تستعد وزارة الصحة والسكان، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، الفترة المقبلة للاعتراف بمصر واعتمادها رسمياً كأول دولة استطاعت القضاء على الالتهاب الكبدى سى، بعدما وضعت خطة متكاملة شاركت فيها جميع الجهات والقطاعات المعنية لتوسيع نطاق التشخيص والوصول إلى العلاج وتحقيق الوقاية من الفيروس الذى استطاع استنزاف القطاع الصحى فى مصر لسنوات كثيرة.

«دوس»: علاج 4 ملايين ضمن «100 مليون صحة» وفحص 70 مليوناً

وقال الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن حملة «100 مليون صحة» استطاعت الكشف على عدد كبير من المواطنين، وسعت إلى توفير العلاج للمواطنين بشكل مجانى وتحويل الحالات الشديدة إلى المستشفيات لتلقى الرعاية الصحية اللازمة، وجعلت مصابى فيروس سى أقل من 1%، وتم علاج أكثر من 4 ملايين مواطن ضمن مبادرة «100 مليون صحة»، التى انطلقت فى 2018.

وتابع «دوس» لـ«الوطن»: «الدولة بذلت جهوداً مضنية للقضاء على فيروس سى، وسيتم قريباً الإعلان عن القضاء على فيروس سى فى مصر من خلال منظمة الصحة العالمية وسنكون دولة رائدة فى العالم، والفضل فى ذلك يعود إلى المبادرة الرئاسية للقضاء على فيروس سى».

وأضاف أن مصر حققت نجاحاً كبيراً خلال مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس سى، الذى كان يتسبّب فى وفاة من 40 إلى 50 ألفاً سنوياً، لافتاً إلى نجاح مصر وسعيها لتوفير أدوات التشخيص والوصول إلى العلاج، وتصنيع الأدوية المضادة لفيروس الالتهاب الكبدى سى فى مصانع مصرية.

«عبدالغفار» نسب الإصابة انخفضت من 14% إلى أقل من 1%

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، أن الدولة استطاعت من خلال مبادرة «100 مليون صحة» الكشف على 70 مليون مواطن على مستوى الجمهورية، مشيراً إلى أنه تم وضع خطة متكاملة شاملة بدأت بإجراء مسح طبى شامل للمواطنين وتوفير مراكز لعلاج التهاب الكبد «سى»، وتوفير الأدوية ومتابعة المرضى.

وتابع «عبدالغفار»: «مصر اعتمدت سياسة سلامة الدم والحقن، وهى أهم سياسة يمكن الاعتماد عليها لمواجهة فيروس سى وتوسيع الخدمات الوطنية للحد من ضرر الإصابة بفيروس سى»، مشيراً إلى التعاون الكبير بين مصر ومنظمة الصحة العالمية، حيث عملت مصر على تلبية معايير المنظمة فى رحلتها للتشخيص وعلاج فيروس سى، وإنشاء مصر لجاناً أُطلق عليها لجان الرصد للبحث عن أصول الفيروس «سى» والقضاء عليه ومعرفة المحافظات الأكثر انتشاراً بها والعمل على القضاء على بؤر المرض نفسه.

القطاع الصحى شهد تحولاً جذرياً فى عهد «السيسى» وخطة متكاملة للتشخيص والوقاية

وأوضح المتحدث الرسمى لوزارة الصحة أن الحملة التى أجريت خلال 7 أشهر للمصريين وغير المصريين المقيمين على أرض مصر، وأطلقت على مستوى الجمهورية، قامت بتوفير أدوات التشخيص فى 700 موقع من خلال 200 مركز للعلاج من فيروس سى، مؤكداً أن مبادرة 100 مليون صحة خطوة تاريخية نالت شهادات عالمية، لأن مصر أول دولة تستطيع إجراء هذا المسح الطبى لهذا العدد من المواطنين.

وأضاف أن نسب الإصابة بفيروس سى حالياً فى مصر أصبحت أقل من 1%، بعد أن كانت 14%، مشيراً إلى أن مصر كانت من الدول الأولى فى الإصابة بفيروس سى، والقيادة السياسية فى مصر نجحت فى السيطرة على الفيروس، الذى كان يؤدى إلى معدلات مرتفعة من الوفيات، وأنهك أكباد المصريين من قبل.

فى سياق متصل، قال الدكتور عمرو قنديل، مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائى، إن مصر لا تزال ملتزمة بالعمل على تحقيق أهداف مبادرة «100 مليون صحة»، وتوسيع نطاق الجهود للقضاء على فيروس سى فى القارة الأفريقية، مشيراً إلى أنه خلال أسابيع نتوقع أن يتم الإعلان عن مصر خالية من فيروس سى من قِبل منظمة الصحة العالمية، حيث تم رفع الملف الخاص بمصر بما تم عمله إلى المنظمة لفحصه والاعتماد عليه بشكل رسمى.

وتابع مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائى: «ملف الفيروسات الكبدية فى مصر يُدار بشكل احترافى، وهناك توجيهات من وزير الصحة والسكان لتوفير جميع التطعيمات اللازمة حتى تطعيم التهاب الكبدى «بى» للأطفال، لضمان حياة صحية آمنة لهم، وفيروس «بى» أصبح مثل لقاح شلل الأطفال متاحاً للجميع، ويتم تطعيم حديثى الولادة لمنع الإصابة».

وأوضح «قنديل» أنه تم تحديث جدول التطعيمات الإجبارية فى مصر للأطفال، لتحديث التطعيم بالتهاب الكبدى «بى»، وتطعيم شلل الأطفال، لافتاً إلى أن الهدف من التطعيم ضد شلل الأطفال هو الحفاظ على مصر خالية من هذا المرض، وفقاً لإعلان منظمة الصحة العالمية، وإضافة التطعيم المستحدث، والذى يتم الإعلان عنه من قِبل منظمة الصحة العالمية.

وأضاف أن مصر كان لها دور وأثر كبير فى التجربة العالمية للقضاء على التهاب الكبد خلال عام 2022، حيث شاركت مصر فى وضع وتصميم الدلائل الاسترشادية الخاصة بأساليب التصدى لالتهاب الكبد الفيروسى عام 2012، لافتاً إلى أن وزارة الصحة والسكان تسعى جاهدة فى ملف الفيروسات الكبدية لتحقيق أعلى درجة من الجودة والخدمة لصالح المواطن أولاً.

وثمّن الدكتور أحمد السبكى، رئيس هيئة الرعاية الصحية، الدور العظيم الذى قدّمه الأطباء خلال مبادرة الرئيس «100 مليون صحة» للقضاء على فيروس سى، الفيروس الذى كان يشكل سبباً قوياً فى زيادة عدد الوفيات بشكل سنوى، متابعاً: «نفخر أن تعلن منظمة الصحة العالمية مصر أول دولة تستطيع القضاء على فيروس سى، مشيراً إلى أن مصر نجحت فى تقديم أكثر من 145 مليون خدمة لأكثر من 70 مليون مواطن خلال المبادرة».

وأضاف «السبكى» أن مصر تمتلك نظام رعاية صحية فعالاً وقوياً، ولديها خبرات نستطيع أن ننقلها لأى دولة، مشيراً إلى أهمية دور مصر فى مجال توحيد الجهود مع المجتمع الدولى للقضاء على الفيروسات الكبدية وتحقيق أهدف التنمية المستدامة 2023 للنهوض بالصحة العامة للمواطنين.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة الصحة فيروس سى 100 مليون صحة المبادرات الرئاسية منظمة الصحة العالمیة الفیروسات الکبدیة القضاء على ملیون صحة إلى أن فى مصر أن مصر

إقرأ أيضاً:

قدرات احتياطية ووسائل للردع.. كيف تستعد أمريكا وروسيا للحروب النووية؟

تصعيد غير مسبوق تشهده العلاقات الروسية الأمريكية، منذ قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، رفع الحظر عن استخدام أوكرانيا الأسلحة الأمريكية، واستخدام صواريخ «أتاكمز» أمريكية الصنع لضرب العمق الروسي، الأمر الذي اعتبره مجلس الدوما الروسي إعلان عن بداية حرب عالمية ثالثة.

وفي أعقاب القرار، نشرت العديد من التقارير الروسية والأمريكية عن احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة والقوى النووية للبلدين، وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن العقيدة النووية الروسية، بينما تحدث الأميرال توماس بوكانان، مدير مديرية التخطيط والسياسات في القيادة الاستراتيجية الأمريكية عما بعد النووي.

الحفاظ على الاحتياطي الاستراتيجي ضرورة حال تبادل الضربات النووية

الأميرال توماس بوكانان، مدير مديرية التخطيط والسياسات في القيادة الاستراتيجية الأمريكية، تحدّث عن أهمية الحفاظ على الاحتياطي الاستراتيجي حال حدوث تبادل للضربات النووية، وذلك خلال كلمته في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، حيث أكد ضرورة تجنب أي تبادل للضربات.

وأشار الأميرال إلى أنّ «الجميع سيتفق على أنّه إذا اضطررنا إلى تبادل الضربات، فإننا نرغب في أن يكون ذلك بشروط مقبولة قدر الإمكان للولايات المتحدة»، مبيّنا أنّ الوضع بعد تبادل الضربات النووية سيكون غير مرغوب فيه، وأنّ الظروف المقبولة يجب أن تضمن للولايات المتحدة الحفاظ على مكانتها الرائدة عالميا، ما يتطلب الاحتفاظ بقدرات استراتيجية احتياطية.

وأضاف: «يجب أن نحتفظ بقدرات احتياطية، فلا يمكن إنفاق جميع الموارد على الانتصار فقط، لأن ذلك سيجعلنا بلا وسائل للردع».

روسيا تعدل عقيدتها النووية

في سياق متصل، وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الماضي، على أسس سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، حيث أصدرت الوثيقة المرفقة التي تحدد ملامح هذه السياسة. وفقا «روسيا اليوم».

وأكدت الوثيقة أنّ سياسة الردع النووي الروسية دفاعية بطبيعتها، وتهدف إلى الحفاظ على قدرات القوات النووية لضمان الردع وحماية سيادة الدولة وسلامتها، مع ردع أي عدوان محتمل من قبل الأعداء. كما تنص على أنّ أي عدوان من دولة غير نووية ضد روسيا أو حلفائها، بدعم من دولة نووية، يعتبر هجوما مشتركا.

وتدخل هذه السياسة حيز التنفيذ اعتبارا من تاريخ توقيعها، ما يوسع إمكانية استخدام روسيا للأسلحة النووية في ظل ظروف معينة، خاصة في حال وجود تهديد خطير لسيادتها.

وذكرت وكالة «تاس» الروسية، أنّ التعديلات على العقيدة النووية تم إعدادها وجاهزة للتصديق الرسمي، حيث اعتبر المتحدث باسم الكرملين هذه الخطوات ضرورية في ظل الظروف الحالية.

ما هي العقيدة المحدثة؟

- اعتبار العدوان على روسيا وحلفائها من قبل دولة غير نووية بدعم من دولة نووية هجوما مشتركا.

- تأكيد استعداد روسيا لاستخدام الأسلحة النووية حال وجود تهديد خطير.

- تحديد العدو المقصود بالردع النووي.

- التعامل مع أي هجوم بالصواريخ الباليستية على روسيا كسبب لاستخدام الأسلحة النووية.

يتطلع الكرملين إلى جعل «الأعداء المحتملين» يدركون حتمية الرد على أي اعتداء، مع التأكيد على أنّ أي اعتداء على روسيا أو بيلاروسيا بأسلحة تقليدية سيؤدي إلى رد نووي إذا شكل تهديدا واضحا.

مقالات مشابهة

  • كندا تؤكد رصد الإصابة الأولى بسلالة فرعية من فيروس "جدري القردة"
  • كندا تؤكد رصد الإصابة الأولى بسلالة فرعية من فيروس جدري القردة
  • محمد بن زايد ورئيس إندونيسيا يؤكدان دعم العمل الدولي متعدد الأطراف لمواجهة التحديات العالمية
  • “الصحة العالمية” تحذر من خطورة جدري القرود: لا يزال يشكل حالة طوارئ تثير القلق الدولي 
  • ماذا بعد قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وجالانت؟.. المحكمة: ارتكبا جرائم حرب في قطاع غزة.. خبراء: الحكم انتصار تاريخي للقضاء الدولي.. وتنفيذه مرتبط بجدية الـ 124 دولة
  • منظمة الصحة العالمية : جدري القرود ما يزال يشكل حالة طوارئ تثير القلق الدولي
  • «الصحة العالمية»: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة
  • قدرات احتياطية ووسائل للردع.. كيف تستعد أمريكا وروسيا للحروب النووية؟
  • صادرات الشاي التركي تتخطى 19 مليون دولار في 10 أشهر
  • التوقيع على مخطط عمل بين الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية