الجديد برس:

عشية انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، غداً في مسقط، بدا أن أزمة الثقة بين صنعاء وعدن تقلّل من فرص نجاح هذه المفاوضات، بعدما وافقت الحكومة الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، على المشاركة على مضض، استجابةً لضغوط مارسها السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.

وقالت مصادر حكومية في عدن، لـ”الأخبار”، إن جولة المفاوضات التي ستجرى بحضور ممثلين عن المبعوث الأممي لدى اليمن، هانس غروندبرغ، ستقتصر على ملف الأسرى والمعتقلين، من دون الخوض في الشق الاقتصادي الذي تراه الأمم المتحدة ضرورياً، مشيرة إلى أن حكومة أحمد بن مبارك، بتوجيهات من مدير مكتب رئاسة الجمهورية في عدن، يحيى الشعيبي، أقرت المشاركة بوفد خاص للتفاوض حول ملف الأسرى، ولم تعط تكليفاً بأي بحث في الملف الاقتصادي.

ورداً على مطالبة مكتب غروندبرغ بوقف التصعيد الاقتصادي الموجّه ضد المؤسسات المصرفية في صنعاء، عملت حكومة عدن على العكس من ذلك، إذ وجّه البنك المركزي في المدينة بوقف الحوالات المالية الداخلية بين مختلف المحافظات اليمنية وحصرها بالتحويل عبر شبكة تحويلات تابعة لعدد محدود من العاملين في شركات الصرافة الموالية لتلك الحكومة، وألغى التعامل من قبل مع نحو 25 شبكة تحويلات مالية محلية عاملة في اليمن، على رغم أنها حاصلة على تراخيص من بنكَي عدن وصنعاء المركزيين، وتعمل منذ سنوات في تقديم خدماتها المالية بعيداً عن تداعيات الصراع، بالإضافة إلى وقف التعامل مع 12 محفظة وخدمة دفع إلكتروني.

وأكد مراقبون أن التصعيد الاقتصادي الأخير سيضاعف معاناة عشرات الآلاف من الأسر اليمنية، ويعقّد عملية التجارة الداخلية بين المحافظات اليمنية، فيما رأت مصادر في صنعاء أن هذا التصعيد مرتبط كلياً بالموقف الأميركي، ويُنفَّذ بإشراف من المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ.

وتزامنت تلك الإجراءات مع عودة أزمة طيران “اليمنية” بين صنعاء وعدن، خلال اليومين الماضيين، في أعقاب تخلّي الشركة عن إعادة نحو 1200 حاج من مطار جدة إلى مطار صنعاء، وتحويل مسار رحلاتهم إلى مطار عدن، وهو ما قوبل بموجة استياء عارمة، ولا سيما أن معظم الحجاج الذين تخلّت عنهم “اليمنية” من كبار السن. ونتج من ذلك قيام سلطات الطيران المدني في صنعاء، بالتحفّظ على ثلاث طائرات تتبع “اليمنية”، للضغط على الشركة ودفعها إلى الوفاء بالتزامها ووقف تحويل الناقل الجوي إلى أداة من أدوات الصراع.

وفي هذا الإطار، نفى مصدر حكومي مطّلع في العاصمة، لـ”الأخبار”، صحة الاتهامات التي ساقتها حكومة عدن بشأن احتجاز سلطات مطار صنعاء أكبر طائرات “اليمنية”، ويُطلق عليها اسم “عدن”، منذ نحو شهر، موضحة أن هذه الطائرات خارج نطاق الخدمة منذ وصولها إلى المطار لغرض الصيانة، وتحتاج إلى شراء محركات جديدة بقيمة 12 مليون دولار.

عدن ترفض مطالب غروندبرغ وتصعّد الحرب الاقتصادية ضد صنعاء

وبالعودة إلى مفاوضات مسقط، أكدت مصادر حقوقية في عدن، لـ”الأخبار”، أن توجيهات “المجلس الرئاسي” ألزمت الوفد الحكومي المفاوض بعدم المضيّ في أي مفاوضات حول ملف الأسرى، قبل حسم قضية السياسي في حزب “الإصلاح”، محمد قحطان، المعتقل منذ مطلع 2015 لدى “أنصار الله”، إلا أن لجنة الأسرى والمعتقلين في صنعاء أبدت استعدادها للكشف عن مصيره مقابل كشف الأطراف الأخرى عن مصير عدد من الأسرى المخفيّين قسراً من قبلها.

وقد نصّ اتفاق جنيف الموقّع في الخامس من آذار 2023، بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، على الإفراج عن 1400 أسير، وتشكيل فرق لزيارة السجون في صنعاء ومأرب، على أن تشمل الزيارة جميع الأسرى والمعتقلين، إلا أن تلك الخطوات تعثّرت بعد رفض “الإصلاح” في مأرب تنفيذ الاتفاق، وربطه بالكشف عن مصير قحطان، من دون الاستجابة لمطالب صنعاء بشأن الكشف المقابل عن مصير المخفيّين التابعين لها.

أما السعودية، التي احتضنت مشاورات سرّية مع وفد صنعاء العسكري والسياسي الرفيع المستوى الذي شارك في بعثة الحج للعام الجاري، فزعمت، عبر افتتاحية صحيفة “عكاظ” الحكومية، أنها ستعمل كوسيط سلام في مفاوضات مسقط، وليس كطرف وقائد للحرب على اليمن، وهي النقطة الخلافية التي يرفض اليمنيون الاعتراف بها، كون المملكة تعمل على تبييض جرائمها التي ارتكبتها خلال سنوات العدوان والحصار على مدى تسع سنوات.

في غضون ذلك، وفي إطار التطورات العسكرية في البحر الأحمر، قالت “هيئة عمليات التجارة البحرية” البريطانية، أمس، إنها تلقّت تقريراً عن حادث على بعد 150 ميلاً بحرياً شمال غرب الحديدة. وأوضحت، في بيان، أن الربان أبلغ عن إطلاق خمسة صواريخ سقطت جميعها قرب السفينة، التي قالت إنها لم تتعرّض لأيّ ضرر، وواصلت إبحارها شمالاً.

من جهته، أعلن الجيش الأميركي تدمير طائرة من دون طيار أطلقت من مناطق سيطرة صنعاء في اتجاه البحر الأحمر، بالتزامن مع شنّ أربع غارات استهدفت مواقع في مديرية ماوية في محافظة تعز، فيما ذكرت القيادة المركزية الأميركية أن المسيّرة كانت تمثل تهديداً وشيكاً لقوات تحالف “حارس الازدهار” والسفن التجارية في المنطقة.

*جريدة الأخبار اللبنانية

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی صنعاء

إقرأ أيضاً:

“هآرتس”: وضع الأسرى والخطر على حياتهم ليس من اهتمامات نتنياهو

#سواليف

اعتبرت صحيفة “هآرتس” العبرية اليوم الثلاثاء، أن وضع #الأسرى #الإسرائيليين في #غزة، والخطر على حياتهم، ليس من اهتمامات رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو وحكومته.

وقالت الصحيفة إن “نتنياهو وحكومته منفصلان عن الرهائن في غزة”، مضيفة أن “وضع الرهائن والخطر على حياتهم ومعاناة عائلاتهم لا تهم الحكومة”.

وأشارت الصحيفة العبرية اليوم إلى أن “الهم الوحيد لنتنياهو هو بقاء حكومته وإنهاء الحرب في قطاع غزة”، معتبرة أن “الإفراج عن الرهائن قد يكلفه حكومته”.

مقالات ذات صلة روسيا تعدّل عقيدتها النووية وتهدد الغرب 2024/11/19

وكان نتنياهو قال أمس الاثنين خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن البرلمانية إنه أوعز بزيادة المكافأة لكل من يزود بمعلومات عن أي أسير إسرائيلي في غزة من مليون دولار الى خمسة ملايين، ونقله وأفراد عائلته إلى مكان آمن خارج غزة.

وأكد أن اسرائيل لن تنسحب بشكل كامل من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مشيرا إلى أن الجيش سيبقي ثكنات عسكرية لحماية غلاف غزة والسيطرة على المنطقة.

كما أشار نتنياهو إلى “أن قواته أحرزت تقدما كبيرا في القضاء على القدرة العسكرية لحماس، لكن التقدم جزئي فقط في القضاء على القدرة السلطوية للمنظمة”.

مقالات مشابهة

  • سياسيون وحقوقيون يفتحون النار على تقرير الخبراء الأممي بشأن اليمن
  • مطالب بتخفيض برامج "الحج المميز".. سلطان: تباع بالدولار وتفتح الطريق للأبواب الخلفية.. زعير: يجب تخفيض سعرها أو ضمها للبرامج الاقتصادية
  • حماس تستبعد صفقة بشأن الأسرى قبل انتهاء الحرب على غزة
  • عدن: إطلاق البطاقة الشخصية الذكية لمنتسبي المؤسسة الاقتصادية اليمنية
  • الزبيدي يبحث مع السفير السعودي الجهود السياسية والأوضاع الاقتصادية في اليمن
  • واشنطن تحمل الحوثيين مسؤولية فشل مفاوضات السلام في اليمن
  • الحكومة تبحث مع مستشار غروندبرغ التحديات الاقتصادية وتوقف صادرات النفط
  • التكتل الوطني للأحزاب اليمنية يبحث “الحلول” للأزمة الاقتصادية وانعدام الخدمات
  • إعلام إسرائيلي: لا توجد مفاوضات حقيقية بشأن الأسرى.. وكل شيء ينهار
  • “هآرتس”: وضع الأسرى والخطر على حياتهم ليس من اهتمامات نتنياهو