددة الطوابق لتستوعب المئات، في مشهد يحاكي ضواحي إسرائيلية حديثة.

وفي المقابل، يرى الفلسطينيون أن المستوطنات تمثل انتهاكًا للقانون الدولي وعائقاً أمام السلام، مدعومين في هذا الموقف من قبل شريحة واسعة من المجتمع الدولي. وتعتبر إسرائيل الضفة الغربية جزءاً من تراثها التاريخي، وتصرّ على أن أي تقسيم للأرض يجب أن يتم عبر المفاوضات.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هآرتس: الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في تبرير النطاق الواسع لعمليات القتل في غزة لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد وزير خارجية فرنسا قبل استدعاء السفير الإسرائيلي: لضرورة عدم تكرار واقعة القدس دونالد ترامباليهوديةإسرائيلالضفة الغربيةاستيطان اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. غارات على الضاحية الجنوبية بعد مقتل 7 جنود إسرائيليين.. وحزب الله يضرب قاعدة الكرياه وسط تل آبيب يعرض الآن Next الاتحاد الأوروبي بصدد إنهاء اتفاقية الصيد البحري مع السنغال وسط انتقادات محلية يعرض الآن Next روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان يعرض الآن Next بوينغ تواجه صعوبة في الوفاء بموعد تسليم الطائرات لزبائنها.. وإضراب العمال يعقّد من المهمة يعرض الآن Next فرحة الزفاف تتحول إلى كارثة.. مصرع 18 شخصاً بسقوط حافلة في نهر السند بباكستان اعلانالاكثر قراءة لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز تقرير: تحقيق إسرائيلي يشتبه في كون نتنياهو زوّر وثائق للتملص من تقصيره في 7 أكتوبر/تشرين الأول من بينها رئيس الوزراء.. أصوات إسرائيلية تقايض ترامب بوقف الحرب مقابل ضم الضفة الغربية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29إسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةلبناندونالد ترامبروسياالحرب في أوكرانيا معاداة الساميةحكم السجنقطاع غزةسورياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • سفير أمريكا الجديد في إسرائيل: أعارض حل الدولتين ولن أستخدم مصطلح الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية
  • كيف سيتعاطى ترامب مع رغبة إسرائيل بضم الضفة الغربية؟
  • هآرتس: هكذا يضم نتنياهو الضفة الغربية
  • وزيرة الاستيطان الإسرائيلية: نستعد لإعلان السيادة على أكبر مساحة من الضفة الغربية
  • الإعلامي أحمد عيد يقدم شرحا تفصيليًا عن مساعي الاحتلال لضم الضفة الغربية
  • في أعقاب فوز ترامب: مستوطنون إسرائيليون يترقبون خطوات لضم الضفة الغربية.. فهل سيتحقق ذلك؟
  • «الخارجية الفرنسية» تدين تصريحات سموتريتش بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل
  • أنقرة: نرفض تصريحات مسؤولين إسرائيليين بشأن ضم الضفة الغربية
  • مصر تدين تصريحات سموتريتش حول ضم الضفة الغربية