هل تصح الصلاة في المساجد التي بها أضرحة؟.. «الإفتاء» تُجيب
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة.. أجابت دار الإفتاء المصرية، اليوم السبت، على سؤال يقول: هل الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حلال أو حرام؟
وقالت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية «فيسبوك»، إن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين جائزة ومستحبة شرعًا.
وأوضحت «الإفتاء» أنه لا يُفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ والنَّصارى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيائِهم مَساجِدَ» أنَّ الصلاة في المساجد التي بها أضرحة حرام، وذلك لأنَّ معنى: «اتخاذ القبور مساجد» الوارد في الحديث، أي: السجود لصاحب القبر على وجه التعظيم والعبادة له، كما يسجد المشركون للأصنام والأوثان، فلا حرج أن يصلِّيَ المسلم في تلك المساجد التي بها أضرحة لأحد أولياء الله الصالحين.
وأشارت الدار إلى الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الأولياء والصالحين ثابت بالكتاب، والسُّنَّة، وفعل الصحابة، وإجماع الأمة الفعلي. فمن القرآن الكريم: قوله تعالى: ﴿فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا﴾ [الكهف: 21].
ومن السُّنَّة: حديث أبي بصير رضي الله عنه، الذي رواه عبد الرزاق عن مَعمَر، وابن إسحاق في «السيرة»، وموسى بن عُقبة في «مغازيه» -وهي أصح المغازي كما يقول الإمام مالك- ثلاثتهم عن الزُّهرِي، عن عُروة بن الزُّبَير، عن المِسوَر بن مَخرَمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم: «أن أبا جَندَلِ بن سُهَيل بن عمرو دفن أبا بَصِير رضي الله عنه لَمَّا مات وبنى على قبره مسجدًا بـ(سِيف البحر)، وذلك بمحضر ثلاثمائة من الصحابة». وهذا إسناد صحيح، كله أئمة ثقات، ومثل هذا الفعل لا يخفى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك فلم يَرِد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه.
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «في مسجد الخَيفِ قَبرُ سبعين نبيًّا» أخرجه البزار والطبراني في المعجم الكبير، وقال الحافظ ابن حجر في "مختصر زوائد البزار": [هو إسناد صحيح] اهـ.
وقد ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر رضي الله عنها قد دُفِنا في الحِجر من البيت الحرام، وهذا هو الذي ذكره ثقات المؤرخين واعتمده علماء السِّيَر، كابن إسحاق في "السيرة"، وابن جرير الطبري في "تاريخه"، والسهيلي في "الروض الأُنف"، وابن الجوزي في "المنتظم"، وابن الأثير في "الكامل"، والذهبي في "تاريخ الإسلام"، وابن كثير في "البداية والنهاية"، وغيرهم من مؤرخي الإسلام، وأقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ولم يأمر بنبش هذه القبور وإخراجها من مسجد الخيف أو من المسجد الحرام.
وأما فعل الصحابة: فقد حكاه الإمام مالك في "الموطأ" بلاغًا صحيحًا عندما ذكر اختلاف الصحابة في مكان دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: [فقال ناسٌ: يُدفَنُ عندَ المِنبَرِ، وقال آخَرُونَ: يُدفَنُ بالبَقِيعِ، فجاءَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه فقال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وآله وسلم يقولُ: «ما دُفِنَ نَبِيٌّ قَطُّ إلَّا في مَكانِه الذي تُوُفِّيَ فيه»، فحُفِرَ له فيه] اهـ، والمنبر من المسجد قطعًا، ولم ينكر أحد من الصحابة هذا الاقتراح، وإنما عدل عنه أبو بكر تطبيقًا لأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يُدفَن حيث قُبِضَت روحه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم، فدُفِن في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها المتصلة بالمسجد الذي يصلي فيه المسلمون، وهذا هو نفس وضع المساجد المتصلة بحجرات أضرحة الأولياء والصالحين في زماننا.
اقرأ أيضاًحكم ترك العقيقة من المستطيع على أدائها.. «الإفتاء» تُجيب
الإفتاء توضح حكم من يصدر فتوى بغير علم.. «فيديو»
ما الإجراءات التي يجب فعلها عند اكتشاف زواجك من أختك بالرضاعة؟.. الإفتاء تُجيب
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصلاة الصلاة في المساجد حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الصلاة في المساجد الثلاثة الصلاة فی المساجد التی بها أضرحة صلى الله علیه وآله وسلم النبی صلى الله علیه رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
صلاة العيد.. كيف تؤدى وصيغة التكبيرات الصحيحة لها
مع اقتراب بدء صلاة عيد الفطر المبارك يبحث الكثير من المسلمين عن كيفية أداء صلاة العيد وصيغة التكبيرات الصحيحة، وهذا ما وضحته دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمى.
وقالت الإفتاء إن صلاة عيد الفطر المبارك سُنة مؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الرجال والنساء -حتى الحُيَّض منهن- بأن يخرجوا لأدائها.
كيفية صلاة عيد الفطروأوضحت طريقة أداء صلاة عيد الفطر وقالت:
صلاة العيد ركعتان وينوي بها صلاة العيدفى الركعة الأولى يكبر فيها سبع تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوعوفى الركعة الثانية يكبر فيها خمس تكبيرات سوى تكبيرةِ القيام والركوع، والتكبيراتُ قبل القراءة.ومن السُنة ايضا أن يقرأ بعد الفاتحة فى الركعة الأولى بـ"الأعلى"، وفى الركعة الثانية يقرأ بعد الفاتحة سورة “الغاشية”، أو بسورة "ق" في الأولى و"اقتربت" في الثانية؛ كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما ثبت في صحيح مسلم، وأن يجهر فيهما بالقراءة لنقل الخلف عن السلف.ومن السُنة أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة؛ لما روي عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْجَنَازَةِ وَالْعِيدَيْنِ" أخرجه البيهقي.واستشهدت دار الإفتاء، بـ "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم كَبَّرَ فِي الْعِيدَيْنِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى سَبْعًا وَخَمْسًا، فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الآخِرَةِ خَمْسًا، سِوَى تَكْبِيرَةِ الصَّلاةِ" أخرجه الدارقطني، والبيهقي.
واشارت الى أن السُنة أن تُصلى صلاة العيد في جماعة؛ وهي الصفة التي نَقَلها الخَلَفُ عن السلف، فإن حضر المصلي وسبقه الإمام بالتكبيرات أو ببعضها لم يقضِ؛ لأنه ذكر مسنون فات محلُّه.
واستطردت الإفتاء "إذا فرغ المصلون من الصلاة أن يخطب على المنبر خطبتين، يَفْصِل بينهما بجَلْسة، والمستحب أن يستفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبعٍ، ويذكرَ اللهَ تعالى فيهما، ويذكرَ رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويوصي الناس بتقوى الله تعالى وقراءة القرآن، ويعلِّمهم صدقة الفطر، ويُسْتَحَبُّ للناس استماعُ الخطبة" لأن الخطبة من سنن العيد.
ووضحت دار الإفتاء، الصيغة الشرعية الصحيحة والتي وصفها الإمام الشافعي - رضي الله عنه - بالحُسْن.
وقال ان صيغة تكبيرات العيد تكون كالتالي: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا ".
وقت صلاة عيد الفطرونوهت بأن وقتُ صلاة العيد عند جمهور العلماء يبدأ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب رؤية العين المجردة -وهو الوقت الذي تحلُّ فيه النافلة- ويمتدُّ وقتُها إلى ابتداء الزوال.