أثار أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن السيئ في المناظرة التي جمعته بالرئيس السابق دونالد ترامب مطالبات عديدة له بالانسحاب من السباق الرئاسي.

إلا أن ذلك لن يكون سهلا لأن بايدن هو بالفعل المرشح المفترض للديمقراطيين والاختيار الساحق للناخبين الأساسيين رغم مواجهته معارضة قليلة خلال الموسم التمهيدي، وحقيقة فوزه بجميع أصوات المندوبين للحزب تقريبًا تعني أنه من غير المرجح أن يُجبر على الخروج من السباق ضد إرادته.



من يستطيع أن يحل محل بايدن؟
يقول محلل شبكة "سي أن أن" والاستراتيجي الديمقراطي، ديفيد أكسلرود إن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون من أبرز المنافسين على بطاقة الاقتراع في مثل هذا السيناريو. ولكن سيكون هناك مرشحون محتملون آخرون قالوا في السابق إن بإمكانهم إدارة حملة أكثر فعالية ضد الرئيس السابق دونالد ترامب.


هل سيتحدى شخص مثل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم – الذي قدم دعمًا غير مشروط لبايدن في أعقاب مناظرة الخميس – هاريس في المؤتمر؟ وسيكون الأمر متروكاً للمندوبين ليقرروا، في سلسلة من الأصوات بعد ضغوط محمومة، من سيختارون.

وعلى الجانب الديمقراطي، هناك أيضًا مجموعة أخرى يجب وضعها في الاعتبار: "المندوبون الكبار"، وهم مجموعة تتألف من حوالي 700 من كبار قادة الحزب والمسؤولين المنتخبين الذين يصبحون مندوبين تلقائيًا بناءً على مناصبهم. وبموجب قواعد الحزب العادية، لا يمكنهم التصويت في الاقتراع الأول إذا كان بإمكانهم تغيير الترشيح، لكن لديهم الحرية في التصويت في الاقتراعات اللاحقة.

ماذا لو ترك أحد المرشحين السباق بعد المؤتمر الحزبي؟
قد يستغرق الأمر حدثًا جذريًا حتى يغادر أي مرشح السباق في الأشهر القليلة بين مؤتمر ترشيح الحزب في الصيف والانتخابات العامة في تشرين الثاني/ نوفمبر، فلدى الديمقراطيين والجمهوريين أساليب مختلفة قليلا في التعامل مع هذا الاحتمال. يمكن تخيل أن النتيجة النهائية ستكون على الأرجح أن يتقدم المرشح لمنصب نائب الرئيس ليكون على بطاقة الاقتراع في الانتخابات العامة، لكن هذا ليس مضمونًا بالضرورة.

واللجنة الوطنية الديمقراطية للحزب الديمقراطي مخولة بملء أي منصب شاغر في التذكرة الوطنية بعد المؤتمر بموجب قواعد الحزب، بعد أن يتشاور رئيس الحزب مع الحكام الديمقراطيين وقيادة الكونغرس.

هل غادر أحد المرشحين السباق بعد المؤتمر الحزبي؟
في العصر الحديث، وفقًا لـ CRS، اضطر الديمقراطي الذي ترشح لمنصب نائب الرئيس عام 1972، السيناتور توماس إيغلتون، إلى التنحي بعد المؤتمر بعد اكتشاف أنه كان يعالج من مرض عقلي.

في الواقع، كانت اللجنة الوطنية الديمقراطية بحاجة إلى عقد اجتماع لتأكيد سارجنت شرايفر باعتباره الاختيار الثاني لمنصب نائب الرئيس للمرشح الديمقراطي جورج ماكغفرن.

ماذا لو أصبح الرئيس المنتخب عاجزًا بعد الانتخابات؟
إذا كان لرئيس منتخب أن يموت، فإن التوقيت مهم مرة أخرى، وبموجب الدستور، فإن الناخبين المجتمعين في عاصمة الولاية هم من يدلون بأصواتهم من الناحية الفنية للرئاسة. في حين أن بعض الولايات تشترط عليهم التصويت لصالح الفائز في الانتخابات في ولايتهم، إلا أن لديهم حرية التصرف في ولايات أخرى.


تشير مذكرة CRS، التي تستشهد بالعديد من جلسات الاستماع في الكونغرس حول هذا الموضوع، إلى أنه سيكون من المنطقي أن يتولى نائب الرئيس المنتخب دور الرئيس المنتخب، لكن القانون نفسه غامض.

وبموجب التعديل العشرين، إذا توفي رئيس منتخب، يصبح نائبه، نائب الرئيس المنتخب، رئيسًا، وقد يكون هناك بعض التساؤلات، على سبيل المثال، حول متى يصبح الشخص رئيسًا منتخبًا. هل سيتم ذلك بعد اجتماع الناخبين في كانون الأول/ ديسمبر، أم بعد اجتماع الكونغرس لفرز أصوات الهيئة الانتخابية في السادس من كانون الثاني/ يناير؟

بايدن يعتزم الاستمرار
يذكر أن بايدن أعلن استمراره في حملته الانتخابية برغم هزة مناظرة الخميس، وأمام  حشد من أنصاره في ولاية كارولينا الشمالية، الجمعة،  اعترف بايدن بأنه "ليس شاباً"، لكنه أوضح أنه لا يعتزم ترك سباق 2024 من أجل البيت الأبيض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بايدن امريكا الحزب الديمقراطي بايدن الرئاسة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس المنتخب بعد المؤتمر نائب الرئیس رئیس ا

إقرأ أيضاً:

ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها (٢-٢)

عبد الله علي إبراهيم

(العنوان عائد لعنوان مسرحية للكاتب الألماني بيتر فايس عن الثورة الفرنسية انتجها المسرح الجامعي بجامعة الخرطوم في نحو ١٩٦٨ من إخراج عثمان جعفر النصيري. وعنوان المسرحية الأصل "جين-بول مارا" الثوري الفرنسي الجذري. وتصرف النصيري في الاسم)

ما الذي حدث لثورتنا حتى صار علينا ما رآه الكاتب الروسي مكسيم جوركي مرة عاد فيها إلى وطنه من المنفى. قال وجدت كل أحد مسحوقاً لدرجة ومجرداً من بركة الرب. وقال، "والحل الذي لا غيره هو الثقافة".

قلت أمس إننا أحسنا فهم ثورة ديسمبر من وجوه الشباب والنوع (الكنداكات) فيها، بل والعرق (الحركات المسلحة). غير أن ما لم يعرض لنا في فهمها هو أصلها الطبقي وفي قيادتها خاصة. وعرّفت الطبقة الغالبة في هذه الثورة، وفي قيادتها خاصة، بالبرجوازية لصغيرة. وكان اسم دلعها "الصفوة". وعرضت لخبرتنا كشيوعيين معها في ثورة أكتوبر خبرة خلصنا منها أنها أول من ينوء تحت كاهل ثورته، ويهدم ما بناه دون تحقيق مطلوب ثورته “لصناعة الدنيا وتركيب الحياة القادمة".
في عرض "الماركسية وقضايا الثورة السودانية"، تقرير المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي في ١٩٦٧، لتجربتنا معها في أكتوبر قال إنها مرت بطورين. حاول الحزب في أولهما السير بالثورة إلى غايات جذرية في تغيير المجتمع، ولكنه سرعان ما تراجع عن هذه الغايات إلى خطة أكثر تواضعاً حين رأى أن قيادة الثورة البرجوازية الصغيرة، وقد لوعتها قوى الثورة المضادة، لن تنهض بذلك البرنامج الثوري.
حاول الحزب في الطور الأول (اجتماع المركزية في ٤ نوفمبر ١٩٦٤) تغذية الثورة ببرنامج جذري مثل تحويل جبهة الهيئات إلى جبهة ديمقراطية تتحمل عب النضال من أجل المهام الثورية. ولمّا اتضح له أن ذلك لن يحدث أعاد النظر فيما ينبغي عمله بواقعية في اجتماع اللجنة المركزية في ١٤ يناير ١٩٦٥. فتواثق الاجتماع على أن الحكومة التي نشأت بعد الثورة ذات صفة وطنية معادية للاستعمار، وبها تمثيل مميز للقوى الثورية وبين البرجوازية الصغيرة برغم وجود القوى اليمينة في تركيبة السلطة الجديدة. ولما لم يكن واقعياً السير بالثورة كما اتفق للحزب في اجتماع نوفمبر اكتفى بالحث على الشغل لدفع الجماهير لاحتلال مواقع ديمقراطية، واكتساب أرض تكون طريقاً لنهوض سلطة وطني ديمقراطية جديدة. وعليه فقد استعد الحزب لطريق متعرج من النضال انتهى كما هو معروف بانتصار الثورة المضادة. وكانت الواقعية التي توخاها الحزب في يناير ١٩٦٥ مما لا مهرب منه. فلما طمع الحزب في أن تتحول جبهة الهيئات إلى جبهة وطنية ديمقراطية مستقرة تحمل مهام الثورة إلى غايتها وجد أن البرجوازيين الصغار قد تداعوا للتخلص منها بهدمها صامولة صامولة.
ونجح الإخوان المسلمون، يمين البرجوازية الصغيرة، في إذعار المهنيين والطلاب من جبهة الهيئات التي صارت في زعمهم بيد الشيوعيين (وكل الصفات) لخدمة خطتهم في تجميد الثورة. وهي الثورة التي عصفت بالنادي السياسي التقليدي. فمثلت لأول مرة العمال والمزارعين والمهنيين مستقلين في مجلس الوزراء، وأعطت المرأة والصبيان حق التصويت، وشرعت في تغيير صورة الريف بمراجعة أوضاع الإدارة الأهلية، وإخضاع رموز النظام القديم للمساءلة عن عوس أيديهم خلال عمر النظام. وتواثق الرجعيون على أنه لابد لتلك الثورة أن تطوي صفحتها وتتلاشى ككابوس مزعج أفاقوا منه. تماماً كما يفعلون اليوم.
لم يفت عليّ التطابق بين انقلاب البرجوازية الصغيرة على جبهة الهيئات المفترض إنها عقدة إرادتها وبين انفضاض دوائر كبيرة عن تجمع المهنيين عن لجنة تفكيك التمكين في هذه الثورة بذرائع شتى. فتوالت استقالات الهيئات عن جبهة الهيئات كشلك كشلك كشلك*: نقابة أساتذة جامعة الخرطوم، كشلك. نقابة أساتذة المعهد الفني، كشلك. نقابة خريجي وزارة التجارة، كشلك. نقابة بنك السودان، كشلك. اتحاد المستشارين القانونيين، كشلك. الإدارة العامة، كشلك، أئمة المساجد والعلماء. كشلك. نقابة وزارة الخارجية، كشلك، المحامون الشرعيون، كشلك. اتحاد وزارة الاستعلامات، كشلك. شمبات الزراعي، كشلك. جبهة التحرير الإسلامي، كشلك، الاتحاد المهني للإذاعة، كشلك. اتحاد التجار، كشلك، الجبهة الوطنية النسائية، كشلك، اتحاد الكتاب والفنانين، كشلك، اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. كشلك.
وكنت في يوم التصويت على قرار سحب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم من جبهة الهيئات. وكنا في القلة القليلة. واسودت وجوه.

*كنت نشرت مقالاً وظفت فيه كلمة "كشلك" في معرض بيان كيف انصرفت جماعات من الثوار عن لجنة إزالة التمكين لا تلوي على شيء من فرط كثافة النيران التي صوبتها الثورة المضادة للجنة. وكان ذلك وهناً.


ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • 230 فارسًا وفارسة يتنافسون على كأس التحدي للقدرة والتحمل
  • تشكيل حزب جديد في المغرب يرفع عددها إلى 38.. ماذا نعرف عنه؟
  • آخر تصريح من برّي.. ماذا أعلن عن جلسة الرئاسة؟
  • «سباق أبوالأبيض» يجمع «النخبة» في أبوظبي
  • ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها (٢-٢)
  • برعاية حمدان بن زايد.. “سباق أبو الأبيض” ينطلق غداً بمشاركة 90 محملا
  • رئيس المصري الديمقراطي يلتقي قادة الحزب الاشتراكي اليمني
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: مبادرات الرئيس السيسي تعزز التعاون بين الدول النامية
  • ماذا كشفت الخارجية الأميركية عن انتخابات الرئاسة في لبنان؟
  • ماذا حدث لثورتنا: أسأل عن الطبقة في قيادتها