ذكرت وكالة "أسوشتييد برس" في تقرير لها، مساء اليوم السبت، أن الوسطاء الأمريكيين والأوروبين والعرب يضغطون لمنع تطور الإشتباكات عند الحدود بين إسرائيل ولبنان إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط كان العالم يخشاها منذ أشهر.

وتضاءلت الآمال في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الصراع الإسرائيلي مع حماس في غزة من شأنه أن يهدئ الهجمات التي يشنها حزب الله في لبنان وغيره من المجموعات المتحالفة مع إيران.

  ووفقاً للوكالة، فإن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين يوجهون تحذيرات إلى حزب الله بشأن مواجهة القوة العسكرية لإسرائيل ، كما يقول دبلوماسيون حاليون وسابقون.

ويحذر المسؤولون الحزب من أنه "لا ينبغي له أن يعتمد على قدرة الولايات المتحدة أو أي جهة أخرى لصد القادة الإسرائيليين إذا قرروا تنفيذ خطط قتالية جاهزة لشن هجوم على لبنان، كما أنه لا ينبغي لحزب الله أن يعتمد على قدرة مقاتليه على التعامل مع أي شيء قد يأتي بعد ذلك"، بحسب ما ذكرت "أسوشتييد برس".   وتابع التقرير: "على جانبي الحدود اللبنانية، يبدو أن الضربات المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله، أحد أفضل القوات المقاتلة تسليحاً في المنطقة، قد توقفت على الأقل خلال الأسبوع الماضي. وبينما لا تزال الضربات اليومية تقصف المنطقة الحدودية، فإن التحول الطفيف قدم الأمل في تخفيف المخاوف المباشرة، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى إرسال سفينة هجومية برمائية مع قوة استكشافية من مشاة البحرية للانضمام إلى السفن الحربية الأخرى في المنطقة على أمل ردع صراع أوسع نطاقاً".   يقول جيرالد فايرستاين، وهو دبلوماسي أميركي كبير سابق في الشرق الأوسط، إنه ليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل أو حزب الله قد قررا تقليص الهجمات لتجنب إشعال فتيل غزو إسرائيلي للبنان. وعلى الرغم من ثبات وتيرة الأعمال الحربية الأسبوع الماضي، "يبدو أن الإسرائيليين ما زالوا يرتبون أنفسهم على أمل اندلاع نوع من الصراع... صراع مختلف تماماً"، على حد قوله. كذلك، يلفت التقرير إلى أن إيران لا تظهر أي علامة على رغبتها في الحرب الآن، لكنها ترى أن حزب الله يمكن أن يجرها إليها.   ومؤخراً، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أمس الجمعة إنه إذا شرعت إسرائيل في "عدوان عسكري شامل" على لبنان "فسوف تندلع حرب إبادة".

وهنا، يقول فايرشتاين: "من الواضح أنه إذا بدا أن الأمور تتجه نحو الأسوأ بالنسبة للإسرائيليين، فإن الولايات المتحدة سوف تتدخل، ولا أعتقد أنهم سوف يرون أي بديل لذلك".

وقال الجنرال سي كيو براون، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إنه بينما ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل في إسقاط وابل من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية في نيسان، فمن المحتمل ألا تقوم الولايات المتحدة بمساعدة الدفاع الإسرائيلي ضد أي هجمات أوسع نطاقاً لحزب الله .   كذلك، لفت بروان إلى أنه "من الصعب صد الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله بشكل روتيني عبر الحدود".   وبحسب الوكالة، فإن الجيش الإسرائيلي منهك بعد حرب دامت تسعة أشهر تقريباً في غزة، ويمتلك حزب الله ترسانة تقدر بنحو 150 ألف صاروخ وقذيفة قادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تعهد زعماء إسرائيل بإطلاق مشاهد دمار على غرار ما حدث في غزة على لبنان إذا اندلعت حرب شاملة.

ولم ينجح كبير مستشاري البيت الأبيض، آموس هوكشتاين حتى الآن في إقناع "حزب الله" وإسرائيل بوقف الهجمات.

ويشارك في الوساطة أيضا الفرنسيون، الذين تربطهم علاقات بلبنان بوصفهم القوة الاستعمارية السابقة، وأوروبيون آخرون، إلى جانب القطريين والمصريين.   وألقى مسؤولون في البيت الأبيض باللوم على حزب الله في تصعيد التوترات، وقالوا إنه يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كما أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الإسرائيليين أن فتح جبهة ثانية ليس في مصلحتهم.   أحد المسؤولين الأميركيين تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، أعرب عن غضبه من موقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي يقول إن إسرائيل ستشهد نهاية لهجمات حزب الله من خلال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في غزة.

لكن المسؤول أقر أيضًا بأن اتفاق وقف إطلاق النار بعيد المنال في غزة من شأنه أن يقطع شوطاً طويلاً في تهدئة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. (أسوشييتد برس)

   

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

شخصان يديران حزب الله عسكرياً.. تقريرٌ إسرائيلي يعلن الأسماء

زعمت دراسة جديدة أجراها معهد "ألما" الإسرائيليّ، وجود توتر بين رئيس أركان "حزب الله" محمد حيدر وقائد الجبهة الجنوبية هيثم علي طبطبائي الذي تُثار تساؤلات حول نجاته من الإستهدافات الإسرائيليّة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضدَّ لبنان.   وتقول الدراسة التي ترجمها "لبنان24" إنهُ "خلال الحرب، أظهرت إسرائيل قدرة على الوصول إلى صفوف حزب الله واختراق المعلومات الاستخبارية، كما نفذت عمليات اغتيال دقيقة لقادة ومراكز معلومات، على الرغم من أسلوب حياتهم وسلوكهم الحذر والسري".   وأردفت: "وبحسب الرصد المستمر الذي أجراه معهد ألما خلال الحرب، تم القضاء على 174 من كبار القادة العسكريين من كامل سلسلة القيادة: مجلس الجهاد، قادة الوحدات، قادة القطاعات، مراكز المعرفة العليا، وغيرهم. وإذا طبقنا هذا على الجيوش النظامية، فمن أجل المقارنة، فإننا نتحدث عن إقصاء رئيس الأركان وأعضاء هيئة الأركان العامة وقادة الفرق وقادة الألوية وقادة الكتائب وكبار ضباط الأركان وغيرهم".   وأكملت: "في ظل الاغتيالات العديدة التي طالت قيادات حزب الله العسكرية، هناك حالياً شخصيتان بارزتان بقيتا على قيد الحياة وتتواجدان في قيادته العسكرية: محمد حيدر وهيثم علي طبطبائي. وبالإضافة إلى هاتين الشخصيتين، ثمة أيضاً طلال حمية وهو عضو مجلس الجهاد وقائد الوحدة 910".   وتابعت الدراسة: "يشغل حيدر حالياً منصب رئيس أركان حزب الله بالوكالة، وقد حل محل فؤاد شكر الذي تم اغتياله يوم 30 تموز 2024. ولا يعد حيدر الشخصية العسكرية الكلاسيكية، فهو يتمتع بخلفية في النشاط المدني داخل حزب الله، ومن وجهة النظر الإسرائيلية، فإنه لدى حيدر فجوات في الخبرة العسكرية مع التركيز على النشاط العملياتي في الميدان".   وقالت الدراسة: "طبطبائي الذي كان قائداً للجبهة الجنوبية لحزب الله، حل محل علي كركي الذي تم اغتياله في 27 أيلول 2024. ويُعتبر طبطبائي صاحب خبرة عسكرية - عملياتية واسعة في الميدان".   وأكملت: "يعد طبطبائي مسؤولاً عن الوحدات الجغرافية الرئيسية الثلاث لحزب الله (ناصر، عزيز، وبدر)، والتي تعمل من منطقة صيدا حتى الحدود مع إسرائيل. هذه هي منطقة عمليات حزب الله الرئيسية التي ستكون في مركز محاولات إعادة الإعمار وتعزيز قوته من جهة، وفي مركز تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من جهة أخرى، مع التركيز على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، حيث تعمل وحدة نصر في القطاع الشرقي ووحدة عزيز في القطاع الغربي".   وتابعت: "لقد نجا حيدر وطبطبائي من الحرب، على الرغم من أنهما، وفقاً لتقارير مختلفة، تعرضا لمحاولات اغتيال أثناء الحرب. في الوقت نفسه، فإنَّ بقاء طبطبائي يثير عدداً من الأسئلة، وتشير التقديرات إلى أن اختلاف الخبرة العسكرية لحيدر يشكل محفزاً لخلق توترات شخصية ومهنية بينه وبين هيثم علي طبطبائي".   وأكملت: "يعتبر طبطبائي أن لديه سنوات عديدة من الخبرة العسكرية، مماثلة لخبرة شكر وإبراهيم عقيل وعلي كركي. وفي ضوء ذلك، فإننا نقدر أن علاقة العمل بين حيدر وطبطبائي تشكل مشكلة، ومن الممكن أن يكون طباطبائي يعمل على تقويض مكانة حيدر ويرى نفسه شخصاً أكثر ملاءمة لمنصب رئيس أركان حزب الله".   وتابعت الدراسة: "لقد كان حيدر عضواً في مجلس الجهاد لسنوات طويلة، وكان مستشاراً مقرباً من أمين عام حزب الله السابق حسن نصرالله. كذلك، لعب حيدر دوراً محورياً في صياغة استراتيجية الأمن في المنظمة، حتى أنه أطلق عليه لقب العقل الأمني الاستراتيجي نظراً لمساهمته الكبيرة في تطوير الخطط الأمنية والاستراتيجية".   وتابعت: "كذلك، كان حيدر مسؤولاً، من بين أمور أخرى، عن تنسيق النشاط العسكري لحزب الله في اليمن والعراق والاتصال مع الحوثيين والجماعات الشيعية. وقبل تعيينه في مجلس الجهاد، كان نائباً عن حزب الله في البرلمان عن قضاء مرجعيون -حاصبيا، وشغل هذا المنصب حتى عام 2009. اشتهر حيدر بظهوره المتكرر في وسائل الإعلام، وخاصة عندما قام بتحليل تقرير لجنة التحقيق الإسرائيلية بشأن نتائج حرب لبنان الثانية عام 2006. وخلال سنوات عمله في حزب الله، قبل انتخابه نائباً في البرلمان، قام بالعديد من الأدوار المدنية، وكان من بين أمور أخرى نائب رئيس المجلس التنفيذي وحتى مدير قناة المنار التلفزيونية".   وأكملت الدراسة: "كما أشرنا أعلاه، يعتبر حيدر أقل خبرة عسكرية من كبار أعضاء مجلس الجهاد في حزب الله الذين تم تصفيتهم على يد إسرائيل. وبتاريخ 23 تشرين الثاني 2024، وفي ساعات الصباح الباكر، تعرض مبنى من ثمانية طوابق في منطقة البسطة الفوقا في بيروت لهجوم جوي. ووفقا لتقارير مختلفة فإن هدف الهجوم كان محاولة اغتيال حيدر".   وأردفت: "أما طبطبائي فهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الله، وله معرفة وخبرة عسكرية واسعة في لبنان وسوريا واليمن، وقاد وحدة الرضوان، وهو على قائمة المطلوبين لدى الولايات المتحدة، بل ونجا من عدة محاولات اغتيال. والطباطبائي هو ابن لأم لبنانية جنوبية وأب إيراني، ووُلد في بيروت ونشأ في جنوب لبنان، وانضم إلى حزب الله في شبابه".   وتقول الدراسة: "بعد اغتيال القيادي الكبير في حزب الله عماد مغنية (شباط 2008) ودمج وحدة التدخل السريع في وحدة الرضوان (التي سميت على اسم مغنية)، تم نقل طبطبائي من قيادة وحدة التدخل إلى منصب أقل رتبة كقائد فصيلة في وحدة الرضوان، لكنه لا يزال يحتفظ بهالة شخصية بارزة في الوحدة. وخلال الحرب الأهلية السورية، عندما دُعي حزب الله للمشاركة في القتال إلى جانب نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حصل طبطبائي على سلطة جديدة وخاصة في سوريا. وكجزء من هذه السلطة، تم تكليفه بمسؤولية بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله في مرتفعات الجولان بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وفي كانون الثاني 2015، نجا طبطبائي من هجوم إسرائيلي في محافظة القنيطرة، جنوب سوريا، وقد كان هو الهدف الرئيسي من الهجوم لكنه لم يتعرّض لأذى. حينها، أدى هذا الهجوم إلى مقتل ضابط إيراني كبير وجهاد مغنية، نجل عماد مغنية".   وأكملت الدراسة: "في عام 2016، كان طبطبائي في مهمة عسكرية مع الحوثيين في اليمن، ومن الممكن أن يكون أرسل إلى هناك لسبب مهني، ومن الممكن أن يكون أرسل إلى هناك لأنه نجا من محاولة الاغتيال التي جرت في كانون الثاني 2015، حيث أراد حزب الله إبعاده عن الساحة".   وتابعت: "كان طبطبائي مشاركاً في التدريب المهني لعناصر ميليشيا الحوثي وعمل بالتنسيق مع فيلق القدس الإيراني في هذه القضية. وفي عام 2016، تم وضع الشخص المذكور على قائمة عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية - قائمة الإرهابيين العالميين المعينين بشكل خاص، وفي عام 2018، عرض الأميركيون مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لأي شخص يقدم معلومات عنه. وفي كانون الثاني 2022، نُشرت تقارير تفيد بمقتل طبطبائي في هجوم للتحالف العربي في صنعاء، لكن الأمر لم يكن صحيحاً. وبعد نشاطه في اليمن، عاد طبطبائي إلى لبنان وتم تعيينه مسؤولاً عن غزو الجليل، اعتباراً من 2019-2020، أي قائد وحدة الرضوان". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • دخول 167 شباكاً آلياً جديداً حيز الخدمة في هذه الولايات
  • الولايات المتحدة تسريع مفاوضات غزة قبيل انتهاء مهلة قائد أنصار الله
  • رئيس البرلمان الإيراني: لن ننتظر وصول أي رسالة من الولايات المتحدة
  • تفاصيل جديدة.. تقرير يكشف: جيش الاحتلال أخفى معظم حقائق 7 أكتوبر
  • تامر المسحال يكشف كواليس مفاوضات الولايات المتحدة وحماس
  • شخصان يديران حزب الله عسكرياً.. تقريرٌ إسرائيلي يعلن الأسماء
  • في يوم المرأة العالمي.. تقرير حقوقي يكشف بالأرقام انتهاكات الحوثيين بحق نساء اليمن منذ يناير 2017
  • ترامب يعين ريتشارد ديوك بوكان سفيرا جديدا في الرباط
  • تقرير أرجنتيني:اليمنيون يتحدّون عقوبات ترامب
  • الولايات المتحدة تبحث حظر ديب سيك