لم تظهر أي مؤشرات جديدة حول الاتجاه الذي تسلكه التطورات المتصلة بالوضع في الجنوب، والتي تتأرجح بين خيار توسع الحرب او استمرارها في اطار المواجهات القائمة، الى حين بلورة الحل على جبهتي غزة ولبنان.   وبموازاة الحديث عن سعي اميركي وفرنسي ناشط لمنع توسع الحرب على جبهة لبنان، والعمل لبلورة ما يوصف باطار حل سياسي للوضع على الحدود الجنوبية، عاد الحديث امس عن المفاوضات من أجل وقف النار في غزة وتبادل الاسرى، وان واشنطن استأنفت الضغط في هذا الاتجاه.

  وكتبت "النهار": لم تتبدل صورة البلبلة الواسعة والآخذة في التصاعد حيال الاحتمالات التي تكتنف الوضع الميداني على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية والذي وصفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في جولته الجنوبية بأنه "حالة حرب"، ذلك ان "بورصة" المعطيات والتقارير والمعلومات الشديدة التضارب حول احتمالات اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل و"حزب الله" ظلت على درجة مرتفعة للغاية من التضارب والبلبلة بما باتت معه السيناريوات المتصلة بالوضع الميداني في المدى القريب المنظور تفتقر الى الكثير من الجدية والصدقية والثبات علما ان العامل الأساسي في اتساع البلبلة والتشويش يعود الى الاستنزاف الميداني الطويل الذي طبع الوضع في الجنوب والذي لم يعد مؤشراً حاسماً في استقراء ما يمكن ان يحصل في المدى الزمني المقبل ، بل ان مقياس التوقعات التي تتصل بلبنان يستند أولا وأخيرا إلى مجريات حرب غزة.   ولكن اللافت في هذا السياق ان التحذيرات والدعوات التي توجهها سفارات دول غربية وعربية وسواها إلى رعاياها لحثها على مغادرة لبنان وتجنب السفر اليه والتي تكثفت أخيراً، صارت هي المؤشر الأكثر اثارة للقلق والمخاوف خصوصا انها تتزامن وبداية موسم الصيف الذي يشهد معه لبنان اقبالا كثيفا لأعداد كبيرة من اللبنانيين المقيمين في مختلف انحاء الانتشار.   وكان لافتاً أمس ان السفارة السعودية في لبنان نشرت بدورها تنبيها جاء فيه: "تتابع سفارة المملكة العربية السعودية لدى جمهورية لبنان عن كثب تطورات الأحداث الجارية جنوب لبنان، و تؤكد على دعوتها السابقة لجميع المواطنين السعوديين إلى التقيد بقرار منع السفر إلى لبنان".

ونقلت "الديار"، أمس، عن مصادر ديبلوماسية مطلعة قولها إن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين، بعد فشل جولته الاخيرة بين بيروت و"تل ابيب"، "يولي اهتماماً للزيارة التي سيقوم بها لباريس الاسبوع المقبل، وان هناك تركيزاً من الجانبين على التنسيق فيما بينهما لبلورة اطار مشترك لحل سياسي للوضع المتفجر بين لبنان وإسرائيل".   وقالت المصادر إن "هناك تعديلاً جديداً لمبادرة بايدن، وان ما عرضه هوكشتاين في زيارته الاخيرة مرشح لهذا التعديل، وان هناك محاولة لمقاربة فرنسية - أميركية مشتركة لمشروع الحل، لكن عودته الى المنطقة تعتمد بالدرجة الاولى على تغيير ايجابي، في شأن مصير الحلول المطروحة في غزة".   ووصفت المصادر الديبلوماسية الاسبوعين او الثلاثة المقبلة بانها مهمة على صعيد بلورة المشهد المتعلق بالوضع في غزة والجنوب، لا سيما بعد فشل محاولة فصل المسارين.   وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قام امس بجولته الأولى في جنوب لبنان منذ اندلاع المواجهات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتضمنت الجولة ثلاث محطات أساسية في مدينة صور، الأولى في مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش، والثانية مراكز الإمتحانات الرسمية في المدينة، والثالثة في غرفة الطوارئ الصحية في مركز إتحاد بلديات صور.   وأكد ميقاتي في المناسبة أن "الجيش هو السند ودرع الوطن وسياجه"، مشدداً "على تمسك لبنان بالقرار 1701"، آملاً "عدم توسع الحرب في جنوب لبنان"، وقال: "نتمنى في هذا الظرف الصعب أن تمر الأمور بخير على هذا البلد وأن يبتسم الجنوب وكل لبنان. نحنُ دعاة سلم، وعلى اسرائيل أن توقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتوقف الحرب في غزة وان يطبق الجميع القرار الدولي الرقم 2735". اضاف "التهديدات التي نشهدها هي نوع من الحرب النفسية، والسؤال الذي يتردد على كل الالسن هل هناك حرب؟ نعم نحن في حالة حرب وهناك عدد كبير من الشهداء من مدنيين وغير مدنيين والعديد من القرى المدمّرة بسبب العدوان الإسرائيلي".   وقال ميقاتي يرافقه وزير التربية عباس الحلبي ، خلال تفقده مراكز الإمتحانات الرسمية في صور، والتي انطلقت متأخرة صباح أمس: "عندما بدأت الامتحانات الرسمية للتعليم المهني، وصلتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهديدات بقصف مراكز الامتحانات، وأظهرت التحقيقات التي قامت بها مديرية المخابرات انه ربما يقف خلف هذه التهديدات طلاب متضررون. والامر ذاته يتكرر على مستوى الوطن، حيث تتصاعد حدة الحرب النفسية، ولكن باذن الله فان وطننا سيتجاوز هذه المرحلة لنصل الى نوع من الاستقرار الدائم على الحدود بشجاعتكم وبسالتكم وبتضحياتكم".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

فرض حظر التجوال بدولة الجنوب و إخلاء السودانيين إلى مناطق آمنة

 

 

أصدر المفتش العام للشرطة الوطنية بدولة جنوب السودان اليوم «الجمعة»، أمراً بفرض حظر التجوال عصر اليوم إلى الفجر في جميع أنحاء البلاد في أعقاب احتجاجات ليلة الخميس، ونهب متاجر التجار السودانيين في جوبا.

جوبا ــ التغيير

يأتي هذا التطور في أعقاب والاحتجاجات الغاضبة ردا على قتل مواطنين من دولة  جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية في نهاية الأسبوع الماضي.                                                                                      فيما نشرت السلطات في جوبا عاصمة جنوب السودان تعزيزات عسكرية في الأسواق وأخلت السودانيين إلى مناطق آمنة، صباح الجمعة، إثر أعمال شغب منددة بانتهاكات يُزعم أنها ارتكبت بحق رعايا من جنوب السودان في مدينة ود مدني.

وشهدت الأحداث مقتل 3 سودانيين سقطوا قتلى فيما أصيب 7 آخرون خلال أعمال شغب في جوبا استهدفت التجار السودانيين، و اتخذت السلطات إجراءات احترازية بإغلاق سوق كونجو كونجو بجوبا وسوق الجو بمدينة واو ببحر الغزال، حيث يمتلك التجار السودانيون غالبية المحال التجارية في أسواق المدينتين.

و في تصريح لوسائل الإعلام قال الجنرال إبراهام مانيوت، إن المتاجر ومحلات الطعام، يجب أن تغلق قبل الساعة السادسة مساءً، وأكد للسكان أن الشرطة ستحمي أرواح وممتلكات الناس جميعهم.

وقال “أود أن أطمئن المواطنين بأن رجال الشرطة مسؤولون عن حياتهم وممتلكاتهم، وهم مسؤولون عن النظام العام والصحة العامة وللسكان حرية الحركة والعمل، ويمكنهم فعل ما يريدون”.

وأضاف “يمكننا اتخاذ تدابير إضافية على سبيل المثال، يجب أن نكون مستعدين لإغلاق العمل من الساعة 6 مساءً”.

وزعم مسؤول الشرطة أن الاحتجاجات الليلية لا علاقة لها بالحادث في السودان، ولكنها من تدبير المجرمين. ودعا إلى التعاون بين السكان والشرطة لضمان الأمن للمواطنين.

وبحسب مسؤول الشرطة، وُضِعَت تدابير إضافية لمنع أي انتهاكات للممتلكات العامة والخاصة، و قال إنهم يراقبون الوضع عن كثب، ودعا المواطنين إلى الإبلاغ عن أي أنشطة إجرامية، وقطع بأن الشرطة لن تتسامح مع أي انتهاكات تضر بالأمن العام، وستتعامل مع مرتكبيها وفقًا للقانون.

 

الوسوماعتداءات حظر التجوال دولة جنوب السودان

مقالات مشابهة

  • انتهت حرب السودان وستعود (جوبا) لحضن (الخرطوم) فهما (برهان) بلغه الاحباش
  • غوتيريش زار ميقاتي وتفقد اليونيفيل: إسرائيل لن تمدّد الـ 60 يوماً
  • سلفاكير يحث مواطني دولة الجنوب على ضبط النفس وعدم الإنتقام من السودانيين
  • فرض حظر التجوال بدولة الجنوب و إخلاء السودانيين إلى مناطق آمنة
  • ميقاتي: الرئيس الفرنسي وعد بمواصلة الدعم للبنان
  • ماكرون يصل لبنان.. تأكيد فرنسي على دعم القادة الجدد وتشكيل الحكومة
  • صمتت حكومة الجنوب على ألاف الضحايا الجنوبيين في المدرعات وبحري والمهندسين والفاشر وبابنوسة، فما الذي جعلها تستيقظ فجأءة ؟
  • ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته
  • زيارة ماكرون غدا: دعم فرنسي وإحياء الاقتصاد اللبناني
  • تأكيد خليجي أميركي على ردع التهديدات المزعزعة لاستقرار اليمن والمنطقة