كيف سخرت السفارة الأمريكية شبكات التنصير والتبشير لاستهداف الثقافة في اليمن؟
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
وفيما كانت شبكة التجسس المقبوض عليها، هي بوابة أمريكا للتغلغل في الشأن اليمني عبر مختلف المجالات "الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والزراعية"، فقد كان القطاع الثقافي هو أحد بوابات واشنطن لتنفيذ حربها الناعمة والخبيثة ضد أبناء اليمن، في محاولة منها لترويض المجتمع على تقبل العديد من الشعارات الزائفة والكاذبة والمسميات التي تخدم الكيان الصهيوني في المنطقة.
الجاسوس عبدالمعين عزان، كان أحد أبرز العملاء والخونة المتعاونين مع أمريكا في استهداف قطاع الثقافة باليمن، حيث أوضح في سياق اعترافه الجديد، السبت، قائلاً: "كان أثناء دراستي الجامعية أن تواصلت من خلال استماعي لمحطات الإذاعية تبشيرية تحديدا إذاعة كان اسمها صوت الغفران، كنت أراسلهم بغرض الحصول على مطبوعاتهم ومنشوراتهم وتحديدا ما يسمى بالكتاب المقدس والإنجيل، وبالفعل وصلتني منهم ردود وفي هذا الردود تم ربطي من خلال هذا الردود بأشخاص متواجدين في اليمن من الجنسية الأمريكية يعملون في مجال التبشير والتنصير أذكر منهم شخص يدعى "فيليب" وشخص آخر يدعى "راد" وكان يسمي نفسه "رايد" لكي يكون قريب من اليمنيين يستطيع أن ينفذ إلى اليمنيين بالتسمية هذه وكنت على اتصال بهم أثناء دراستي الجامعية".
وأشار الجاسوس عزان، إلى أنه وبعد الدراسة الجامعية التحق بالعمل مع "رايد" الذي كان يعمل في "أطلنتا" وهي إحدى الشركات التي الأمريكية التي كانت متواجدة في اليمن والتي كان لها نشاط تبشيري وكان هناك عدد من الشركات الأمريكية والجهات الأمريكية منها منظمات ومنها مؤسسات تعليمية كمدارس ومعاهد وغيرها، وكان الأمريكان يدخلون البلد تحت ستار "مدرسين وأكاديميين ومهندسين وأطباء وغيرهم" بينما الحقيقة هم يعملون مع المنظمات التبشيرية في اليمن، وكان لها نشاط تبشيري يتمثل في توزيع الكتب والمطبوعات والملصقات المسيحية وغيرها، بالإضافة إلى أنه كان لهم أنشطة أخرى وهي عقد اللقاءات مع الأشخاص الذين كانوا يراسلوا الإذاعات المسيحية والتبشيرية وغيرها وكانوا يقيموا صلوات وغيرها، مؤكداً انضمامه اليهم وكانوا يقيمون طقوس معينة واجراء يسمى "تعميد" للذي سيلتحق بالدين المسيحي، والتعميد هو عبارة هن صب ماء فوق الرأس أو أنهم يدخلوه في حوض ملئ بالمياه.
وأفاد عضو الخلية المقبوض عليها، أنه كان يزاول نشاط آخر من خلال مرافقة الأمريكي "رايد" أو غيره، من أجل مقابلة الشباب الذين يرغبون في الدخول بالدين المسيحي من اليمنيين، بالإضافة إلى أنه كان يشارك في صلواتهم أو أدعيتهم المسيحية، كما كان له مساهمة في ترجمة الكتاب المقدس وبالذات تحديدا الأناجيل ومراجعة الترجمات، حيث كانت الترجمات باللهجات المحلية لاسيما اللهجة الصنعانيه وغيرها.
ولفت الجاسوس عزان، إلى أن الجهات التبشيرية العاملة في اليمن كثيرة ومتعددة لكن كانت في أغلبها منظمات تتبع المؤسسات أو الكنائس البروتستانتية في أمريكا لأنه يوجد فرق بين الكنائس الكاثوليكية التي ليست على وفاق كثير مع اليهود ودائما ما كان يحملوا اليهود تاريخياً مسؤولية قتل المسيح، وإن كانوا تراجعوا مؤخرا بسبب ضغوط اللوبي الصهيوني، لكن بقية الكنائس البروتستانتية وهي الكنائس المشهورة والمنتشرة في أمريكا وهي كنائس ذات علاقة قوية بالصهيونية لأنها تربط فكرة عودة المسيح بقيام دولة إسرائيل ونصرة اليهود، وبالتالي تقوم تلك الكنائس بجمع تبرعات داخل أمريكا وغيرها من المسيحيين لدعم اليهود ودعم إسرائيل، وتتذرع بذرائع واهية وخرافية وتقنع المسيحيين بأنه في حال قامت دولة إسرائيل وتطورت ومسكت وسيطرت، فإن المسيح عندها سيعود سيرجع، حيث وهم متوهمون بأن عودة المسيح مرتبطة بقيام دولة إسرائيل وبنجاحها وبنجاح سيطرتها على المنطقة كلها تقريبا، وبالتالي هم ينشطوا في هذا الجانب كثيرا سواء داخل أمريكا أو في معظم البلدان العربية والإسلامية بما في ذلك اليمن.
وكشف الجاسوس عزان في اعترافه الجديد، أن هناك الكثير من الجهات التي تمارس هكذا أنشطة في اليمن، بينها منظمات مشهورة ومعروفة لا تزال عاملة في اليمن ابرزها منظمة "إدراء" وهي منظمة تتبع الكنيسة السبتية، والسبتية أنها تقدس يوم السبت وتعتبره يوم اجازه عندهم رغم انهم مسيحيون يوم اجازتهم الأحد، ويعني أنهم يتبعون التوراة أكثر من ما يتبعون الإنجيل وإن كانوا مسيحين، وهم من الناس الذي يرون ان عودة المسيح مرتبط بقيام دولة إسرائيل وبانتصار إسرائيل وبعظمة إسرائيل، بالإضافة إلى منظمات أخرى من المنظمات أذكر ايضاً منظمة "رؤية أمل" وهي تنشط في هذا المجال وتتبع الكنائس البروتستانتية المرتبطة بالصهيونية العالمية وتدعم فكرة قيام دولة إسرائيل.
منظمة دار السلام.. وكر للمخابرات الأمريكية
وفي إطار المخطط الأمريكي الصهيوني لاستهداف القطاع الثقافي باليمن، على مدى عقود من الزمن، تطرق الجاسوس عبد المعين عزان، إلى منظمة "دار السلام" التي كانت من أبرز المنظمات المحلية المرتبطة بأدوار مخابراتية مشبوهة مع العدو.
وذكر الجاسوس عزان، أنه بدأ العمل في منظمة "دار السلام" مع بداية العام 2018، وهي منظمة محلية أنشأها شيخ قبلي كان على علاقة وثيقة بالمعهد الديمقراطي الأمريكي، وهي منظمة قديمة في اليمن وقد أنشأت بدعم وتوجيهات من المعهد الديمقراطي الأمريكي، تحت شعار "حل النزاعات" وقد ارتبطت "دار السلام" ارتباطاً مباشراً بالسفارة الأمريكية وسفارات أخرى وعدد من المنظمات الدولية، ولعبت أدواراً كبيرة في دعم الأجندات الأمريكية الإسرائيلية باليمن.
وبين الجاسوس عزان، أن من ضمن الأدوار المشبوهة التي لعبتها منظمة "دار السلام"، هو إعداد الدراسات والمسوحات الواسعة والبحوث حول القبيلة اليمنية وحول النزاعات وأسباب هذه النزاعات وغيرها وطرق حلها وغيرها من القضايا، وإعداد ايضاً قائمة أو قاعدة بيانات كبيرة للناشطين والأكاديميين ورجال القبائل ورجال الدين ومشايخ القبائل والمحكمين والموسطين وغيرهم وحتى صحفيين وغيرهم على أساس أن لهم علاقة بمسألة النزاعات ومسألة القبيلة في اليمن.
وذكر أن "دار السلام" عملت على عدد كبير من المشاريع والأنشطة المختلفة التي كانت تستهدف رجال الدين من الطوائف المختلفة في اليمن، وكانت تسعى لتعزيز ما يسمى الحوار الديني والتسامح الديني والمذهبي بين جميع الطوائف والأديان، وذلك بهدف اقناع رجال الدين في اليمن إلى قبول الطائفة اليهودية واحترامهم والتسامح معهم والتطبيع معهم.
واعترف الجاسوس عزان، أن منظمة "دار السلام" نفذت مشروعاً عندما كان مديراً تنفيذاً لها، بدعم وتمويل من الوكالة الألمانية للتنمية الـ GIZ حيث كان المشروع يتطرق حول ما يسمى التسامح والتعايش المذهبي الديني في اليمن، ويستهدف بشكل مباشر المناطق الواقعة تحت سيطرة "أنصار الله" وقد استقطب خمسة من رجال الدين ممن كانوا على علاقة بالمنظمة، ويمثلون المذاهب "الزيدية والشافعية والصوفيين والسلفية والإسماعيلية"، وقد هدف المشروع الذي جاء تحت يافطة التسامح المذهبي، إلى تعزيز فكرة التطبيع والتسامح الديني مع اليهود.
ونوه عضو الخلية المقبوض عليه في سياق اعترافاته، إلى دور رئيس منظمة شركاء اليمن من أجل التغيير الديمقراطي المدعو "عبد الحكيم العفيري" الذي كان يعمل مساعداً لندوة الدوسري في برنامج حل النزاعات أثناء عملها مع المعهد الديمقراطي الأمريكية، مبيناً أن منظمة "شركاء اليمن من أجل التغيير الديمقراطي" المحلية كانت قد برزت بعد أن ضعف دور منظمة "دار السلام" وهو ما جعله الأخيرة تابعة لشركاء اليمن.
وأكد الجاسوس عزان، أن من ضمن المنظمات المشبوهة العاملة في اليمن لصالح المخابرات الأمريكية الإسرائيلية، هي منظمة "تاننباوم" اليهودية وترتبط بشكل وثيق بالمخابرات المركزية الأمريكية، حيث وهي تعمل تحت ستار "حوار الأديان وتشجيع التسامح" وغيرها بهدف الترويج لليهود في العالم، ومن مهامها في اليمن جمع بيانات كاملة ومفصلة تتعلق بما يسمى ناشطي السلام ورجال الدين، لافتاً إلى أن مستشار منظمة "تاننباوم" اليهودية ويدعى الدكتور "افرايم" لعب دوراً مخابراتياً كبيراً ومهماً داخل المنظمة العاملة في اليمن بالرغم أنه ليس رئيسها ولكن بصفة مستشار فيها، وقد كان صوته مسموع وقوي.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: دولة إسرائیل دار السلام فی الیمن ما یسمى ما کان إلى أن
إقرأ أيضاً:
العزاوي: لهذه الأسباب أطلق صدام الرصاص على ابنه عدي
#سواليف
في الحلقة الثامنة من شهادته لبرنامج “ #شاهد_على_العصر”، يتطرق مدير المخابرات العراقية الأسبق #فاضل_العزاوي إلى قضية قصف قرى الأكراد بالأسلحة الكيماوية، وقصة تحريض #بريطانيا على النظام العراقي.
وينفي العزاوي تورط نظام الرئيس الراحل #صدام_حسين في قصف الأكراد وتحديدا #حلبجة في إقليم كردستان العراق بالأسلحة الكيماوية في مارس/آذار 1988، ويقول إن ” #إيران هي من قامت بذلك”.
ويقول إن المسؤولين في الجيش وفي الحكومة العراقية في عهد صدام حوكموا ولم يقروا بأن نظام صدام هو من قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية، وأصروا على أن إيران هي التي فعلت ذلك، كما أن الاعترافات أكدت تورط إيران.
قصة الجاسوس البريطاني
ويتطرق العزاوي في شهادته إلى قصة الجاسوس البريطاني من أصل إيراني فرزاد بازوفت الذي أعدمه صدام بتهمة الخيانة، ويؤكد أنه ألقي عليه القبض وسجن خلال توليه -أي العزاوي- منصب مدير المخابرات.
ويكشف أن رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الوقت مارغريت تاتشر بعثت برسالة إلى الرئيس صدام تطالب فيها بالإفراج عن الجاسوس البريطاني. ويقول العزاوي إن صدام أعلمهم بأمر الرسالة، وإن وزير الخارجية الأسبق طارق عزيز كان يؤيد إطلاق سراح بازوفت.
وفي ضوء تلك المواقف، اقترح مدير المخابرات -أي العزاوي- على الرئاسة العراقية مبادلة بازوفت بمسجون عراقي لدى بريطانيا بدلا من إعدامه، لكن الرئيس صدام رفض الاقتراح، كما يكشف ضيف برنامج” شاهد على العصر”.
وبحسب شهادة العزاوي، فقد أعدم صدام الجاسوس البريطاني بسبب “سوء تصرف” تاتشر، إذ أرسلت له رسالة ثانية “غير مؤدبة”، عندما لم يرد عليها في الرسالة الأولى.
وكما يتابع العزاوي، فقد رد صدام على تاتشر في الرسالة الثانية وقال “طيب.. ابعثوه لها (الجاسوس) في الصندوق”، وأعرب عن اعتقاده بأن #العراق كان سيستفيد من الإفراج عن الجاسوس أكثر من إعدامه، لكن صدام لم يستمع للنصح.
وبسبب موقف صدام -يضيف مدير المخابرات العراقية الأسبق- وإصراره على إعدام بازوفت، ذهبت رئيسة الوزراء البريطانية إلى الأميركيين، وكان حينئذ جورج بوش الأب هو الرئيس، و”أقنعتهم بالتدخل العسكري في أزمة العراق مع الكويت. وطلبت منهم أن يتخذوا موقفا مشددا من صدام”.
نفوذ عدي وقصي
ومن جهة أخرى، يكشف العزاوي في شهادته لبرنامج “شاهد على العصر” عن تفاصيل تتعلق بعائلة صدام، وخاصة نفوذ ابنيه عدي وقصي. ويصف الكبير ( #عدي ) بأنه كان مندفعا وشجاعا وذكيا، أما قصي فكان أكثر هدوءا.
ويعود بذاكرته إلى حادثة قتل عدي لكامل حنا، سكرتير صدام الخاص، عام 1988، ويؤكد أنهما كانا في جزيرة الأعراس، وكانا في حالة سكر، وطلب عدي من كامل أن يتوقف عن التصرف بطريقة غير مناسبة، لأن عندهم ضيوف بالقرب من مكان وجودهما، وكانت الضيفة سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري الراحل، غير أن سكرتير صدام لم يستمع له فضربه بخشبة على رأسه أدت إلى وفاته، كما يقول العزاوي.
ويقول إنه بعد ذلك الحادث غضب صدام من ابنه عدي وسجنه، وأطلق عليه 7 طلقات رصاص، لكنه استطاع أن ينجو من الموت، مشيرا إلى أن كامل كان مقربا جدا من الرئيس صدام، وكان يتولى خدمته الشخصية.
ويروي مدير المخابرات العراقية الأسبق تفاصيل خلاف عدي مع عمه وطبان التكريتي، وزير الداخلية العراقي الأسبق، ويقول إن عدي انتقد تصرف عمه عندما أطلق مرة الرصاص على إشارات المرور، وإن الرئيس صدام أقاله من منصبه بسبب هذا الحادث.
وعن حادث إطلاق عدي الرصاص على عمه عام 1995، يؤكد العزاوي أن أحد الأشخاص استنجد بعدي في إحدى الجلسات بحجة أنه تعرض للإهانة من طرف وطبان وجماعته، فقام عدي بإطلاق الرصاص على عمه فأصابه في رجله، لكنه اعتذر إليه لاحقا.