الوطن:
2024-07-01@22:48:43 GMT

القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم

فى حياة كل شعب أيامٌ مضيئة لا تنساها الأجيال المتعاقبة. تتعلم الشعوب من خلال هذه الأيام أن تثق بقدرتها على التغيير، وقدرة الجماهير على إحداث الفارق فى تاريخ الأمة ومستقبلها.

وفى مصر، كان يوم 30 يونيو 2013 أحد هذه الأيام المضيئة؛ إذ أثبت أن مصر العظيمة لا تنهزم، وأنه فى أحلك الظروف وأعتى التحديات يستطيع الشعب المصرى دائماً أن يجد مخرجاً.

وأن العقلية المصرية والمخزون الحضارى لهذا الشعب لا ينضب ولا يجف.

إن خروج ملايين المصريين فى يوم 30 يونيو 2013 حمل الكثير من الدلالات والرسائل التى تستحق أن نتأملها بعمق، ونوفيها حقها فى الدراسة والتفكير، ونتعلم منها كيف يستطيع المصريون إحداث الفارق ومواجهة التحديات والصعاب، إن 30 يونيو هى درس عظيم فى الأمل.

واحدة من أهم الدلائل التى حملتها 30 يونيو انحياز المصريين لدولة المواطنة؛ فقد كان الخطاب السياسى فيما قبل 30 يونيو؛ محمَّلاً بالكراهية والعداوة تجاه أى مختلف، ومتخذاً منطلقاً مبنياً على ادعاءات تتنافى مع قِيَم التسامح، وتهدِّد التماسك والسلم المجتمعيَّيْن.

وقد ظهر الوجه الآخر لهذا الخطاب بأعنف صوره فى الأحداث التى تلت ثورة 30 يونيو، من الاعتداءات التى طالت المجتمع المصرى كله، والشهداء الذين سقطوا جراء هذا العنف، والتخريب والهجوم الذى طال كافة أنحاء البلاد.

لكن صمود شعبنا العظيم وتماسكه حال دون نجاح هذه المخططات العنيفة.

وكذلك اتخذت الدولة ما بعد 30 يونيو خطوات جادة فى قضية المواطنة، فجاءت قرارات ترميم الكنائس المتضررة، وإعادتها أفضل مما كانت عليه، ثم صدور قانون دور العبادة، وتقنين أوضاع الكنائس، وغيرها من الخطوات والأحداث التى أكدت حرص الدولة المصرية على تفعيل المواطنة، ومعالجة قضايا عانت منها مصر على مدار عقود متصلة؛ وهذا الحرص استُلْهِم وتأسس على روح ثورة 30 يونيو العظيمة.

إن هدف تحقيق دولة المواطنة فى مصر قد صار الآن أقرب بكثير مما كان عليه سابقاً، والعمل على تعزيز المواطنة هو عمل مجتمعى يشترك فيه الجميع لأجل الجميع لبناء الجمهورية الجديدة.

إن المواطنة تظل مجرد فكرة وشعار سياسى ما لم تنتقل إلى الممارسات العملية ويستوعبها العقل الجمعى ويعمل فى إطارها، وكان يوم 30 يونيو هو إحدى الدلائل العظيمة على استيعاب العقل الجمعى المصرى لأهمية المواطنة.

واليوم، نعلم جميعاً حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية؛ فالظروف العالمية والإقليمية فى غاية التعقيد والصعوبة، والتحديات الاقتصادية ليست سهلة وتحتاج لحلول غير تقليدية، لكننا نثق بالله أولاً ونؤمن بقدرته العظيمة على تغيير الواقع، ثم نثق بقدرة الشعب المصرى على تجاوز التحديات، ثم قدرة الدولة المصرية على قيادة الأمر بحكمة.

إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسى، بل كانت تجسيداً لقوة وإرادة الشعب المصرى، واستناداً إلى مخزون حضارى عريق يمتد عبر آلاف السنين.

أثرت الثورة بشكل عميق على مفهوم دولة المواطنة فى مصر، وأكدت عظمة مصر كدولة ذات حضارة عظيمة.

ورغم التحديات، يظل الأمل مستمراً فى قدرة المصريين على تجاوز الصعاب وبناء مستقبل مشرق. إن مصر اليوم تحتاج للعمل أكثر من أى شىء آخر، والإخلاص والجهد فى تحقيق التنمية بكافة المجالات.

وواحدة من أهم ثمار المواطنة تعلم العمل معاً والتكاتف لتحقيق الأهداف والمصلحة العامة.

حين أتذكر ثورة 30 يونيو، أشعر بالفخر الكبير لانتمائى للشعب المصرى، وأتطلع وأصلى دائماً لأجل غدٍ أفضل، واثقاً أن تحقيق هذا الغد الأفضل ممكنٌ، بل أكيد، طالما أن هذا الشعب متماسك وواعٍ وحريص على استقرار الدولة والمجتمع.

لتكن ثقتنا دائماً فى قدرة مصر وعظمتها وأن «مصر لا تنهزم»

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو الشعب المصرى حضارة عظيمة ثورة 30 یونیو

إقرأ أيضاً:

صوت الشعب: مؤتمر الاستثمار رسالة دعم من الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصرى


كتب- عمرو صالح:
قالت المهندسة مروة حسين بوريص، الأمين العام لحزب صوت الشعب، أن مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى، يعد منصة رئيسية للتعريف بالفرص الهائلة التى تمتلكها مصر لجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز التعاون الاقتصادى مع الكيانات والشركات الكبرى فى دول الاتحاد الأوروبى.

وأضافت "بوريص"، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى افتتاح مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى، تضمنت عددا من الرسائل المهمة، فى مقدمتها أن المؤتمر يمثل رسالة ثقة ودعم من الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصرى، وللاجراءات الاقتصادية التى تم تنفيذها على مدار العشر سنوات الماضية، وقدرة مصر على تجاوز التحديات الاقتصادية، والمضى قدما نحو تنفيذ التنمية الشاملة والمستدامة.

وأوضحت الأمين العام لحزب صوت الشعب، أن مصر تمتلك العديد من المقومات لجذب الاستثمارات، بما يتيح للدول والكيانات والشركات الاقتصادية الكبرى، فرصة الاطلاع على الامكانيات الاستثمارية، فى قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية والطاقة المتجددة، والأمن الغذائى، وتعزيز التكنولوجيا والابتكار، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

كما يساهم المؤتمر أيضا فى الترويج للمناطق الجاذبة للاستثمار مثل المنطقة الصناعية لقناة السويس، التى تتضمن فرصا استثمارية هائلة تتنافس عليها الدول والكيانات الكبرى.

وأشارت إلى أن دول الاتحاد الأوروبى لديها اهتمام كبير بملف الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، فى ظل أزمات الطاقة العالمية، حيث تمتلك مصر النصيب الأكبر من الطاقة المتجددة التى تجعلها بلدا جاذبا للاستثمار فى هذا المجال، وتبذل جهودا حثيثة لتكون جسرا ومركزا إقليميا لنقل وتداول الطاقة بين الشرق والغرب.

وتابعت أن الدولة المصرية تحرص على تمكين القطاع الخاص، من خلال التطبيق الجاد والفعال لوثيقة سياسة ملكية الدولة، والتخارج من المشروعات الكبرى، بما يتيح زيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصرى.

وأكدت الأمين العام لحزب صوت الشعب، أن مصر أثبتت أنها شريك يعتمد عليه للاتحاد الأوروبى، لما لها من دور مهم فى تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن السيطرة على الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، وبالتالى فإن هذه المؤتمر يعكس قوة ومتانة العلاقات الجانبين فى ظل التحديات العالمية التى لها انعكاسات خطيرة على الاقتصاديات الوطنية فى مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية، والعدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، وأزمة الملاحة فى البحر الأحمر.

مقالات مشابهة

  • كيف نظر العالم لثورة 30 يونيو فى مصر؟.. الدول العربية أيدت الأمر لمعرفتها بخطر الجماعات الظلامية
  • هبة عبد العزيز تكتب: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة المخرج للمرأة المصرية من الوقوع فى فخ الجهل والتجهيل الذى مارسته الجماعة المحظورة
  • وزير المالية: التعاون المصرى مع البنك الدولى نموذج للشراكة التنموية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية
  • برلماني: المصريون أجهضوا مخطط «أخونة الدولة» في ثورة 30 يونيو
  • صوت الشعب: مؤتمر الاستثمار رسالة دعم من الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصرى
  • قداسة البابا تواضروس الثاني يكتب: في ذكرى 30 يونيو.. تحديات وأمنيات
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • الإنتفاضة العظيمة.. والعودة إلى الحياة
  • مروان قرقورة: 30 يونيو شكلت نقطة تحول في مستقبل الدولة المصرية