امتلاكُ اليمن الصواريخَ فرط صوتية.. ما أهميتُها وكيف ستغيِّــرُ خارطةَ المواجهة؟
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في إطار التصنيع وَالتطوير المُستمرِّ للقدرة الصاروخية، حقّقت قواتنا المسلحة -بعون الله تعالى-، ثورةَ تطوير متقدِّمةً على المستوى التقني والتطبيقي والعلمي؛ لإنتاج منظومات متنوعة من الصواريخ الهجومية،
التي وصل بعضها حَدَّ منافَسةِ النظائر الصاروخية التي تصنعها الدول الرائدة عالميًّا؛ فخلال المراحل الأخيرة حقّقت دائرة الصناعات الدفاعية -بفضل الله تعالى، وتسديده- اختراقاً تكنولوجياً في صناعة أجيال من نُظُمِ الصواريخ الباليستية أرض – أرض التي تنافس إصدارات (روسيا – الصين – كوريا الشمالية)، منها صواريخ ذات الدقة العالية والمجنَّحة والصواريخ النقطية والصواريخ فرط صوتية، التي تعتبر أحدث تكنولوجيا.
ماذا يعني صاروخ فرط صوتي؟
من المعلوم تقنياً وعسكريًّا أن الصواريخ بشكلها العام أخذت أطوارًا متفاوتة في تطور تقنياتها وخصائصها كالسرعة والمناورة ودقة الاستهداف، وكان التسلسل المرحلي لسباق التسلح بدأ في صناعة صواريخ ذات سرعات عند مستوى سرعة الصوت 1235 كم /ساعة كأول تقنية صاروخية بدأت ترى النور بعد الحرب العالمية الثانية.
أما الفترة الثانية فكانت صناعة صواريخ فوق سرعة الصوت 2 إلى 4 ماخ وهو النوع الجديد المتطور الذي تم تصنيعه خلال 20 سنة الماضية.
أما الفترة الأخيرة كانت صناعة صواريخ فرط سرعة الصوت؛ أي 9 إلى 10 ماخ وهذا آخر إصدار للصناعات الصاروخية التي رأت النور خلال عامَي 2021-2022، حَيثُ أنتجت روسيا ثلاثة طرازات مختلفة من هذه الصواريخ وكانت الدولة الأولى التي وصلت لهذا الإنجاز وتبعتها دولة الصين والجمهورية الإسلامية في إيران.
الخصائص التي تتميز بها الصواريخ فرط صوتية ليس فقط السرعة بل القدرة على المناورة وإصابة الأهداف؛ لذا يمكن أن نتحدث عن ميزاتها الرئيسية كالتالي:
1- القدرة على المناورة العالية؛ فالصاروخ فرط صوتي يتخذ مسارات تحليق موجية يمكنها تفادي نطاق الرادارات وأنظمة الاستشعار الجوية.
2- القدرة على التسارع من 1 ماخ إلى 10 ماخ وهي سرعة كافية بأن تجعل ذرات الهواء المحيطة تتأين بشكل كبير؛ ما ينتج طبقة من البلازما التي تغطي الرأس الحربي أثناء تحليقه، وهذه الطبقة تمنح الصاروخ الإفلات بشكل فعال من الرادارات وأجهزة الإنذار المبكر الجوية والأرضية.
3- ضرب الأهداف بدقة عالية وبهوامش خطأ قد تصل للصفر، ومن خلال شحنة المتفجرات الكبيرة والسرعة العالية التي قد تصل 9 ماخ يمكن للصاروخ فرط صوتي الانقضاض على الهدف بقوة نيران مدمّـرة.
لذلك هذه الخواص الاستثنائية هي ما تجعل الصواريخ فرط صوتية تتصدَّرُ قائمةَ أهم الأسلحة الاستراتيجية في مضمار التنافس الدولي، وتمنحها الرقمَ الصعبَ في موازين القوة، حَيثُ نجحت روسيا والصين وكذلك إيران من الوصول لإنتاج هذه التقنيات وطوَّرت أجيالاً وأنواعاً ضاربة من الصواريخ التي تبلغ سرعات من 6 ماخ إلى 20 ماخ، فيما أمريكا التي تدَّعي نفسها بأنها الدولة المهيمنة تقنياً فشلت في التوصل لأي نجاح في هذا التنافس، وقد حاولت شركاتُ التصنيع الأمريكية، في مقدمتها شركة لوكهيد مارتن، تجريب نماذج من الصواريخ التي طوَّرتها في المراحل الماضية لتنتهي بفشل تقني ذريع وفضائحي، حَيثُ كانت آخر محطات الفشل هي تجربة صاروخ “إيه جي إم – 183” من على متن الطائرة “بي – 52 إتش” الذي فشل تماماً.
اليمن في نادي سباق التسلح الدولي:
إنّ وصول اليمن لعتبة امتلاك وتطوير هذه الصواريخ الاستراتيجية يعتبر أمرًا استثنائيًّا واختراقاً تكنولوجياً كبيراً يجعل اليمن الدولة السادسة عالميًّا في النادي الصاروخي الذي يجمع الدول العظمى فقط.
أما على مستوى موازين القوة فاليمن -بعون الله تعالى- أصبح يمتلك ذراعاً نارية أكثر قدرة وفاعلية.
ففي ظل الحرب البحرية التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية ضد تحالف الشر الأمريكي البريطاني الإسرائيلي صارت تمتلك عنصرَ قوة يخوِّلُها تحقيقَ ضربات دقيقة وَمدمّـرة في نفس الوقت ضد أساطيل وسفن هذا التحالف.
فالصاروخ فرط صوتي وبالتحديد صاروخ حاطم 2 الذي تم الكشف عنه مؤخّراً يمكنه -بعون الله تعالى- توجيه ضربات قاتلة للسفن والمدمّـرات وكذلك حاملات الطائرات الأمريكية؛ فالبُعْدُ التقني لهذا الصاروخ يجعله ذا كفاءة عالية للإفلات من أحدث نُظُم الدفاع الجوي وتحقيق استهدافات ناجحة ودقيقة وتدميرية جدًّا.
لذا نؤكّـد -بفضل الله تعالى- أن اليمن اليوم لم يعد يمنَ الأمس، وَإذَا لم يتوقف العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة وتتوقف حرب الإبادة والحصار والتجويع للفلسطينيين في غزة فالعمليات القادمة ستكونُ مؤثِّرة لدرجة إغراق السفن والمجموعات البحرية وتصل مفاعيلُها إلى عظم العدوِّ الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني.
زين العابدين عثمان_ باحثٌ في الشأن العسكري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: من الصواریخ الله تعالى صواریخ فرط فرط صوتیة فرط صوتی
إقرأ أيضاً:
تصاعد الهجمات الحوثية على إسرائيل.. الاحتلال يتعهد بعدم السماح بمواصلة إطلاق الصواريخ من اليمن.. وإعداد استراتيجيات للرد تتضمن اغتيالات وتدمير البنية التحتية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد دولة الاحتلال الإسرائيلي تصعيدًا متزايدًا في الهجمات الصاروخية الباليستية من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، حيث تم تسجيل أربع هجمات خلال الأسبوعين الماضيين، كان آخرها ليل أمس.
ووفقًا لتحليل لصحيفة جيروزاليم بوست، اعترضت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "آرو" الصاروخ الحوثي دون وقوع إصابات، لكن هذه الهجمات أثارت مخاوف متزايدة بشأن التهديدات القادمة من اليمن.
الرد الإسرائيلي: تصريحات وتحذيرات قويةوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، زار بطارية الدفاع الجوي عقب الهجوم الأخير، متعهدًا بعدم السماح للحوثيين بمواصلة استهداف إسرائيل، وأكد كاتس: "سنستهدف قادة الحوثيين في صنعاء وفي أي مكان آخر في اليمن." كما أشار إلى أن إسرائيل ستستخدم استراتيجية مشابهة لتلك التي طبقتها ضد حماس وحزب الله، والتي تضمنت اغتيالات وتدمير البنية التحتية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في تصريحات سابقة أن إسرائيل سترد بقوة وحزم وباستخدام أساليب متطورة ضد الحوثيين. وأضاف أن التصعيد المستمر لن يمر دون عواقب، في إشارة إلى تكثيف الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن.
الحوثيون: هجمات بلا رادععلى الرغم من الضربات الجوية الإسرائيلية، يبدو أن الحوثيين غير رادعين، بل إنهم يستمرون في إطلاق الصواريخ كجزء من استراتيجيتهم لتحدي الردود الإسرائيلية. يُذكر أن الحوثيين طوروا برامجهم الصاروخية والطائرات المسيرة بدعم إيراني، مما جعلهم قادرين على شن هجمات بعيدة المدى، رغم الظروف الجغرافية الصعبة في اليمن.
الدروس المستفادة من الجبهات الأخرىيشير خبراء عسكريون إلى أن تجربة إسرائيل في غزة ولبنان قد لا تكون قابلة للتطبيق في التعامل مع الحوثيين. فعلى الرغم من نجاح العمليات الإسرائيلية في إضعاف حماس وحزب الله، إلا أن الحوثيين يتمركزون في مواقع جبلية صعبة الوصول، مما يجعل عمليات استهدافهم أكثر تعقيدًا.
كما أن الضربات الجوية وحدها لم تحقق أهدافها في غزة، حيث لا تزال حماس تسيطر على أجزاء كبيرة من القطاع وتواصل إطلاق الصواريخ. الوضع في اليمن قد يتطلب استراتيجيات أكثر شمولية لمعالجة التهديدات الحوثية.
تحديات أمام إسرائيلمع استمرار الهجمات، يُجبر ملايين الإسرائيليين في وسط البلاد على البقاء في الملاجئ، مما يعكس مدى الخطر الذي يشكله الحوثيون. وبينما تواصل القيادة الإسرائيلية إصدار التصريحات الحادة، تظل التحديات العملياتية والاستراتيجية قائمة، مما يتطلب تحركًا أكثر فعالية لتغيير المعادلة على الأرض.