بالتزامن مع زيارة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى ولاية سنار وسط البلاد، هاجمت قوات الدعم السريع مدينة سنجة، عاصمة الولاية، مستهدفة ارتكازات قوات الجيش، وتوغلت داخل الأحياء السكنية، وفق ما ذكرته مصادر محلية.

 

ووصل البرهان، السبت، إلى مدينة سنار في زيارة مفاجئة، تفقّد خلالها قواته في الخطوط الأمامية في المدينة، بعد أيام قليلة من استيلاء «قوات الدعم السريع» على بلدة جبل موية المهمة، التي تبعد حوالي 24 كيلومتراً غرب مدينة سنار.

ونشرت الصفحة الرسمية لمجلس السيادة على موقع «فيسبوك» صوراً للبرهان وهو يتحدث إلى كبار القادة والضباط، وأخرى وهو يتناول وجبة الإفطار مع الجنود.

 

وقال مقيمون: «إن (قوات الدعم السريع) هاجمت سنجة من الاتجاه الغربي، وتوغّلت إلى داخل الأحياء السكنية». وأضافوا: «سمعنا أصوات الذخيرة الحية والاشتباكات في أنحاء مختلفة من المدينة». ونشرت حسابات تابعة لـ«الدعم السريع» على منصة «إكس» أخباراً عن معارك ضارية تدور في محيط «الفرقة 17» التابعة للجيش السوداني.

 

البرهان في سنار

وقال إعلام مجلس السيادة في بيان، إن رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، وصل إلى مدينة سنار، وكان في استقباله والي الولاية المكلف محمد علي عبد الله، وقادة المناطق العسكرية في سنار والنيل الأزرق. واستمع البرهان إلى تقرير مفصل حول الموقف العملياتي بالقطاع، واستعدادات القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين من المقاومة الشعبية «لصد أي محاولات من قبل العدو لزعزعة أمن واستقرار ولاية سنار»، كما تفقد أيضاً الخطوط الأمامية للدفاعات، و«وقف على جاهزيتها لدحر المتمردين من ميليشيا (الدعم السريع) الإرهابية».

ووفق البيان، أشاد البرهان بـ«الأداء البطولي الذي قدّمه أبطال القوات المسلحة والقوات النظامية في دحر الميليشيا، كما تفقد جرحى معركة الكرامة من النظاميين والمواطنين» في مستشفى كفاح التخصصي بمدينة سنار.

 

وتبعد سنجة، عاصمة الولاية التي هاجمتها «الدعم السريع» اليوم السبت، حوالى 60 كيلومتراً عن سنار، التي يزورها البرهان. ولم يصدر عن إعلام مجلس السيادة ما يؤكد مغادرة البرهان للمدينة، في حين ظل يواصل نشر مقاطع فيديوهات لبرنامج الزيارة.

 

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة لعدد من المواطنين يفرون في كل الاتجاهات، في حين تُسمع بوضوح، أصوات الرصاص من خلفهم. ولم يصدر أيضاً أي تعليق رسمي من الجيش السوداني حول الهجوم، لكن حسابات مناصرة له في وسائل التواصل تحدثت عن تسلل محدود لـ«قوات الدعم السريع» جرى التعامل معه. وكانت «قوات الدعم السريع» قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن سيطرتها الكاملة على منطقة جبل موية، القريبة من مدينة سنار، وأجبرت الجيش السوداني على الانسحاب والتراجع إلى دفاعاته في مدينة سنار، كما هاجمت مواقع الجيش في الأطراف الشمالية لمدينة سنار، إلا أنه تصدّى لها، وأجبرها على التراجع إلى مناطق سيطرتها في جبل موية.

 

قتلى وجرحى في قصف جوي

وقال «المرصد الوطني لحقوق الإنسان» إن طيران الجيش السوداني نفذ غارتين جويتين في مدينة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة المأهولة بالسكان، أسفرت عن مقتل العشرات من النساء والأطفال، والمئات من الجرحى الذين وُصف وضعهم بـ«المأساوي جداً». ودعا المرصد في بيان على منصة «إكس» إلى وضع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في صورة «جرائم الحرب التي يرتكبها طيران الجيش السوداني باستمرار ضد المدنيين»، داعياً إلى إدانة هذه المجازر المتكررة، والعمل على حظر استخدام الطيران العسكري ضد المدن المأهولة بالسكان.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بالتزامن زيارة البرهان الدعم السريع يهاجم ولاية سنار عاصمة الولاية مدينة قوات الدعم السریع الجیش السودانی مدینة سنار

إقرأ أيضاً:

«الدعم السريع» تتحدث عن «انتصارات ساحقة»… والجيش يحقق تقدماً في الخرطوم .. معلومات عن مقتل مئات في معارك طاحنة بالنيل الأزرق وصحراء دارفور

تضاربت تصريحات أطراف الحرب في السودان. فبينما أعلنت «قوات الدعم السريع» تحقيق انتصارات وصفتها بأنها «ساحقة»، على الجيش وحلفائه في ولايتي النيل الأزرق وشمال دارفور، أُفيد بأن الجيش حقق تقدماً طفيفاً في مدينة الخرطوم بحري.

وقالت «قوات الدعم السريع» إنها قتلت 270 من أفراد الجيش قرب منطقة بوط بولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي السودان، كما قتلت 300 من أفراد القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح في اشتباكات دارت في الصحراء قرب منطقة المالحة بولاية شمال دارفور، ودمرت عدداً كبيراً من الآليات، وسيطرت على مركبات قتالية. لكن القوات المشتركة التي تساند الجيش، قالت إنها حسمت المعارك لصالحها، وألحقت خسائر فادحة بـ«الدعم السريع» وقتلت 460 من أفراد هذه القوات، بينهم قادة ميدانيون بارزون.

وفي ظل تضارب البيانات الصادرة عن الطرفين بشأن معارك شمال دارفور، وزَعْم كل منهما الانتصار على الآخر، وإلحاق خسائر فادحة به، قالت مصادر مستقلة إن طرفَي المواجهات تكبدا خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مضيفة أن «قوات الدعم السريع» خسرت أحد قادتها؛ لكن خسائر القوات المشتركة كانت أكبر.

ولم يعلِّق الجيش فوراً على بيان «الدعم السريع» بخصوص معارك منطقة بوط بولاية النيل الأزرق؛ لكن مصادر مستقلة أكدت أن القوات التي أرسلها الجيش لاسترداد منطقة بوط تعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وأن ما تبقى منها تراجع إلى مدينة الدمازين، حاضرة الولاية.

من جهته، أعلن ناطق باسم «قوات الدعم السريع»، في بيان: «سحق متحرك» تابع للجيش قرب منطقة بوط بالنيل الأزرق؛ مشيراً إلى مقتل 270 من جنوده، والسيطرة على 12 مركبة قتالية وشاحنة محملة بالذخائر والمؤن، وتدمير عدد من المركبات القتالية، متحدثاً عن إلحاق خسائر فادحة بالقوة التي حاولت استرداد منطقة بوط الاستراتيجية، بعدما وقعت في كمين «محكم».

وفي بيان ثانٍ، قال الناطق باسم «الدعم السريع» إن قواته «حسمت معارك الصحراء» بالقرب من منطقة المالحة، بولاية شمال دارفور، وألحقت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وهزمت القوات المشتركة الموالية للجيش «شر هزيمة». وأضاف أنهم قتلوا 300 من «قوات العدو»، وسيطروا على عدد كبير من المركبات القتالية التي «يجري حصرها» حالياً، بالإضافة إلى كميات من الأسلحة والذخائر. وتابع بأن بقية القوات المهاجمة «لاذت بالفرار».

وسخر بيان «الدعم السريع» من قادة القوات المشتركة، على غرار وزير المال جبريل إبراهيم، وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وقال إنهم نشروا معلومات مضللة عن المعارك ادَّعوا فيها تحقيق انتصارات. وتابع البيان بأن المعلومات الموثقة بالصوت والصورة من أرض المعركة «فضحت كذب» القوات المشتركة.

وكان حاكم إقليم دارفور، قائد «حركة تحرير السودان» الدارفورية، مني أركو مناوي، قد ذكر في تغريدة على منصة «فيسبوك»، أن قواته كبَّدت «الدعم السريع» خسائر فادحة، ولقَّنتها «درساً لا يُنسى»، بينما هنأ وزير المال قائد «حركة العدل والمساواة» الدارفورية جبريل إبراهيم قواته بالانتصار في منطقة دري شقي.

وتعد «حركة تحرير السودان» بقيادة مني أركو مناوي، و«حركة العدل والمساواة» بقيادة جبريل إبراهيم، العمود الفقري للقوات المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح التي تقاتل إلى جانب الجيش ضد «الدعم السريع» في دارفور، وهي حركات تكونت إبان حرب دارفور ضد الجيش السوداني؛ لكنها وبُعيد بدء الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» قررت الانحياز للجيش، وأُطلق عليها اسم «القوات المشتركة».

من جهته، قال المقدم أحمد حسين مصطفى، الناطق باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، في بيان، الأحد، إن قواته حققت «نصراً عظيماً»، بعدما خاضت سلسلة معارك استمرت يوماً كاملاً شمال مدينة مليط، قضت خلالها على 3 قوات متحركة تابعة لما سمَّاها «ميليشيا الجنجويد الإرهابية»، عند منطقتي دري شقي شمال مليط، وجبل عيسى شمال المالحة. وأوضح بيان «المشتركة» أن «قوات الدعم السريع» هاجمت مناطق في دري شقي، لفك الحصار عن مليط؛ لكن «القوات المشتركة» أوقعتها في كمين محكم، وقضت على القوة بالكامل، وتصدت لقوة متحركة ثانية حاولت نجدة الأولى، وألحقت بها خسائر فادحة، وقتلت 460 جندياً من القوة المهاجمة، بينهم قادة بارزون، مثل العميد فضل الناقي، وطه عثمان مدلل، والمقدم حامد دلدول. وأشار إلى تدمير 60 آلية عسكرية والسيطرة على 39 آلية عسكرية سليمة، ومن طرازات متنوعة.

وقالت «المشتركة»، في البيان ذاته، إنها حسمت معركة ثالثة بمنطقة «جبل عيسى» شمال منطقة المالحة، وقتلت خلالها أعداداً كبيرة من مقاتلي «الدعم»، بينهم قادة كبار على غرار الرائد حميدة خيار، والرائد صدام القوني، والنقيب سليمان عود. وتابع بأنها دمرت 43 آلية عسكرية، وتسلَّمت 21 آلية أخرى بحالة ممتازة.

وفي الخرطوم بحري، حقق الجيش تقدماً محدوداً في منطقة شمبات الأراضي، وسيطر على جزء من المربع 15، بينما تسيطر «الدعم السريع» على الجزء المتبقي منه. وجاء هذا التقدم في إطار استمرار العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش منذ عبوره جسر الحلفايا في سبتمبر (أيلول) الماضي، مستهدفاً السيطرة على مركز مدينة الخرطوم بحري، متجهاً من جهة الشمال، ومستهدفاً الوصول إلى قيادة قوات سلاح الإشارة المحاصرة منذ الأيام الأولى للحرب.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم أنحاء مدينة الخرطوم بحري؛ لكن الجيش أفلح في عبور جسر الحلفايا، واستعاد المبادرة وسيطر على معظم الأحياء الشمالية في مدينة الخرطوم بحري، ويتجه جنوباً نحو وسط المدينة.

كمبالا: الشرق الأوسط: أحمد يونس  

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
  • بدأت خسارة مليشيا الدعم السريع للحرب بعد كسر قوتها الصلدة في أول اسبوعين بواسطة الطيران
  • الجيش اللبناني يدخل بلدة بجنوب البلاد بالتزامن مع انسحاب قوات الاحتلال
  • حاكم الخرطوم: الشعب السوداني يقف خلف الجيش
  • مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم والجزيرة والفاشر
  • مواقف سودانية متناقضة من مبادرة تركيا لإزالة التوتر مع الإمارات .. «تيار إسلامي» في حكومة البرهان يرفض مبادرات الحوار مع «الدعم السريع»
  • ما فرص نجاح تشكيل حكومة سودانية موازية بمناطق الدعم السريع
  • شاهد بالصور.. زوجة الحرس الشخصي لقائد الدعم السريع تستعرض جمالها بإطلالة جديدة بالثوب السوداني الأنيق
  • «الدعم السريع» تتحدث عن «انتصارات ساحقة»… والجيش يحقق تقدماً في الخرطوم .. معلومات عن مقتل مئات في معارك طاحنة بالنيل الأزرق وصحراء دارفور
  • مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان