الفنانة بلقيس فتحي في واجهة الترند خليجيا ويمنيا بين مسيرتها وهويتها
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
أثارت الفنانة اليمنية، بلقيس فتحي، جدلاً واسعاً بعد إعلانها عدم المشاركة في موسم الرياض هذا العام، ما تسبب في هجوم من قبل نشطاء سعوديين ضدها.
وجاء تصريحها خلال مؤتمر صحفي خاص بمهرجان موازين في المغرب، مما أدى إلى انقسام الآراء بين متابعيها.
وتعرضت الفنانة بلقيس فتحي لأقصى هجوم من السعوديين بعد حديثها عن سبب استبعادها من موسم الرياض هذا العام، مما أثار ردود فعل متباينة بين الرواد على مواقع التواصل الاجتماعي جعلها تتصدّر الترند في عدة دول عربية منها السعودية، الإمارات، المغرب.
وأطلق نشطاء سعوديون حملة #تبليك_بلقيس لحظر حساباتها، بسبب تصريحها، فيما دافع عنها نشطاء آخرون معتبرين أنها لم ترتكب أي خطأ. فيما أطلق آخرون حملة مضادة على الوسم #كلنا_بلقيس.
وفي وقت سابق، شنت الفنانة بلقيس فتحي هجومًا على شركة "روتانا"، بعدما قامت الأخيرة بحذف "الميدلي" الخاص بها، الأمر الذي جعل رئيس الهيئة العام للترفيه في المملكة تركي ال الشيخ يقصيها من الموسم بحسب ناقدين فنانين.
وأكدت بلقيس أن كافة أغانيها من إنتاجها الخاص، مشيرة إلى أنها تتعرض لمحاولات لقمعها فنيًا،
وفي بيان مطول نشرته على صفحتها الرسمية على موقع "إكس"، أوضحت بلقيس أن الميدلي الذي حذفته "روتانا" كان يحقق نجاحًا كبيرًا، وكان يتصدر الترند السعودي، لكن الشركة قامت بحذفه بسبب ثلاث أغاني من ألبومها "مجنون" و"زي ما أنا"، معتبرة أنها انتاجها الخاص.
وأضافت بلقيس أنها اضطرت للتنازل عن حقوق الألبومين المذكورين من أجل تسوية انتهاء التعاقد مع "روتانا"، وأشارت إلى أنها حاولت التواصل مع الشركة لإيجاد حل لإعادة نشر الميدلي، ولكن دون جدوى.
وفي ختام بيانها، شددت بلقيس على أهمية إعادة نشر الميدلي، مشيرة إلى أن فانزها قاموا بنشر الأغاني المحذوفة على مختلف التطبيقات، وأكدت على استمرارها في مسيرتها الفنية دون البحث عن تعاطف أو تقدير، مشيرة إلى أنها تستحق التقدير بنفسها، في ظل محاولات لقمعها فنيًا.
وبعد تصريحات الفنانة بلقيس، غصت مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الأيام الماضية، وأطلق ناشطون يمنيون وخليجيون بينهم سعوديون حملات تضامن مع الفنانة اليمنية الشابة بلقيس ويرفضون الإساءة والعنصرية التي تتعرض لها.
لافتين إلى أن الفنانة " أبدعت وقدمت ألوانًا مختلفة من الفن الجميل ونافست كبار الفنانين في الوطن العربي وتستحق تكريمًا عربيًا لا حملات إساءة وعنصرية".
وفي السياق قالت افنان صالح، "بلقيس فنانة يمنية خليجية عربية برؤية هوليودية، تحيه لك لأنك دائما تغردين خارج السرب سواء بالأفكار بتعدد اللهجات في الأغاني".
وأضافت "مهما انتقدوك يقلدونك بعد فترة، وهذا النجاح بحد ذاته، حملة تبليك بلقيس ليست مبررة ولم تسيء لأحد أو تهاجم، دوما تحترم جماهيرها".
الصحفي اليمني ماجد الداعري، كتب "الفنانة بلقيس أحمد فتحي كتلة متكاملة من الفن والابداع والثقافة والتنوع، وشعلة متجددة من النشاط والحيوية التي لا يمكن لروتانا، ولا لأي حملة تحاول استهدافها، إطفاء جذوتها، أو وقف توهجها وحضورها الفني في المحافل الدولية المختلفة".
وأضاف "ليس افتتاح كأس العالم قطر 2022م إلا بعضا من ذلك التوهج الفني الذي تفرض بها نفسها اليوم بأهم اللغات واللهجات العربية، وبدعم شخصي وجهود وإمكانيات ذاتية، بعد أن سرقت روتانا وتقرصنة على كل الحقوق الخاصة بأبرز أعمالها الفنية، لمحاولة إطفاء وهجها الفني المتجدد اليوم أكثر وأكثر، كونها مستندة بالفعل على موروث فني كبير بحجم تراث الوطن اليمني الذي تنتمي إليه والعائلة الفنية العريقة التي نشأت فيها لوالد موسيقار فني بحجم المدرسة الفنية المتكاملة أحمد فتحي".
وتابع "لذلك فلا تحتاج لتسول المزيد من المحبين والمعجبين بها وأعمالها حقيقة أو المدافعين عنها من الحملات المدفوعة لاحباطها ومحاولة كسر مجاديفها الفنية الصلبة، بقدر ما نحتاج نحن كيمنيين إلى الوقوف معها باعتبارها من أفضل الوجوه النسوية التي تشرف اليمن فنيا في المحافل الدولية وتجسد الحضور الحقيقي البناء للمرأة اليمنية الناجحة الطموحة القوية وعدم تركها عرضة للاحباط والتدمير النفسي الموجه بعناية انتقامية رخيصة بعد تحررها - بكل شجاعة وثقة بالنفس- من قبضة الاستغلال المجحف من شركة روتانا ودفعت ثمن ذلك الكثير من الحقوق المادية والفنية التي كان يجب علينا كيمنيين أيضا أن نساندها في انتزاعها بأي طرق كانت".
وأردف الداعري "ألف تحية فنية لها ولوالدها الهرم الفني المساند لها ولكل منصف يحب الفن والابداع أولا وقبل الانتقاء الجغرافي أو التعصب الوطني المشروع لمن يستحقه بكل جدارة كبلقيس فتحي".
الصحفية والناشطة فاطمة الأغبري علقت بالقول "يعجبني بالفنانة بلقيس فتحي انها قوية وشجاعة وما تنكسر بسهولة.. وهكذا هي من تحمل الدم اليمني"، مضيفة "تحية لبلقيس اليمن".
سام حسين رد بالقول "هجوم شرس تتعرض له الفنانة بلقيس أحمد فتحي من بعض السعوديين تملأ قلوبهم بالحقد والضغينة".
واضاف "نسوا أن أغانيهم أكثرها مسروقة من تراث اليمن، بحق قول الشاعر . رمتني بدائها وانسلت".
محمد النزيلي انتقد اليمنيين الذين وقفوا في صف حملة السعوديين المغرضة ضد الفنانة الشابة، وقال "شيء مؤسف حقا أن يختار البعض منا الوقوف في صف تركي آل الشيخ، في مواجهة الفنانة اليمنية بلقيس أحمد فتحي".
وتابع "قلتها مرارا حتى لو كانت بلقيس تحمل جنسية بلاد واق الواق (اليمن) شرف كبير لها أن يقف ضدها هذا الكائن المتغطرس"، في إشارة إلى تركي ال الشيخ. مردفا بالقول "ليس له وزن أمام فنانة مثقفة مؤهلة متعلمة ومن أسره فنية ذائعة الصيت".
في حين قال سلطان الحارثي "بلقيس أغانيها وصلت للعالم كله، بلقيس فنانة الخليج الأولى والفنانة الوحيدة الخليجية التي اختيرت من قبل الفيفا في كأس العالم، نعم هي يمنية وتفتخر بذلك وقالت هذا في أكثر من مقابلة".
وقال "أما بنسبة للترند #تبليك_بلقيس، فقد قام جمهورها الكبير في كل العالم بإطلاق ترند وأقوى #كلنا_بلقيس".
أما شيدوف، فيرى أن الحرب القائمة بين الشعب السعودي بقيادة تركي آل الشيخ وبنت اليمن الفنانة بلقيس، ليس لشي سوى لأنها من أصول يمنية وتفتخر بهذا الانتساب في أكثر من مقطع".
وقال "تخيلوا شعب كامل على بنت اليمن لو أنها أنكرت أصولها كالفنان محمد عبده انها فنانة العرب.. لكنها جلدتهم بعنف".
الكاتب الخليجي المقيم في أمريكا زين يوسف هو الآخر غرد بالقول "جملة تبليك بلقيس تخليك تتفكر بالفعل، بلقيس لم تسوي شيئ فعلياً، ناس سألوها "ليه ما تجي بيتنا؟؟" فردت الرد الوحيد المنطقي وهو "اسألوا الذي ما عزموني"، يعني ما أحسها تجاوزت على الذات البطريقية أو المنشارية عشان هذا كله".
وقال "من جهة أخرى قبل سنة تقريباً المطربة الأسترالية إيجي أزيليا أهانت الإله والثوابت الدينية في بلد الحرمين و ما اكتفت بهذا، إلا بعدها كمان طقطقت على البلد بكبره، مع ذلك توجهت لها الدعوة عشان تجي و تشرف السعودية مرة ثانية".
ويرى يوسف أن مشكلة بلقيس في هذه القصة إنها تجسيد لأمور كثيرة، فهي تجسيد للأصول اليمنية (...)".
الناشطة السعودية هيفاء استغربت من كمية الحقد على الفنانة بلقيس وأفادت "تبليك بلقيس هل أصبح ما عندنا شغلة إلا ننتقد مغنيه؟ وهل قالت شي سيء او سبت، مسويين ترند، ما بين مع أو ضدترند".
وقالت: بصراحة حضرت حفلات لها كانت رائعة ومهذبة جميلة مثقفة جدا وما تغلط على أحد، ما أدري لماذا هذا الحقد؟
فيما محمد دغريري فقد اكتفى بالقول "لا يمكن تبليك بلقيس فهي فنانة يعشقها أسياد الفن والطرب في جازان وهذا يكفي، وخل عذالك في قهر".
خالد هو أيضا غرد ساخرا بالقول "حاشا لله أن توضع هذه الفيديوهات للمقارنة بين هؤلاء العاهات وبين بلقيس، لأن الفارق كبير، لكنني أتوق لضحك يبدد هذا الفضول".
وقال "هؤلاء الرعاع القادمين من مستنقع عقدة النقص والحقد هم من يشتمون بلقيس وأبيها واليمن ككل، متابعا بسخرية "خذوا حقيقة الفن من أفواه السلحات الخلايجة، وستعرفون الفارق".
واستدرك "غني يا بلقيس، ولا تبالي بالموهومين بالفتن، غني يا جارة القمر، للصغار وللكبار، غني لمن ربيعهم أقصر من أغنية، وحياتهم فتن وغيمة سوداء، وهشتاقات فاشلة، وترند تضعينه تحت حذائك الإيطالي دون مبالاة، غني وأطيلي فلا شيء بعد صوتك يستحق الخشوع".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن السعودية بلقيس فتحي موسم الرياض الفنانة بلقیس فتحی أحمد فتحی إلى أن
إقرأ أيضاً:
الترند.. و"حرمة البيوت"
كاميرا أى موبايل محدود الإمكانيات، تستطيع من خلالها الانتقال إلى عوالم من التفاعل مع أناس لا تعرفهم، وحصد الملايين من المشاركات والإعجاب بما تقدمه، وبالتالي حصد الملايين من الجنيهات بل والدولارات أيضا، وهو ما تابعناه خلال السنوات الأخيرة من "ربات بيوت" محدودات الإمكانيات، وقد تحولن إلى سيدات "ثريات" يسكنّ الفلل ويتنقلن بالسيارات الفارهة ويستقدمن الخادمات، كل ذلك بفضل فضاء السوشيال ميديا الذى أصبح الكثيرون يلهثون وراءه.
فوضى السوشيال ميديا التى أصابت الكثيرين بـ"الهوس" لم يقتصر تأثيرها على صانع المحتوى الذى استباح خصوصيات حياته وحرمة بيته ونشرها على الملأ، رغبة فى جني المزيد من الأموال، ولكنها أثرت أيضا على المتلقي الذى أدمن المشاهدة واعتاد عليها بعد أن تسللت كالمخدر إلى عقله وسيطرت عليه وعملت شيئا فشيئا على تفتيت الثوابت والقيم، منذ فترة تابعت صفحات بعض السيدات وكانت فى البداية عبارة عن استعراض مهارات الطبخ، ولكن مع تتابع الحلقات وزيادة عدد زوار الصفحات تطور الأمر بكثير منهن، وتطرقن إلى موضوعات ومسائل شخصية غاية فى الخصوصية، وهو ما دفعني إلى الغاء المتابعة لكل تلك الصفحات التى تمر أمامي على الفيسبوك من دون أن أبحث عنها.
للأسف الظاهرة يبدو أنها تحولت إلى النخبة من أصحاب المهن ومنهم الأطباء، ولعل ما أثارته طبيبة كفر الدوار من جدل بسبب طريقتها "الفاحشة" فى الحديث عن خصوصيات مرضاها، والتى أقسمت على الحفاظ عليها بحكم وظيفتها، جدد الحديث من جديد حول هذا "الجنون" الذى أصاب البعض جريا وراء الأرباح المادية، وهو هدفها ولا شيء غيره، ومن ثم فلا أتفق مع الرأى القائل إن الطبيبة لم تذكر أسماء ولكنها تحدثت عن واقع موجود بالفعل، وهو أمر مرفوض بالطبع، فإذا كانت تهتم بالتوعية فليست السوشيال ميديا مكانا مناسبا، وخاصة فى مثل هذه الأمور الدقيقة.
الأرباح الخيالية التى يحققها هؤلاء "اليوتيوبرز" يبدو أنها أصابتهم بالهوس، فاستباحوا خصوصياتهم لنشرها على الملأ، غير عابئين بتأثير ذلك على حياتهم الشخصية، ولا انعكاسات ذلك على الآخرين، فالمال هو المبتغى والمراد ومن أجله يهون كل شيء.
ظاهرة اليوتيوبرز بدأت فى مصر منذ عدة سنوات، لكنها أصبحت منتشرة على نطاق واسع خلال الآونة الأخيرة، ورأينا كيف حقق عدد كبير منهم وباختلاف المحتوى الذى يقومون بتقديمه، شهرة واسعة حتى تخطى المليون متابع على حساباتهم بالمنصات المختلفة، كما حققت القنوات الخاصة بهم عبر اليوتيوب ملايين الأرباح، ووفقا للأرقام المعلنة حقق زوجان أكثر من 92 مليون مشاهدة خلال شهر واحد فقط، بأرباح وصلت الى 4 ملايين و400 ألف دولار، وآخر وصلت أرباحه لما يزيد على 200 مليون مشاهدة خلال شهر واحد، وربحا سنويا بلغ 9 ملايين و600 ألف دولار.
بالتأكيد فإن خللا ما قد أحدث هذه الحالة الجديدة على مجتمعنا والتى أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي فى الوصول إليها.. وبالتأكيد أيضا أن هوس الميديا فى بعض الاحيان والترند فى أحيان أخرى، أفقد البعض "اتزانهم النفسي"، وغيب الحكمة والعقلانية من تصرفاتهم، فأصبحوا مادة للفضائح والنميمة وكشف "الستر، وهو ما يستوجب وقفة مع النفس أولا ثم بإجراءات تقنين مسئولة تحد من هذا "الغثاء القاتل".