الدعم السريع ترك خيبته هناك داخل الخرطوم
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
عندما يتجه الدعم السريع جنوبا من الخرطوم تارة ناحية الشرق الى جبل موية أو ناحية الغرب الى الفولة لإسقاطها ، فهو يعرف جيدا أنه ترك خيبته هناك داخل الخرطوم متجاهلا تذكر تلكم الهزيمة أو التعامل معها : القيادة العامة ، و غيرها من معسكرات القوات المسلحة في العاصمة. و هي التي حالت بينه و بين السيطرة على الدولة و تتويج قائدها ملكا لأرض النيلين.
و هي التي حولت هذه القوة من جيش منظم كبير الى عصابات يؤمها الجنوبيون و الأحباش و الأعراب من شمال و غرب أفريقيا. و أن أبناء السودان السمر تدافعوا الى القتال ضدها و إذلال مقاتليها و دفعهم الى الهرب و الإختباء في بيوت المدنيين و غرف نوم النساء . ضاقت الأرض بما رحبت على عنصر الماهرية النادر أن يظهر في المعارك أو حتى الإعلام لخوفهم الحقيقي من الإنقراض ، و أخلى دقلو و أسرته الممتدة البلاد و هم يتبجحون أنهم يسيطرون على عدة ولايات ! ، عدة ولايات لا يجد فيها أيا من أبناء دقلو سريرا آمنا للنوم و لا ظل شجرة باردا للراحة ، و قد كان مقرهم قصر الحاكم العام و مساكنهم البنايات الشاهقة شرق الخرطوم.
إنتهت على أيديهم أسطورة العربي الشهم ، فالعربي في جيش دقلو يسرق و يغتصب و لا تظهر شجاعته إلا أمام الأسرى و المدنيين و النساء و الأطفال ، لكنه يتجنب المعارك أمام الرجال و يظن أن تقنيات الإمارات و سلاحها المتطور تحميه. فأثقله حديد العربات المدرعة و أشغلته أجهزة التشويش و المسيرات ، حتى صار هدفا سهلا للصيد و الأسر.
حتى كثير من عرب القبائل في دارفور و كردفان قد اصطفوا ضده و نابذوه العداء ، و منطقهم : لئن نعيش متهمون مع بقية أهل السودان ، خير من أن نعيش مكرمون في دولة دقلو الظالمة.
دقلو ، يريد بالعودة بهذه البلاد الى تكوينها البدائي ، قبل قدوم عبد الله بن أبي السرح الى دنقلا ، يريد أن يتجاهل قرونا مديدة من التاريخ و التزاوج و التجاور و الصداقة و النسب و إخوة الأرض و الدين. يريد أن يجعل من شعوب السودان إما “أنبايات” لا مستقبل لهم في دولته ، أو عرب أقحاح يراهم في لون على يعقوب و فصاحة كيكل و وسامة البيشي.
يسيطر على الفولة فيقتل مواطنيها من النوبة دون غيرهم ، و يحاصر الفاشر فيذبح أهلها على هوية العنصر و القبيلة . و يظن أنه بهذا قد يجد طريقا لقلب الكثيرين الذين قد يوافقونه على حب العروبة و طلب النقاء . لكنه عرض آخر يرفضه أهل السودان ، و أعرف أن ذلك يؤلم أعراب الدعم أيما إيلام .
كيف للسودانيين أن يفضلوا “الأنبايات” على جودة عنصر أهل الشتات . فيهتفون للمشتركة و يحبون النوبة ، يعشقون تقاليدهم و أهازيجهم و يفرحون لصورة يظهر فيها رجلان من سكان الفاشر من غير العرب ، و هم يسحلان ابن الأكارم علي يعقوب حتى لم يبق بيت في السودان إلا و غشاه الفرح و علت منه أصوات الزغاريد و التكبير . نحن نحب سوداننا كما هو ، و ليس كما تريدون صياغته يا عرب الجاهلية . و الآن تتوافد عليكم شعوب البلاد و قبائلها و أبنائها لإفنائكم و إعادة “فزعكم” الى الصحراء التي أتى منها يتيهون فيها أربعين سنة . فالسودان أرضه محروسة و شعبه متحد ، و قراره واضح : ليس ثمة خيارات كثيرة أمام الجنجويد : الإستسلام أو الموت .
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
سودان تربيون: الدعم السريع تنقل عتادًا ثقيلًا من ليبيا إلى دارفور
كشف مصدر رفيع في القوة المشتركة للحركات المسلحة عن بدء سحب القوات من وسط البلاد إلى الفاشر بشمال دارفور، تحسبًا -فيما يبدو- لمعارك فاصلة.
وقال المصدر لـموقع “سودان تربيون”، إن قوات الدعم السريع بدأت نقل معدات ثقيلة وأسلحة نوعية من قاعدة “معطن السارة” الليبية، الواقعة على الحدود السودانية التشادية، إلى دارفور، فيما دخلت مؤخرًا في المعارك عناصر تشادية، وفقًا للمصدر.
وأفاد المصدر بأن قرار سحب القوات من الجزيرة ونهر النيل جاء اضطرارًا بعد انسحابات الدعم السريع المستمرة من الخرطوم إلى دارفور.
وأضاف الموقع أن القوات التي شاركت في استعادة ود مدني انسحبت منذ اليوم الثالث، فيما بدأ الانسحاب من جنوب شندي منذ أمس الأربعاء، بعد السيطرة على مصفاة الجيلي.
وشاركت القوة المشتركة الجيش في عدة معارك فاصلة وسط البلاد، حيث تمركزت في محور الفاو منذ بدء حصار الجزيرة في أبريل الماضي، كما شاركت في معارك مصفاة الجيلي شمال بحري، حيث تمركزت قواتها جنوب شندي قبل بدء العملية البرية في الخرطوم بعدة أشهر.
وانسحبت قوات الدعم السريع من مناطق عديدة في الخرطوم بحري بعد التحام متحركات الجيش القادمة من شمال بحري بسلاح الإشارة، وتمركزت القوات المنسحبة في شرق النيل قبل مغادرتها أم درمان عبر جسر جبل أولياء، فيما لا تزال محافظة على وجودها في كافوري.
المصدر: موقع “سودان تربيون”
الدعم السريعدارفور Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0