دراسة إسرائيلية: قوتنا العسكرية تتلاشى والحرب مع لبنان كارثية
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
حذرت دراسة -أعدها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب- من مخاطر الدخول في مواجهة عسكرية شاملة مع حزب الله، مؤكدة أن بقاء إسرائيل بوصفها قوة إقليمية أصبح موضع شك وصورتها كدولة قوية عسكريا تتلاشى.
وشكك اللواء احتياط تامير هيمان رئيس المعهد والرئيس السابق المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان) -في مقال يلخص الدراسة- في جدوى توسيع إسرائيل الحرب في لبنان، قائلا إن "التحرك في الشمال قبل حسم الحرب في غزة أمر غير مرغوب، وقد يؤدي إلى تشتيت الجهود وإلى حرب استنزاف طويلة".
وأكد أن الحرب في غزة تسببت في أن تواجه إسرائيل تهديدا بعزلة دولية واسعة، بعد أن بات الكثير في الساحة الدولية ينظرون إليها على غرار روسيا بوصفها الجانب العدواني والعنيف.
وأضاف هيمان أن حزب الله لديه البنية التحتية والقدرات العسكرية لخوض حرب طويلة جداً ربما تستمر عدة أشهر، يُلحق خلالها أضراراً جسيمة بإسرائيل، الأمر الذي سيؤثر على استمرارية العمل والاقتصاد وقدرة أي إسرائيلي على القيام بعمل ما.
وتتوقع الدراسة أن يطلق حزب الله آلاف الصواريخ والقذائف بشكل يومي ولفترة طويلة في حال اندلاع حرب شاملة، لافتا إلى أنه لن يكون بالإمكان اعتراضها كلها، خصوصًا وأنها ستطلق من مناطق أخرى بينها إيران والعراق وسوريا واليمن، وهذا خطر عسكري ومدني لم تشهد إسرائيل مثيلا له.
نصائح الحربوفي حال أصرت الحكومة الإسرائيلية على الدخول في حرب شاملة مع حزب الله، قال هيمان إن "عليها أن تحدد بشكل واضح كيف ستنتهي، وأن تتعلم من دروس الحرب في غزة، والتي تم التخطيط لها باعتبارها حربا طويلة، وهذا يتعارض مع مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي".
واقترحت الدراسة الإسرائيلية التوصل إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة، وإطلاق المحتجزين وفقاً لخطة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأمر الذي سيتيح وقف النار في الشمال، وتعزيز فرص التوصل لتسوية سياسية مع حزب الله بوساطة دولية.
وأردف قائلا "أما إذا اندلعت حرب شاملة ضد حزب الله، فمن الأفضل لإسرائيل أن تخوضها وتصممها، بحيث تكون قصيرة ومحدودة إقليمياً بقدر الإمكان، على أمل أن تتسبب بأقل قدر من الضرر المادي والمعنوي بالجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وشدد على ضرورة إشراك الجمهور الإسرائيلي بأهداف الحرب، وكذلك المخاطر التي تنتظرهم، والاستعدادات اللازمة لمثل هذه الحرب، وتنسيق التوقعات معهم، مؤكدا أنه حتى الآن، لم يتم اتخاذ أيّ خطوات في اتجاه إعداد الجمهور لهذا السيناريو.
وفي الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أسبوع المصادقة على خطط عملياتية لـ"هجوم واسع" على جنوب لبنان.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان -أبرزها حزب الله- قصفا يوميا مع الجيش الإسرائيلي عبر "الخط الأزرق" الفاصل، خلّف المئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أسفر عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حرب شاملة حزب الله الحرب فی
إقرأ أيضاً:
ما تكلفة الحرب بين إسرائيل وحزب الله قبل وقف إطلاق النار؟.. خسائر مادية وبشرية
تصاعدت المواجهات بين لبنان وإسرائيل بشكل غير مسبوق، وسط تحركات دولية وأممية لوقف إطلاق النار، بعد مباحثات استمرت أشهر، لكن، ماذا عن التكاليف الإنسانية والمادية للحرب على الطرفين؟
حصيلة الشهداء والإصاباتوزارة الصحة اللبنانية، أعلنت عن استشهاد ما لا يقل عن 3768 شخصًا في لبنان، حتى 24 نوفمبر، بينما أصيب نحو 15699 آخرين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي، كما يقدر معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب عدد قتلى حزب الله بما لا يقل عن 2450 عنصرًا.
تدمير المنازل والبنية التحتيةتضرر لبنان بشكل كبير جراء العمليات العسكرية، حيث تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في تدمير أو تضرر أكثر من 99 ألف وحدة سكنية، إلى جانب تضرر 262 مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت وحدها، ووقوع ضرر في القرى والبلدات، حيث تعرضت مناطق وادي البقاع وجنوب لبنان لدمار واسع، ليكشف البنك الدولي تقدير الأضرار الناتجة عن تدمير المساكن بنحو 2.8 مليار دولار.
كما تضرر القطاع الزراعي بشكل بالغ، حيث بلغت خسائره حوالي 124 مليون دولار، ووفقًا لتقارير وكالة «رويترز»، إذ تجاوزت الخسائر الإجمالية في هذا القطاع 1.1 مليار دولار، بسبب تدمير المحاصيل ونفوق الثروة الحيوانية، ونزوح المزارعين.
النزوح الجماعي داخل لبنان وخارجهأسفرت الحرب عن نزوح جماعي للسكان داخل لبنان وخارجه، فحتى 18 نوفمبر، جرى تسجيل نزوح أكثر من 886 ألف شخص داخل لبنان، حسبما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما فر أكثر من 540 ألف شخص إلى سوريا منذ بداية الحرب.
التأثير الاقتصادي على لبنانوكشف البنك الدولي عن الاقتصاد اللبناني بشكل بالغ جراء هذه الحرب، فقد قدرت الأضرار والخسائر التي لحقت بالاقتصاد اللبناني بنحو 8.5 مليار دولار، كما توقع البنك انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبنان بنسبة 5.7% في عام 2024.
وفي قطاع الزراعة، ألحق الحرب ضررا في قطاع الزراعة وأدت إلى تدمير وفقدان المحاصيل إلى جانب نزوح العمال والمزارعين، إلى تدهور القطاع الزراعي بشكل كبير، كما تأثرت صناعة السياحة بشدة، حيث تكبد القطاع خسائر تقدر بحوالي 1.1 مليار دولار، مما يمثل ضربة حادة للنشاط الاقتصادي في لبنان، الذي يعتمد بشكل كبير على هذين القطاعين.
خسائر إسرائيل في حربها مع لبنانبالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، فقد تكبدت خسائر نتيجة لضربات حزب الله، حيث جرى قتل 45 إسرائيليًا في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان، إلى جانب مقتل ما لا يقل عن 73 جنديا إسرائيليا، وإخلاء حوالي 60 ألف شخص من منازلهم في المناطق على الحدود مع لبنان، بحسب وكالة «رويترز»، نقلًا عن بيانات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، ومن المتوقع أن تكون الخسائر أكبر من ذلك.
أما بالنسبة للأضرار المادية، قدرت السلطات الإسرائيلية الأضرار التي لحقت بالمباني، والمرافق بنحو 273 مليون دولار، حيث تضرر عدد من المنازل والمزارع والشركات في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية، ونتيجة لذلك تسببت الحرائق الناتجة عن الهجمات في تدمير 55 ألف فدان من الغابات في شمال إسرائيل.
التأثير الاقتصاديومن جهة التأثير الاقتصادي، عانى الاقتصاد الإسرائيلي من ارتفاع العجز في الميزانية إلى ما يقرب من 8% من الناتج المحلي الإجمالي، مما دفع وكالات التصنيف الائتماني إلى خفض تصنيف إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، تسببت الحرب في اضطرابات كبيرة في سلسلة التوريد، مما أدى إلى ارتفاع التضخم إلى 3.5%.
لذلك، أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، وهو ما أثر سلبًا على تكاليف المعيشة والضغط على الأسر.