بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية)ــ أوضحت في المقال السابق المقصود بهذه الحصانات، والأساس القانوني لها، وأسبابها، وانتهينا إلى أن هذه الحصانات تُعطى للمبعوث الدبلوماسي أو طاقم البعثة الدبلوماسية  في الدولة التي يعمل بها بغرض تسهيل مهام عمله وحمايته.

ولكن لما كانت هذه الحصانة لا تُعطى لملائكة وإنما تُعطى لبشر، تنطبق عليهم القاعدة البشرية العامة وهي وجود الصالح والطالح، فترتب على وجود هذه الحصانات استغلالها من قبل بعض الدبلوماسيين  والانحراف بها عن غايتها وسببها التي وجدت لأجله.

والسؤال كيف يمكن أن يتم ذلك؟ وكيف يكون التصرف حينذاك؟ اسمحوا لي أن أوضح المقال بأمثلة ووقائع حدثت بالفعل !

الواقعة الأولى: هي قضية قتل سفير بورما في سريلانكا لزوجته.

وتتلخص وقائع القضية في أنه وصل لعلم السفير أن زوجته لها علاقات غير مشروعة خارج نطاق الزوجية، وأثناء عودتها من أحد الملاهي الليلية في سريلانكا، قام زوجها بإطلاق النار عليها أمام المنزل وقتلها، ولأنه كانت ديانتهم البوذية، فقام السفير باستدعاء بعض من رجال الدين البوذي وقامو بحرق جثتها.

ولأن إطلاق النار علي الزوجة تم أمام الجيران، فقد تداول الأمر بين الناس، ووصل الأمر لعلم سلطات الأمن في سريلانكا، وحينذاك طلبوا من السفير أن يعطيهم (رماد الجثة) كي يكشفوا عن سبب الوفاة، و يسمح لهم بدخول السفارة للتفتيش وإجراء التحقيق فرفض السفير ذلك، فقامت قوات الأمن السريلانكية بالقبض عليه ووضعه في السجن، وبعد أن أرسلت دولة السفير وفدا للتفاوض مع حكومة سيرلانكا، قامت الأخيرة بإطلاق سراحه عملًا باتفاقية فيينا.

الواقعة الثانية: قضية قتل سفير دولة زائير في فرنسا لفتاة فرنسية.

وتتلخص القضية في أن سفير دولة زائير في فرنسا، أثناء قيادته لسيارته بسرعة، قام بدهس بنت فرنسية، توفيت أثر هذا الحادث. وهنا طلبت الحكومة الفرنسية من حكومة دولة زائير سحب الحصانة من هذا السفير كي تتمكن من محاكمته، وهو بالفعل ما تم، حيث سحبت حكومة زائير الحصانة من هذا السفير، وتم تقديمه للمحاكمة أمام السلطات الفرنسية.

فهنا كما الملاحظ أنه في حالة ارتكاب أحد الأفراد الدبلوماسيين في الدولة التي يعملون بها أي من الجرائم –هو أو أسرته حيث أن عائلته أيضًا الذين معه يتمتعون أيضا بحصانات وامتيازات- فكل ما تملكه الدولة إما إعلان بأنه شخص غير مرغوب فيه وبالتالي إبعاده من الدولة، أو الطلب من دولته سحبه أو أن تطلب من دولته رفع الحصانة عنه والسماح بإخضاعة للمحاكمة في الدولة التي يعمل بها .هذا فيما يتعلق بالشق الجنائي.

وهذا كله فيما يتعلق بالحصانة الدبلوماسية المتعلقة بشخص الدبلوماسي، ولكن الحصانة الدبلوماسية ليست هذه وفقط ولكن توجد أيضًا الحصانة الخاصة بالحقيبة الدبلوماسية، والحصانة الخاصة بمبنى السفارة ومنزل السفير، والتوضيح بشأنهما والمشاكل أيضًا التي تترتب عليهما، أوضحها في المقالين القادمين إن شاء الله.

يسعدني التواصل وإبداء الرأي.

Tags: الحصانة الدبلوماسية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الحصانة الدبلوماسية

إقرأ أيضاً:

منصور بن زايد يحضر مأدبة الإفطار التي أقامها محمد بن بطي آل حامد

حضر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، اليوم مأدبة الإفطار التي أقامها معالي الشيخ محمد بن بطي آل حامد، تكريماً لسموه، بمنزله في أبوظبي.
وتبادل سموه التهاني والتبريكات مع الحضور بمناسبة شهر رمضان المبارك، متمنياً لهم موفور الصحة والسعادة في هذا الشهر الفضيل.
من جانبهم، أعرب الحضور عن أمنياتهم بأن يعيد الله هذه المناسبة المباركة على دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعبا، بالمزيد من التقدم والرخاء.
كما تبادل الحضور الأحاديث الودية حول أهمية تعزيز التواصل وتبادل الزيارات، انطلاقاً من القيم الأصيلة التي تميز المجتمع الإماراتي، خاصة في عام المجتمع الذي يهدف إلى تعزيز الروابط المجتمعية.
حضر المأدبة عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة.

أخبار ذات صلة الإمارات ترحب بإنجاز أرمينيا وأذربيجان مفاوضات السلام بينهما ملك السويد يستقبل عبدالله بن زايد في ستوكهولم المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • كيف كانت طبيعة ووظائف الدولة في فترة الحكم التركي؟
  • بحضور السفير القطري .. إفطار رمضاني بمسجد النور بمدينة بورتسودان – صور
  • كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
  • الإمارات تستثمر في الطفل لضمان استدامة النهضة وحماية المكتسبات
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • سوريا: قرار بصرف منحة مالية لكافة موظفي الدولة
  • عدالة الإمارات
  • السفير البريطاني: الإمارات نموذج عالمي في التلاحم
  • الإعلان الدستوري السوري: خطوة على طريق بناء الدولة الديمقراطية
  • منصور بن زايد يحضر مأدبة الإفطار التي أقامها محمد بن بطي آل حامد