لجريدة عمان:
2024-11-05@06:39:19 GMT

نحو سياسة تعليمية جديدة

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

لاحظت هذا العام والأعوام التي سبقته إعلان الكثير من الجامعات والمؤسسات الطبية والاقتصادية عن استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات وهو مجال مهم للغاية سبقتنا إليه الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وأن كثيرًا من أطباء العالم يستخدمون «الروبوت» في الجراحات الدقيقة سواء في جراحات المخ أو الصدر أو حتى في الجراحة العامة ولو اطلعنا على مستشفيات العالم من خلال مواقعها الألكترونية فسوف يتبين لنا أن آلاف الأطباء يستخدمون هذه التقنية العالية، ووصل الأمر من بعض الأطباء إلى إجراء أكثر من خمسة آلاف جراحة دقيقة وكل هذا نتاجًا طبيعيًا للبحث العلمي الذي قطعت فيه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية شوطًا كبيرًا.

فإعمال الذكاء الاصطناعي ليس قاصرًا على العمليات الجراحية وإنما يتجاوز ذلك إلى العديد من المجالات بما فيها العمل الصحفي والبحث العلمي سواء في العلوم التجريبية أو في العلوم الإنسانية.

فيما يتعلق بعالمنا العربي الذي تتسابق فيه مؤسساتنا في الإعلان عن استخدام هذه التقنية الجديدة لكن يبقى السؤال المهم: هل لدينا مراكز بحثية متخصصة في هذا المجال؟ وهل لدينا معرفة وافية بهذه التقنية العجيبة التي بذلت من أجلها المراكز البحثية في العالم جهودًا مضنية علمية ومادية في سبيل الوصول إلى استخدام هذا العلم في معظم مجالات الحياة؟ ألاحظ أن كل مؤسساتنا العربية التي أعلنت عن إعمال هذه التقنية جاء على سبيل استخدام البرامج التي يستخدمها الأوروبيون، ولم يحدث أن دولة عربية قد أسست مركزًا بحثيًا وأنفقت عليه من الأموال وتأهيل الكفاءات الفنية والعلمية لكي يكون لها دور في هذا الاكتشاف الذي عم العالم المتقدم على الرغم من أن بعض دولنا العربية لديها من الأموال التي لو أنفقت جزءًا قليلاً منها، وخصوصًا بعد أن رأينا أجيالاً جديدة من الشباب الذي امتلك قدرًا كبيرًا من العلوم التجريبية، كثيرون منهم تلقوا تعليمهم في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ورغم ذلك فقد اقتصر طموحنا على مجرد استخدام البرامج التي ابتكرها غيرنا والعجيب في سياساتنا أن بعض دولنا العربية التي لديها فوائض مالية ضخمة راحت تتبارى في إقامة المهرجانات الفنية بطريقة مستفزة وتنفق عليها مئات الملايين لمجرد الإعلان وإلهاء الناس.

العجيب في الأمر أننا في كل أعمالنا رحنا نقلد الولايات المتحدة الأمريكية سواء في برامجنا التعليمية والأكاديمية أو في سياساتنا العامة، ولعل ظاهرة إنشاء كليات الإعلام تعد واحدة من التجارب الفاشلة حينما خصصنا كليات وأقسام علمية يدرس فيها الطالب 4 سنوات ليحصل بعدها على مايسمى بالشهادة الجامعية في علوم الاتصال، بينما الواقع العلمي يؤكد أننا ننفق من الوقت والمال في دراسة كان في استطاعتنا أن نخصص لها عامًا دراسيًا واحدًا عقب المرحلة الجامعية يحصل فيها الدارس على تقنيات وفنيات علوم الاتصال بكل تفاصيله ، فالمشتغل في الإعلام في الصحافة والتلفزيون وحتى العلاقات العامة في حاجة لأن يكون مجيدًا في اللغة العربية وبعض اللغات الأجنبية فضلاً عن اهمية الثقافة بمعناها الفني والسياسي والتاريخي والاجتماعي بعدها يمكن أن يكون إعلاميًا بارعًا بعد حصوله على القدر المناسب من التدريب وإعادة التأهيل وخصوصًا وأن التجربة المعاشة في كل مجالات الإعلام تؤكد أن غالبية من امتهنوا هذا العمل لم يأتوا من خلفية أكاديمية متخصصة في الإعلام وإنما في معظمهم جاءوا من مجالات تعليمية اخرى سواء كان دارسًا للغات الإجنبية أو متخرجًا من أقسام اللغة العربية والتاريخ أو حتى في مجالات العلوم التجريبية، والملاحظ أن الكثيرين من الشباب بعد حصولهم على الثانوية العامة يتسابقون إلى الالتحاق بهذا التخصص ثم بعدها يبحثون عن عمل فلايجدون مايحقق أحلامهم.

نحن في حاجة إلى إعادة النظر في برامجنا التعليمية وهو مايستوجب إعادة النظر في برامج دراسية أخرى من قبيل أقسام الوثائق والمكتبات التي لا أعتقد أنها في حاجة إلى دراسة 4 سنوات يستغرق الطالب في دراسات فنية لاتؤتي ثمارها في سوق العمل ، فهي كأقسام الإعلام التي لاتحتاج إلى 4 سنوات من عمر الشباب، واقترح أن يلتحق الطالب بعد تخرجه من أي فرع من فروع الدراسة الجامعية لكي يدرس بعدها لمدة عام واحد في الجوانب الفنية المتعلقة بهذا التخصص وخصوصًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والبرامج المتعلقة بهذا المجال(الوثائق والمكتبات)، وقد أتيح لي أن أتعرف على الكثيرين في العالم ممن يعملون في هذا المجال في معظم المكتبات الكبرى وتبين لي أن معظمهم قادمون من تخصصات ما بين التاريخ والفلسفة والاجتماع بعدها يحصلون على إعادة تأهيل لفترة ربما لاتتجاوز عدة أشهر.

نحن في حاجة إلى سياسات تعليمية جديدة ابتداءً من العاملين بحقل التعليم في المرحلة قبل الجامعية (وقد سبق أن كتبت في ذات الصحيفة مقالاً عن هذه القضية ) أو العاملين في مجال الإعلام والمكتبات والأرشيفات الوثائقية ، جميعهم بحاجة إلى تأهيل أساسي في أي فرع من فروع العلم لكي يمتلك الدارس بعدها مقومات المعرفة بمعناها العلمي والثقافي قبل التحاقهم بأي عمل في هذه المجالات ، فمن غير اللائق أن يلتحق الإعلامي بالعمل في أي مجال دون أن يكون لديه رصيد ثقافي ومعرفي وإجادة وافية للغة العربية وبعض اللغات الأجنبية، وهو ماينطبق على المشتغلين في حقل المكتبات والوثائق.

أعتقد أننا في حاجة إلى إعادة النظر في هذه السياسات، وهو ما يستوجب إرادة قوية قد لاتستطيع جامعاتنا ومؤسساتنا أن تقدم على هذه الخطوة التي أعتقد أنها ضرورية، بل ملحة لعل أحوالنا تنصلح.

د. محمد صابر عرب أكاديمي وكاتب مصري

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المتحدة الأمریکیة هذه التقنیة فی حاجة إلى

إقرأ أيضاً:

«الشرير» يسخر من الإعلام البريطاني.. إنه سؤال عادل


ساو باولو (د ب أ)
سخر ماكس فيرستابن، سائق فريق ريد بول من الإعلام البريطاني، بعدما اقترب كثيراً من إسقاط منافسه لاندو نوريس سائق مكلارين في سباق الفوز ببطولة العالم لسباقات فورمولا-1 وقدم الهولندي فيرستابن أداء مذهلاً ليفوز بجائزة البرازيل الكبرى، وسط أجواء ممطرة، ليوسع تقدمه على نوريس سائق مكلارين، بفارق 62 نقطة، مع تبقي 86 نقطة متاحة في آخر ثلاثة سباقات من الموسم الجاري.
ولكن قبل سباق البرازيل، شبه دامون هيل بطل العالم عام 1996، فيرستابن بالشرير ديك داستاردلي، بينما قال المذيع والسائق البريطاني السابق مارتن بروندل، إن إرث السائق الهولندي بقي ملطخاً، بعد تورطه في عقوبة 20 ثانية في سباق جائزة المكسيك الكبرى، لتسببه في خروج نوريس عن المضمار مرتين.
وقال البريطاني الآخر، جوني هربرت، الفائز بجائزة بريطانيا الكبرى عام 1995، إن قيادة فيرستابن كانت مؤذية ومتطرفة، وإن سائق ريد بول يتسم «بعقلية مروعة».
ورد فيرستابن في المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد الدولي للسيارات، عقب السباق، «لدي سؤال سريع مع كامل التقدير لكل الموجودين هنا، لكنني لا أرى أي ممثل للصحافة البريطانية، فهل كان عليهم التوجه بسرعة إلى المطار؟ أم أنهم لا يعرفون مكان المؤتمر؟»، وأضاف الفرنسي بيير جاسلي سائق فريق ألبين، الذي احتل المركز الثالث، أثناء جلوسه بجانب فيرستابن في المؤتمر، «إنه سؤال عادل».
وفاز فيرستابن بسباق البرازيل رغم الانطلاق من المركز السابع عشر، ليقترب بقوة من الفوز ببطولة العالم للعام الرابع على التوالي. وبدا أن نوريس على استعداد لتقليص الفارق مع فيرستابن، بعد فوزه بمركز الانطلاق في البرازيل، لكنه أنهى السباق في المركز السادس، متخلفاً بفارق نصف دقيقة عن الهولندي.
من جانبه، قال أندريا ستيلا، رئيس فريق مكلارين، «بطولة الصانعين تبقى أولويتنا دائماً، لذا فإن خسارة هذا السباق لن تغير شيئاً». واستدرك ستيلا، «أما بخصوص بطولة السائقين، فإن نوريس لم يكن يعاني أي ضغوط، بل كنا نستمتع بهذه المنافسة».
وأكد «فرصتنا تبقى قائمة رقمياً، وسيحاول كل من نوريس، وأوسكار بياستري الفوز بالسباقات القادمة». وسيضمن فيرستابن تتويجه ببطولة العالم في الجولة التالية في لاس فيجاس يوم 23 نوفمبر، في حال أنهى السباق في مركز متقدم عن نوريس.

 

أخبار ذات صلة من المركز السابع عشر إلى اللقب.. أنه ماكس فيرستابن «الأضرار الجسيمة» تبعد سائق ويليامز من «فورمولا البرازيل»

مقالات مشابهة

  • أبوظبي تطلق 66 سياسة جديدة ومحدثة للتعليم الخاص والمبكر
  • موقف طريف بين لودي وأحد الجماهير .. فيديو
  • الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
  • مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية
  • البرهان: نفخر بالنهضة التي حققتها مصر في جميع الخدمات الإنسانية
  • «الشرير» يسخر من الإعلام البريطاني.. إنه سؤال عادل
  • بعد مهاجمته بشراسة.. فيرستابن يسخر من الإعلام البريطاني
  • "‏بريكس".. حديث الإعلام العالمي
  • «بولتون»: سياسة أمريكا الخارجية ليست ضمن القضايا الرئيسية للحملات الانتخابية
  • اليونسكو: صحفي واحد يقتل كل 4 أيام حول العالم