مفاوضات مسقط مهددة بالفشل: عدن ترفض مطالب غروندبرغ وتصعد الحرب الاقتصادية ضد صنعاء
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
الجديد برس:
عشية انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، غداً في مسقط، بدا أن أزمة الثقة بين صنعاء وعدن تقلّل من فرص نجاح هذه المفاوضات، بعدما وافقت الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، على المشاركة على مضض، استجابةً لضغوط مارسها السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.
وقالت مصادر حكومية في عدن، لـ”الأخبار”، إن جولة المفاوضات التي ستجرى بحضور ممثلين عن المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، ستقتصر على ملف الأسرى والمعتقلين، من دون الخوض في الشق الاقتصادي الذي تراه الأمم المتحدة ضرورياً، مشيرة إلى أن حكومة أحمد بن مبارك، بتوجيهات من مدير مكتب رئاسة الجمهورية في عدن، يحيى الشعيبي، أقرت المشاركة بوفد خاص للتفاوض حول ملف الأسرى، ولم تعط تكليفاً بأي بحث في الملف الاقتصادي.
ورداً على مطالبة مكتب غروندبرغ بوقف التصعيد الاقتصادي الموجّه ضد المؤسسات المصرفية في صنعاء، عملت حكومة عدن على العكس من ذلك، إذ وجّه البنك المركزي في المدينة بوقف الحوالات المالية الداخلية بين مختلف المحافظات اليمنية وحصرها بالتحويل عبر شبكة تحويلات تابعة لعدد محدود من العاملين في شركات الصرافة الموالية لتلك الحكومة، وألغى التعامل من قبل مع نحو 25 شبكة تحويلات مالية محلية عاملة في اليمن، على رغم أنها حاصلة على تراخيص من بنكَي عدن وصنعاء المركزيين، وتعمل منذ سنوات في تقديم خدماتها المالية بعيداً عن تداعيات الصراع، بالإضافة إلى وقف التعامل مع 12 محفظة وخدمة دفع إلكتروني.
وأكد مراقبون أن التصعيد الاقتصادي الأخير سيضاعف معاناة عشرات الآلاف من الأسر اليمنية، ويعقّد عملية التجارة الداخلية بين المحافظات اليمنية، فيما رأت مصادر في صنعاء أن هذا التصعيد مرتبط كلياً بالموقف الأميركي، ويُنفَّذ بإشراف من المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ.
وتزامنت تلك الإجراءات مع عودة أزمة طيران “اليمنية” بين صنعاء وعدن، خلال اليومين الماضيين، في أعقاب تخلّي الشركة عن إعادة نحو 1200 حاج من مطار جدة إلى مطار صنعاء، وتحويل مسار رحلاتهم إلى مطار عدن، وهو ما قوبل بموجة استياء عارمة، ولا سيما أن معظم الحجاج الذين تخلّت عنهم “اليمنية” من كبار السن. ونتج من ذلك قيام سلطات الطيران المدني في صنعاء، بالتحفّظ على ثلاث طائرات تتبع “اليمنية”، للضغط على الشركة ودفعها إلى الوفاء بالتزامها ووقف تحويل الناقل الجوي إلى أداة من أدوات الصراع.
وفي هذا الإطار، نفى مصدر حكومي مطّلع في العاصمة، لـ”الأخبار”، صحة الاتهامات التي ساقتها حكومة عدن بشأن احتجاز سلطات مطار صنعاء أكبر طائرات “اليمنية”، ويُطلق عليها اسم “عدن”، منذ نحو شهر، موضحة أن هذه الطائرات خارج نطاق الخدمة منذ وصولها إلى المطار لغرض الصيانة، وتحتاج إلى شراء محركات جديدة بقيمة 12 مليون دولار.
عدن ترفض مطالب غروندبرغ وتصعّد الحرب الاقتصادية ضد صنعاء
وبالعودة إلى مفاوضات مسقط، أكدت مصادر حقوقية في عدن، لـ”الأخبار”، أن توجيهات “المجلس الرئاسي” ألزمت الوفد الحكومي المفاوض بعدم المضيّ في أي مفاوضات حول ملف الأسرى، قبل حسم قضية السياسي في حزب “الإصلاح”، محمد قحطان، المعتقل منذ مطلع 2015 لدى “أنصار الله”، إلا أن لجنة الأسرى والمعتقلين في صنعاء أبدت استعدادها للكشف عن مصيره مقابل كشف الأطراف الأخرى عن مصير عدد من الأسرى المخفيّين قسراً من قبلها.
وقد نصّ اتفاق جنيف الموقّع في الخامس من آذار 2023، بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، على الإفراج عن 1400 أسير، وتشكيل فرق لزيارة السجون في صنعاء ومأرب، على أن تشمل الزيارة جميع الأسرى والمعتقلين، إلا أن تلك الخطوات تعثّرت بعد رفض “الإصلاح” في مأرب تنفيذ الاتفاق، وربطه بالكشف عن مصير قحطان، من دون الاستجابة لمطالب صنعاء بشأن الكشف المقابل عن مصير المخفيّين التابعين لها.
أما السعودية، التي احتضنت مشاورات سرّية مع وفد صنعاء العسكري والسياسي الرفيع المستوى الذي شارك في بعثة الحج للعام الجاري، فزعمت، عبر افتتاحية صحيفة “عكاظ” الحكومية، أنها ستعمل كوسيط سلام في مفاوضات مسقط، وليس كطرف وقائد للحرب على اليمن، وهي النقطة الخلافية التي يرفض اليمنيون الاعتراف بها، كون المملكة تعمل على تبييض جرائمها التي ارتكبتها خلال سنوات العدوان والحصار على مدى تسع سنوات.
في غضون ذلك، وفي إطار التطورات العسكرية في البحر الأحمر، قالت “هيئة عمليات التجارة البحرية” البريطانية، أمس، إنها تلقّت تقريراً عن حادث على بعد 150 ميلاً بحرياً شمال غرب الحديدة. وأوضحت، في بيان، أن الربان أبلغ عن إطلاق خمسة صواريخ سقطت جميعها قرب السفينة، التي قالت إنها لم تتعرّض لأيّ ضرر، وواصلت إبحارها شمالاً.
من جهته، أعلن الجيش الأميركي تدمير طائرة من دون طيار أطلقت من مناطق سيطرة صنعاء في اتجاه البحر الأحمر، بالتزامن مع شنّ أربع غارات استهدفت مواقع في مديرية ماوية في محافظة تعز، فيما ذكرت القيادة المركزية الأميركية أن المسيّرة كانت تمثل تهديداً وشيكاً لقوات تحالف “حارس الازدهار” والسفن التجارية في المنطقة.
*جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی صنعاء
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن مع حماس مفاجئة ومثيرة للغضب
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية المفاوضات المباشرة غير المسبوقة بين الولايات المتحدة الأميركية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي جرت دون إشراك إسرائيل، في وقت تتعالى فيه أصوات قادة عسكريين إسرائيليين تعترف بعدم القدرة على تحقيق النصر الكامل على الحركة.
ووفقا لمراسل الشؤون الدبلوماسية في قناة i24، عميحاي شتاين، فإن هناك تفاصيل مفاجئة تتعلق بالاتصالات الأميركية مع حماس، حيث قال: "ما حدث خلال الأسابيع الأخيرة أن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الأسرى آدم بولر أجرى في قطر سلسلة اجتماعات مع قادة حماس، وتناولت هذه الاجتماعات أولا استعادة الأسرى الأميركيين".
وأضاف أن "إسرائيل تم إبلاغها بحقيقة إجراء هذه المفاوضات، لكن مما علمته لم يتم إبلاغها بكل التفاصيل".
بدورها، رأت مراسلة قناة 13 في الولايات المتحدة، نيريا كراوس، أن "هذا أمر غير مسبوق بأن تكون الولايات المتحدة على اتصال مباشر مع حماس، فبشكل عام هذا أمر عارضته إسرائيل في الماضي، ويمكننا القول إنها وبشدة لم تكن تريد الوصول إلى هذا الوضع".
أهمية المحادثات
وفي السياق ذاته، أوضحت محللة الشؤون السياسية في قناة 12، دانا فايس، أن "حماس أكدت حسب تقارير صحفية أنها أجرت محادثات مباشرة مع مبعوث ترامب حول إطلاق سراح الأسرى الأميركيين".
إعلانولفتت إلى أنها "سمعت عن القلق من أن ذلك مؤشر على حجم أزمة المفاوضات العالقة".
وعلى النقيض من المخاوف الإسرائيلية، رأى قائد شرطة تل أبيب السابق، أهرون أكسول، أهمية هذه الاتصالات، قائلا: "حقيقة أن هناك مثل هذا الحوار بين الأميركيين وحماس، هذا مهم حتى لو كان حول الأسرى الأميركيين".
وأوضح أن "قناة الاتصال هذه يجب أن تبقى قائمة فهي لا تتناول الأسرى الأميركيين فقط، بل تتناول الكثير من القضايا ذات الصلة".
وفي السياق ذاته، أشار مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11، سليمان مسودة، إلى أن "إطلاق سراح جزء محدد من الأسرى قد يؤدي إلى وقف إطلاق نار طويل المدى، وكذلك إلى تقدم جيد نحو المرحلة الثانية من المفاوضات لإنهاء الحرب".
واقع صادم
وبالمقابل، وفي تقييم صادم للواقع العسكري، صرح القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي، إيتان بن إلياهو، بأن "إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من الانتصار على الفلسطينيين في الحرب على أراضي دولة إسرائيل، ويبدو أنها لن تنتصر عليهم لمدة طويلة"، محذرا من أن العودة للقتال ستعني "ببساطة حكما عسكريا".
وأكد محلل الشؤون السياسية في قناة 12، عميت سيغال، صحة تصريح رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي بأن "إسرائيل لم تنتصر بعد على حماس"، مشيرا إلى أنه "إذا فرضت على إسرائيل العودة للحرب، فإن رئيس الأركان والحكومة سيضطرون لأن يروا الجمهور وبسرعة كبيرة أن الأمور ستتغير هذه المرة".
ومن ناحية أخرى، حذر محلل الشؤون العسكرية في قناة 13، ألون بن ديفيد، من محدودية قدرات الجيش الإسرائيلي، قائلا: "إذا عدنا للحرب مرة أخرى في غزة، وقمنا بتجنيد 4 فرق عسكرية، لن يكون لدينا جيش كاف، فلدينا دفاع معزز في الشمال، وهناك قوات كبيرة في الضفة الغربية، ولدينا قوات في سوريا، والجيش بحاجة إلى 10 آلاف مقاتل على الأقل".
إعلانوفي سياق متصل، أثارت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحركة حماس، بعد لقائه مع الناجين من الأسر، جدلا واسعا في إسرائيل، حيث قال نمرود شيفر، رئيس شعبة التخطيط في الجيش سابقا، إن ترامب "لم يقصد أن الأميركيين سيفعلون شيئا بحديثه عن فتح أبواب جهنم"، وأضاف: "نحن لن نحقق المزيد من الإنجازات بالمزيد من القذائف والجنود".
في حين حذر الصحفي وعضو الكنيست السابق، ميكي روزنتال، من أن "كثيرا من الإسرائيليين يظنون أنه إذا فتحت جهنم على غزة، فستكون الجنة هنا"، مضيفا أنهم "لا يدركون أنه إن كانت هناك جهنم، فستكون جهنم هنا أيضا".