يُصادفني أثناء تجوالي في شوارع المحروسة، وأيضًا أثناء استخدامي وسائل النقل العامة، كثير من المواطنين المستاؤون النافرون من الحالة التي تمر بها مصر الحبيبة. فما من مكان إلا ويقع على مسامعك قول البعض وهم يتجاذبون أطراف الحديث، غاضبون من حاضرهم وخائفون من مستقبلهم الذي هو جزء من مستقبل أولادهم. إلا أن الملفت في الأمر هو ما سمعته اليوم وجعلني أفكر فيه مرارًا وتكرارًا، ما لفظ به أحد القائلين في الشارع قائلًا: «هو في حد يقدر يتكلم ويقول رأيه.

. دول يقدروا ينفو أي حد يقدر يقول كلمة بصراحة ويدخلوا السجن بلا رجعه».

ذكرني هذا القول بمقال كتبته في العام الماضي، تحت عنوان «حرية التعبير عن الرأي.. حق مكفول أم ذنب غير مغفور؟!»، وأدعوكم لقرأته لعله يكون بمثابة تنفيسة بسيطة وسط هذه الموجة من الغيان، وعدم الاطمئنان التي يمر بها الشارع المصري، وإلى نص المقال:

«أرفع رأسك فوق أنت مصري». كانت هذه العبارة من اول العبارات التي نادى بها جموع الشعب المصري، في ثورته الخالدة، ثورة الخامس والعشرون من يناير لسنة 2012م. ولا يخفي على صغيرنا قبل كبيرنا إنه ا تُردد في بعض الغنوات، ويتغنى بها الكثير. ولكن السؤال الآن، لماذا لا يرفع شعبنا الحبيب صوته بمطالبه المشروعة؟ لمصلحة من يريد تكميم أفواه هذا الشعب؟ هل هذه هي الديمقراطية التي ينشدها الدستور، وتتحاكى بها القيادة السياسية أمام العالم في المحافل الدولية؟

لا أخفى عليك عزيزي القارئ أن هذه التساؤلات خاطبتني اثناء تجوالي في الشارع وسط الناس، لقد سمعت الكثير والكثير من المعانة التي يعانيها هذا الشعب من غلاء الأسعار، وكبد المعيشة، وضيق الكسب التي يعاني منه الصغير قبل الكبير. 

والاجابة عن هذه التساؤلات قد لا تنال اعجاب البعض، ولكن قد يكون الامر على العكس من ذلك، ومن يدرينا فقد تكون هذه التساؤلات سببًا في لحظة بصيرة وضمير ويعمل المسؤول، بضمير حي ويقظ داخل عمله ومؤسسته. ونعود للتساؤل الأول، لماذا لا يرفع شعبنا الحبيب صوته بمطالبه؟ الإجابة عن هذا التساؤل تصيبنا بالاندهاش، من قال ان الشعب لا يرفع صوته. الشعب يريد أن يقول ما بداخله وما يشعر به، ولكن هناك من يريد اسكات وإخماد هذا الصوت، أعلم علم اليقين، أن الشعب المصري إذا قال كلمته بعد كل هذه المعاناة، لن يستطيع أحد كان من كان أن يخمد صوته، فقد تستطيع إخماد الحريق العظيم، ولكن في هذه الحالة قد يطول الوضع، فلكل مقام مقال يا سادة.

وهذا ما يقودنا إلى التساؤل الثاني، لمصلحة من يريد تكميم أفواه هذا الشعب؟ نعم صحيح، كيف تندد القيادة السياسية بالتعبير السلمي عن الرأي، وهم بنفس الوقت ينبهون بشدة بعدم التظاهر، ويتخذون كافة اشكال الضبط القانوني حيال من سيقف في ميدان عام ليقول رأيه.

هذا بالضبط ما يجعلنا نعود للتساؤل الثالث، هل هذه هي الديمقراطية التي ينشدها الدستور، وتتحاكى بها القيادة السياسية؟ في تقديري أن الشعب المصري لن يقوى على قول كلمة إلا إذا وافقته في هذا القيادة السياسية، أو بعبارة أخرى، الشعب المصري لن يقول إلا نعم للقيادة السياسية في جميع قراراتها، سواء كانت هذه القرارات في مصلحتنا أم ضد مصلحتنا. وقد يسأل ساءل بمليء فمه قائلًا: وهل تعرف انت أو أي مواطن مصلحة الشعب أكثر من القيادة السياسية؟

يؤسفني أن أجيب، نعم، الحكومة المصرية كانت ولازالت تتخذ قراراتها، بمعزل عن الشارع وعن الرأي العام. الحكومة المصرية ستحتاج الحكومة المصرية ليس إلى قرارات مكتبية، بل إلى النظر إلى الشارع المصري نظرة بعين الضمير الإنساني، وستجد أن المواطن المصري يحتاج إلى ضابط حقيقي للأسواق. 

والسؤال الآن، هل هذا ما يحتاجه المواطن المصري؟ نعم، ما نريده جميعًا كمصريين، ضبط حقيقي للأسواق، نريد ألا تستخف بنا القيادة السياسية بالمبادرات التي تُفعل دون داعي، وغير آدمية، بل وغير صالحة من الألف للياء للاستهلاك الآدمي. ويا للأسف فقد وصل الأمر، إلى تكميم الافواه وحرمانه من أبسط معاني الإنسانية والحرية في ابدأ رأيه. باختصار شديد الشعب المصري لن يستطيع أن يمارس حقه المشروع في التظاهر السلمي وأؤكد السلمي إلى ابد الدهر، بفضل بث الخوف والرعب في نفس الكبير قبل الصغير من قبل المسيؤون بقدرتنا الإنسانية قبل المادية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: القیادة السیاسیة الشعب المصری عن الرأی

إقرأ أيضاً:

عضو الرئاسي اليمني سلطان العرادة يدعو الأحزاب إلى توحيد موقفها السياسي

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن محافظ مارب، سلطان العرادة، الأحزاب اليمنية إلى توحيد موقفها السياسي والخطاب الإعلامي بما يسهم في تعزيز الاصطفاف الوطني والتغلب على كافة التحديات.

وشدّد العرادة خلال لقائه بقيادات فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة مارب (شرق)، على ضرورة العمل على تعزيز الالتفاف الشعبي حول مبادئ الجمهورية والتمسك بالثوابت الوطنية، وتفعيل العمل المشترك.

كما دعا إلى الاستفادة من دروس الماضي ونبذ الخلافات وتقريب وجهات النظر، والابتعاد عن المناكفات السياسية والمهاترات الإعلامية، ووضع مصلحة الوطن فوق كل المصالح والاعتبارات.

وحيّا عضو مجلس القيادة روح الأخوة والتوافق والتضحية بين الأحزاب السياسية بالمحافظة، والتفافهم حول المبادئ والمكتسبات الوطنية المتمثلة بالثورة والجمهورية ووقوفهم للدفاع عنها إلى جانب إخوانهم في القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية.

من جانبهم، أكّد قادة فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة مارب وقوفهم إلى جانب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطة المحلية في المحافظة؛ مجدّدين التأكيد على التمسك بوحدة الصف الوطني.

مقالات مشابهة

  • على اعتبار أن الفن رسالة بلغة إبداعية صامتة ..آراء متفقة للفنانين العمانيين حول حرية التعبير والقيود
  • مصدر رسمي: تأجيل زيادة أسعار الكهرباء لهذا السبب -تفاصيل
  • عضو الرئاسي اليمني سلطان العرادة يدعو الأحزاب إلى توحيد موقفها السياسي
  • بمناسبة ذكرى 30 يونيو.. الأحزاب السياسية تنظم احتفالات بكافة محافظات الجمهورية
  • العسكر يقرأون من نفس الكتاب القديم والقوى المدنية لم تتعلم الدرس
  • هذا هو الهدف من حرية التعبير .. ماسك يرد على ناشط داعم لأوكرانيا
  • الائتلاف الليبي يُؤكد ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة
  • إذا أردت أن تعرف مدى حرية مجتمع ..فانظر ماذا يحدث في مسرحه
  • منابر الفكر والنقاش: الجامعات العراقية في مواجهة التحديات السياسية