القدس - صفا

طالب ذوو أسرى إسرائيليين بقطاع غزة، السبت، الأذرع الأمنية في الكيان بعدم السماح لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بنسف صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.

وقال ذوو الأسرى، في مؤتمر صحفي عقدوه أمام مقر وزارة الجيش بتل أبيب: "لا تدَعوا نتنياهو ينسف الصفقة مرة أخرى".

وناشدوا قيادة الكيان للاتفاق على وقف الحرب على غزة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.

وجاء في المؤتمر: "ما يحول بيننا وبين أحبائنا إصرار نتنياهو على عدم إنهاء الحرب ضمن صفقة".

وأضاف ذوو الأسرى: "معنى استمرار الحرب قتل المحتجزين على يد حكومة إسرائيل!".

وناشدوا وزير الجيش يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيسي الشاباك والموساد بأنّ لا يسمحوا لنتنياهو بنسف الصفقة مرة أخرى.

ولفت ذوو الأسرى إلى أن "الشعب يفهم أن نتنياهو يطيل الحرب لأسباب شخصية؛ لأن إبرام صفقة (لوقف الحرب وتبادل الأسرى) ستؤدي إلى انتخابات مبكرة ونهاية حكمه".

وفي الأسابيع الأخيرة، صعّد معارضون للحكومة وذوو أسرى إسرائيليين في غزة، من نشاطاتهم الاحتجاجية، للمطالبة بصفقة تبادل أسرى وتبكير الانتخابات العامة.

ومساء الأحد، أثار نتنياهو عاصفة سياسية وغضبا بين أهالي الأسرى، عندما صرح للقناة "14" الخاصة المقربة منه، بأنه مستعد لصفقة جزئية يستعيد بها بعض الأسرى المحتجزين في غزة، مؤكدا على ضرورة استئناف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها.

وسبق أن وافقت الفصائل الفلسطينية في 6 مايو/ أيار الماضي على مقترح اتفاق لوقف الحرب وتبادل الأسرى طرحته مصر وقطر، لكن "إسرائيل" رفضته بزعم أنه "لا يلبي شروطها".

وفي 31 مايو، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تقديم "إسرائيل" مقترحا جديدا لاتفاق من 3 مراحل يشمل "تبادلا للأسرى" بأول مرحلتين، و"إدامة وقف إطلاق النار" بالمرحلة الثانية، و"إعادة إعمار غزة" بالمرحلة الثالثة.

وعلى عكس ما جاء في خطاب بايدن، قال نتنياهو: "لم أوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح"، وإنما فقط "مناقشة" تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب.

وأكد أنه "يُصر على عدم إنهاء الحرب على غزة إلا بعد تحقيق جميع أهدافها".

فيما قالت حماس إن المقترح ليس "جديدا" كما روج بايدن، وإنما "اعتراضا" إسرائيليا على مقترح الوسيطين المصري والقطري.

ومع ذلك أكدت الحركة الفلسطينية أنها "منفتحة على التعاطي بإيجابية" مع أي مبادرة تلبي مطالب المقاومة، بما يشمل وقف دائم للحرب على غزة، وانسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوفير الإغاثة لأهالي القطاع، وإعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى.

وتشن "إسرائيل"، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلفت أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل "إسرائيل" هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: غزة الأسرى صفقة تبادل على غزة

إقرأ أيضاً:

القدس.. استنزاف مالي وانتقام من محرري صفقة طوفان الأحرار

منذ تحرر عشرات الأسرى من مدينة القدس في المرحلة الأولى من صفقة طوفان الأحرار الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس، لم يسلم هؤلاء ولا عائلاتهم وجيرانهم من الملاحقة، ومحاولات التضييق شبه اليومية من سلطات الاحتلال.

وتعددت أشكال الملاحقة، وتدخلت فيها العديد من الدوائر الرسمية الإسرائيلية التي تكاتفت لخنق المقدسيين واستنزافهم ماديا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بعد استشهاد فتى فلسطيني قاصر بسجن مجدو.. حماس: الجريمة لن تمر دون ردlist 2 of 2نزوح 15 ألف عائلة من بلدة بدارفور جراء المعارك المستعرةend of list

وأحدث ضحايا هذه الملاحقات ثلاثة أسرى من بلدتي شعفاط وبيت حنينا، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منازلهم وحررت لهم مخالفات لأسباب، يقول مختصون إنها "غير منطقية"، كعدم تنظيف العائلة فناء منزلها الخلفي، ووجود حبل للغسيل في ساحة المنزل، أو أنبوب غاز داخل المنزل للطهي أو مدفئة تعمل بالغاز.

وقال مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي في القدس، إن الأسرى الثلاثة، هم خالد الحلبي، ومراد الرجبي، ومؤاب أبو خضير.

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الاثنين منازل الأسرى المحررين: خالد الحلبي، ومراد الرجبي، ومؤاب أبو خضير، في بلدتي شعفاط وبيت حنينا بمدينة القدس المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت المنازل في موعد الإفطار، وسلمت أصحابها مخالفات مالية بآلاف الشواكل.… pic.twitter.com/SdPaiRW3zR

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) March 25, 2025

إعلان لا أساس قانونيا

وقبل أيام؛ استُهدف محررون آخرون وبعض العائلات حُررت لها مخالفات بسبب وجود نفايات الطيور على الأرض أو تساقط أوراق الأشجار في ساحات منازلهم، أو حتى بسبب وجود "علبة شوكولاتة" في غرفة الضيوف بعد تحرر الأسير باعتبار، أن ذلك أحد مظاهر الفرح بالصفقة.

وفي نظرته القانونية لهذه الإجراءات قال المحامي المختص في قضايا القدس خالد زبارقة، إنه لا يمكن وصف تصرفات بلدية الاحتلال التي تنتهجها بحق المحررين سوى، أنها تعسفية، ولا تمت للقانون بصلة، لأنه وفقا للقانون فلا سلطة للبلدية على الحيز الخاص للمواطنين.

وعليه، فإن أهداف هذه الإجراءات كيدية وغير قانونية، وتندرج ضمن سياسة ملاحقة الأسرى الفلسطينيين المحررين، خاصة أولئك الذين حُرروا في صفقة التبادل الأخيرة، وفقا لزبارقة.

وأردف زبارقة في حديثه للجزيرة نت، "لا أرى أي هدف قانوني خلف فرض هذه المخالفات سوى إشباع نهم سلطات الاحتلال بالانتقام من أبناء الشعب الفلسطيني".

وعن إمكانية إلغاء هذه المخالفات التعسفية أكد زبارقة، أنه يمكن الاعتراض عليها، وإن تمّ، تُحدد جلسة في المحكمة للتداول في أصل هذه المخالفات وقانونيتها.

"ولذلك أنصح بعدم دفع هذه المخالفات من جهة، والتوجه إلى محامٍ مختص في موضوع المخالفات من جهة أخرى من أجل تقديم طلب للمحكمة والاستمرار في الإجراءات القانونية المتبعة في موضوع المخالفات التي تفرضها البلدية" يضيف زبارقة.

زبارقة: سلطات الاحتلال تستخدم المخالفات فرضا لسياسة عنصرية تعسفية على الفلسطينيين في القدس (الجزيرة) المخالفات طالت روّاد الأقصى

وتطرق المحامي زبارقة إلى سلسلة من المخالفات التعسفية الأخرى التي استُهدف بها أخيرا كل الوافدين إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، خاصة مخالفات السير التي حُررت ضد الحافلات التي تُقلّ المصلين إلى المسجد، والمركبات التي تُركن على جوانب الطرقات بسبب عدم وجود مواقف سيارات كافية للوافدين.

إعلان

وعليه، أصبح فرض هذه المخالفات أداة تستخدمها سلطات الاحتلال لفرض سياسة عنصرية تعسفية على الفلسطينيين في القدس، وفقا لخالد زبارقة.

بدوره، قال أحد المتابعين لشؤون الأسرى في مدينة القدس، فضل عدم ذكر اسمه، إنه توقع ملاحقة المحررين وذويهم في الصفقة، وقبيل تحرر الدفعة الأولى منهم عمّم على الأهالي رسالة تضمنت التضييقات التي ستطالهم، ومنها "مداهمة المنازل ليلا ونهارا وتخريب محتوياتها، وإرسال طواقم من بلدية الاحتلال سواء من دائرة الأرنونا لأخذ قياسات المنزل، أو دائرة البناء للتأكد من عدم إضافة مساحات له، إضافة إلى اقتحامات شركة (جيحون) لمياه ومجاري القدس للتأكد من عدم وجود استهلاك غير قانوني للمياه".

شنت طواقم بلدية الاحتلال، صباح اليوم، حملة مخالفات في حي الثوري جنوبي المسجد الأقصى، وصفها المواطنون بأنها كيدية.

وقال أحد المقدسيين "بالخاوة لمّوا مخالفات، بقيمة أكثر من 7آلاف شيكل، بسبب فريزر برا الدار وغاز جوا الدار، وبسبب ورق الشجر عند باب الدار، على أتفه الأسباب".… pic.twitter.com/55R4IxO7P8

— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) July 8, 2024

مخالفات كيدية

ولا يقتصر الأمر على مداهمة المنازل، بل تطال الملاحقة مركبات ذوي المحرر، وإرسال فاحصين لمحاولة تحرير مخالفات وإشعار بعدم استخدام المركبة وإلغاء تسجيلها، أو تحرير مخالفات بسبب وجود نفايات أو أوراق أشجار في فناء المنزل.

كل ذلك تقوم به سلطات الاحتلال من أجل الانتقام من الأسير وذويه واستنزافهم ماديا، وتضييق فسحة العيش عليهم في المدينة المحتلة، وفقا للمتابع لشؤون الأسرى.

وتتراوح المخالفات بين 3 و7 آلاف شيكل (800 إلى 1900 دولار أميركي)، واستُهدف أحد المحررين في موعد الإفطار أمس، بـ 6 مخالفات قيمتها 800 دولار أميركي.

"حُررت بعض المخالفات لأن طواقم البلدية لم يعجبها نشر الغسيل في منطقة ما في المنزل، أو لأن إحدى الخزائن لا يوجد عليها قفل" وفق المختص في شؤون الأسرى.

إعلان

ولم تقف المخالفات التعسفية عند حد استهداف الأسير المحرر وأهله، بل طالت بعض الجيران، حُررت مخالفات على مركباتهم المركونة أمام منازلهم.

ونقل المتابع لشؤون الأسرى المقدسيين للجزيرة نت، شهادة زوجة أحد المحررين، طالته وجيرانه مخالفاتٌ، الأسبوع المنصرم، أن أحد الضباط الذين تواجدوا في المكان قال لها "دعي زوجك يجري مزيدا من المقابلات الصحفية.. هذا بسبب المقابلات التي أجراها وكل شيء بحسابه".

وأضاف: "بالتالي لا يريد الاحتلال، أن يكون المحررون عنصرا فعالا في المجتمع وتنتابه حالة من الغيظ بسبب تحررهم فيترجم ذلك بخطوات انتقامية جماعية".

وإضافة إلى المخالفات التعسفية، فإن كل من أُفرج عنهم من مسنين وشباب وقاصرين في الصفقة الأخيرة، تواصلت معهم مخابرات الاحتلال وهددتهم بعدم الوصول إلى البلدة القديمة ومحيطها، وسُلّم معظمهم أوامر شفهية أو مكتوبة بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك.

مقالات مشابهة

  • حماس تحذر من عودة الأسرى في توابيت وتحمل نتنياهو مسؤولية إفشال الاتفاق
  • آلاف الصهاينة يتظاهرون أمام مكتب المجرم نتنياهو لإتمام صفقة التبادل
  • القدس.. استنزاف مالي وانتقام من محرري صفقة طوفان الأحرار
  • شاهد.. نتنياهو يصف فيديو الأسيرين الإسرائيليين بـ "الحرب النفسية"
  • تقرير: إسرائيل تخطط لهجوم بري واسع في غزة بـ50 ألف جندي
  • تقرير: إسرائيل تخطط لهجوم بري واسع في غزة يشمل 50 ألف جندي
  • برلماني يطالب بعدم السماح للأطباء بمغادرة مصر إلا بعد 5 سنوات من التكليف
  • القتال أم الأسرى…ما هو الخيار المفضل لنتنياهو؟
  • رائد عامر مدير العلاقات الدولية بنادي الأسير الفلسطيني في حواره لـ«البوابة»: أسرى غزة يُعامَلون بطريقة انتقامية ووحشية بشعة.. قبل وبعد 7 أكتوبر (فيديو)
  • مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإبرام صفقة تبادل مع حماس