يتميز الفيلم السينمائي بميزات عديدة، منها – مثلاً – جودة الحبكة في السيناريو، كلما كان عدد الممثلين قليلاً، تكون القصة بمنأى عن التشتت والعمومية في التمثيل وتداخل الأدوار بين الممثلين. ففيلم من قضايا المحاكم الإنجليزية لا يتعدى الممثلون فيه أكثر من ستة ممثلين، هم القاضي ومستشاره والمتهم والمتهم -بفتح الهاء- وممثل الدفاع وممثل النيابة.
ففيلم كهذا يتعلم منه المشاهد ثقافة القضاء ولا يتشتت ذهنه أبدًا.
وآخر مثال، فيلم “كل رؤساء الرجل الأمريكي”، الذي اكتسب دعاية لبيان فضيحة “ووترجيت”، ويأتي فيلم “الرسالة”، وبطله عبدالله غيث قمة في الدعوة للإسلام، على الرغم من كثرة الممثلين فيه.
ما تعرضه الشاشة الصغيرة من أفلام يرتقي بعضها إلى مستوى جيد، بعرضه واختيار ممثليه، ذكورًا وإناثًا، مثل MBC2، فالممثلون أكفاء ومبدعون، وقصة الفيلم دائمًا جيدة، بل ممتازة. لكن ينقصها التأقلم مع العالم خارج مقرها، فتبسيط اللغة الإنجليزية أمر مهم لتكون القصة مفهومة ويواكبها المشاهد. كما أن الأفلام طويلة، فيمل المشاهد الآخر منها، ويخسر منتج الفيلم الذي يجب عليه التعرف على الآخر، كيف يفكر، قبل مشاهدة الفيلم. ولا شك أن إنتاج الفيلم لم يدرس ثقافة الآخر، ومن الأهمية بمكان التعرف على ثقافة الآخر، فليس المهم عرض الفيلم، بل المهم معرفة الآخر، حتى لو كان لا يؤيد موضوع الفيلم الذي يهم جمهور بلده ليس إلا.
ويضيق المجال عن ضرب أمثلة لما نذهب له. إن قصة الفيلم تنتشر كلما كان موضوع الفيلم إنسانيًا، فيكتسب شهرة عالمية لدى الإنسانية أجمع.
ومن الأفلام ننتقل إلى البرامج، ومنها البرامج الترفيهية وبرامج المسابقات والسياسية والبيئية والرياضية إلخ، ويتميز كل نوع منها بميزات خاصة به، ولكل نوع منها مذيع خاص به، ولكل قاعدة شذوذ، فقد يكون المذيع يجيد أكثر من برنامج أو اثنين أو ثلاثة أو أكثر، وكل برنامج له متحدثوه من ذوي الاختصاص ، وله جمهوره الخاص.
ويمكن القول إن كل نوع من هذه البرامج له جمهوره المستهدف المنسجم مع الرسالة والمضمون. فهل احتل التلفزيون محل الأسرة والمعلمين والأطباء إلى آخره؟ ولا يغيب عن بالنا ما للجوال ورسائله من تأثير، أزاح البساط من تحت التلفزيون، كما يقول المثل، بل إن البرمجة ذات أثر خطير، فكيف يستطيع الأب – مثلاً – مراقبة أبنائه؟ فهل نستسلم؟
يمكن تحسين الخطاب اللغوي في البرامج التلفزيونية على النحو التالي:
-اللغة المستخدمة في الإعلام ينبغي أن تكون لغة فصيحة ومعيارية، كما هو منصوص عليه في تصنيف اللغويين للغة. فالمذيع والمذيعة ينبغي أن ينطقا بشكل صحيح العناصر اللغوية كالفاعل والمفعول به والأفعال بأنواعها والصفات والظروف.
-المشكلة تكمن في أداء الضيوف، حيث يُلاحظ أنهم – رغم خبرتهم في تخصصاتهم – ينطقون بعض الحروف بشكل خاطئ، مثل الخلط بين الظاء والذال.
-اقتراح قراءة المذيع/ة لكلام الضيوف قد لا يكون عملياً أو مناسباً، حيث يُعد ذلك إغماطًا لحق الضيف.
-الحل المقترح هو السماح للضيف بالتحدث بحريته، ثم توجيه ملاحظات لمدير البرنامج على الأخطاء اللغوية، على أمل أن يقبل الضيف تصحيحها في المرات القادمة، نظرًا لرغبة الجمهور في سماع اللغة الفصيحة.
-يجب إدراك أن العمل في التلفزيون أمر صعب، وأن الجمهور قد لا يكون دائمًا صبورًا تجاه الضيوف، لكن ذلك لا يبرر الأخطاء اللغوية، والأفضل معالجتها بطريقة مناسبة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
ناصر الصالح| إكتئاب حاد وجرعات مكثفة من الأدوية.. المشاهد الأخيرة من حياته
قبل عام من الآن، تحدث الملحن الراحل ناصر الصالح من خلال إحدى اللقاءات الإذاعية عن اصابته بالاكتئاب الحاد، مما جعله نادر الظهور والإعلامي والفني، ومنذ دقائق اجتاح خبر رحيله مختلف المواقع الإخبارية المحلية والعربية
اكتئاب حاد وجرعات مكثفة من الأدوية.. الرحيل الصامت لـ ناصر الصالحلم يستغرق ذلك اللقاء الإذاعي سوى دقائق غلبت فيها حالة التعب والتوهة صوت ناصر الصالح، وطلب من المذيع خالد مدخلي وقتها انهاء الإلقاء سريعًا، لعدم رغبته بالظهور لجمهوره في حالة تعبه واكتئابه، ووصف الصالح حالته بانها اكتئاب حاد وحصوله على جرعة مكثفة من الادوية تجعله غير قادر على التحدث لفترات طويلة حتى لايشعر بالإعياء.
ناصر الصالح.. وعود سرقها منه الموت
ورغم حالة الحزن التي طغت على المكالمة الإذاعية إلا انه أكد في آخر الحديث بأنه في حالة صحية أفضل من قبل ووعد جمهوره بالعودة إلى الاستوديو الخاص به والعمل على الحان جديدة، مؤكدا على محاولاته في تخطي الفترة الصعبة التي يمر بها ومحاولة استيعابه للاحداث السلبية المتلاحقة التي لم يصف أسبابها أو تفاصيلها.
ناصر الصالح موسيقار الأغنية الخليجية ولحظات انطفاء الإبداعوكان هذا الحديث الإعلامي هو الأخير في حياة ناصر الصالح، ولم يخرج لجمهوره من وقتها في حديث تفصيلي عن تطورات حالته الصحية وإلى إين وصل مستقرها، وانطفأ ضجيج ألحانه، ليُفجع اليوم العالم العربي بخبر رحيله في هدوء يخنقه ضجيج الحزن على اختفاءه فجأة من الوسط الغنائي الذي قدم فيه علامات لحنية لن تنسى مع كبار رموز الغناء العربية، على رأسهم "عبد الكريم عبد القادر، محمد عبده، خالد عبد الرحمن، نوال الكويتية، أحلام، ماجد المهندس، رابح صقر، عبد المجيد عبد الله، طلال سلامة، ذكرى، وغيرهم الذي قدم لهم ذهبيات لحنية لن ينطفىء بريقها
توفي الملحن الكبير ناصر الصالح الذي لقب بقبطان الطرب الخليجي، عن عمر يناهز 63 عامًا، بعد مسيرة تاريخية مع كبار نجوم الغناء الغربي ونجاح غير مسبوق في الموسيقى العربية.
رحيل صادم لـ قبطان الطرب الخليجي ناصر الصالحيٌعد ناصر الصالح من أهم وأشهر ملحني المملكة، كما يمتلك مكانة مرموقة في دول الخليج بسبب تقديمه العديد من الألحان التي لاقت إعجاب الكثير من المواطنين خارج وداخل المملكة.
نشأ وترعرع ناصر الصالح وسط أجواء فنية بسبب والده وأصدقائه الذي تأثر بهم بشكل كبير، وكانوا السبب وراء موهبته الفنية في التلحين.