تعديل أميركي على مقترح اتفاق وقف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة الإمارات تنضم إلى «نداء العمل» من أجل أطفال فلسطين الأمم المتحدة: أهالي غزة يعيشون حياة بائسة ويحتاجون إلى كل شيءاقترحت الولايات المتحدة صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وتبادل إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، فيما قال مصدر فلسطيني، أنهم تلقوا رسالة أميركية جديدة عبر الوسطاء في الساعات القليلة الماضية، في مسعى لاستكمال المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق على التهدئة.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن ثلاثة مصادر مطلعة أن المسؤولين الأميركيين صاغوا صياغة جديدة للمادة 8 من أجل سد الفجوة بين إسرائيل والفلسطينيين، ويعملون مع مصر وقطر لإقناع الفصائل بقبول الاقتراح الجديد.
ويستند الجهد الجديد، الذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، إلى الاقتراح الإسرائيلي الذي وافق عليه مجلس الحرب الإسرائيلي وطرحه الرئيس الأميركي جو بايدن بخطاب ألقاه، في مايو.
وقالت المصادر الثلاثة، إن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة مع الوسطاء المصريين والقطريين تركز على المادة 8 في الاقتراح.
ويتعلق هذا الجزء بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل والفصائل أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة من أجل تحديد الشروط الدقيقة للمرحلة الثانية من الصفقة، والتي تشمل الوصول إلى تهدئة مستدامة في غزة.
وقالت المصادر إن الفصائل الفلسطينية تريد أن تركز هذه المفاوضات فقط على عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل جندي إسرائيلي حي أو محتجز إسرائيلي في غزة.
في المقابل، تريد إسرائيل أن تكون لديها القدرة على إثارة نزع السلاح من غزة وقضايا أخرى خلال هذه المفاوضات.
وأشارت مصادر أميركية مطلعة، إلى أن مسؤولي الإدارة الأميركية، لا يرون حتى الآن «طريقا واضحا»، يقود إلى وضع حد للقتال، رغم إصدار مجلس الأمن، قراراً في وقت سابق، يتبنى فيه الخطة التي أعلنها الرئيس جو بايدن لإنهاء الحرب في غزة.
ووفقاً لأربعة مسؤولين أميركيين مطلعين على مجريات الجهود المتواصلة في هذا الشأن، بات مسؤولو إدارة بايدن يستبعدون على نحو متزايد، إمكانية توصل طرفيْ المعارك إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، بموجب خطة بايدن، التي تتألف من ثلاث مراحل، تبدأ بهدنة لـ 6 أسابيع، وتنتهي بإطلاق عملية لإعادة إعمار غزة.
ويشير هؤلاء المسؤولون، إلى أن الأطراف المتحاربة في القطاع، توافق بشكل عام على بنود المرحلة الأولى، التي تتضمن انسحاباً إسرائيلياً من المناطق الآهلة بالسكان في غزة، وتبادل أعداد متفق عليها من الرهائن والأسرى.
ولكن هذه الأطراف، تختلف على الكيفية التي يمكن من خلالها، إعلان انتهاء الحرب رسميا، وهو ما يمكن أن يقوض أي توافق أوليّ فيما بينها.
وقال مسؤول أميركي، لم يُكشف عن هويته، إن «النقطة الشائكة» التي ستعترض أي اتفاق محتمل، تتمثل في تفاصيل المرحلة الثانية من الخطة، والتي يُفترض أن تتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة، في مقابل إطلاق كل الرهائن الأحياء المحتجزين لدى الفصائل، مع الانتقال إلى مرحلة «النهاية الدائمة للأعمال القتالية».
وحذر المسؤولون الأميركيون، في تصريحات نشرتها صحيفة «بوليتيكو»، من أن عدم وجود بوادر، على رغبة الأطراف المتنازعة في تقديم تنازلات متبادلة، بغية التوصل إلى حل وسط، يثير مخاوف من استمرار الحرب لفترة أطول، يشير البعض إلى أنها قد تمتد إلى نهاية العام الحالي على الأقل.
تخوفات
كما تتخوف واشنطن، من إمكانية انهيار أي اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار، قد يتم التوصل إليه بين الفصائل وإسرائيل، على ضوء تعدد التوافقات التي انهارت من قبل بين الجانبين، منذ نشوب الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، رغم الجهود الإقليمية والدولية، التي بُذِلَت على هذا المضمار.
في الوقت نفسه، تشعر المنظمات الإنسانية العاملة في قطاع غزة، بخيبة أمل إزاء تعثر محاولات وقف القتال حتى الآن.
ويقول مسؤولو هذه المنظمات، التي أطلعت الإدارة الأميركية كثيراً منها على الوضع الراهن لمفاوضات الهدنة المتعثرة، إنه لن يكون بوسعهم مد يد العون بشكل فاعل للغزيين، دون توقف المعارك.
فذلك يمثل، بحسب هؤلاء المسؤولين، السبيل الوحيد لضمان حصول فلسطينيي القطاع، على الإمدادات الغذائية والطبية التي تمس الحاجة إليها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة فلسطين إسرائيل غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
لا بايدن ولا ترامب، وإنما المقاومة
يتفاخر الرئيس الأمريكي ترامب بأنه هو الذي أسهم في التوقيع على صفقة وقف إطلاق النار مع غزة، وأن صفقة وقف إطلاق النار تعد إنجازاً تاريخياً، وبهذا التصريح يكون الرئيس الأمريكي الحالي قد زاحم الرئيس الأمريكي السابق الذي حرص على نسب اتفاق وقف النار في غزة إليه شخصياً، وإلى المبعوثين الذين أرسلهم لإنجاز المهمة. ولكن الرئيس الأمريكي الحالي ضاعف من جرعة التدخل في الحرب على غزة حين أعلن أن وقف إطلاق النار في غزة إنجاز تاريخي، وهو بهذا التصريح يؤكد أن معركة طوفان الأقصى كانت معركة تاريخية، وأقرب إلى حرب عالمية، ولاسيما أن الكثير من الدول الأوروبية، وعلى رأسهم أمريكا، كانوا شركاء بشكل مباشر، أو غير مباشر في العدوان على أهل غزة.
ومن هذا المنطلق، يطيب للإعلام الإسرائيلي أن يركز على دور ترامب في وقف إطلاق النار، وأن ضغط ترامب هو السبب في خضوع نتانياهو لصفقة وقف إطلاق النار، التي عارضها وزراء في الحكومة، أمثال بن غفير الذي قدم استقالته هو وأعضاء حزبه اعتراضاً على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. تركيز الإعلام الإسرائيلي على دور الرئيس الأمريكي ترامب في وقف إطلاق النار فيه تبرئة للجيش الإسرائيلي من الهزيمة، وفيه تبرئة لرئيس الوزراء نتانياهو من خطأ التقدير، وتوفر له مخرجاً مشرفاً من جلافة التعبير عن تحقيق النصر المطلق على حركة حماس، واجتثاثها من أرض غزة، وفرض حكم عسكري، أو حتى استيطاني جديد، بما في ذلك تهجير أهل غزة، وكسر إرادتهم في البقاء. وتجاهل الساسة الإسرائيليون حقيقة الميدان، وكمائن رجال المقاومة، والمواجهات التي أدمت ظهر الجيش الإسرائيلي، وهي في تقديري تمثل السبب الحقيقي الذي فرض على المستوى السياسي أن يخضع لتوصيات المستوى العسكري، الذي طالب بضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وعدم ترك الجنود الإسرائيليين كالبط في ساحة الرماية، كما وصف ذلك وزير الحرب السابق أفيجدور ليبرمان. قد يكون للإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة مصلحة استراتيجية في وقف إطلاق النار في غزة، ولكن المصلحة الاستراتيجية الأهم كانت للكيان الصهيوني نفسه، الذي تزعزعت ثقته بجيشه، والذي كان يعتبر الجيش هو البقرة المقدسة، القادرة على توفير الحليب للأجيال، والقادر على حمايتهم من العدوان، انهيار قدرات الجيش الإسرائيلي أمام صمود غزة، وعدم قدرته على الانتصار رغم مرور أكثر من 15 شهراً من حرب الإبادة، مثل رسالة أمنية حساسة للمستوى السياسي الذي لم يجد مفراً من الموافقة على وقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة تبادل أسرى، لم يرغب بها نتانياهو، وهو يناقش مع بقية وزرائه ـ الذين بكى بعضهم وهو يوقع على الصفقة ـ آلية استبدال كل المستوى القيادي الأعلى للجيش الإسرائيلي. بعد كل هذه الحقائق، هل يجرؤ قائد سياسي إسرائيلي على التهديد باستئناف الحرب على غزة كما يطالب بذلك المتطرف سموتريتش؟
كاتب فلسطيني