اجتياح حي الشجاعية بين استنزاف جيش الاحتلال والفظائع والانتهاكات ضد المدنيين
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
نشر موقع "موندويس" تقريرا قال فيه إن "إسرائيل" أُجبرت على الدخول في حرب استنزاف مع إعادة المقاومة الفلسطينية تشكيل نفسها في جميع أنحاء قطاع غزة، لكن لا يظهر حجم الفظائع التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في هذه المعارك إلا من خلال الشهادات بعد انتهاء القتال.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه في ظهيرة يوم 26 حزيران/ يونيو فوجئ سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة - أحد أكبر أحياء قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من 300,000 نسمة - بالدبابات الإسرائيلية تتقدم نحو حيهم؛ حيث أطلقت النار بشكل عشوائي، بحسب وصف السكان للمشاهد الفوضوية التي عاشوها؛ حيث جمع الكثيرون حاجياتهم على عجل في أكياس كانوا قد أعدوها لجولة أخرى من النزوح.
وبحسب الموقع؛ تروي أروى عويس (22 عامًا) التي وضعت طفلها في منزلها في شارع المنطار، أنها رأت زوجها يهرع إلى المكان عندما رأى الدبابات تقترب على بعد 300 متر من منزلهم؛ حيث حملوا ما استطاعوا حمله وتوجهوا إلى مستشفى صبحة، مصرحة لـ"موندويس": "لم أكن مدركة لما كنت أفعله، فوضعت مستلزمات طفلتي الرضيعة في حقيبة، وحملتها وخرجنا إلى الشارع دون أن نرتدي ملابس مناسبة أو نلبس أحذيتنا في أقدامنا".
وذكر الموقع أنه بعد أن عانت أروى من عمليات نزوح متعددة في الأشهر السابقة، ومعرفتها بالفظائع التي كانت القوات البرية الإسرائيلية قادرة على ارتكابها من المجازر السابقة في الشمال، أدركت أروى أن البقاء لم يكن خيارًا، فانضمت إلى شقيقتها لينا، ولجأن معًا إلى شقيقة ثالثة في الضواحي الغربية لبلدة الشجاعية، وعندما اجتمعت الأخوات الثلاث، قررن النزوح من الشجاعية بالكامل، فقد كانت الأخت الثالثة التي استضافتهم تبحث هي الأخرى عن مكان آخر تلجأ إليه مع عائلتها إلى أن يبدأ التوغل في الانحسار. ففكروا في مناطق غرب مدينة غزة، أو أن يخاطروا بالذهاب إلى الجنوب وعدم القدرة على العودة.
وكانت أروى تتحرك غربًا عبر حي الشجاعية، وشاهدت المنازل المجاورة تتعرض للقصف، ولكن بمعجزة ما نجت هي وأحباءها رغم إصابة المباني والشوارع من حولهم، وقالت: "طوال الطريق كنت أنظر إلى وجه ابنتي البالغة من العمر شهرين على الرغم من مشاهد الموت والأشلاء المتراكمة فوق بعضها البعض من الطائرات المسيرة التي استهدفت السكان الفارين، لم أكن أفكر إلا في شيء واحد وهو أنني كنت أحمل ابنتي وأنقلها من منطقة إلى أخرى للمرة الثالثة في حياتها القصيرة. فكرت أنه ليس من العدل أن تشهد طفلة كل هذه المشاهد وتسمع كل هذه الأصوات".
وأوضحت أروى: "نحن لا نهرب من الموت، فلقد متنا عدة مرات بالفعل طوال فترة هذه الحرب، ونحن ننتظر توقفها، ولقد تفحمت قلوبنا بسبب ما عشناه. ولكن إذا كان لدينا حرية الاختيار، فنحن لا نريد الموت تحت الأنقاض. لا نريد أن تأكل الكلاب الضالة جثة ابنتي، لأن هذا ما يحدث عند اجتياح أي منطقة يجتاحها الجيش الإسرائيلي في غزة؛ حيث تُترك الجثث في الشوارع وتحت الأنقاض حتى تأكلها الكلاب".
ولفت الموقع إلى أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من حي الشجاعية قبل شهرين، عادت العديد من العائلات إلى منازلها المدمرة وحاولت إعادة التوطن وسط الأنقاض، لتواجه هذا الاجتياح الأخير المتجدد دون سابق إنذار؛ حيث لم يستهدف الهجوم الإسرائيلي المفاجئ الذي شنه الجيش الإسرائيلي المنطقة المحيطة بمستشفى صبحة فحسب، بل استهدف أيضًا الشجاعية بشكل عام، بما في ذلك مختلف قطاعاتها المترامية الأطراف مثل التركمان والتفاح.
وأشار الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يوجه أي إنذار للمدنيين قبل إطلاق عمليته، وبدلًا من ذلك استخدم عنصر المفاجأة لاقتحام المنطقة بقوة برية كبيرة. ووفقًا للشهادات التي جمعتها موندوفيس من سكان الحي، فوجئ الجميع بالاقتحام المفاجئ. وبعد عدة ساعات فقط من بدء الاقتحام، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات وأجرى مكالمات هاتفية مع السكان، وأمرهم بمغادرة حي الشجاعية والتوجه جنوبًا. ووفقًا لشهادات السكان، فقد حاصر الجيش الإسرائيلي المنطقة وانتشر بسرعة كبيرة.
وقال شهود عيان إن مستشفى صبحة للولادة الصغير أصبح ملجأً للعائلات التي تم إبادة غالبية أفرادها لأن أفراد عائلاتهم كانوا منتمين لحركة حماس، ومن نجا منهم لجأ إلى المستشفى بعد أن دُمرت جميع منازلهم وقُتل معظم أقاربهم.
ويهدف هذا النمط المتكرر من الاجتياحات إلى سحق المقاومة، بعد أن أهلكت الشجاعية في عمليات سابقة. ولكن على الرغم من الدمار الواسع النطاق؛ يصر السكان على إعادة البناء والمقاومة، ويصرون على العودة للعيش بين أنقاض منازلهم.
"جز العشب" كحرب استنزاف
وأفاد الموقع أن هناك نمطٌ معين في طريقة عمل الجيش الإسرائيلي ظهر حتى الآن في المناطق التي انسحب منها سابقًا بعد "تطهيرها" من المقاومة هناك. فالجيش يشن هجومًا مباغتًا، ويقتل بشكل عشوائي، ويعتقل الناس بشكل جماعي، ويحاصر الأحياء ويفتشها بيتًا بيتًا، وفي الوقت نفسه يخوض معركة مع مقاتلي المقاومة الذين يحاولون إيقاع القوات الغازية في كمائن. وعند تفتيش منزل ومداهمة آخر، يتم تنفيذ الاعتقال أو الإعدام على الفور. وقد يستمر كل ذلك لعدة أيام وأحيانًا لأسابيع، ولا تظهر الشهادات عن حجم الفظائع التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي إلا بعد انتهاء عملياته.
وأوضح الموقع أنه بعد انسحابه؛ يستمر الجيش في مراقبة المنطقة لفترات طويلة، ويعود إليها بعد انسحابه ليختبر قدرة المقاومة على إعادة تشكيل نفسها في تلك المنطقة ومواجهة الجيش مرة أخرى. لكن في كل مرة، تظهر المقاومة في كل مرة قدرة على الصمود والقدرة على الاستمرارية التي استمرت طوال أشهر من الاجتياح البري.
ووفق الموقع؛ فهذا ما فعله الجيش الإسرائيلي عندما اجتاح مستشفى الشفاء في آذار/ مارس للمرة الثانية منذ بداية الحرب، حيث فرض حصارًا على المجمع الطبي ومحيطه لمدة أسبوعين ودمره بالكامل. ووصفت شهادات الناجين كيف قام الجنود الإسرائيليون بجمع المرضى والطاقم الطبي وأعدمهم مع موظفي غزة المدنيين واللاجئين النازحين في مجزرة كبيرة قبل دفنهم في مقابر جماعية.
وتكرر النمط نفسه عندما أعاد الجيش اجتياح مخيم جباليا للاجئين في منتصف أيار/ مايو، حيث أمضى ثلاثة أسابيع في معركة مع مقاتلي المقاومة في أزقة المخيم قبل أن ينسحب في نهاية المطاف.
ويحدث الشيء نفسه الآن في الشجاعية، ومن المرجح أن تكون النتائج هي نفسها. لقد أصبحت إستراتيجية الجيش الإسرائيلي واضحة، فهي تسعى إلى "جز العشب" أينما ظهرت المقاومة في غزة مع تراجع القتال من "مرحلته المكثفة"، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أربعة أيام.
واختتم الموقع التقرير بالقول إن هناك طريقة أكثر دقة لوصف هذه الديناميكية، وهي أنها حرب استنزاف مع المقاومة؛ فخلال الساعات الأولى من اجتياح الشجاعية أعلنت فصائل المقاومة عن عملياتها الدفاعية ضد القوات الإسرائيلية، بما في ذلك تدمير دبابات وناقلات جند واستهداف مجموعات من الجنود. ولم تكد تمضي 24 ساعة على الاجتياح حتى بدأت التقارير الأولية تتوالى حتى وقت كتابة هذا التقرير عن وقوع خسائر إسرائيلية فادحة في الشجاعية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية المقاومة غزة الشجاعية غزة الاحتلال الشجاعية المقاومة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی حی الشجاعیة
إقرأ أيضاً:
المقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة رفح جنوب قطاع غزة
2024-11-18tareqسابق “الإبداع والتراث”… عرض يحتفي بالتراث في منتجات ميلادية انظر ايضاً “الإبداع والتراث”… عرض يحتفي بالتراث في منتجات ميلادية
آخر الأخبار 2024-11-18الصحة اللبنانية: 3516 شهيداً و14929 جريحاً منذ بدء العدوان الإسرائيلي 2024-11-18استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال شرق نابلس 2024-11-18محافظة اللاذقية تعدل الغرامات المترتبة على وسائط النقل العامة المتسربة من خطوط سيرها 2024-11-18استمرار تقديم الخدمات للوافدين السوريين واللبنانيين عبر معبر العريضة الحدودي بطرطوس 2024-11-18تطبيقات الجودة في قطاع الأعمال خلال فعالية لغرفة تجارة دمشق 2024-11-18الخارجية الفلسطينية تدين استمرار العجز الدولي عن وقف حرب الإبادة والتهجير في قطاع غزة 2024-11-18التطبيقات الذكية والكشف عن الأمراض بختام ندوة توظيف الذكاء الاصطناعي في الهندسة الطبية 2024-11-18كوبا تدين مجازر الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان وتطالب بوضع حد لإفلاته من العقاب 2024-11-1815 شهيداً جراء غارات لطيران العدو الإسرائيلي على عدد من المناطق اللبنانية 2024-11-18سورية تشارك في القمة العالمية للمناخ في العاصمة الأذربيجانية باكو
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر ثلاثة قوانين تسهم في تطوير آليات العمل بالقطاع السياحي 2024-11-14 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتنفيذ عقوبة العزل بحق قاضية في النياية العامة التمييزية 2024-11-02 مرسوم بتحديد الـ 7 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعدين شاغرين في دائرتي حلب وطرطوس 2024-11-02الأحداث على حقيقتها القوات الروسية تقيم 9 نقاط مراقبة بريفي القنيطرة ودرعا قرب “منطقة فصل القوات” 2024-11-18 الجيش يدمر 15 طائرة مسيرة للإرهابيين في أرياف حلب واللاذقية وإدلب 2024-11-18صور من سورية منوعات مركبة الشحن الفضائية الصينية “تيانتشو-8″تلتحم مع محطة الفضاء الصينية تيانقونغ 2024-11-16 انبعاثات الكربون العالمية تصل إلى مستوى قياسي خلال العام الجاري 2024-11-13فرص عمل الخارجية تعلن عن برنامج تدريب المقبولين للتقدم إلى المرحلة الثالثة من مسابقتها 2024-11-06 التعليم العالي تسمح للجامعات الخاصة فتح التسجيل المباشر لملء الشواغر في كلياتها 2024-11-04الصحافة استكمال المــهــمــة!!! بقلم: أ. د.بثينة شعبان 2024-11-18 المسافة صفر.. مخرز في خاصرة الاحتلال – بقلم : جمال ظريفة 2024-11-16حدث في مثل هذا اليوم 2024-11-1717 تشرين الثاني 1969 -مفاوضات بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة للحد من عدد الأسلحة الإستراتيجية على كلا الجانبين 2024-11-1616 تشرين الثاني 1970- قيام الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد 2024-11-1515 تشرين الثاني 1920-عقد أول اجتماع لعصبة الأمم في جنيف 2024-11-1414 تشرين الأول 1908- عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين يعلن عن نظرية كمية الضوء 2024-11-1313 تشرين الثاني 1935- اندلاع انتفاضة شعبية في مصر ضد الاحتلال البريطاني والحكومة التي يرأسها محمد توفيق نسيم باشا 2024-11-1212 تشرين الثاني 1847 – الطبيب البريطاني جيمس يانج سيمبسون يستخدم الكلوروفورم في التخدير لأول مرة في التاريخ
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |