يعمل جيش الاحتلال منذ شهور على الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العدوان على قطاع غزة، وبات يعمل على توغلات خاطفة في بعض مناطق القطاع بهدف تنفيذ “مهام عسكرية” على حد وصفه، وهذا ما يتطابق مع آلية العمل المُعلن عنها في المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتقوم المرحلة الثالثة للحرب على تموضع جيش الاحتلال في المحاور الرئيسية، محور “نتساريم” شمالاً ومحور “فلادلفيا” جنوباً، مع عمليات إغارة تنفذها آليات الاحتلال على مواقع محددة داخل القطاع وسط غطاء جوي كثيف.


ويسعى جيش الاحتلال للقتال بهذه الطريقة تجنباً للاستنزاف المستمر لآلياته المنتشرة بشكلٍ موسع على امتداد القطاع كالشهور الأولى من الحرب، حيث مكن هذا الانتشار المقاومة من استهداف الآليات العسكرية بشكل موسع وأكثر سهولة نظراً لانتشارها، غير أن المرحلة الثالثة تقتضي بوجود الآليات في المحاور الرئيسية مما يزيد صعوبة وصول المقاومة إليها نسبياً، مع تقليل التكلفة الاقتصادية للحرب على دولة الاحتلال.
وبدأ تنفيذ هذه المرحلة بشكلٍ نسبي منذ شهر مارس الماضي عندما اجتاح جيش الاحتلال مجمع الشفاء الطبي وارتكب المجازر فيه، والعملية العسكرية الأخيرة في جباليا في شهر مايووالتي شهدت مقاومة شديدة أوقعت خسائر فادحة في جيش الاحتلال.
ومع دخول المرحلة الثالثة من الحرب، اتخذت المقاومة الفلسطينية أساليبَ جديدة في إدارة القتال وفي صد التوغلات الإسرائيلية الأخيرة، تختلف بشكلٍ أو بآخر طريقة القتال في بدايات الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع في بداية طوفان الأقصى.

كمائن أكثر خطوط دفاعية أقل
تعتمد فصائل المقاومة في هذه المرحلة من القتال على الكمائن بشكلٍ أساسي لا على خطوط دفاعية كما حدث في بداية الاجتياح البري، فبات اعتماد المقاومة على إعداد الكمائن والتصدي بالاشتباكات المباشرة على غرار القتال في حي الشجاعية يوم الجمعة.
السلاح الأبرز بيد المقاومة في هذه الكمائن هي العبوات الناسفة التي يتم من خلالها تفخيخ المنازل والأزقة وعيون الأنفاق، وتفجيرها عند اقتراب جنود الاحتلال منها، حيث يتم تفخيخ المنزل أو الأزقة بالعبوات اللازمة والانتظار حتى قدوم اقتراب جنود الاحتلال منها وسط عملية مراقبة ورصدٍ من قبل عناصر المقاومة، ثم التفجير عند دخول الهدف، هذه الكمائن هي الأكثر إيقاعاً للخسائر في صفوف جنود الاحتلال.
إضافة إلى الكمائن، تسعى المقاومة بشكلٍ دائم في المرحلة إلى اقتناص الآليات العسكرية والدبابات سواء باستهدافها في أثناء التوغلات، أم استهدافها قرب محاور التموضع.
وأبرز الكمائن التي نُفذت في هذه المرحلة الكمين المركب في حي الشابورة يوم 20 من يونيو الجاري والذي نفذته كتائب القسام، والذي شمل استهداف دبابات الاحتلال ثم مطاردة جنود الاحتلال بعد فرارهم منها والاشتباك معهم من مسافة صفر وإيقاع الخسائر بهم، إضافة لإيقاع قوة من جيش الاحتلال في كمين مطلع حزيران الحالي في مخيم جباليا حيث أعلنت كتائب القسام تفجيرها للمنزل الذي دخلته القوة.
وخلال أحد التوغلات الإسرائيلية شمال قطاع غزة في شهر مايو نفذت سرايا القدس كميناً مركباً دمرت به دبابة “ميركافا” بالكامل.

استهداف محاور التموضع..استنزاف إضافي
ولم تكتف المقاومة بتنفيذ الكمائن وانتظار التوغلات فقط، بل انتقلت إلى مهاجمة محاور تموضع جيش الاحتلال في “نتساريم” شمالاً و”فيلادلفيا” جنوباً، أبرز هذه الاستهدافات استهداف كتائب القسام لناقلة الجند قرب محور “فيلادلفيا” يوم عرفة وقُتل في العملية 8 ضباط وجنود، إضافة للقصف الصاروخي اليومي لمحور “نتساريم” شمال القطاع من قبل كافة الفصائل.

استنزاف أقل مقابل كمائن قاتلة أكثر
سعى جيش الاحتلال للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب لتجنب الاستنزاف الذي أصابه طوال الحرب، غير أنه لا يمر توغل أو اقتحام إلا وتتعرض به قوات الاحتلال لكمائن دامية تفتك بالجنود وتدمر الآليات المستخدمة، وهذه المرحلة تثبت معادلة جديدة على الأرض أن لا حماية لجيش الاحتلال في غزة في كافة المراحل والأساليب، إضافة إلى قدرة فصائل المقاومة في غزة إلى التعامل مع مجريات القتال مع القدرة على إيقاع الخسائر الدائمة في صفوف جيش الاحتلال.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أنباء عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بمعارك مع المقاومة في غزة

قالت مواقع إعلامية إسرائيلية، إن جنديا قتل على الأقل وأصيب آخرون في اشتباكات ضارية مع المقاومة شمال قطاع غزة.

وقال موقع "أخبار قبل الجميع" العبري، إن حدثا أمنيا وقع في منطقة بيت حانون في شمال قطاع غزة، و"هي منطقة ألحقت خسائر فادحة بالفعل بقوات الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى حالة من الغضب والإحباط والشكوك حول ضرورة العودة إلى تلك المنطقة القتالية.

من جهته، قال موقع "حدشوت للو تسنزورا، إن جنديا إسرائيليا قتل وأصيب عدد آخر بجروح في معارك قطاع غزة. لافتا إلى أن الحدث الذي وقع اليوم في شمال قطاع غزة، وقع في نفس المكان الذي قتل فيه الجندي الإسرائيلي "غالب النصاصرة" الأسبوع الماضي.

وفي أعقاب الحدث الأمني في شمال قطاع غزة، يحاول جيش الاحتلال الانتقام من المدنيين العزل، حيث طلب من سكان منطقة بيت حانون والشيخ زايد شمال القطاع بضرورة إخلاء المنطقة.

ولم يؤكد جيش الاحتلال أو ينفي التقارير حول القتلى والجرحى في صفوفه، ولكنه عادة ما يتأخر في الإعلان عن مثل هذه الأحداث، أو يتكتم عليها ويمنع النشر فيها.


في سياق متصل، قالت القناة 14 العبرية، إن مروحيات وطواقم إجلاء أخلت جنودا من لواء غفعاتي أصيبوا جراء انهيار مبنى عليهم في رفح جنوب القطاع. دون تفاصيل.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام بمقتل أحد جنوده خلال معارك في قطاع غزة، وهو أول قتيل يتكبده منذ استئناف حرب الإبادة وإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 18 آذار/ مارس الماضي.

وذكر جيش الاحتلال في بيان، أن "الرقيب أول غالب سليمان النصاصرة (35 عاما) قُتل خلال الاشتباكات في شمال قطاع غزة"، مضيفا أن ثلاثة جنود آخرين أُصيبوا في المواجهات نفسها، فيما تبنت كتائب القسام العملية وأسمتها كمين "حد السيف".

مقالات مشابهة

  • خشية من كمائن حماس النوعية.. ماذا قال ضابط في جيش الاحتلال؟  
  • أنباء عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بمعارك مع المقاومة في غزة
  • بدء المرحلة الثالثة من مشروع تدعيم القناة “ج1” بسهل الغاب
  • إزالة 132 حالة تعدٍ بأسوان ضمن المرحلة الثالثة للموجة الـ25.. صور
  • محمود عباس.. أي سقوط؟!
  • حماس ترد على سباب عباس.. إصرار مشبوه
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني لا يُعبر عن الإجماع الوطني
  • من مسافة صفر..اشتباكات بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال
  • سر قاله عمر سليمان لمبارك.. كيف يؤثر نزع سلاح المقاومة على الأمن القومي المصري؟
  • شركة “ميرسك” تعترف بنقل قطع “أف 35” للعدو الصهيوني