البلاد – جدة

حضرت “الإبل” في حياة إنسان شبه الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، ولم يستغنَ عنها حتى اليوم، فبعد أن كانت مظهرًا لتميزه وثرائه، ومصدرًا لرزقه وعطائه، وأداة لسفره وترحاله؛ أضحت أيقونة ورمزًا من رموز تراثه الأصيل المستمد من تاريخه التليد.

ونتج عن هذا التواصل الإنساني مع الإبل، فن شعبي جميل يتناقله المجتمع جيلًا بعد جيل؛ يسمى” الحداء”، وهو نوع من الشعر الخفيف، الذي يقال لتطريب الإبل، وحثها على السير بتعابير شفهية تقليدية تمكّن الرعاة من مناداة إبلهم وجمعها والتواصل معها.

ويتوارث أبناء الجزيرة العربية” فن الحداء” للتواصل مع قطعان إبلهم، من خلال بعض الأصوات والتعبيرات التي اعتادت الإبل على سماعها والاستجابة لها. وبحسب المصادر التاريخية، فإن مضر بن نزار بن معد” هو أول من (حدا) للإبل” بعد أن سقط من بعيره، وانكسرت يده وصاح بصوته (وايداه! وايداه!)؛ وكان حسن الصوت؛ فأصغت إليه الإبل وجدّت في السّير؛ ومن هنا بزغت فكرة استعمال الحداء لنداء الإبل، ويذهب البعض إلى أن هذه الهمهمات ساعدت” الخليل بن أحمد الفراهيدي” على اكتشاف مفاتيح العروض والأوزان الشعرية.

ويقال: إن بداية” الحداء” كان عن طريق التدوية أو الدوّاة، وهو نداء الإبل بصوت رفيع، وجاء في بعض معاجم اللغة أن راعي الإبل إذا أراد أن يستحث إبله لتجيء إليه مسرعة؛ زجل بصوته وغنّى لها بكلمات مثل.. هَيد هيد، أو: هي دو هي دو. أو: دوه دوه. أو: ده ده بضم الدال. أو: داه داه، وهذا ما زال مستعملًا إلى اليوم جنبًا إلى جنب مع الرجز.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

غضب شعبي في لحج: احتجاجات تطالب بتحسين الخدمات ووقف تدهور العملة وسط أزمة خانقة

شمسان بوست / خاص:

في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، شهدت محافظة لحج خلال الساعات الماضية احتجاجات شعبية غاضبة، عبّر خلالها المواطنون عن استيائهم الشديد من الانهيار المستمر في الخدمات الأساسية والتدهور الحاد للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم معاناتهم وارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية.

وتجمّع العشرات من المواطنين في مناطق متفرقة من المحافظة، رافعين لافتات تطالب بتحسين أوضاعهم المعيشية، وتندد بالإهمال الحكومي المتواصل، محذرين من أن استمرار تجاهل معاناتهم قد يؤدي إلى انفجار شعبي واسع، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي جعلت تأمين الاحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء والمياه والكهرباء أمرًا بالغ الصعوبة.

وأكد المحتجون أن الخدمات العامة، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، تشهد تدهورًا غير مسبوق، حيث تعاني مناطق عدة من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، ونقص في إمدادات المياه، وتراجع كبير في مستوى الخدمات الصحية، ما فاقم معاناة المواطنين، لا سيما مع الارتفاع الجنوني في أسعار الوقود والمواد الغذائية.

وطالب المتظاهرون الحكومة والسلطات المحلية بتحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها في إنقاذ الوضع، من خلال اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الانهيار الاقتصادي وتحسين الخدمات الأساسية، وشددوا على ضرورة تدخل سريع لوقف التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية، والذي انعكس سلبًا على حياة المواطنين اليومية وزاد من نسب الفقر والبطالة.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تتزايد فيه حدة الغضب الشعبي في عدد من المحافظات اليمنية، وسط غياب حلول ملموسة من الجهات المعنية، مما يعزز المخاوف من تفجر موجات احتجاجية أكبر، إذا لم يُتخذ تحرك جاد لمعالجة الأزمة المتفاقمة في مختلف القطاعات الحيوية.

مقالات مشابهة

  • غضب شعبي في لحج: احتجاجات تطالب بتحسين الخدمات ووقف تدهور العملة وسط أزمة خانقة
  • ضبط مواطن ارتكب مخالفة رعي في محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية
  • لقاء شعبي واسع في مصياف.. تعزيز السلم الأهلي وتحسين الواقع الخدمي
  • بيرنت: ملتزمون بدعم الشعب الليبي في الحفاظ على تراثه الثقافي
  • «أبوظبي للتراث» تشارك في فعاليات الدورة الـ18 من «موسم طانطان الثقافي» في المغرب
  • ما هكذا تُورد الإبل يا عشائر العراق
  • “صور من التراث السوري” تبرز غنى الموروث الثقافي السوري في دار الأوبرا بدمشق
  • عاجل.. براءة متهم من التهم المنسوبة إليه في أحداث جزيرة الوراق
  • قبائل الحداء تعلن النفير وتؤكد الوفاء لفلسطين ومواجهة التصعيد الأمريكي
  • برنامج تعاون بين محافظة جنوب الباطنة والمتحف الوطني لحماية التراث الثقافي